محمود أبودومة عاصمة الزخم الثقافي والفني الأولى هي لندن
محمد الحمامصي
المسألة ليست أن تذهب إلى المسرح لمشاهدة عرض
المسرح ليس فقط فنا للترفيه والمتعة كما يعتقد البعض ممن يسعون إلى تحويله إلى فن فلكلوري بلا امتداد ثقافي واجتماعي، المسرح فن له دور محوري في المجتمع، من حيث صناعة الوعي والاضطلاع بدور المدرسة الشعبية. وقد جال المسرحي المصري محمود أبودومة في مسارح لندن كاشفا هذه الأدوار. "العرب" كان لها معه هذا الحوار حول كتابه الجديد ورؤاه الفنية والفكرية.
تحفل مسيرة المؤلف والمخرج المسرحي محمود أبودومة بحضور مسرحي تجاوز التأليف والإخراج والدرس الأكاديمي إلى تأسيس واحد من أهم وأشهر المهرجانات المسرحية المستقلة التي كانت تقام في مصر “مهرجان الشوارع الخلفية”، وذلك عقب توقف الملتقى الإبداعي الدولي للفرق المسرحية المستقلة الذي كانت تحتضنه مكتبة الإسكندرية ويستضيف مسرح الدول المطلة على البحر المتوسط. ويضاف لذلك عدد من المؤلفات المسرحية والروائية والنقدية.
يجول أبودومة في أحدث كتبه “مشاهدات من المسرح الإنجليزي” بين مسارح لندن كاشفا لخصوصية أماكنها وما يحيط بها من شوارع، ثم يدخل إلى قاعاتها وأروقتها قارئا للتفاصيل الفنية والجمالية والمسيرة التاريخية مثل: المسرح الملكي القومي البريطاني، مسرح الباربيكان، مسرح ليريك هامر سميث، مسرح رويال ألبرت هول، مسرح سوهو بليس، مسرح جيليان لي، مسرح سافوي، مسارح الوست إند وشافتسبري أفينيو، فضلا عن أمكنة فنية أخرى في ذات السياق مثل متحف التيت، و”سيرك الشمس أو بائعو السعادة”.
ويحلل بعدها مشاهداته على خشباتها انطلاقا من إلقاء الضوء على المؤلف والمخرج وتتبع النص الأدبي ومعالجاته السابقة، وانتهاء بمختلف عناصر العرض من تمثيل وديكور وإضاءة وغير ذلك، تلك المشاهدات تتراوح بين المسرحية والعرض المسرحي وما يدور على خشبات المسرح الإنجليزي. ومن بين تلك العروض “تغلب على الشيطان: مونولوج كوفيد – 19”، “… وجولييت”، “بيت الدمية”، “مولان روج”، و”عطيل”، “ميديا”، “مجنون بك”، “صن ست بوليفار”.
هبوط أورفيوس
محمود أبودومة: لا وجود لمسرح واحد في مصر له فلسفة واضحة ومعلنة عن طريق الإدارة التي تقوم بتصميم برامج المسرح
محمود أبودومة: لا وجود لمسرح واحد في مصر له فلسفة واضحة ومعلنة عن طريق الإدارة التي تقوم بتصميم برامج المسرح
لا يكتفي أبودومة بتقديم رؤاه وأفكاره في تحليل مشاهداته بل يذهب إلى وضع المقارنات بين أوضاع المسرح في القاهرة ولندن، يقول “حاولت أن أكتب عن مشاهداتي بأسلوب دمج الذات، أي تضمين تجربتي ومعرفتي وذكرياتي في المشاهدة، والاهتمام بالتفاصيل التاريخية ونقل مشاعر الأمكنة إلى القارئ، وتوسيع رقعة الزمان والمكان، عسى أن يصيب ما كتبت نفعا”.
