الخط العربي ملهم الرواد والمعاصرين في التشكيل
الأربعاء 2024/10/16
الخط يثري أعمال الفنانين القطريين (عمل وضحى السليطي)
الدوحة - يمتاز الحرف العربي بهندسته المميزة وقيمته الرمزية ودلالته الثقافية، مما جعل منه مادة خصبة للفنانين يصوغون منها فنونا ويستلهمون منه أعمالا إبداعية تستمد دلالاتها من النبع الحضاري لهذا الحرف والقيم المرتبطة به.
وأكد فنانون تشكيليون وخطاطون قطريون أن جماليات الخط العربي تتجلى في مرونته وقدرته على التشكل والتعبير في اللوحات والمجسمات الفنية وفنون التصميم والأزياء.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية، قال الفنان حسن الملا، وهو أحد المبدعين الرواد الذين لعبوا دورا في تأسيس الحركة التشكيلية القطرية وأسهموا بفعالية في المشهد الثقافي، إنه وظف الطاقة التعبيرية للحرف العربي في أعماله، واستلهم جماليات التراث المحلي، ورسم الملامح والمعالم ورصد في لوحاته حكاياتها الإنسانية.
حسن الملا: الحرف العربي رمز من رموز الهوية الثقافية لأعمالي
وأكد أن الحرف العربي يمثل بالنسبة له رمزا من رموز الهوية الثقافية، وركنا من أركان العمل الفني إلى جانب الألوان والأشكال والرموز الجمالية الأخرى، منذ معرضه الشخصي الأول بالدوحة عام 1988.
وأوضح أن أبرز الموضوعات التي جسدها في أعماله مستخدما الحروفية وجمالياتها، تتمثل في قضايا الوطن والأمة والانتماء إلى الحضارة العربية والإسلامية والانحياز لقضايا الإنسان العربي، ومنها القضية الفلسطينية، وقضية التحرر ورفض الظلم والهيمنة والسعي لتحقيق العدالة والاستقلال والكرامة الإنسانية.
وأضاف أنه ومنذ الثمانينات، استلهم الأبعاد الرمزية لحرف “لا” في عدة أعمال ولوحات، حيث يمتزج الحرف كعنوان للرفض مع صورة امرأة وأطفالها وهم يقفون على الحدود ويحرسون الأرض. وفي عمل آخر يملأ حرف الـ”لا” جنبات اللوحة وتحمله حمامة كعنوان للسلام المرتبط بالكرامة، إلى جانب لوحة أخرى يصارع فيها أحد المراكب الأمواج حاملا رموز الرفض إلى بر السلام والحرية.
وشدد الفنان الملا على أنه وظف في أعماله الأبعاد الروحية للحرف العربي، باعتباره حاملا لقيم الإيمان، حيث يمتزج التكبير والتسبيح والتحميد مع العناصر الأخرى في اللوحة، ويمتزج التعبير الروحي بالتعبير الجمالي في لوحته.
وحول أسلوبه وطريقته في معالجة الحرف، قال إنه يعتبر الحرف رمزا بصريا عميق الدلالة وغني الشكل، وإنه يستلهم الأساليب الواقعية والتجريدية ويستخدم تقنيات التصغير والتكبير، والبعد والتقريب لتجسيد رؤاه وأفكاره ويحتفي بالتراث المحلي والعربي ورموزه المختلفة، لتأكيد هويته الحضارية.
بدورها، تجمع الفنانة وضحى السليطي، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الفنون، في تجربتها الإبداعية بين فنون التشكيل وجماليات التصميم، وقد حازت عدة جوائز في هذا المجال، وشاركت في معارض ولجان تحكيم محلية وعربية وتميزت بتوظيف الزخارف والحروف في تصميماتها الفنية.
