القائد الفلسطيني الراحل د. اميل توما (1919 -1985) بقلم: زاهي كركبي
ولد في حيفا في 16/3/1919 والده جبرائيل توما ووالدته ماري حبيب خوري.ولم تعرف عائلته الحيفاوية وطنا آخر.
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الطائفة الارثوذكسية في حيفا، واتم دراسته الثانوية في كلية صهيون، وفيها انجذب الى النشاطات الطلابية الوطنية والى الحركة الشيوعية متأثرا باستاذ اللغة العربية في الكلية الاديب التقدمي رئيف خوري وزميله الصحفي الشيوعي عبدالله البندك.
افتتاح مكتبة على اسم د. اميل توما، غدًا
حيفا – مكتب الاتحاد – يقام غدا السبت في عبلين افتتاح المكتبة على اسم د. اميل توما، الساعة 11:00 صباحا في بناية المدرسة الابتدائية على اسم "مريم بواردي" في عبلين. وقد بادر ودعا الى الافتتاح كل من كلية مار الياس في عبلين وعائلة ميخائيل توما (نجله).
يتحدث في الافتتاح: عاصم خوري، مدير الكلية؛ د. جوني منصور، نائب المدير؛ وميخائيل اميل توما.
يلي الافتتاح ندوة في اوديتوريوم الكلية بعنوان "د. اميل توما – المؤرخ والتاريخ، لماذا ذاكرة التاريخ مسألة ذات أهمية". ويتحدث فيها: عصام مخول، مدير معهد اميل توما؛ سلمان ناطور؛ اسكندر عمل؛ ويديرها د. جوني منصور.
التحق بجامعة كمبريدج في بريطانيا سنة 1937 . وفي نيسان 1939 شارك ممثلا لرابطة الطلاب العرب في فلسطين في المؤتمر الدولي للطلاب الذي عقد في باريس. وانقطع عن الدراسة بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية .
انضم في أواخر 1939 الى صفوف الحزب الشيوعي السري، وكان مع رفيقه توفيق طوبي من مؤسسي نادي شعاع الامل في اواسط 1942 الذي عمل بين جماهير العمال، وكان من العاملين على ظهور اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في تشرين الثاني 1942 الذي ضم عشرات آلاف العمال العرب.
في ايلول 1943 بادر مع عدد من رفاقه وبينهم توفيق طوبي واميل حبيبي الى تأسيس عصبة التحرر الوطني وانتخب اميل توما امين سر العصبة .
وفي 14 ايار 1944 اصدر اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في حيفا جريدة "الاتحاد" الأسبوعية، وكان اميل توما صاحبها الرسمي ومحررها المسؤول.
واحتل اميل توما مكانا بارزا في الحركة الوطنية الفلسطينية، وعمل مع رفاقه في عصبة التحرر الوطني على تدعيم التيار الوطني الدمقراطي في الحركة الوطنية الفلسطينية، وشارك مندوبا عن عصبة التحرر الوطني في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في بلدان الامبراطورية البريطانية في العام 1947 في لندن .
وكان لاميل توما دور هام في اقامة الجبهة العربية العليا عام 1946، واشترك فيها حزب الدفاع، وحزب الاستقلال وحزب الاصلاح ومؤتمر الشباب العرب والكتلة الوطنية وعصبة التحرر الوطني ومؤتمر العمال العرب، في محاولة لاقامة قيادة ديمقراطية. وتدخلت الجامعة العربية والغت الهيئتين الجبهة العربية العليا والهيئة العربية العليا، والغت الهيئة العربية العليا دون ان تشرك القوى السياسية الفتية التي ظهرت. وأدى تدخل الجامعة العربية الى فقدان الحركة القومية العربية الفلسطينية استقلالها. وحرم الشعب العربي الفلسطيني من قيادة قادرة على تنظيم القوى الوطنية سياسيا وعسكريا، وادى هذا عام 47-48 الى ابعاد جماهير الشعب الفلسطيني عن القيام بدورهم الطبيعي في تقرير مصيرهم والدفاع عن وطنهم وكيانهم .