في حديثه مع “العرب” يقول أبودومة “ترجع علاقتي بلندن إلى أول مرة سافرت إليها عام 1977 أي منذ ما يقرب من 46 عاما، ووقتها لم أمكث طويلا، والمرة الثانية كانت عام 1988 كانت بصحبة شقيقي الراحل، الذي أجرى عملية استئصال ورم سرطاني في المخ، في واحد من مستشفيات لندن. وقد ظل شقيقي راقداً في غرفة العناية المركزة أياما طويلة، ولم يسمح لي بزيارته سوى دقائق معدودة كل يوم، لذا فقد كنت أقضي الكثير من الوقت وحيدا”.
ويضيف “لم يكن آنذاك جهاز الموبايل قد ظهر في أيدي الناس، كي أستأنس بالقراءة عليه، أو مشاهدة ما يحدث في العالم، حتى وقع بصري بالصدفة على دليل مسارح لندن في واحدة من محطات قطار الأنفاق، وكنت آنذاك طالبا في معهد النقد الفني، وكان الدكتور نبيل صادق يدرس لنا مادة الجماليات، وفي واحدة من المحاضرات تناول مسرحية تينيسي ويليامز ‘هبوط أورفيوس‘ كمثال على كيفية تناول أسطورة أورفيوس في المسرح الأميركي”.
ويتابع “ذهبت وابتعت تذكرة لمشاهدة ذلك العرض، وكانت أول مرة في حياتي أشاهد عرضا مسرحيا في ‘مسرح هاي ماركت‘ لمسرحية كنت وما زلت مغرما بها جدا وهي ‘هبوط أورفيوس‘ التي كتبها تينيسي أولا تحت اسم ‘معركة الملائكة‘ والتي تقدم بها إلى لجنة تحكيم في مسابقة تقيمها لجنة الفنون والآداب الأميركية، وهو واثق من فوزه، ولكن الجائزة المالية التي كان يحتاج إليها كي يجري جراحة في عينيه لم تذهب له، بل ذهبت إلى غيره”.
البون شاسع والفارق كبير بين الباربيكان سنتر وتجربة الثقافة الجماهيرية في مصر لأن البيئة الحاضنة مختلفة
ويكشف أبودومة أن تينيسي ويليامز جلس محبطا في الحديقة المواجهة لمبنى الفنون والآداب، وعندما خرجت رئيسة اللجنة ركض نحوها قائلا: لماذا لم أفز يا سيدتي؟ فقالت له: لأن هناك مسرحيات أفضل من مسرحيتك. فقال لها: ألا تعلمين أنني كنت قد وضعت قلبي على كفّي، وأنا أكتب هذه المسرحية. فردت عليه ردا لم ينسه طوال حياته: لا تضع قلبك على كفك مرة أخرى، حتى لا تنقره الطيور. فاستدار ومضى بعيدا. هذه الواقعة وأشياء أخرى كانت سببا في موقفي من الجوائز، وتكوين عقيدة قوامها صعوبة الحكم على إبداع الغير. فالكاتب الذي فاز بالجائزة وتفوق على تينيسي لم يعرفه أحد. ومضى من على الساحة مجهولا، وصار تينيسي علما في المسرح الأميركي.
ويتابع أن هذه المسرحية التي شاهدتها قامت بأدائها الممثلة المعروفة فانيسا ردجريف وجويل كوفنجتون وجين مارك بار وبول فرميان، ومن إخراج بيتر هول، وعندما عاد إلى مصر كتب مقالا عنها ونشرته مجلة المسرح آنذاك، التي كانوا، كما يقول، “قبل عصر الإنترنت والانفجار المعرفي الكاذب نجدُّ وراءها لدى باعة الصحف والمجلات خاصة الأعداد القديمة، والتي نجد فيها المعلومات والنصوص المسرحية. هذا وكانت مجلة المسرح التي تترنح الآن هي صاحبة فضل على كل طالب يدرس المسرح في أيامنا”.