وأوضحت الفنانة السليطي أن أعمالها الإبداعية تميزت بهويتها التراثية وحرصها على استلهام التراث وتطويره وتقديمه بشكل معاصر، حيث جسدت ميولها وشغفها بالأزياء التقليدية للمرأة القطرية وزخارفها ونقوشها في أعمالها، وأكدت أنها اكتشفت شخصيتها وخصوصيتها الإبداعية واستطاعت تأسيس مدرستها الفنية الخاصة التي تهدف إلى الحفاظ على الزخارف التراثية من الاندثار، كما عملت على توظيف الخط العربي ودمجه في أعمالها.
وقالت إنها قدمت عدة معارض كان أبرزها في غاليري المرخية عام 2010، استلهمت فيه فنون الخط العربي والأزياء ودمجتهما في أعمال إبداعية تمزج بين فنون الخزف والطباعة اليدوية والكولاج والتجريد والتركيب والرسم والطباعة الرقمية وعملت على إخراجها بشكل فني جمالي حديث، ومن ثم تعددت معارضها الخاصة والمشتركة انطلاقا من رؤيتها التي تجمع بين الفن التشكيلي والأزياء بأفق معاصر.
وتمثل جماليات الحرف العربي، ينبوع إلهام دائم للفنان والخطاط صالح أحمد العبيدلي، حيث شارك في عدة معارض محلية وخارجية متخصصة في فنون الخط العربي، ومثل دولة قطر في عدة محافل دولية، قدم فيها تجارب متنوعة.
صالح أحمد العبيدلي: اقتديت برواد المدرسة الحروفية لأخلق فنا خاصا بي
وأوضح العبيدلي أن تجربته في المشهد التشكيلي القطري تميزت وتفردت بتوظيف خامة البرونز، لافتا إلى أنه كرس خبرته في هذا الاتجاه منذ بداياته، لأن فنون التشكيل تزداد ثراء وتغتني بالجماليات المستلهمة من الحروفية والخط العربي.
وأشار إلى أنه اقتدى بتجارب المبدعين الذين سبقوه في المدرسة الفنية الحروفية ومنهم الفنانون التشكيليون القطريون علي حسن الجابر ويوسف أحمد، كما اطلع على تجارب كبار الفنانين من الخليج والوطن العربي ممن لهم بصمة في هذا المجال.
وأوضح أن شغفه بفنون الخط العربي وحرصه على إتقانه والتعرف على أنواع الخطوط وأهم الخطاطين وأشهرهم، دفعه إلى الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، من خلال صقل تجربته وتعزيز معرفته بهذا الفن.
ولفت إلى أن هذا الشغف والعشق تعززا بالتحاقه بقسم التربية الفنية، وكان وزملاؤه أول دفعة للبنين تخرجت في جامعة قطر بهذا التخصص عام 1999. وبعد تخرجه أنضج معرفته وخبرته بفنون الخط العربي من خلال دورات.
وأضاف العبيدلي أن انتسابه للجمعية القطرية للفنون التشكيلية عزز معرفته بالمدارس الفنية المختلفة من خلال التفاعل مع الفنانين والتعرف على تجاربهم عن قرب، وكان ذلك بفضل الفنان التشكيلي حسن الملا الذي شجعه وزملاءه بقسم التربية الفنية على الانتساب للجمعية. كما كان يحثهم على مشاركة أعمالهم في المعارض الفنية التي تقيمها الجمعية لنخبة من رواد الحركة التشكيلية في قطر كأمثال جاسم زيني وسلمان المالك وعلي حسن وفرج دهام وعيسى الغانم وأحمد السبيعي والفنانة الرائدة وفيقة سلطان.
ولفت الفنان إلى أن تجربته الإبداعية جمعت بين احتراف العمل الفني وممارسة العمل العام في مجال الفنون، حيث خاض تجربة الانتخابات التي أقامتها الجمعية القطرية للفنون التشكيلية وأصبح عضوا بمجلس إدارتها وأمينا للسر وأمينا للصندوق خلال الفترة من عام 1999 حتى 2010. كما كان لالتحاقه بعضوية مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني سابقا، خلال الفترة من عام 2005 حتى 2010، أثر إيجابي في التعرف على تجارب فنية وثقافية لمبدعين عرب وأجانب من زوار الدوحة وكذلك المشاركة في معارض خارجية ومحافل فنية دولية.
