مارك زوكربيرغ يريد أن يكون بطل العالم الافتراضي.وما السبب وراء تغيير فيسبوك إسمه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مارك زوكربيرغ يريد أن يكون بطل العالم الافتراضي.وما السبب وراء تغيير فيسبوك إسمه


    التصميم: منشور
    السبب الحقيقي وراء تغيير فيسبوك اسمه

    محمود رشاد

    نشر في 2021/11/06

    «مارك زوكربيرغ يريد أن يكون بطل العالم الافتراضي، ﻷنه يعلم أن فيسبوك ممل».

    في مقال على موقع ذي أتلانتك، يقول برايان ميرشانت إن ميتا (الشركة التي كانت تعرف سابقًا باسم فيسبوك) تريدك بشدة أن تصدق أنها ستضع المستقبل على وجهك. كان ذلك جوهر إعلان مارك زوكربيرغ الذي استغرق ساعة ونصف لإعادة ترويج وتوجيه الشركة للتركيز على العالم الافتراضي الخاص بها «Metaverse».
    فيسبوك تتحول لشركة عالم افتراضي

    الصورة: Getty
    كانت الأنباء صاخبة، لكنها بالكاد مفاجئة. بالنسبة لفيسبوك، كان عام 2021 هو عام محاولة جعل العالم الافتراضي واقعًا. أولًا، كان هناك ذلك الإعلان البراق على موقع ذي فريج من زوكربيرغ نفسه، بأن فيسبوك لن تظل شركة تواصل اجتماعي، بل ستتحول إلى «شركة عالم افتراضي». في كلمات زوكربيرغ، هذا يعني بناء «إنترنت مجسم، وبدلًا من عرض المحتوى تعيش فيه».


    يورد المقال أنه في ترتيب سريع خرج زوكربيرغ في البرنامج الصباحي على قناة CBS ليعرض هورايزون وركهوم، حيث يكون المستخدمين في مجسد كرتوني. ثم أطلق فيسبوك شراكة مع راي بان لبيع نظارات الواقع المعزز، والتي تواجه تحديات بشأن الخصوصية. ثم تأتي أنباء أن فيسبوك وظف 10 آلاف شخص في أوروبا للعمل على تصميم العالم الافتراضي. وأخيرًا الأنباء عن إعادة فيسبوك ترويج نفسها في طلاء يعكس طموحاتها حديثة العهد بالعالم الافتراضي. هذا الاسم، ميتا.



    يشير ميرشانت إلى أنه نادرًا ما حاولت شركة ناجحة بتلك الشدة بيع رؤية لمنتج، أو على نحو أكثر تحديدًا إطار عمل لمنتجات مستقبلية (Framework) مجردة، غير موجودة، رقيقة للغاية. عندما قالت غوغل إنها تريد تنظيم معلومات العالم، كان يمكنها على الأقل الإشارة إلى محرك البحث الفعال. وبرغم العرض المطول، ما زال لم يتضح لأحد ما ستبدو عليه فعلًا نسخة فيسبوك للعالم الافتراضي عمليًا، فيما سوى برامج واقع افتراضي مترابطة مثل تطبيقات Workrooms وOculus في نطاق البرامج ثلاثية الأبعاد.


    كما أنه غير الواضح من سيريد أن يقضي وقتًا هناك. لم يوجد شخص واحد في الوجود كان يطالع تحديثات فيسبوك وقال: نعم، أغمرني في هذا الواقع. لكن «العالم الافتراضي» يمكنه توليد زخم كاف، وأرباح غير مباشرة كافية، حتى أنه يمكنه بعث جلبة هذا الإطار الخيالي السخيف للحياة. وذلك تحديدًا السبب الذي يجعل هذا المسعى نصف الحقيقي من الشركة الرقمية الكبرى لإقامة العالم الافتراضي يستحق السخرية وأخذه بجدية في آن واحد.

    ناهيك بحقيقة أن العالم الافتراضي دائمًا ما كان فكرة ديستوبية صريحة، مأخوذة مباشرة من رواية سايبربانك عنيفة، كما أنه ليس من المؤكد ما إذا كان المسعى إلى الإطار الافتراضي يستحق بالمرة.

    فيسبوك جادة بشأن العالم الافتراضي حتى أنها استثمرت بقوة في التوظيف والتطوير للمنتج، إذ أنفقت 10 مليارات دولار على مشاريع العالم الافتراضي هذا العام فقط، وهي ليست وحدها من يطارد ذلك المفهوم.

    لذا من الضروري معرفة ماذا هو بالضبط.
    فيسبوك تحول الانتباه عن فضائحها

    الصورة: trendsactive.com
    يرى ميرشانت أن هناك ثلاث قوى دافعة على الأقل تحفز فيسبوك وشركائها في المسعى للكون الافتراضي، والسعي إليه إلى حد إعادة تسمية نفسها.

    أولًا بشأن المظهر، إذ يشير الكاتب إلى أن ذلك يأتي في وقت تشهد فيه فيسبوك ضرب سمعتها المتضررة بموكب من فاضحي الفساد، وتقارير الإدانة، وجلسات الاستماع في الكونغرس، والآن أوراق فيسبوك.