المسرح والوعي
المسرح يكوّن وعي الإنسان
المسرح يكوّن وعي الإنسان
يوضح أبودومة أنه عندما تطالع الخريطة المسرحية في دليل المشاهدات، تنتابك الحيرة، فأحيانا تحس بالرغبة في مشاهدة عرض مسرحي يحتوي على عناصر الفرجة البنائية، مثل الإبهار الناتج عن الاستخدامات المبهرة لعناصر العرض المسرحي، مثل الملابس المسرحية، والإضاءة وفنون الأداء الجسدي، مثل الحركة والرقص، شيء ما يغازل العناصر المرئية، والتشكيلات الجسدية، والموسيقى، والاستخدام المبهر في تغيير المناظر والوسائط البصرية، وأحيانا تحس بالرغبة في مشاهدة مسرحية لها جذر أدبي مكتوب، سواء تمت معالجته دراميا، أو مازال يقدم كما هو، بل يرغب بعض الناس في مشاهدة المسرحية وهي تعرض في إطار المتحفية.
ويشير إلى أنه “في تلك الأيام من عام 1988 كنت أمشي كثيراً في شوارع لندن وأحيائها من سلون سكوير حيث أسكن، وكنجزواي إلى بيكاديللي سيركس، وشارع أكسفورد، وستراند، ووست إند، وليستر سكوير، وطريق شافتسبيري، وهايد بارك وبايز ووتر، ونوتنج هيل جيت، وكنجزكروس، وهامر سميث، وهاكني، وغيرها من الشوارع والأماكن والأحياء. ثم مضت الأيام كما تمضي كل الأشياء من حياتنا، ولا نعرف كيف”.
ويتابع “سنوات كثيرة مرت حتى تمت دعوتي عام 2006 إلى مدينة غلاسكو فيسكوتلاندا، وكانت الدعوة موجهة إليّ من الأكاديمية الملكية الأسكتلندية للموسيقى والدراما (RSAMD) بالإضافة إلى المسرح القومي الأسكتلندي، وكانت الدعوة لإخراج مسرحية ‘أحلام فاوست‘ والتي قمت بإخراجها وكتابة المعالجة الدرامية لها، وتقديمها في الإسكندرية، في مسرح الجراج مع فرقتنا عام 2002، كما قدمتها أيضا في سياق مهرجان غوتنبرغ للرقص والمسرح بالسويد عام 2004، ولكن كانت الدعوة هذه المرة بخصوص تقديمها لطلاب الفرقة الرابعة بالأكاديمية الملكية الأسكتلندية، كمشروع تخرج في مادة التمثيل، ضمن مشروع ‘دياسبورا‘ (Diaspora)، الذي تتبناه الأكاديمية. وهو مشروع لتبادل الخبرات للطلاب الذين يرغبون في بناء مستقبل فني على مستوى دولي”.
أبودومة لا يقدم رؤاه وأفكاره وتحليل مشاهداته فحسب بل يضع المقارنات بين أوضاع المسرح في القاهرة ولندن
ويذكر أبودومة أنه في تلك السنة التي تمت دعوته فيها، تم دعوة 6 مخرجين من بلاد العالم المختلفة للإشراف على مشروعات تخرج الطلاب في المجالات المسرحية المختلفة، فقد كان هناك مخرجون من كندا واليونان والهند والبرازيل ونيجيريا، بالإضافة إلى مصر. ومازال ذلك المشروع قائما حتى اليوم، لأن تلك البلاد، كما يقول، لا تنظر إلى المسرح باعتباره صناعة ترفيهية، طارئة، ولكن تراه صناعة ثقيلة، راسخة، تجعل من إعداد وتكوين وعي الإنسان محوراً لها.
ويضيف “ظللت مدة شهر تقريبا أعمل مع هؤلاء الطلاب بشكل يومي متواصل من 9 صباحا حتى 4 بعد الظهر على النص المسرحي ‘أحلام فاوست‘ بعد ترجمته بشكل محترف إلى اللغة الإنجليزية، من قبل المترجمة سارة عناني. هذا وقد تم تقديم العرض في حضور لجنة تحكيم لتخريج الطلاب. وكان على مسرح ترون وهو أحد المسارح الكبرى في غلاسكو في حضور جماهيري وبتذاكر دخول شأن أيّ مسرح محترف”.