وفي لبنان وردًّا على نشاطه مع اصدقائه الوطنيين التقدميين البارزين مثل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وحنا نقارة بين الجماهير الفلسطينية اللاجئة في لبنان، اعتقلته السلطات اللبنانية في أواخر نيسان 1948 واودع سجن بعلبك مع عدد من الوطنيين اللبنانيين وافرج عنه في ايلول 1948 اثر حملة احتجاجية شعبية. وعاد الى حيفا في نيسان 1949 ليتابع عمله في الحزب الشيوعي الاسرائيلي وفي تحرير "الاتحاد". وكان خلال سنوات طويلة رئيس تحريرها وبرز دوره الهام منظما وقائدا لكفاح الجماهير العربية ضد مختلف مظاهر الاضطهاد القومي .
وفي اواسط 1965 دعي للالتحاق بمعهد الاستشراق في موسكو لاجراء دراسة علمية لتاريخ الشرق الاوسط. وحصل على الدكتوراة في التاريخ من اكاديمية العلوم السوفييتية تقديرا لكتابه الشامل"مسيرة الشعوب العربية ومشاكل الوحدة العربية" .
وساهم اميل توما كسياسي في قيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وكمؤرخ وكاتب في تثقيف الالوف بمفاهيم الوطنية الاشتراكية العلمية .
وفي نشاطه السياسي والفكري المتعدد الجوانب اكتسب احترام وتقدير الاوساط الدمقراطية والتقدمية الواسعة في اسرائيل والخارج.وعمل دائما من اجل تقوية النضال اليهودي العربي دفاعا عن الجماهير العربية ومن اجل المساواة .
وكان اميل توما من الوجوه البارزة في نشاطات الجماهير العربية في اسرائيل، كما كان من قادة الجبهة الشعبية التي قامت في اواسط الخمسينيات وفي لجنة الدفاع عن الأرض وفي الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة. ومثّل الحزب الشيوعي في العديد من مؤتمرات الاحزاب الشيوعية الشقيقة.
في آب 1984 شارك في اللقاء الدولي حول القضية الفلسطينية للمنظمات غير الحكومية الذي دعت اليه الأمم المتحدة في جنيف وانتخب عضوا في لجنة التنسيق الدولية.
واصدر معهد اميل توما في حيفا كل مؤلفاته في خمسة مجلدات.
وسارت رفيقة حياته حايا معه طوال مسيرته النضالية، وخلّفا ابنا هو ميخائيل اميل توما .
وقد توفي في 27 آب 1985 بعد مرض عضال ودفن في حيفا.
ولد في حيفا في 16/3/1919 والده جبرائيل توما ووالدته ماري حبيب خوري.ولم تعرف عائلته الحيفاوية وطنا آخر.
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الطائفة الارثوذكسية في حيفا، واتم دراسته الثانوية في كلية صهيون، وفيها انجذب الى النشاطات الطلابية الوطنية والى الحركة الشيوعية متأثرا باستاذ اللغة العربية في الكلية الاديب التقدمي رئيف خوري وزميله الصحفي الشيوعي عبدالله البندك.
افتتاح مكتبة على اسم د. اميل توما، غدًا
حيفا – مكتب الاتحاد – يقام غدا السبت في عبلين افتتاح المكتبة على اسم د. اميل توما، الساعة 11:00 صباحا في بناية المدرسة الابتدائية على اسم "مريم بواردي" في عبلين. وقد بادر ودعا الى الافتتاح كل من كلية مار الياس في عبلين وعائلة ميخائيل توما (نجله).
يتحدث في الافتتاح: عاصم خوري، مدير الكلية؛ د. جوني منصور، نائب المدير؛ وميخائيل اميل توما.
يلي الافتتاح ندوة في اوديتوريوم الكلية بعنوان "د. اميل توما – المؤرخ والتاريخ، لماذا ذاكرة التاريخ مسألة ذات أهمية". ويتحدث فيها: عصام مخول، مدير معهد اميل توما؛ سلمان ناطور؛ اسكندر عمل؛ ويديرها د. جوني منصور.
التحق بجامعة كمبريدج في بريطانيا سنة 1937 . وفي نيسان 1939 شارك ممثلا لرابطة الطلاب العرب في فلسطين في المؤتمر الدولي للطلاب الذي عقد في باريس. وانقطع عن الدراسة بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية .
انضم في أواخر 1939 الى صفوف الحزب الشيوعي السري، وكان مع رفيقه توفيق طوبي من مؤسسي نادي شعاع الامل في اواسط 1942 الذي عمل بين جماهير العمال، وكان من العاملين على ظهور اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في تشرين الثاني 1942 الذي ضم عشرات آلاف العمال العرب.
