كابي سارة يروي سيرته الذاتية باللون غريب ملا زلال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كابي سارة يروي سيرته الذاتية باللون غريب ملا زلال

    كابي سارة يروي سيرته الذاتية باللون غريب ملا زلال



    تأثر واضح بالأمكنة
    غادر كابي سارة وطنه سوريا منذ عقود، لكن الوطن لم يغادره بكل أمكنته المميزة، فكان دائما عنوانا لسيرته الذاتية، محفورا في مساحات ذاكرته ومشاعره، لذلك تحولت أعماله إلى سيرة ذاتية يرويها بألوانه ويحكي فيها ذكرياته مع الأمكنة السورية.

    كابي سارة هو ابن ديريك المدينة التي تقع في الزاوية القصوى من يسار الرب حيث تلتقي سوريا والعراق وتركيا على نهر يدعى دجلة، هو ابن ديريك حيث لا طوائف إلا الإنسان، هو ابن ديريك التي قال عنها: “هي المخزون البصري والروحي والاجتماعي، هي قامات اللوحات والألوان، هي الكلمات والصور والإشارات التي تشكلت في روحي منذ تشكل الفنان، هي الحب والحياة، هي المحبة”.

    ديريك مدينة تجمع كل هذا الحضور لدى كابي سارة، لا بد أن تشكل مهرجانا من الجمال بين إبداعاته، فكابي يغوص كثيرا في المكان حيث الجذور تمتد بشبكة من العلاقات تكون فيما بعد شكلا آخر من الإبداع، فهو ينطلق من وجهة نظر مشبعة بالحنين والحب.

    المكان عند هذا الفنان من أهم وسائل التعبير، وهذا حاله مع دمشق وحاراتها القديمة وكذلك مع معلولا وباب توما وكل مكان حلّ فيه لا بد أن يرافقه في حله وترحاله بل في أعماله الإبداعية أيضا. ولهذا يحيط كابي إحاطة وافية بالمكان بكل إشكالياته وخصوصياته مع الاهتمام بالعوامل التي ترسل العبق في القلب.

    أعمال كابي سارة ما هي إلا سيرته الذاتية بمفهومها المعاصر، أي هي أوراق بصرية تحوي كل تجلياته
    أعمال كابي سارة ما هي إلا سيرته الذاتية بمفهومها المعاصر، أي هي أوراق بصرية تحوي كل تجلياته
    ورغم التناقضات الكثيرة وظهور مقولات جديدة في ضوء التحولات المجتمعية والسياسية على امتداد البلاد، إلا أن كابي مازال يرى أن الإنسان هو الأهم، فهو محور المكان وبالتالي مركز الإبداع، وحوله تدور كل المحاور.

    لهذا نستطيع القول إن أعمال كابي ما هي إلا سيرته الذاتية بمفهومها المعاصر، أي هي أوراق بصرية تحوي كل تجلياته السردية منها والتجريبية، إضافة إلى أنها مداخلات حياتية في مستوياتها المتعددة وفي أزمنة مختلفة، فهو يعمق الفهم والوعي بالأشياء ويحتفي بها مهما تعددت الطبائع وتهجنت الأحداث، وبذلك يدفع بفنه على نحو متتال سواء تحقق لديه الانتشار المطلوب أم لا، فالأهم عنده رائحة هذه الأوراق البصرية والتي ستكون هي المهيمنة على المصائر للوصول إلى جماليات الحياة، أقصد جماليات المكان.

    الأمر الذي يدفعنا إلى هذه القراءة هو يقيننا بأن العمل المبدع شيء وقراءته شيء آخر، وكلما تعددت القراءات ساهمت في إضفاء المزيد من الجدل والحيوية على هذا العمل أو ذاك.

    كابي سفر يتألق في تمثيل الأشياء لا كما هي بل كما يراها هو فيملأ حقله البصري بإشراق لوني يتخطى النص كموقف رافض لكل ما يحث على الفوضى ولكل تلك الحواجز المصطنعة بين العمل الفني ومتلقيه، وبذلك يؤكد على ارتباطه بالانفتاح على الآفاق بقوس قزحيتها وبالتالي رسم نوافذ للانفتاح على قراءات مختلفة.

    ولعل المفارقة التي أراد كابي إبرازها هنا هي السعي نحو مفاهيم فنية تستدعي التواصل بين الفن والحياة والإنسان، بين آفاق جديدة لا تخلو من التأثر بأمكنة تحمل الحب والمعرفة في مدى الحضور المتصاعد في حدودها القصوى، وبين ترك الأصداء في هيمنة مدلول لوحي يضيف الروح المتوثبة دون صدام مع دوافع الانتقال نحو إطلاق الحركة في دوائرها المختزلة.

    جماليات لونية مستوحاة من المكان
    جماليات لونية مستوحاة من المكان
    يذكر أن كابي سارة من مواليد ديريك عام 1957، تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1982، وهو عضو في نقابة الفنون الجميلة بسوريا وعضو في جمعية أصدقاء الفن. عمل في تدريس الفنون. وله عدة معارض فردية ومشتركة في سوريا ولبنان.

    يعيش كابي منذ العام 1987 في السويد، وهو عضو في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد. ونظم عدة معارض فردية ومشتركة في السويد.

    وإلى جانب الفن التشكيلي يكتب الفنان القصّة القصيرة ولديه مجاميع قصصيَّة مخطوطة وأشعار استلهمها من الأمكنة التي رسمت روحه وموهبته، وفي مقدمتها ديريك ودمشق وحاراتها، وتضمن إصداره الأول الذي جاء بعنوان “الأعمال الشِّعرية 1” ثلاثة دواوين شعريّة هي “غجريّة ومطرٌ ناعم” و”أصدقاء وذكريات وشوارع” و”من وحي الحصار”. وقدم لها بالقول “الوطن الأوَّل سوريا، الوطن الثَّاني السُّويد، والوطن الثَّالث: المحبّة، محبَّة الله والإنسان والفنّ”
يعمل...
X