يؤكد أبودومة أن مياها كثيرة جرت في نهر مسيرته مع المسرح الأوروبي عامة والإنجليزي خاصة، ويقول “زرت العديد من مهرجانات المسرح الدولية في أميركا، والمملكة المتحدة، وسلوفينيا، وألمانيا، ورومانيا، والسويد، وسويسرا، والنمسا. وشاهدت العديد من العروض، وشاركت في الكثير من المناقشات والندوات والحوارات، كما شاركت بعروضي المسرحية في الكثير من المهرجانات والمناسبات الدولية، وبرامج التدريب والتعليم غير الرسمي”.
ويضيف “عندما حصلت ابنتي على منحة تعليمية دراسية للحصول على ماجستير في مجال الريادة الثقافية من جامعة غولد سميث في لندن، ثم إقامتها هناك للعمل بعد الحصول على الدرجة العلمية، فقد بدأت علاقتي تتوطد مرة أخرى مع المدينة، وعدت أجول في شوارعها، وأزور دور السينما والمتاحف، وبدأت أيضاً في زيارة العديد من المسارح، وشاهدت الكثير من العروض في مجالات مختلفة. وكذلك عندما استقر ابني هناك كطالب ماجستير في جامعة غرينتش، ثم استقر هناك بعد الدراسة، صرت أسافر لهم كثيرا وأمكث فترات طويلة، بل أقدم البعض من عروضي المسرحية هناك”.
الدور الاجتماعي
مسرح له دور اجتماعي ورسالة
مسرح له دور اجتماعي ورسالة
يرى أنه لا توجد عاصمة في العالم فيها ذلك الزخم الثقافي أو الضجة الثقافية والفنية التي يمكن أن تحدثها لندن خاصة في مجال العروض المسرحية، حيث تم عرض في الوست إند في بداية عام 2023 العروض المسرحية الموسيقية الضخمة مثل “شبح الأوبرا” و”البؤساء” و”ماتيلدا” و”مام ماميا” و”مولان روج” و”كباريه” و”الجمال النائم” و”كتاب المورمون” وكلها عروض موسيقية غنائية.
ويبين أن المسرح القومي يعرض أوبرا “كارمن” ومجموعة كبيرة من مسرحيات المسرح السحري الأسود، وعرضا تسجيليا عن ذكرى “فرانك سيناترا”، و”فيدرا”، و”الوقوف على حافة السماء”، و”روميو وجوليت”، “هاملت”، “البوتقة”. أما في الباربيكان سنتر فإلى جانب المهرجان الدولي للمايم، يعرض الباربيكان مسرحيات “ماكبث”، و”هدية من جانيس”، و”محاولات في حياتها”، و”الجبال التي تسلقناها”، و”الحياة حلم” وغيرها.
كما تعرض مسارح الأحياء مسرحية “عطيل”، التي شاهدها أبودومة وتحدث عنها في الكتاب، ويعرض مسرح بالاس مسرحية “هاريبوتر”، ويعرض مسرح نويل كاورد مسرحية “أحسن الأعداء”، ويعرض مسرح دوشيس “المسرحية التي ذهبت في الطريق الخاطئ”، بينما يعرض مسرح لين “ثلاثية ليهمان”، ويعرض مسرح فورتشن مسرحية “سيدة في ملابس الحداد”، ويعرض مسرح سوهو مسرحية “ميديا”، ويعرض مسرح كورنيت مسرحية “رقصة الموت”، ويعرض مسرح الرويال ألبرت هول عروضاً متنوعة من سيرك الشمس، هذا بخلاف حفلات الموسيقى والأوبرا والباليه، وربما تعكس الصورة السابقة حجم التنوع في العروض المسرحية.
f
ويشير إلى أن مسرح الباربيكان سنتر الذي حلذل العديد من عروضه “يعد في حد ذاته ظاهرة لم تتكرر كثيرا حتى الآن في كل بلدان أوروبا، سوى في الدول التي كانت تابعة طبقا للتقسيم القديم في المعسكر الشرقي، مثل رومانيا والمجر ويوغوسلافيا القديمة، التي صارت الآن سبع دول مستقلة، ومثل بولندا. وتعود الريادة في هذا المجال إلى الاتحاد السوفييتي، مؤسس هذه المراكز الثقافية والفنية أو المدارس الشعبية، ووسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري، وتوجيه الرأي العام.
