الأربعاء 2024/10/16
موسم أصيلة منصة حرة للرأي والرأي الآخر
أصيلة (المغرب)- أكد محمد بن عيسى الأمين العام لمنتدى أصيلة أن موسم أصيلة الثقافي الدولي يعد “منصة حرة للرأي والرأي الآخر”، وللحوار بين نساء ورجال الفكر والسياسة والإبداع، بقدر عال من النضج والتبصر والمسؤولية لملامسة القضايا الإستراتيجية.
وشدد بن عيسى، في كلمة خلال افتتاح الدورة الخامسة والأربعين لمنتدى أصيلة الثقافي الدولي، على أن دورة هذا العام عادت لتؤكد الثبات على هذا الخط الفكري، الذي يشكل هوية منتدى أصيلة، كفضاء مفتوح للتداول في القضايا الكبرى، المطروحة على المستوى العربي والأفريقي والدولي، وما تثيره من رؤى ومواقف.
سيرا على عادة الموسم في تناول القضايا الحيوية فإنه يناقش هذا العام أوضاع عالم الجنوب في ندوات بمواضيع دقيقة
وأشار إلى أن هذه الدورة تواصل المساهمة في رفع مستوى وتيرة النقاش العمومي، من خلال برمجة خمس ندوات كبرى، تتعلق بقضايا حيوية تستقطب الاهتمام، وتشكل موضوعا لانشغال عميق، بما تطرحه من إشكالات وتعقيدات وتحديات على النّخب والشعوب وذوي القرار، على الساحتين العربية والأفريقية والدولية.
في هذا السياق أوضح أنه تمت برمجة ندوة فكرية، ستناقش موضوع أزمة الحدود في أفريقيا ومساراتها الشائكة، معتبرا أنه “موضوع معقد ومتشعب، لأنه على درجة عالية من الحساسية السياسية، لارتباطه بسيادة الدول وهويتها، وبأحقيتها في حماية واسترجاع وحدتها الترابية”.
وسجل أن أزمة الحدود في أفريقيا تطرح إشكاليات تمس السيادة ووحدة الوطن، بل هي تمس أساس وجوهر الوجود الذي تقوم عليه الأوطان، مذكرا بأن هناك أسبابا عديدة لأزمة الحدود، لم تتم معالجتها في وقتها بالحزم الذي يستدعيه الموقف، وعلى قاعدة مبدأ الإنصاف، المنسجم مع حقائق التاريخ والجغرافيا، وهو ما جعل دولا وأنظمة معينة تستفيد من مخلفات هذا الوضع، وذلك لأغراض توسعية. والأدهى أن تظل تلك الأنظمة مصرة على تثبيت وضعٍ هو من مخلفات الحقبة الاستعمارية.
وذكّر بن عيسى بما جرى سنة 1963 في مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية، حين تم استصدار قرار غير منصف في منظمة الوحدة الأفريقية، يقضي باعتماد الحدود الموروثة عن الفترة الاستعمارية في أفريقيا، وهو ما نتجت عنه توترات ونزوعات توسعية لدى أنظمة استغلت القرار المذكور لتستفيد مما ليس لها حقٌّ تاريخي فيه، مشددا على أنه “لن يكون ممكنا التغلب على نتائج وعواقب هذه المعضلة إلا بالمقاربة المتبصرة، في إطار أجواء الأخوة والتعاون ومنطق المصلحة المشتركة، وليس بمنطق القوة والتوسع”.
وسيرا على عادة الموسم في تناول القضايا الحيوية، المطروحة على مستوى العلاقات الدولية، وخاصة منها أوضاع عالم الجنوب، تمت برمجة ندوات حول مواضيع دقيقة، لها راهنيتها وأهميتها، من بينها ندوة حول قيم العدالة والنظم الديمقراطية، وندوة حول النخب العربية في المهجر.
وإسهاما من منتدى أصيلة في النقاش الأكاديمي بشأن واقع ومآل الحركات الدينية داخل النسق السياسي، أبرز الأمين العام لمنتدى أصيلة أن دورة هذا العام تحتضن ندوة حول موضوع الحركات الدينية والحقل السياسي.
ومن منظور التجديد والمسايرة أشار بن عيسى إلى أن الدورة الحالية تتميز بتنظيم ندوتين بتعاون مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد في المغرب، تتناول الأولى موضوع الذكاء الاصطناعي، وطبيعة الحوكمة المنشودة في أفريقيا في عصر الرقمنة، بينما تناقش الثانية موضوع شمولية الثقافة، وانخفاض اللامساواة في توظيف الموارد البشرية.
أما على مستوى الإبداع الأدبي بكل فنونه وتعبيراته فقد أعلن محمد بن عيسى عن أن “خيمة الإبداع “في دورتها هذه السنة ستكرم الكاتب والشاعر والإعلامي ووزير الثقافة السابق محمد الأشعري، حيث تتناول بالتحليل أعماله الأدبية وكتاباته الصحفية، بينما ستتواصل طيلة أيام الفعالية مشاغل التعبير الأدبي وكتابة الأطفال، ومشاغل الفنون التشكيلية، بمشاركة وازنة لفنانين مغاربة وأفارقة، وعرب وأجانب، فضلا عن تنظيم عدة معارض فردية وجماعية.
وجدير بالذكر أن الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والأربعين انطلقت الأحد 13 أكتوبر الجاري وتتواصل إلى غاية الخميس 31 من الشهر نفسه، ويشارك في دورة الخريف هذه السنة حوالي 300 ضيف من صفوة رجال السياسة والفكر والأدب والإعلام والفن التشكيلي من مختلف أنحاء العالم.
وتبعا لما جرت عليه العادة تنظم خلال هذا الموسم أيضا مشاغل الفنون التشكيلية بمشاركة فنانين من المغرب والبحرين والسنغال وسوريا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيimage widget