"توازن الكون" لهند ناصر تصوُّر للتعاقب الزمني المستمر للثنائيات
أعمال هند ناصر تحلّق باتجاه عوالم تتجاور فيها الألوان والخطوط على أسطح اللوحات ضمن هارمونية جمالية يتشابك فيها الواقع والخيال.
الثلاثاء 2024/10/15
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أفكار تتجسد بألوان مبهجة
عمان- يكشف معرض “توازن الكون” للفنانة التشكيلية الأردنية هند ناصر عن متوازيات منها ما هو أفقي ومنها ما هو عمودي مستوحاة من التعاقب المستمر بين ثنائيات الليل والنهار والصيف والشتاء وغيرها من الثنائيات المنتشرة في حياتنا، فلكل طرف في كل ثنائية خط سيره الزمني الذي لا يتقاطع مع سواه.
وتحمل الأعمال المعروضة على غاليري وادي فنان حتى 24 أكتوبر الجاري رسالة مفادها أن هذه المنظومة محكَمة وأنّ أي خلل فيها ستكون نتائجه وخيمة.
ويتبنى المعرض مقولة للفيلسوف نيتشه يرى فيها أن “الفن وُجد لنتقبّل الحقيقة”، لذا تحلّق أعمال هند ناصر باتجاه عوالم تتجاور فيها الألوان والخطوط على أسطح اللوحات ضمن هارمونية جمالية يتشابك فيها الواقع والخيال بما يتيح للإنسان تحقيق التوازن الداخلي ويجعله يتقبّل الحقيقة.
هند ناصر تتلمذت على يد الفنانة الراحلة فخر النساء زيد ودرست الفن في معهد فخر النساء زيد للفنون الجميلة، وكانت عضوا فيه، كما شاركت في العشرات من المعارض الدولية والعربية والمحلية، وأسست المركز الأردني للحرف اليدوية (أرتيزانا)، وساهمت في تأسيس المركز الأردني للحرف، كما أسست نادي (الإيكابانا) الأردني التابع لنادي (الإكابانا) العالمي.
وتقول “أنا معنية بالألوان، وأستطيع التنقل في ما بينها بسهولة ويسر.. لا أختار ألواني بل هي تفرض نفسها عليّ، فخلال عملي على إنجاز اللوحة كأنما اللون يأتي إليّ ليخبرني بالموقع الذي يناسبه على سطحها”.
هند ناصر: أنا معنية بالألوان، وأستطيع التنقل في ما بينها بسهولة ويسر
والمتأمل في اللوحات يرى أن منها ما جاء وفق خطوط أفقية ومنها ما جاء وفق خطوط عمودية، وفي الحالتين تشي الخطوط بالاستمرارية إلى ما لا نهاية، وكل خط منها يليه أو يوازيه خط يسير بالاتجاه نفسه، لكن من غير أن يتشابك مع الخط الذي يليه أو يسبقه، وهو ما يعبّر عن حياة الإنسان التي تعد وحدة كاملة لها خصوصيتها وفرادتها ولا ينبغي لآخر أن يقتحمها أو يخلّ بتوازنها، وإن كانت تلك الخطوط مجتمعة معاً تعقد في ما بينها حوارًا يؤكد التكامل الإنساني.
جاءت ألوان هند ناصر هادئة ومشرقة، وهي مستوحاة من الألوان الشرقية المبهجة التي تحاكي الطبيعة، وتمنح البصر بعدًا جماليًا وتساعد على بث الطاقة الإيجابية في النفس وعلى إبراز معاني الألفة والمحبة، وكثيرًا ما كشفت الناصر عن مصدر إلهامها ذاك بقولها “لديّ عالمان: العالم الخارجي وعالمي الداخلي، ومن كليهما أستوحي إلهامي الأساسي؛ من الطبيعة والعالم الخفي خلفها”.
وتؤكد “هنالك رابط قوي بيني وبين الطبيعة؛ هي نبع إلهامي، أجد ملاذي في وضعها دائم التغيير، وعندما تسيطر العبثية تصبح وليّي الأمين، وينطلق الأمل من عودة الولادة وتجدد الحياة، وهذا يشكل حلقة من حلقات الكون الأكبر حيث يسود الانسجام والدقة والكمال. أنا تلك الرغبة الملحّة للوصول إلى المطلق والخلق والإبداع، وأنا ذلك العقل الساعي للوصول إلى المجهول”.
وعبر الألوان التي تضع حدودًا غير صارمة للخطوط الأفقية والمودية البعيدة عن الحدة الهندسية، تتراكب طبقات من الألوان وتتجاور، وتبرز من بينها امتزاجات لونية بسيطة تظهر كما لو أنها كائنات صغيرة تسبح في فضاء اللوحة، وهو ما منح الأعمال عمقًا بصريًا وأكد فكرةَ الجريان الزمني الذي يحكم نظام الكون بكل ما فيه.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أعمال هند ناصر تحلّق باتجاه عوالم تتجاور فيها الألوان والخطوط على أسطح اللوحات ضمن هارمونية جمالية يتشابك فيها الواقع والخيال.
