علماء يكشفون حقيقة ما حدث للغلاف الجوي المفقود للمريخ
العلماء يقترحون أن قشرة الكوكب امتصت جزءاً كبيراً من الغلاف الجوي المفقود للمريخ (رويترز)
نُشر: 09:03-26 سبتمبر 2024 م ـ 23 ربيع الأول 1446 هـ
TT
20عندما فقد المريخ غلافه الجوي قبل مليارات السنين، تحوّل من كوكب كان من الممكن أن يدعم الحياة إلى عالم صحراوي بارد. لكن ما حدث بالضبط للهواء الكثيف الذي كان يحيط بالكوكب الأحمر قد حيّر العلماء لعقود من الزمن.
الآن يعتقد باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة أن الإجابة قد تكون «مختبئة في العلن»، داخل طين الكوكب الغني بالحديد، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
ويقترح العلماء أن قشرة الكوكب امتصت جزءاً كبيراً من الغلاف الجوي المفقود للمريخ - في شكل غاز الميثان - منذ نحو 3.5 مليار سنة.
وقال الباحثون إن هذا يثير الأمل في إمكانية استعادة غاز الميثان المخزن في طين المريخ واستخدامه كوقود في البعثات المستقبلية بين المريخ والأرض.
وأوضح أوليفر جاغوتز، أستاذ الجيولوجيا في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي والكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «قد يكون هذا الميثان موجوداً وربما يستخدم كمصدر للطاقة على المريخ في المستقبل».
يُعتقد أن المريخ كان له ذات يوم غلاف جوي سميك وماء سائل وحقل مغناطيسي قوي - الظروف الأساسية التي تسمح للحياة بالازدهار على الأرض.
يرى الباحثون أنه بمرور الوقت، تسرب الماء على سطح المريخ عبر الصخور، ما أدى إلى تفاعل متسلسل بطيء سحب ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الغلاف الجوي وحوله إلى ميثان، وهو شكل من أشكال الكربون.
وكشف الدكتور جوشوا موراي، الذي تخرج مؤخراً في برنامج الهندسة الكهربائية والإلكترونية التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «في هذا الوقت من تاريخ المريخ، نعتقد أن ثاني أكسيد الكربون موجود في كل مكان، في كل زاوية وركن، وأن الماء المتسرب عبر الصخور مليء بثاني أكسيد الكربون أيضاً».
وقال الباحثون إن الماء تفاعل أولاً مع معدن غني بالحديد يُعرف باسم الزبرجد الزيتوني، الذي يتوفر بكثرة على المريخ، لتكوين أكسيد الحديد، ما يعطي الكوكب لونه البرتقالي المحمر.
وأضافوا أن هذا من شأنه أن يسمح لجزيئات الهيدروجين الحرة من الماء بالاتحاد مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين غاز الميثان.
ومع مرور الوقت، كان الزبرجد يتحول ببطء إلى نوع من الطين الغني بالحديد المعروف باسم السمكتيت، كما قال الباحثون.
أظهرت الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق أن السمكتيت يمكن أن يخزن الكربون لـ«مليارات السنين».
وقال الدكتور موراي: «إن طين السمكتيت هذا لديه الكثير من القدرة على تخزين الكربون. ثم استخدمنا المعرفة الموجودة حول كيفية تخزين هذه المعادن في الطين على الأرض، ونقول: إذا كان سطح المريخ يحتوي على هذا القدر من الطين، فكم من الميثان يمكنك تخزينه في تلك الطين؟».
وأفاد الباحثون بأن السمكتيت على الكوكب الأحمر يمكن أن «يحمل ما يصل إلى 1.7 بار من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل نحو 80 في المائة من الغلاف الجوي للمريخ في وقت مبكر».
وقال البروفسور جاغوتز: «بناءً على النتائج التي توصلنا إليها على الأرض، نظهر أن عمليات مماثلة ربما كانت قائمة على المريخ، وأن كميات وفيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ربما تحولت إلى ميثان وتم عزلها في الطين».
وأضاف الدكتور موراي: «وجدنا أن تقديرات أحجام الطين على المريخ تتفق مع وجود جزء كبير من ثاني أكسيد الكربون الأولي في المريخ الذي تم عزله على شكل مركبات عضوية داخل القشرة الغنية بالطين».