الأربعاء 2024/10/16
الخط يثري أعمال الفنانين القطريين (عمل وضحى السليطي)
الدوحة - يمتاز الحرف العربي بهندسته المميزة وقيمته الرمزية ودلالته الثقافية، مما جعل منه مادة خصبة للفنانين يصوغون منها فنونا ويستلهمون منه أعمالا إبداعية تستمد دلالاتها من النبع الحضاري لهذا الحرف والقيم المرتبطة به.
وأكد فنانون تشكيليون وخطاطون قطريون أن جماليات الخط العربي تتجلى في مرونته وقدرته على التشكل والتعبير في اللوحات والمجسمات الفنية وفنون التصميم والأزياء.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية، قال الفنان حسن الملا، وهو أحد المبدعين الرواد الذين لعبوا دورا في تأسيس الحركة التشكيلية القطرية وأسهموا بفعالية في المشهد الثقافي، إنه وظف الطاقة التعبيرية للحرف العربي في أعماله، واستلهم جماليات التراث المحلي، ورسم الملامح والمعالم ورصد في لوحاته حكاياتها الإنسانية.
حسن الملا: الحرف العربي رمز من رموز الهوية الثقافية لأعمالي
وأكد أن الحرف العربي يمثل بالنسبة له رمزا من رموز الهوية الثقافية، وركنا من أركان العمل الفني إلى جانب الألوان والأشكال والرموز الجمالية الأخرى، منذ معرضه الشخصي الأول بالدوحة عام 1988.
وأوضح أن أبرز الموضوعات التي جسدها في أعماله مستخدما الحروفية وجمالياتها، تتمثل في قضايا الوطن والأمة والانتماء إلى الحضارة العربية والإسلامية والانحياز لقضايا الإنسان العربي، ومنها القضية الفلسطينية، وقضية التحرر ورفض الظلم والهيمنة والسعي لتحقيق العدالة والاستقلال والكرامة الإنسانية.
وأضاف أنه ومنذ الثمانينات، استلهم الأبعاد الرمزية لحرف “لا” في عدة أعمال ولوحات، حيث يمتزج الحرف كعنوان للرفض مع صورة امرأة وأطفالها وهم يقفون على الحدود ويحرسون الأرض. وفي عمل آخر يملأ حرف الـ”لا” جنبات اللوحة وتحمله حمامة كعنوان للسلام المرتبط بالكرامة، إلى جانب لوحة أخرى يصارع فيها أحد المراكب الأمواج حاملا رموز الرفض إلى بر السلام والحرية.
وشدد الفنان الملا على أنه وظف في أعماله الأبعاد الروحية للحرف العربي، باعتباره حاملا لقيم الإيمان، حيث يمتزج التكبير والتسبيح والتحميد مع العناصر الأخرى في اللوحة، ويمتزج التعبير الروحي بالتعبير الجمالي في لوحته.
وحول أسلوبه وطريقته في معالجة الحرف، قال إنه يعتبر الحرف رمزا بصريا عميق الدلالة وغني الشكل، وإنه يستلهم الأساليب الواقعية والتجريدية ويستخدم تقنيات التصغير والتكبير، والبعد والتقريب لتجسيد رؤاه وأفكاره ويحتفي بالتراث المحلي والعربي ورموزه المختلفة، لتأكيد هويته الحضارية.
بدورها، تجمع الفنانة وضحى السليطي، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الفنون، في تجربتها الإبداعية بين فنون التشكيل وجماليات التصميم، وقد حازت عدة جوائز في هذا المجال، وشاركت في معارض ولجان تحكيم محلية وعربية وتميزت بتوظيف الزخارف والحروف في تصميماتها الفنية.
وأوضحت الفنانة السليطي أن أعمالها الإبداعية تميزت بهويتها التراثية وحرصها على استلهام التراث وتطويره وتقديمه بشكل معاصر، حيث جسدت ميولها وشغفها بالأزياء التقليدية للمرأة القطرية وزخارفها ونقوشها في أعمالها، وأكدت أنها اكتشفت شخصيتها وخصوصيتها الإبداعية واستطاعت تأسيس مدرستها الفنية الخاصة التي تهدف إلى الحفاظ على الزخارف التراثية من الاندثار، كما عملت على توظيف الخط العربي ودمجه في أعمالها.