في ايلول 1943 بادر مع عدد من رفاقه وبينهم توفيق طوبي واميل حبيبي الى تأسيس عصبة التحرر الوطني وانتخب اميل توما امين سر العصبة .
وفي 14 ايار 1944 اصدر اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في حيفا جريدة "الاتحاد" الأسبوعية، وكان اميل توما صاحبها الرسمي ومحررها المسؤول.
واحتل اميل توما مكانا بارزا في الحركة الوطنية الفلسطينية، وعمل مع رفاقه في عصبة التحرر الوطني على تدعيم التيار الوطني الدمقراطي في الحركة الوطنية الفلسطينية، وشارك مندوبا عن عصبة التحرر الوطني في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في بلدان الامبراطورية البريطانية في العام 1947 في لندن .
وكان لاميل توما دور هام في اقامة الجبهة العربية العليا عام 1946، واشترك فيها حزب الدفاع، وحزب الاستقلال وحزب الاصلاح ومؤتمر الشباب العرب والكتلة الوطنية وعصبة التحرر الوطني ومؤتمر العمال العرب، في محاولة لاقامة قيادة ديمقراطية. وتدخلت الجامعة العربية والغت الهيئتين الجبهة العربية العليا والهيئة العربية العليا، والغت الهيئة العربية العليا دون ان تشرك القوى السياسية الفتية التي ظهرت. وأدى تدخل الجامعة العربية الى فقدان الحركة القومية العربية الفلسطينية استقلالها. وحرم الشعب العربي الفلسطيني من قيادة قادرة على تنظيم القوى الوطنية سياسيا وعسكريا، وادى هذا عام 47-48 الى ابعاد جماهير الشعب الفلسطيني عن القيام بدورهم الطبيعي في تقرير مصيرهم والدفاع عن وطنهم وكيانهم .
وفي لبنان وردًّا على نشاطه مع اصدقائه الوطنيين التقدميين البارزين مثل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وحنا نقارة بين الجماهير الفلسطينية اللاجئة في لبنان، اعتقلته السلطات اللبنانية في أواخر نيسان 1948 واودع سجن بعلبك مع عدد من الوطنيين اللبنانيين وافرج عنه في ايلول 1948 اثر حملة احتجاجية شعبية. وعاد الى حيفا في نيسان 1949 ليتابع عمله في الحزب الشيوعي الاسرائيلي وفي تحرير "الاتحاد". وكان خلال سنوات طويلة رئيس تحريرها وبرز دوره الهام منظما وقائدا لكفاح الجماهير العربية ضد مختلف مظاهر الاضطهاد القومي .
وفي اواسط 1965 دعي للالتحاق بمعهد الاستشراق في موسكو لاجراء دراسة علمية لتاريخ الشرق الاوسط. وحصل على الدكتوراة في التاريخ من اكاديمية العلوم السوفييتية تقديرا لكتابه الشامل"مسيرة الشعوب العربية ومشاكل الوحدة العربية" .
وساهم اميل توما كسياسي في قيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وكمؤرخ وكاتب في تثقيف الالوف بمفاهيم الوطنية الاشتراكية العلمية .
وفي نشاطه السياسي والفكري المتعدد الجوانب اكتسب احترام وتقدير الاوساط الدمقراطية والتقدمية الواسعة في اسرائيل والخارج.وعمل دائما من اجل تقوية النضال اليهودي العربي دفاعا عن الجماهير العربية ومن اجل المساواة .
وكان اميل توما من الوجوه البارزة في نشاطات الجماهير العربية في اسرائيل، كما كان من قادة الجبهة الشعبية التي قامت في اواسط الخمسينيات وفي لجنة الدفاع عن الأرض وفي الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة. ومثّل الحزب الشيوعي في العديد من مؤتمرات الاحزاب الشيوعية الشقيقة.
في آب 1984 شارك في اللقاء الدولي حول القضية الفلسطينية للمنظمات غير الحكومية الذي دعت اليه الأمم المتحدة في جنيف وانتخب عضوا في لجنة التنسيق الدولية.
واصدر معهد اميل توما في حيفا كل مؤلفاته في خمسة مجلدات.
وسارت رفيقة حياته حايا معه طوال مسيرته النضالية، وخلّفا ابنا هو ميخائيل اميل توما .
وقد توفي في 27 آب 1985 بعد مرض عضال ودفن في حيفا.