محمد صفوت تجارب تشكيلية عربية سورية رائدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد صفوت تجارب تشكيلية عربية سورية رائدة


    محمد صفوت تجارب تشكيلية عربية سورية رائدة Moid Muneef عبود سلمان


    ·
    Aboud Salman

    محمد صفوت
    تتزاحم الايام وتكتظ الحياة بالتعب . وينتشي الالم .. عميقا وكأنه آله للخصب والعطاء في اسطورة ربة الينبوع السورية .. فيظل الفنان تحتشد به الايقاعات والاجراس والالوان والمواقف . والامكانيات المتاحة لابداعه . كي يظل وفيا لازمانه وامين على حقوق شعبه . وعاداته وتقاليده . فيعمل جاهدا للصمود الى آخر رمق في حياته . مناضلا . وصادقا . وصابرا . وعفيف النفس . ذو روح عزيزة ونبيلة . معطاء . بكل انواع العطايا . راسم لوجوده النز اليسير . بين الاحبة وعبون الاحبة . لتتزاحم فيه الحشود البشرية وكانه بلد مزدحم . او بيدر كوني . هكذا هو بعض مزايا الفنان التشكيلي السوري ( محمد صفوت ) فنان البوتريه السورية . ورسام الوان تصوير الطبيعة السورية الساحرة باجواءها الملهمة وكانها اقصى حدود الدجمال في آيات السحر والجمال . وفي عنفوان كل فجر الاشراقات النبيلة . حيث يهمس له الحجر . والبشر . والشجر . ويقول له .كن هنا انا فنان اللون الساحر . ورسام تضاريس عيون الاحبة والنبلاء والانقياء . ومن حضن هذه الدنيا الفانية . انا اترك قلائد الشمس على صدور عيون الحب . كي اقول لكم . كنت هنا . انا ابو صفوت .. كما يحلو للاحبة ان ينادوني . راسما من اقصى الامدادات الحنونة . وجودنا البهي مع الله والطبيعة . والرفقة الحسنة . حيث يذهب الانسان ا مع ترانيم وميض كل الحكاية . وعبر سرديات لونية ومحكية . ينهل هذا الفيض الوجداني . من معين لاينضب . وجوه البشر والشجر . وسحر البحر والسهوب والوديان والنهر . ومابين الفرات والبحر الابيض المتوسط . يظل هذا الرجل الفنان والانسان . صورة الفنان المعطاء دون ان يبحث عن كلمة شكر او انطباع زائف . او ايقونة اعجاب الكترونية . يتركها العامة والخاصة . والاوفياء والادعياء .. والشرفاء والنبلاء وغيرهم . وانما يقول لموسيقا الالوان . ان الوان الروح الضوئية . هي عنفوان صدق الوان الموسيقا النبيلة في عميق مزايا . خاصية العمل والانتاج . والرسم النبيل . حيث يغور عميق في تضاريس تفاصيل الحكاية التشكيلية . مستفيدا في فرادة التكوين وسهولة المعنى في عمق الصورة المصورة او عبر فنيات الرسم المباشر . عن الطبيعة . وهو الفنان المتكمن من ادواته . والذي يعتبر فيها المعلم والشيخ الجليل في جماليات مشيخة عالم الفنون الجميلة . حيث تعج لوحته بالموسيقا والانسان والادب والفكر . ومن خلال وجوه من رسمهم ولوحاته تؤكد على هذا . تظل ذات الروح الانسانية الضوئية . عبر دفائن الوان ونغمات موسيقا الداخل المصورة لكل شخصية مرسومة ومقرونة . بسحر انامله المضيئة .. حيث ذلك الارتباط الوثيق مابين تحديات الانسان والطبيعة . وكلاهما يغالب تحدي عشق الفنان الرسام المصور السوري محمد صفوت . ويجعل من ابداعه حكاية مسيرة نجاح مستمرة منذ بدأ الولوج في عوالم الفن النقي . راسم لوجوده خصوصية جعلت منه اسم صعب تكراره في المشهد التشكيلي السوري في ظل سطوة فقراء الموهبة والفنون المعاصرة التي استسعلت الفنون وعالم الابداع الى حدود الاسهال المرضي . الذي افقد الكثير من زهو انتماء هؤلاء العباقرة الاوائل الى عالم الاصالة والتراث الانساني . حيث صار نادرا جدا ان تحظي بفنان او رسام متمكن من ادوات رسمه واصابعه تعرف كيف تغرد داخل المتن الابداعي للوحة الهامة . ولهذا تكاثروا فقراء الموهبة وصاروا ( كثر الهم على القلب ) ولهذا تظل فرادة وريادة تجربة هذا الفنان التشكيلي السوري الرائد في مجاله وهو من اوائل الفنانين في الرقة وحلب وكل سورية من ارسوا دعائم الفن التشكيلي في بلاده وناضلوا