الثلاثاء 2024/10/15
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أفكار تتجسد بألوان مبهجة
عمان- يكشف معرض “توازن الكون” للفنانة التشكيلية الأردنية هند ناصر عن متوازيات منها ما هو أفقي ومنها ما هو عمودي مستوحاة من التعاقب المستمر بين ثنائيات الليل والنهار والصيف والشتاء وغيرها من الثنائيات المنتشرة في حياتنا، فلكل طرف في كل ثنائية خط سيره الزمني الذي لا يتقاطع مع سواه.
وتحمل الأعمال المعروضة على غاليري وادي فنان حتى 24 أكتوبر الجاري رسالة مفادها أن هذه المنظومة محكَمة وأنّ أي خلل فيها ستكون نتائجه وخيمة.
ويتبنى المعرض مقولة للفيلسوف نيتشه يرى فيها أن “الفن وُجد لنتقبّل الحقيقة”، لذا تحلّق أعمال هند ناصر باتجاه عوالم تتجاور فيها الألوان والخطوط على أسطح اللوحات ضمن هارمونية جمالية يتشابك فيها الواقع والخيال بما يتيح للإنسان تحقيق التوازن الداخلي ويجعله يتقبّل الحقيقة.
هند ناصر تتلمذت على يد الفنانة الراحلة فخر النساء زيد ودرست الفن في معهد فخر النساء زيد للفنون الجميلة، وكانت عضوا فيه، كما شاركت في العشرات من المعارض الدولية والعربية والمحلية، وأسست المركز الأردني للحرف اليدوية (أرتيزانا)، وساهمت في تأسيس المركز الأردني للحرف، كما أسست نادي (الإيكابانا) الأردني التابع لنادي (الإكابانا) العالمي.
وتقول “أنا معنية بالألوان، وأستطيع التنقل في ما بينها بسهولة ويسر.. لا أختار ألواني بل هي تفرض نفسها عليّ، فخلال عملي على إنجاز اللوحة كأنما اللون يأتي إليّ ليخبرني بالموقع الذي يناسبه على سطحها”.
هند ناصر: أنا معنية بالألوان، وأستطيع التنقل في ما بينها بسهولة ويسر
والمتأمل في اللوحات يرى أن منها ما جاء وفق خطوط أفقية ومنها ما جاء وفق خطوط عمودية، وفي الحالتين تشي الخطوط بالاستمرارية إلى ما لا نهاية، وكل خط منها يليه أو يوازيه خط يسير بالاتجاه نفسه، لكن من غير أن يتشابك مع الخط الذي يليه أو يسبقه، وهو ما يعبّر عن حياة الإنسان التي تعد وحدة كاملة لها خصوصيتها وفرادتها ولا ينبغي لآخر أن يقتحمها أو يخلّ بتوازنها، وإن كانت تلك الخطوط مجتمعة معاً تعقد في ما بينها حوارًا يؤكد التكامل الإنساني.
جاءت ألوان هند ناصر هادئة ومشرقة، وهي مستوحاة من الألوان الشرقية المبهجة التي تحاكي الطبيعة، وتمنح البصر بعدًا جماليًا وتساعد على بث الطاقة الإيجابية في النفس وعلى إبراز معاني الألفة والمحبة، وكثيرًا ما كشفت الناصر عن مصدر إلهامها ذاك بقولها “لديّ عالمان: العالم الخارجي وعالمي الداخلي، ومن كليهما أستوحي إلهامي الأساسي؛ من الطبيعة والعالم الخفي خلفها”.
وتؤكد “هنالك رابط قوي بيني وبين الطبيعة؛ هي نبع إلهامي، أجد ملاذي في وضعها دائم التغيير، وعندما تسيطر العبثية تصبح وليّي الأمين، وينطلق الأمل من عودة الولادة وتجدد الحياة، وهذا يشكل حلقة من حلقات الكون الأكبر حيث يسود الانسجام والدقة والكمال. أنا تلك الرغبة الملحّة للوصول إلى المطلق والخلق والإبداع، وأنا ذلك العقل الساعي للوصول إلى المجهول”.
وعبر الألوان التي تضع حدودًا غير صارمة للخطوط الأفقية والمودية البعيدة عن الحدة الهندسية، تتراكب طبقات من الألوان وتتجاور، وتبرز من بينها امتزاجات لونية بسيطة تظهر كما لو أنها كائنات صغيرة تسبح في فضاء اللوحة، وهو ما منح الأعمال عمقًا بصريًا وأكد فكرةَ الجريان الزمني الذي يحكم نظام الكون بكل ما فيه.
ShareWhatsAppTwitterFacebook