ويضيف “لقد نقلت مصر نفس التجربة من الاتحاد السوفييتي في بداية العصر الناصري، ولكن ما زال البون شاسعا، والفارق كبيرا بين الباربيكان سنتر، وتجربة الثقافة الجماهيرية في مصر، لأن البيئة الحاضنة مختلفة، فالوسط في إنجلترا ديمقراطي ليبرالي، له هامش متسع من الحرية، أما الوسط في مصر فهو غير ذلك تماما، وبالتالي فإن النتائج بالضرورة مختلفة”.
يتابع أبودومة على قاعات مسرح الباربيكان سنتر عروض مهرجان لندن الدولي للمايم (في الفترة من 23 يناير إلى 5 فبراير 2023) الذي تضمن عرض 18 مسرحية من بينها عرض “لحم” وهو عرض يمثل دولة بلجيكا، ويعتمد على القاموس الحركي والإشاري دون تجريد مثل الرقص، بل بشكل حياتي صرف، يقوم به أربعة ممثلين، ويتناول فكرة الموت وموقفنا منه زوايا مختلفة، وهي ثيمة مطروحة في المسرح منذ تفشى وباء كوفيد – 19، وودع الناس الكثير من أهلهم وأصدقائهم، وشعر الجميع أن الموت قريب وعشوائي. وقد اعتمد هذا العرض على التمثيل الصامت بمصاحبة الموسيقى. وقد قدم العرض من خلال أربع لوحات كلها تحكي عن تضارب مشاعرنا وحريتنا، تجاه فكرة الموت، من مشاعر الارتباك إلى الخوف إلى السخرية واللامبالاة.
ويشير أبودومة إلى متابعته لمهرجان “الاحتفال بالثقافة السوداء” الذي أقيم على مسرح ليريك هامر سميث في أعقاب عودته إلى الحياة الطبيعية في يناير 2022 بعد إغلاق جبري شامل خلال فترة وباء كوفيد – 19، وقد قدمت خلال المهرجان مجموعة من العروض التي تطرح قضايا السود، وعقدت حلقات نقاش بعد كل عرض، وطرحت أوراق بحثية حول قضايا ومشاكل السود في المجتمعات البيضاء، هذا فضلا عن عروض الرقص والموسيقى والتي تجري كلها في جو من البهجة والحميمية.
يؤكد محمود أبودومة أن “المسألة ليست أن تذهب إلى المسرح لمشاهدة عرض قد يعجبك أو لا يعجبك، لكن المسألة هي الفلسفة التي قامت عليها المؤسسة التي تشاهد ذلك العرض بين جدرانها، والدور الاجتماعي لهذه المؤسسة، ومدى التزامها بواجبها في تنمية وتطوير المجتمع الموجودة فيه باعتبار المسرح مؤسسة تكوينية وتثقيفية تهدف إلى تحريك الجمال وبعثه في النفوس، فضلا عن كونه مؤسسة تعليمية غير رسمية لأنه مدرسة الشعب. وقد أحالني هذا الأمر إلى واقع المسرح المصري حيث لا يوجد مسرح واحد في مصر له فلسفة واضحة، ومعلنة عن طريق الإدارة التي تقوم بتصميم برامج المسرح، خاصة في ما يخص دوره الاجتماعي، والهدف من وجوده، ومبررات استمراره أو حتى آليات العمل فيه. ولكن توجد عناوين وشعارات قائمة منذ الستينات حتى اليوم ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، أو محاولة تغييرها”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
محمد الحمامصي
كاتب مصري