مجاهدة وكفاحا نبيلا كي يكون لسمعة الفن التشكيلي كل هذا الحضور المقدس عبر تاريخه وامام العالم . ومنذ كانوا في اوائل تاسيس جماعة جماعات الفن التشكيلي في سورية .. وهم يناضلون ولليوم يزداد الدرب وعورة ومعوقات . ويظل هذا الفنان المصور المحترف ( محمد صفوت ) واخرون .. هم نواة جيل الريادة المؤسس لتاريخية الحركة الفنية التشكيلية في سورية في ظل معاصرته لكل ماهو معاش . وواقع . وامام فداحة طول مسيرة التجذيف . وعمق ازمات المجتمع السوري الحالية . ومنذ القدم لم يكن المجتمع السوري في عافية . بل كانت تاخذه قوى الجهل والظلام والمحسوبيات والفساد . وتجعل من جهود المبدعين عرضة للنهب والاقصاء والتهميش والسطو . وهذا ماتعرض له تجربة الفنان محمد صفوت التي اهملت من كتابات مجلة الحياة التشكيلية السورية الصادرة عن اكبر محفل يحتفل بالابداعي السوري للفنون التشكيلية في سورية . وذلك نتيجة سيطرة الفساد التشكيلي والاداري وسطوة الادعياء الغير امناء على الفعل الوطني والفر الجمالي . كذلك الانانية والنرجسية التي حطمت اسطورة نقاوة ماصنعه الرواد التشكيليين السوريين الاوائل سواء في حلب او حمص او دمشق او دير الزور او غيرها من المدن السورية . حيث هناك حركة تشكيلية سورية رائدة قوامها اننا ابناء هذا النجاح الاولي . ورغم فقر الامكانيات القديمة ولكن هناك حركة نشطة تجسد لحقيقة المشهد التشكيلي الكثير . من الخصوصية والعمل والابداع ولهذا . نجد انفسنا امام .. توثيق كل ماهو مهم وهام وذو اهمية . وخاصة في ظل متغيرات ماعادت لنا فيها سلطة . نتيجة ازمات البلاد الخانقة . صار الفنان التشكيلي السوري يبحث عن لحظة امان . ولم يجدها بعد .. ولهذا تشرد الكثيرون في المنافي القسرية والهجرات الجماعية والفردية واحرقت الكثير من المراسم وقتل الكثيرون ومات من مات وبقي من ذهبت به الريح الى بلدان ومدن لاترحم ولاتقدر كرامة عبقرية هؤلاء . ولهذا تظل تجربة الفنان حبيسة زمن الاعتراف واللااعتراف . وعليه تظل لنا تجربة فناننا الكبير والرائد ذو الروح الضوئية ( محمد صفوت ) الذي اوقف كامل خصوصية التجربة على الرسم الواقعي المشوب بروح انسانية ناجمة على انه حليف لغة الصمت المدوي . في ثنايا اللون وهمس مناجاته لحوافر هذا الزمن الراكض نحو الهواء والتاريخ القديم . لتاريخية اسقاطاته الانسانية على شخوصه . المرسومة باتقان مدهش ومذهل . رفيع المستوى . معجون بالوان الروح الضوئية المتموسقة مع تربة الالوان الرمادية حيث الباردة تجاور خصوصية حرارة الداخل الانساني للمبدع الفنان نفسه ( محمد صفوت ) ومعه تتوفر الدفقات اللونية ذات المسحة الانطباعية التاثيرية . المتموسقة على الوان هادئة منعشة وروح مسافرة في ثنايا غموض الانسان . في بهو الوانه الخاص . حيث لقاء الارواح بينهم وبين شخوص ابطال لوحته . تجعلنا نصغي الى اسلوبيته الواقعية المدهشة والمذهلة في حركية الدفء النازف من كوامن عوالمه الداخلية مابين حركة الفرشاة واللون والمضمون وتضاريس الواقعية التي تجبر موسيقاه على توقيع بصمته الفنية المتفردة . كونه يعانق نعومة الاشراقات الفنية في سحنات شخوصه . فيجعل منها اشراقات قلب عاشق ومبدع ومتيم . في روح فرشاة تراقص الافصاح وتقول كل الكلام المباح . ولكنها تطمر في معاجين اللون رونق الحياة وزهو النكسات المتلاحقة . بالوان متناغمة ومدهشة مع بعضها البعض . حيث الفواتح تجاور الغوامق وتظل وفية للمدرج الموسيقي في عزوفات نبض روح الفنان محمد صفوت . الذي رسم العديد من الادباء والشعراء والمفكرين والاصدقاء والنساء . وجعل من اسطورة المنظر الطبيعي في سهوب حلب وعفرين ودير حافر ومناطق اخرى من سورية . بلده الحبيب . سيرورة احاس عين الفنان وعقله . في تهويماتهمكنونات النفس . وخيالاته ومشاعره . التي تتراقص بها . فحوى تضاريسه اللونية الهامة . وهو الذي عشق