وقالت إنها قدمت عدة معارض كان أبرزها في غاليري المرخية عام 2010، استلهمت فيه فنون الخط العربي والأزياء ودمجتهما في أعمال إبداعية تمزج بين فنون الخزف والطباعة اليدوية والكولاج والتجريد والتركيب والرسم والطباعة الرقمية وعملت على إخراجها بشكل فني جمالي حديث، ومن ثم تعددت معارضها الخاصة والمشتركة انطلاقا من رؤيتها التي تجمع بين الفن التشكيلي والأزياء بأفق معاصر.
وتمثل جماليات الحرف العربي، ينبوع إلهام دائم للفنان والخطاط صالح أحمد العبيدلي، حيث شارك في عدة معارض محلية وخارجية متخصصة في فنون الخط العربي، ومثل دولة قطر في عدة محافل دولية، قدم فيها تجارب متنوعة.
صالح أحمد العبيدلي: اقتديت برواد المدرسة الحروفية لأخلق فنا خاصا بي
وأوضح العبيدلي أن تجربته في المشهد التشكيلي القطري تميزت وتفردت بتوظيف خامة البرونز، لافتا إلى أنه كرس خبرته في هذا الاتجاه منذ بداياته، لأن فنون التشكيل تزداد ثراء وتغتني بالجماليات المستلهمة من الحروفية والخط العربي.
وأشار إلى أنه اقتدى بتجارب المبدعين الذين سبقوه في المدرسة الفنية الحروفية ومنهم الفنانون التشكيليون القطريون علي حسن الجابر ويوسف أحمد، كما اطلع على تجارب كبار الفنانين من الخليج والوطن العربي ممن لهم بصمة في هذا المجال.
وأوضح أن شغفه بفنون الخط العربي وحرصه على إتقانه والتعرف على أنواع الخطوط وأهم الخطاطين وأشهرهم، دفعه إلى الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، من خلال صقل تجربته وتعزيز معرفته بهذا الفن.
ولفت إلى أن هذا الشغف والعشق تعززا بالتحاقه بقسم التربية الفنية، وكان وزملاؤه أول دفعة للبنين تخرجت في جامعة قطر بهذا التخصص عام 1999. وبعد تخرجه أنضج معرفته وخبرته بفنون الخط العربي من خلال دورات.
وأضاف العبيدلي أن انتسابه للجمعية القطرية للفنون التشكيلية عزز معرفته بالمدارس الفنية المختلفة من خلال التفاعل مع الفنانين والتعرف على تجاربهم عن قرب، وكان ذلك بفضل الفنان التشكيلي حسن الملا الذي شجعه وزملاءه بقسم التربية الفنية على الانتساب للجمعية. كما كان يحثهم على مشاركة أعمالهم في المعارض الفنية التي تقيمها الجمعية لنخبة من رواد الحركة التشكيلية في قطر كأمثال جاسم زيني وسلمان المالك وعلي حسن وفرج دهام وعيسى الغانم وأحمد السبيعي والفنانة الرائدة وفيقة سلطان.
ولفت الفنان إلى أن تجربته الإبداعية جمعت بين احتراف العمل الفني وممارسة العمل العام في مجال الفنون، حيث خاض تجربة الانتخابات التي أقامتها الجمعية القطرية للفنون التشكيلية وأصبح عضوا بمجلس إدارتها وأمينا للسر وأمينا للصندوق خلال الفترة من عام 1999 حتى 2010. كما كان لالتحاقه بعضوية مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني سابقا، خلال الفترة من عام 2005 حتى 2010، أثر إيجابي في التعرف على تجارب فنية وثقافية لمبدعين عرب وأجانب من زوار الدوحة وكذلك المشاركة في معارض خارجية ومحافل فنية دولية.