"غايا".. مؤسسة مصرية للإبداع تثير تساؤلات حول أهدافها وتمويلها
مراد ماهر لـ"العرب": الكتابة الأدبية قد تتلاشى إن لم تواكب توجهات الشباب.
السبت 2024/10/05
ShareWhatsAppTwitterFacebook
حفل إطلاق المؤسسة بتكريم مبدعين مصريين
أثار إطلاق “مؤسسة غايا للإبداع” في مصر تساؤلات حول تمويلها وأهدافها خاصة وأنها استثمار خاص في المجال الفني والثقافي الذي يشهد أزمات اقتصادية وإبداعية في آن واحد، وفي حوار مع “العرب”، يوضح رئيس هذه المؤسسة وهو أحد المبدعين المصريين، توجهاتها والهدف من وجودها في هذه الظرفية.
القاهرة - الأحلام الكبرى تلفت الأنظار، والانطلاقة القوية في طريق تحقيق الحلم قد تثير تساؤلات، وربما الجدل في بعض الأحيان. هذا ما جرى إثر الإعلان عن إطلاق “مؤسسة غايا للإبداع” في مصر، كمؤسسة تهدف إلى “إنتاج ألوان إبداعية مختلفة وإثراء المحتوى الفني والفكري العربي المرئي والمسموع والمكتوب عبر استثمار الوسائط التكنولوجية الحديثة، بجانب اكتشاف وتقديم جيل جديد من النابغين والمبدعين”.
أقامت المؤسسة احتفالية فنية بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية مؤخرا للإعلان عن بدء أنشطتها، بحضور سفراء وكُتاب كبار وفنانين وإعلاميين، وتم إطلاق ثلاث جوائز في مجالات القصة القصيرة والتصوير الفوتوغرافي وصناعة المحتوى، إجمالي قيمتها حوالي مئتي ألف جنيه مصري (حوالي أربعة آلاف دولار).
ضابط مهندس ومستثمر
"احترافية الكتابة تعني أن يكون هناك دخل منها للكاتب"
مراد ماهر مؤسس “غايا” كشف لصحيفة “العرب” في أول حوار صحفي له عن تفاصيل المشروع، ورد على التساؤلات المثارة حول نشاط المؤسسة وأهدافها ومصادر تمويلها، معترفا بأنه كان قليل الاختلاط بالوسط الثقافي المصري، برغم عضويته في اتحادات كُتاب مصر والكتاب العرب والناشرين المصريين، وله أعمال أدبية منشورة.
ويبرر ذلك بأنه بعد انتهاء خدمته كضابط مهندس في القوات المسلحة المصرية وحصوله على نوط الواجب العسكري من الدرجة الثانية، انشغل بأعماله الاستثمارية في المجال الإبداعي خصوصا في عدة دول، ومع تحقيق الاستقرار في عمله الخاص بدأ التطلع إلى تحقيق أحلامه في مجال الثقافة والإبداع، فهوايته وشغفه الأول منذ الطفولة كانا القراءة والكتابة، وحلمه الإسهام بشيء يضيف إلى هذا المجال، معتبرا أن الإبداع المصري أكبر بكثير مما يظهر حاليا في الواجهة.
يضم مجلس إدارة المؤسسة عددا من الشخصيات البارزة في الحقل الثقافي، هم الكاتبة والأكاديمية أمل ربيع نائب رئيس مجلس الإدارة، والأكاديمي هيثم الحاج علي الرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب مستشارا فنيا، والكاتب عماد العادلي مدير التحرير والنشر، ومصطفى الفرماوي مستشار التسويق والمكتبات، والأكاديمية نانسي إبراهيم مستشار التعاون الدولي بالمؤسسة، وفريق العمل يضم المخرج أحمد رأفت مدير التصوير، والكاتبة حنان سليمان مدير الإعلام وإعداد المحتوى، وعلي عماد سكرتير النشر، وغادة أبوالمجد مدير إنتاج المحتوى المرئي، ومحمد أبوشنب المستشار القانوني.