    لو كان العام 2021 عام فيسبوك لمحاولة جعل العالم الافتراضي واقعًا، فقد كان ذلك عامًا من الفضائح حتى الآن، 2021 لم تكن في صالح فيسبوك.

    في أوراق فيسبوك وحدها، الشركة متهمة بدفن بيانات جمعها باحثوها تُظهر أن المنتجات ضارة للمستخدمين، وأنها فشلت في وقت مجموعات تروج للعنف وتجارة الجنس غير المشروعة، وشهدت تمرد 6 يناير يتشكل على منصتها.

    لذا ينبغي ألا تكون مفاجأة أن فيسبوك ستكون حريصة على تحويل الانتباه بعيدًا عن الشركة الغارقة في الفضائح وإلى شيء أكثر بريقًا، وأكبر، وأكثر إلهامًا.

    يقارن الكثير بين إعادة ترويج فيسبوك وخطوة غوغل لإعادة تنظيم نفسها كشركة ألفابيت، ومحاولة إسقاط شكاوى الجهات المعنية التي شهدتها في الطريق. الأمر يبدو أنه قرار تقوده حاجات العلاقات العامة.

    يقول ميرشانت إن زوكربيرغ نفسه يعي جيدًا ما قد تبدو عليه خطوة الواقع الافتراضي، ولهذا استهل إعلانه بقوله: «أعلم أن بعض الأشخاص سيقولون إنه الوقت لم يحن للتركيز على المستقبل، وأريد أن أقر أن هناك مسائل مهمة للعمل عليها في الحاضر، ودائمًا ما سنجد المزيد».
    مناورة فيسبوك




    كثير من الشركات تعمل بنشاط لإبعاد نفسها عن المنتجات التي تعد عماد أعمال فيسبوك، رغم أن القليل منها شهد تجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار. فيليب موريس، الشركة الشهيرة بإنتاجها سجائر مارلبورو، أعادت ترويج نفسها تحت اسم «ألتريا» في 2003، بعد أن صار جليًا أن المنتَج قاتل للمستهلك، وصار شعارها الآن «إلى ما سوى التدخين». وبعد أن ثبت أن الوقود الأحفوري مثل النفط يتسبب في احترار الكوكب، أعادت شركة BP (بريتش بتروليوم) ترويج نفسها في 2000 باسم Beyond Petroleum، أو إلى ما سوى النفط، في إشارة إلى بدئها الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة. ولم تفعل ذلك بجدية.

    يتوقع ميرشانت مناورة مشابهة من فيسبوك، خطوة مصممة لدفع حجة ﻷجل تعزيز أهميتها والتركيز على آفاق جديدة، وهي خطوة من المرجح أن تنتهي كملاحظة هامشية في تاريخ الشركة.

    غير أنه لا يتوقع أن هذا يقلل من الخطوة، مؤكدًا أن زوكربيرغ يعني الأمر. فيسبوك الآن لا تواجه فحسب اتهامات باحتضان السمية ونشر المعلومات المضللة، بل وربما الأهم بالنسبة لعملاق التكنولوجيا، أنها مملة. إنها مكان أهم تحديثاته تأتي من الشخص الذي زاملته في المدرسة الثانوية، وأهم أخباره حفنة من الإعلانات المعادية للتطعيم. يقول ميرشانت إن زوكربيرج ملياردير تقنية، ويجب عليه ألا يطمح إلى شيء أكبر.

    يرى الكاتب أن وراء تلك الانتهازية، هناك رغبة من زوكربيرغ أن يأخذ خطوة ملياردير نحو المجهول، مثل جيف بيزوس أو إيلون ماسك، إلى شيء يمكنه ترك بصمة في المستقبل، بدلًا من إدارة محتوى تواصل اجتماعي مليء بالإعلانات، وهو ما لا يصلح أن يكون فكرة أي شخص عن غد جديد جريء.
    وادي السيليكون في بحث عن فكرة جديدة

    الصورة: Getty
    يلفت ميرشانت إلى أن زوكربيرغ تحدث عن كيف أنه استلهم من الخيال العلمي في الواقع الافتراضي عندما كان أصغر، وأنه من الواضح يحب رواية Ready Player One، والتي توزعها الشركة على الموظفين الجدد في قسم Oculus.

    ويرى الكاتب أن فكرة كونه بطل العالم الافتراضي تغذي طموحات زوكربيرغ، بنفس طريقة السفر للفضاء مع بيزوس وماسك.

    لكن الأهم، على حد قوله، أن هناك طبقة ثالثة ربما تُبرر الخيال العلمي المُدعى في بقية المدراء التنفيذيين، وهي حقيقة أن كل وادي السيليكون وليس فقط فيسبوك، في حاجة ماسة إلى فكرة كبيرة جديدة.

