"الأدب والذاكرة".. إبراز للحقائق وإحياء للتاريخ
الدورة الجديدة المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي تعرف مشاركة أربعين كاتبا وكاتبة من المغرب وخارجه.
الثلاثاء 2024/10/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook
آراء متقاطعة لكتاب من المغرب وخارجه
الرباط- ضمن فعاليات الدورة السادسة من تظاهرة “الآداب المرتحلة”، انتظمت مائدة مستديرة حول موضوع “الأدب والذاكرة”، ناقش المشاركون فيها كيف أن الأدب يحفظ الذاكرة وينقلها ويبعث الروح في التاريخ.
وسلط المشاركون الضوء على الذاكرتين الفردية والجماعية ومدى تأثيرهما في إبراز الحقائق التاريخية التي قد يعجز التاريخ نفسه عن تصوريها ونقلها بشكل كامل في أحيان عديدة.
اهتم الروائي والكاتب المغربي عبدالفتاح كيليطو بنوعين من الذاكرة هما الذاكرة الجماعية والذاكرة الفردية، مشددا على أن الأدب ذكّر بـ”شخصيات وأحداث ومواقف وسلط عليها ضوءا يختلف كثيرا أو قليلا عما نجده في كتب التاريخ”.
وأبرز أن “الأدب يذكرنا بمراحل في حياتنا غير ما استقر في أذهاننا من عناوين الكتب”، موضحا أنه على الرغم من أن الذاكرة ابتدأت مع تعلم القراءة والكتابة في المدرسة، إلا أنها تمنحنا تصورا أسطوريا للأحداث بعيدا عما نقرأه وبمنأى عن مؤلفي هذه الكتب.
أما الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري فتطرق إلى العلاقة بين الذاكرة والأدب التي رأى أنها علاقة “ملتبسة وماكرة”، فالذاكرة -وفقه- لا تسجل سوى ما حدث في الواقع بالفعل، في حين أن الأدب لا يروي فقط ما وقع، بل يتجاوزه إلى “ما سيقع” وما كان من المحتمل أن يقع.
وقال “إننا سرعان ما نتصور أن الأدب مطالب بتأبيد الذاكرة الفردية والجماعية، وأن هناك واجبا ملقى على عاتقه في تسجيل الأحداث والوقائع أو أن يكون شاهدا على العصر”، مشيرا إلى أن الكتابة الأدبية هي التي ستجعل الإنسان يبلغ حقيقته الأكثر عمقا واستعادة تفاصيل غائبة على الرغم من تأرجحه بين التذكر والنسيان.
أشرف العشماوي: الأدب حفظ جزءا من تاريخ مصر أكثر من التاريخ نفسه
من جانبه رأى الكاتب المصري أشرف العشماوي أن “الأدب إنساني بالدرجة الأولى، فالروائي يلتمس الحقيقة والجانب الإنساني، أما المؤرخ فليتزم بالوثيقة وينقل صورة جافة خالية من المشاعر”، مؤكدا أن الحكي، ولاسيما الحكي الشعبي منه، قادر بشكل كبير على حفظ الذاكرة ونقلها.
وأوضح العشماوي أنه خلال الـ50 أو 60 سنة الماضية استطاع الأدب أن يتطور بشكل كبير ويتبوأ المكانة التي يستحقها في حفظ الذاكرة الإنسانية ونقلها، حتى أضحى ينافس التاريخ في هذا المجال، مبرزا أن روايات نجيب محفوظ على سبيل المثال تمكنت من حفظ جزء كبير من تاريخ مصر المعاصر أكثر من التاريخ نفسه.
من جانبها أبرزت الكاتبة والأكاديمية العُمانية جوخة الحارثي العلاقة المعقدة بين الأدب والذاكرة، مسجلة أن الكاتب ينقل سردية مختلفة وخاصة لما يفترض أنه حدث بشكل جمعي.
وانطلاقا من اعتقادها بوجود خيط ناظم بين الذاكرتين الشخصية والجمعية، ترى جوخة الحارثي أن هناك تأثيرا متعاظما للذاكرة الشخصية في بناء سردي مقنع في الإنتاج الأدبي، مؤكدة أن وجود بناء سردي مقنع يعد تحديا صعبا مع وجود أحداث ووقائع في الذاكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة السادسة من تظاهرة “الآداب المرتحلة”، المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، تعرف مشاركة أربعين كاتبا وكاتبة من المغرب وخارجه، وتشكل مناسبة يلتقي فيها بهم جمهور القراء والمهتمين لتبادل الأفكار والنقاش.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الدورة الجديدة المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي تعرف مشاركة أربعين كاتبا وكاتبة من المغرب وخارجه.