الحياة والطبيعة والغناء والجميلات . والازقة القديمة من حلب الشهباء . راسم فنون لوحاته باسلوبيته الخاصة وبمزيد من الواقعية المشوبة بالتعبيرية النفسية لكوامن عوالم شخوصه المرسومة في لوحاته .. حيث هي الرمزية الوجدانية المبسطة على وجدانيات عشق الحياة واحترامه للانسان . بغض النظر عن انتماءه او جذر روحه المنتمية . وبالوان حية وحركية متحركة . رسم العديد من لوحاته . وصار لوحاته في العديد من البيوت والمتاحف والمؤسسات الثقافية والفنية والتشكيلية والجمالية . في معمارية زرع بذور الوعي والجمالي في الحياة وبين الناس . وهو الامين والطيب الخلوق . والمبتسم دوما بين احبابه واولاده واحفاده . ومع الناس والمجتمع والحياة . يظل الفنان محمد صفوت رائد من رواد الفن التشكيلي السوري المعاصر . واحد اعلام رسم اللوحة الفنية الواقعية الموسومة بالطبيعة وفن البوتريه . وعبر هذا التزواج الحميم مابين فنيات الانسان والمكان . تظل التماعاته ومواقف جماليات لوحاته شاهدة على الزمن الذي عاشه ونعيشه بمزيد من الاحتمالات وبكل الحالات . يبقى الفنان محمد صفوت شيخ فن البوتريه في سورية وعميد رساميها الاصلاء الذين فقدتهم الايام التشكيلية السورية . وصاروا عملة نادرة . وهدف غير مستحب للكثيرون الذين ماعاد اهمية الرسم والتصوير .. تشغل تفكيرهم في ظل هجمة العولمة على حياة الانسان واستباحت الحياة الاستهلاكية لعوالم كوامن انسانية المواقف . والحياة . محمد صفوت .فنان تشكيلي تظل لوحته سجل خالد في سجلات الخالدين وتشكل حضورا متفردا ومتميزا يعكس اهمية وجود الانسان في اللوحة والمكان .. ويكتب تاريخ لاهم الاسماء والناس والبشر . ويوثق لجماليات المكان والانسان . وهو من عاش حياتهما معا . فجاءت اعماله واقع حي ومملوس . في ظل كل مرئياته الغير مسحورة بالفولكلورية العامة . لان كرنفالاته اللونية المتموسقة على الواقع والقماشة . هي من تستطيع ان تستشرف افاق بروق التماعاته في اجواء احلامه وقلقه المسهد . بالف لون وشكل . تجريبي عبر الفرشاة معاجين الالوان ولكنه المنغمس ابدا في الاصالة والحياة ...
    (( ولد الفنان التشكيلي "محمد صفوت" في مدينة "حلب" عام /1949/، درس الفن دراسة خاصة، وتخصص بالتصوير الزيتي، وهو عضو بنقابة الفنون الجميلة في "حلب"، وعضو باتحاد الفنانين التشكيليين العرب، متميز في رسم الوجه الإنساني (البورتريه)، انتقل إلى مدينة "الرقة" عام /1972/، وهو في العقد الثالث من عمره، ليساهم مع زملائه من الفنانين التشكيليين من أبناء "الرقة"، في تأسيس تجمع فناني "الرقة"، في عام /1967/، والذي كان ثمرة لجهود الفنانين الذين أرادوا المساهمة فيه، ليعبروا عن تجربتهم كجماعة، وليس كأفراد، وقد ساهم هذا التجمع في توحيد العطاء الفني في المحافظة، وقد شارك فيه الفنانون: "إبراهيم الموسى" و"فواز اليونس" و"ياسين الجدوع" و"علاء الأحمد" و"طلال معلا" و"عنايت عطار" و"فهد الحسن" و"محمود فياض" و"أحمد معلا" و"حامد الصالح" و"موفق فرزات" و"محمد صفوت"، أول معرض له كان في عام /1970/، له تسعة معارض فردية حتى الآن، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية داخل القطر العربي السوري وخارجه، أعماله مقتناة في الكثير من دول العالم، تميزت أعماله بالألوان الانطباعية، فالإحساس بالطبيعة شيء مهم وضروري في حياة الفنان، فالفنان "صفوت" له القدرة على وضع المؤثرات الجمالية في أعماله الفنية الإبداعية، التي تجعل مشاعر المتلقي تهتز لها، وتجعله يعيش معها، ويستمتع بها، ويجعلها جزءاً من حياته، ورصيداً يزداد على مر الزمن، والمعروف أن الفنان "صفوت" مبدع في رسم (البورتريه) والواقعية الأكاديمية، ويتخذ أسلوبية العين واليد الخبيرة، في تصوير المناظر الطبيعية، والمشاهد الخلوية، واللوحات الشخصية..))
    تحية وتقدير ... عبود سلمان
يعمل...
X