    يقول ميرشانت إنه في بدايات العقد الماضي، أحدث رائد الأعمال مارك آندرسن جلبة بتوقعه أن التطبيقات ستأكل العالم، وقد فعلت إلى حد ما. لكن هناك عالم مادي أكبر من تأكله التطبيقات، خاصة طالما ظل الدخول الأساسي للبوابات قاصرًا على الشاشات المستطيلة التي يمكن ولوجها في أوقات محددة فحسب، وأحيانًا يثبت العالم المادي استعصاءه على الهضم.

    بالنسبة إلى ميرشانت فقد فشلت المدن الذكية، وصار حلم البيانات الضخمة مشبوهًا ومشتتًا، وفي النهاية ميتًا. نموذج تطبيق أوبر ينهار تحت وطأة الأرباح غير المحققة واعتماده على استغلال العمال. أرباح فيسبوك في انخفاض، وليس فقط لتطبيقها المميز، بل وإنستغرام الذي كان منيعًا. كما انخفضت أرباح تويتر وسناب شات أيضًا. وفي تلك الأثناء، لا يزال الجزء الأهم من السوق أو مبيعات الهواتف الذكية ثابتًا منذ سنوات.

    ولذلك يرى الكاتب أن الصناعة في حاجة إلى إطار عمل جديد، أدوات جديدة، وليس فقط منتجًا أو خدمة أو قطاعًا جديدًا للتنقيب عن عقود استثمار جديدة، إنه في حاجة إلى فكرة جديدة، ويوافق العالم الافتراضي المطلوب.

    يوضح ميرشانت أنه ربما نشعر أننا كثيرًا ما نكون بصحبة هواتفنا، أننا نكرس بالفعل كثيرًا من الوقت للشاشات، غير أن الحقيقة أن لدينا كثيرًا من الوقت لنعطيه لتلك المنصات. لو كانت لدينا شاشات أمام أعيننا، يمكن أن نكون مستهلكين أسرى للمحتوى والإعلانات طوال الوقت حرفيًا. وليس هذا فحسب، بل لو أصبح العالم الافتراضي سائدًا، فإنه سيتطلب طائفة جديدة تمامًا من العتاد والتطبيقات المولدة للربح أيضًا.

    ويشير إلى أنه وعلى عكس كل الاحتمالات، هذا هو السبب لعدم أهمية كم يبدو العرض والأفكار مملة، فالناس مستمرون في الحديث عن العالم الافتراضي.

    يؤكد ميرشانت أن الصناعة في حاجة إلى هذا الإطار في لحظة من السيولة لتمويلات رأس المال المخاطر، كما يضع المستثمر مات كوين الأمر في مقال له على موقع Crunchbase، مشددًا على أن المستثمرين يتوقون بشدة لشيء مثل العالم الافتراضي لضخ رؤوس أموالهم فيه.
    محاولات سابقة فاشلة




    يشير ميرشانت إلى مقال ديفيد كاربف على موقع Wired، والتي توضح أنه تاريخيًا، تقنيات العالم الافتراضي مثل نظارات الواقع الافتراضي ما هي إلا "تكنولوجيا الأطفال البيض الأغنياء"، وتفشل باستمرار، ورغم هذا لا تزال تأخذ فرصة بعد فرصة للنجاح.


    وبالمثل، وإلى حد أقل، هناك الواقع المعزز (Augmented Reality) الذي حاولت غوغل صنعه بنظارتها، وتعرضت بسببه للسخرية منذ عشر سنوات، ونظارات سناب شات التي عُرفت بالكاد، وصندوق قمامة التكنولوجيا المليء بنظارات الواقع الافتراضي الفاشلة.

    «توقفوا عن جعلنا نضع الهراء على وجوهنا»، كما قد نريد الصياح على مينلو بارك مدينة وادي السيليكون، كما يقول ميرشانت. ويتوقع أنه مع وجود ما يكفي من النقود واتحاد قطاع التقنية حول الأمر، ربما نحصل على عالم افتراضي سواء رغبنا أم لم نرغب، بشكل أو بآخر.

    يظن ميرشانت أن مسعى فيسبوك على الأخص سيفشل، ولو فقط لفقر استعداد فيسبوك ثقافيًا وسياسيًا لجلب مشروع بهذا الحجم إلى الواقع. ويحذر من أن ترك فيسبوك أو القطاع يندفع نحو بناء أي شيء يشبه العالم الافتراضي من شأنه أن ينتج، لو لم يفاقم، المشاكل التي ظهرت عندما أطلقت منصات التواصل الاجتماعي، التي تعرف الحياة الرقمية الآن.

    ويختم المقال بقوله إنه مع محاولة فيسبوك المستميتة لتغيير قواعد اللعبة، يتطلع زوكربيرغ إلى تأكيد نفسه ليس فقط كمشغل تقليمات التحديثات الضارة، فالظروف مواتية للقطاع لضخ أموال في الأجزاء الضرورية لبناء شيء على شاكلة عالم افتراضي، وأنهم ربما ينجحون، ويستنسخون مباشرة العالم الافتراضي الديستوبي الذي حذرتنا منه الأدبيات.
يعمل...
X