العلماء يقترحون أن قشرة الكوكب امتصت جزءاً كبيراً من الغلاف الجوي المفقود للمريخ (رويترز)
- واشنطن: «الشرق الأوسط»
نُشر: 09:03-26 سبتمبر 2024 م ـ 23 ربيع الأول 1446 هـ
TT
20عندما فقد المريخ غلافه الجوي قبل مليارات السنين، تحوّل من كوكب كان من الممكن أن يدعم الحياة إلى عالم صحراوي بارد. لكن ما حدث بالضبط للهواء الكثيف الذي كان يحيط بالكوكب الأحمر قد حيّر العلماء لعقود من الزمن.
الآن يعتقد باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة أن الإجابة قد تكون «مختبئة في العلن»، داخل طين الكوكب الغني بالحديد، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
ويقترح العلماء أن قشرة الكوكب امتصت جزءاً كبيراً من الغلاف الجوي المفقود للمريخ - في شكل غاز الميثان - منذ نحو 3.5 مليار سنة.
وقال الباحثون إن هذا يثير الأمل في إمكانية استعادة غاز الميثان المخزن في طين المريخ واستخدامه كوقود في البعثات المستقبلية بين المريخ والأرض.
وأوضح أوليفر جاغوتز، أستاذ الجيولوجيا في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي والكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «قد يكون هذا الميثان موجوداً وربما يستخدم كمصدر للطاقة على المريخ في المستقبل».
يُعتقد أن المريخ كان له ذات يوم غلاف جوي سميك وماء سائل وحقل مغناطيسي قوي - الظروف الأساسية التي تسمح للحياة بالازدهار على الأرض.
يرى الباحثون أنه بمرور الوقت، تسرب الماء على سطح المريخ عبر الصخور، ما أدى إلى تفاعل متسلسل بطيء سحب ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الغلاف الجوي وحوله إلى ميثان، وهو شكل من أشكال الكربون.
وكشف الدكتور جوشوا موراي، الذي تخرج مؤخراً في برنامج الهندسة الكهربائية والإلكترونية التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «في هذا الوقت من تاريخ المريخ، نعتقد أن ثاني أكسيد الكربون موجود في كل مكان، في كل زاوية وركن، وأن الماء المتسرب عبر الصخور مليء بثاني أكسيد الكربون أيضاً».
وقال الباحثون إن الماء تفاعل أولاً مع معدن غني بالحديد يُعرف باسم الزبرجد الزيتوني، الذي يتوفر بكثرة على المريخ، لتكوين أكسيد الحديد، ما يعطي الكوكب لونه البرتقالي المحمر.
وأضافوا أن هذا من شأنه أن يسمح لجزيئات الهيدروجين الحرة من الماء بالاتحاد مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين غاز الميثان.
ومع مرور الوقت، كان الزبرجد يتحول ببطء إلى نوع من الطين الغني بالحديد المعروف باسم السمكتيت، كما قال الباحثون.
أظهرت الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق أن السمكتيت يمكن أن يخزن الكربون لـ«مليارات السنين».
وقال الدكتور موراي: «إن طين السمكتيت هذا لديه الكثير من القدرة على تخزين الكربون. ثم استخدمنا المعرفة الموجودة حول كيفية تخزين هذه المعادن في الطين على الأرض، ونقول: إذا كان سطح المريخ يحتوي على هذا القدر من الطين، فكم من الميثان يمكنك تخزينه في تلك الطين؟».
وأفاد الباحثون بأن السمكتيت على الكوكب الأحمر يمكن أن «يحمل ما يصل إلى 1.7 بار من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل نحو 80 في المائة من الغلاف الجوي للمريخ في وقت مبكر».
وقال البروفسور جاغوتز: «بناءً على النتائج التي توصلنا إليها على الأرض، نظهر أن عمليات مماثلة ربما كانت قائمة على المريخ، وأن كميات وفيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ربما تحولت إلى ميثان وتم عزلها في الطين».
وأضاف الدكتور موراي: «وجدنا أن تقديرات أحجام الطين على المريخ تتفق مع وجود جزء كبير من ثاني أكسيد الكربون الأولي في المريخ الذي تم عزله على شكل مركبات عضوية داخل القشرة الغنية بالطين».