بسام كوسا: الوطن العربي مدمر للإبداع بينما يستثمر الغرب في طاقات أبنائنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بسام كوسا: الوطن العربي مدمر للإبداع بينما يستثمر الغرب في طاقات أبنائنا

    بسام كوسا: الوطن العربي مدمر للإبداع بينما يستثمر الغرب في طاقات أبنائنا


    الفنان السوري يتمنى أن تتحسن الأوضاع في الوطن العربي ليصبح حاضنا وداعما للمواهب والمبدعين بدلا من كونه مدمرا للموهبة.
    الاثنين 2024/10/07
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    مبدع دائم القلق

    دبي (الإمارات) - بسام كوسا أحد أهم الممثلين السوريين والعرب، يعرفه الجمهور بأدواره في العديد من المسلسلات السورية ومن بينها المسلسلات التاريخية الشامية الشهيرة مثل "أيام شامية" و"باب الحارة" و”طاحون الشر” و”الغربال”، يتلون في لعب أدواره الاجتماعية لكنه اشتهر أكثر بلعب أدوار الشر.

    وفي آخر تصريحاته ذكر الفنان السوري أنه يتمنى أن تتحسن الأوضاع في الوطن العربي، ليصبح حاضنا وداعما للمواهب والمبدعين، بدلا من كونه مدمرا للموهبة. وأكد أن عدم احتواء العالم العربي للطاقات الإبداعية الثمينة من أبنائه في مجالات العلم والطب والثقافة وحتى الحرف المختلفة جعلهم يذهبون إلى أماكن أخرى، ما أتاح للعالم الغربي الاستفادة والاستثمار في إمكانياتهم وحماسهم وإنجازاتهم.

    وأكد بسام كوسا، في مقابلة مع الإعلامي ربيع هنيدي بثها عبر منصة يوتيوب، ثقته في محبة الجمهور له، معتبرا إياها مسؤولية كبيرة يتحملها بفخر، وموضحا أن معاييره الأساسية للنجاح تعتمد على التجريب. وأضاف “لا توجد قواعد ثابتة للنجاح في الفن، وليس له سقف معين، ومسيرته المهنية تعتمد على مبدأ كيمياء التجريب”.

    ورفض كوسا تصنيف نفسه كـ”صاحب تاريخ درامي”، مشددا على أهمية الجهد الشخصي والتميز في الأعمال الدرامية التي قدمها. وأضاف “ليس من حق الفنان أن يمنح نفسه أي لقب، بل يأتي ذلك من المشاهدين والنقاد، فدائرة الإبداع في أي عمل فني لا تكتمل إلا بالمتلقي”.

    بسام كوسا المولود في عام 1954، ولد في حلب وتخرج من قسم النحت بكلية الفنون الجميلة في دمشق. عمل في بدايته في المسرح الجامعي، ثم في المسرح القومي. شارك في العديد ‏من لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية.‏ كما حصل على العديد من الجوائز منها جائزة أدونيا عام 2005 عن مسيرته الفنية الطويلة، ويعتبر من الفنانين السوريين المخضرمين الذين عاصروا بدايات الدراما السورية ومرحلة الريادة وحتى التراجع جراء الحرب، وفي حصيلته أكثر من 100 عمل درامي.


    ◙ كوسا يرفض تصنيف نفسه كـ"صاحب تاريخ درامي" ويشدد على أهمية الجهد الشخصي في الأعمال الدرامية التي قدمها


    أما علاقته مع السينما فبدأت من خلال فيلم “قتل عن طريق التسلسل” إخراج محمد شاهين عام 1982، ومن ثم “حادثة النصف متر” للمخرج سمير ذكرى عام 1983، لتتتالى بعد ذلك مشاركاته السينمائية مثل “شيء ما يحترق” للمخرج غسان شميط و”المتبقّي” للمخرج الإيراني سيف الله داد و”صعود المطر” و”نسيم الروح” مع المخرج عبداللطيف عبدالحميد و”تراب الغرباء” للمخرج سمير ذكرى، ثم غاب 20 عاما عن الفن السابع ليعود خلال عام 2017 من خلال الفيلم اللبناني “محبس” لصوفي بطرس. وفي مجال الكتابة الإبداعية كانت لبسام كوسا تجربتان، الأولى مجموعة قصصية بعنوان “نص لص” صدرت في العام 2003 والثانية رواية بعنوان “أكثر بكثير” صدرت في العام 2022.

    وتحدث الفنان في لقائه المصور عن حياته الشخصية، حيث أكد أهمية أسرته في منحه شعور الأمان والسلام وسط الأزمات والاضطرابات التي تواجه المجتمع. وقال “زوجتي هي من أهم أسباب إحساسي بأنني أعيش في أمان، فالمرأة هي المحور الأساسي لبناء الأسرة أكثر من الرجل”.

    وأشار إلى أن مبدأه في الحياة هو أن الأسرة هي الموطن الآمن للإنسان، ما يدفعه دائما للهروب إلى البيت بعد يوم طويل من العمل، مشيرا إلى أن الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا قلصت دائرته الاجتماعية، بفقدان الأصدقاء، ممن هاجر بعضهم، ومن رحل منهم إلى السماء، ما جعل رغبته في الهروب إلى البيت وحضن أسرته الصغيرة مضاعفا”.

    ورغم ذلك أشار كوسا إلى إيمانه بأن الحياة تتطلب بذل الجهد الذي يجب توجيهه بشكل إيجابي، من خلال تعزيز العلاقات الإنسانية الحقيقية مع الآخرين، سواء كانت مع الأسرة أو الأصدقاء أو في مجال الفن. وأضاف “الحياة عناء، لكن يجب أن نواجهها بدون عدائية، ونتعامل بإيجابية مع القلق وتحويله إلى دافع لتحقيق النجاح والارتقاء بالعلاقات الإنسانية”.

    وتحدث الفنان السوري عن أبنائه، مشيرا إلى أن لديه ولدين يدرسان في الخارج وهما صديقان مقربان له، معربا عن فخره بابنه الذي يعمل في مجال فيزياء الفضاء، حيث يحمل طموحات كبيرة لتطبيق ما تعلمه في الغرب في المنطقة العربية.

    كما تحدث كوسا عن الحرب في غزة، وقال “أتقدم باعتذار صادق لشعب فلسطين، لخذلانهم من قبل كثيرين، وأخشى أن نكون قد تركناهم بمفردهم، وهذا ليس استعراضا إنسانيا، فالمشهد الذي عكسه الواقع في الفترة الماضية كاف وواف”. وتابع “شعور القلق الدائم يسيطر على تفكيري، وهو حالة إنسانية موجودة في الجميع، ولكن تتباين أشكالها، والسبب الأساسي للقلق هو إدراك الإنسان لما يحيط به، وأن رفاهية الأمان لم تعد موجودة في العالم العربي”.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X