الثلاثاء 2024/10/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook
آراء متقاطعة لكتاب من المغرب وخارجه
الرباط- ضمن فعاليات الدورة السادسة من تظاهرة “الآداب المرتحلة”، انتظمت مائدة مستديرة حول موضوع “الأدب والذاكرة”، ناقش المشاركون فيها كيف أن الأدب يحفظ الذاكرة وينقلها ويبعث الروح في التاريخ.
وسلط المشاركون الضوء على الذاكرتين الفردية والجماعية ومدى تأثيرهما في إبراز الحقائق التاريخية التي قد يعجز التاريخ نفسه عن تصوريها ونقلها بشكل كامل في أحيان عديدة.
اهتم الروائي والكاتب المغربي عبدالفتاح كيليطو بنوعين من الذاكرة هما الذاكرة الجماعية والذاكرة الفردية، مشددا على أن الأدب ذكّر بـ”شخصيات وأحداث ومواقف وسلط عليها ضوءا يختلف كثيرا أو قليلا عما نجده في كتب التاريخ”.
وأبرز أن “الأدب يذكرنا بمراحل في حياتنا غير ما استقر في أذهاننا من عناوين الكتب”، موضحا أنه على الرغم من أن الذاكرة ابتدأت مع تعلم القراءة والكتابة في المدرسة، إلا أنها تمنحنا تصورا أسطوريا للأحداث بعيدا عما نقرأه وبمنأى عن مؤلفي هذه الكتب.
أما الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري فتطرق إلى العلاقة بين الذاكرة والأدب التي رأى أنها علاقة “ملتبسة وماكرة”، فالذاكرة -وفقه- لا تسجل سوى ما حدث في الواقع بالفعل، في حين أن الأدب لا يروي فقط ما وقع، بل يتجاوزه إلى “ما سيقع” وما كان من المحتمل أن يقع.
وقال “إننا سرعان ما نتصور أن الأدب مطالب بتأبيد الذاكرة الفردية والجماعية، وأن هناك واجبا ملقى على عاتقه في تسجيل الأحداث والوقائع أو أن يكون شاهدا على العصر”، مشيرا إلى أن الكتابة الأدبية هي التي ستجعل الإنسان يبلغ حقيقته الأكثر عمقا واستعادة تفاصيل غائبة على الرغم من تأرجحه بين التذكر والنسيان.
أشرف العشماوي: الأدب حفظ جزءا من تاريخ مصر أكثر من التاريخ نفسه
من جانبه رأى الكاتب المصري أشرف العشماوي أن “الأدب إنساني بالدرجة الأولى، فالروائي يلتمس الحقيقة والجانب الإنساني، أما المؤرخ فليتزم بالوثيقة وينقل صورة جافة خالية من المشاعر”، مؤكدا أن الحكي، ولاسيما الحكي الشعبي منه، قادر بشكل كبير على حفظ الذاكرة ونقلها.
وأوضح العشماوي أنه خلال الـ50 أو 60 سنة الماضية استطاع الأدب أن يتطور بشكل كبير ويتبوأ المكانة التي يستحقها في حفظ الذاكرة الإنسانية ونقلها، حتى أضحى ينافس التاريخ في هذا المجال، مبرزا أن روايات نجيب محفوظ على سبيل المثال تمكنت من حفظ جزء كبير من تاريخ مصر المعاصر أكثر من التاريخ نفسه.
من جانبها أبرزت الكاتبة والأكاديمية العُمانية جوخة الحارثي العلاقة المعقدة بين الأدب والذاكرة، مسجلة أن الكاتب ينقل سردية مختلفة وخاصة لما يفترض أنه حدث بشكل جمعي.
وانطلاقا من اعتقادها بوجود خيط ناظم بين الذاكرتين الشخصية والجمعية، ترى جوخة الحارثي أن هناك تأثيرا متعاظما للذاكرة الشخصية في بناء سردي مقنع في الإنتاج الأدبي، مؤكدة أن وجود بناء سردي مقنع يعد تحديا صعبا مع وجود أحداث ووقائع في الذاكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة السادسة من تظاهرة “الآداب المرتحلة”، المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، تعرف مشاركة أربعين كاتبا وكاتبة من المغرب وخارجه، وتشكل مناسبة يلتقي فيها بهم جمهور القراء والمهتمين لتبادل الأفكار والنقاش.
ShareWhatsAppTwitterFacebook