يقول مراد ماهر لـ”العرب”، “تلاقت أفكاري مع أفكار الشخصيات البارزة الموجودة في المؤسسة، وهم صادقون للغاية في إخلاصهم للإبداع بشكل عام، وبعد مناقشات لمدة عامين ولدت فكرة إقامة هذه المؤسسة لمحاولة عمل شيء مختلف، ينقب عن المواهب المصرية المدفونة التي لم يعد الوسط الثقافي والإبداعي في مصر مشجعا لظهورها، وقد يكون مفاجئا أن أكشف لأول مرة أن القامات الكبيرة في مجلس الإدارة تعمل بشكل تطوعي تقريبا، برغم أن بإمكانهم الحصول على عوائد مادية كبيرة لو قرروا العمل في أماكن أخرى”.
ومؤسسة “غايا للإبداع والعلوم والفنون والتدريب” هي شركة مصرية ذات مسؤولية محدودة، تأسست وفقا لقوانين وزارة التجارة الداخلية في مصر عام 2022، مجال عملها النشر وتنظيم المؤتمرات والحفلات والفعاليات وإقامة ورش تدريبية وتوعوية ومركز تدريب، فهي شركة مصرية خالصة، لا علاقة لها بشركة “بيوند فيجن” التي يملكها في دبي، وتعمل في أكثر من مجال منها المجال التجاري وصناعة المحتوى.
ويأسف ماهر لأن كثيرين لم يستطيعوا فهم أهداف “غايا” وأحلامها، فثار الجدل حول بدايتها القوية والتساؤل عن مصادر تمويلها والاتهامات بأن لديها الملايين من الأموال التي تلقيها على الأرض.
ويؤكد لـ”العرب” أن “رأس مالي مع مجلس الإدارة هو حلمنا وإصرارنا، وهذه ليست شعارات، فالإخلاص للفكرة يصنع المعجزات. وعندما يريد مستثمر أن يفتتح مطعما مثلا في منطقة راقية بمصر يحتاج إلى إنفاق الملايين كي يبدأ، وما أنفقناه لا يمثل واحدا في المئة من تكلفة إنشاء مطعم، والمشكلة أنه لا أحد في مصر ينفق على الإبداع، والبعض يقيم دارا للنشر برأس مال لا يتجاوز أربعين ألف جنيه (حوالي ثمانمئة دولار)، لأنه سيأخذ أموالا من الكاتب مقابل النشر ولن يخاطر بماله الشخصي. تسعون في المئة من دور النشر تفعل ذلك. ولا أتحدث هنا بالطبع عن الدور الكبيرة مثل الشروق والمصرية – اللبنانية”.
وخلال احتفالية إطلاق المؤسسة بمركز الهناجر قدمت فرقة “3 أخوات” الفنية عرضا مسرحيا غنائيا، وتم تكريم اسم الأديب يحيى حقي بحضور ابنته، والفنانة سميحة أيوب وأشرف زكي نقيب الممثلين والفنانة سميرة عبدالعزيز ومدير التصوير السينمائي سعيد شيمي واسم الأديب إبراهيم أصلان ورائد التصوير الفوتوغرافي محمد بكر والفنانين صبري فواز وآسر ياسين، والإعلامية سحر عبدالرحمن.
ويوضح مؤسس المشروع “إذا كنا قد أنفقنا في الحفل حوالي مئة وخمسين ألف جنيه (حوالي ثلاثة آلاف دولار) فهذا مبلغ لا يذكر في علم الاستثمار، وعملي بالخارج أكبر من هذا بكثير، ولست مجنونا كي أدخل هذا المجال لأخسر أموالا، هدفي تحقيق الربح والاستثمار بجدية، فالاستثمار في المجال الإبداعي عموما أفضل بكثير من الاستثمار في قطاع العقارات لو تمت إدارته واستغلاله وتسويقه بشكل علمي صحيح، لكن هذا غير موجود بشكل كبير في مصر، ونحلم بأن نقوم به”.
نعمل تحت مظلة الدولة
الإبداع المكتوب من الضروري أن يكون مسموعا ومرئيا مع الاشتغال على ترجمته للخروج به من المحلية والإقليمية
وسألت “العرب” مراد ماهر حول أكثر ما ضايقه أو لفت نظره من اتهامات، فيجيب أن كثيرين استبشروا خيرا بالمشروع فيما عدا من اعتبرهم “بعض ضعاف النفوس أصحاب الأصوات غير المسؤولة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
ويضيف “لا أريد الترويج لكلامهم لأنهم آحاد، لكن ظهرت تساؤلات حول التمويل وما إذا كان خليجيا، وما إذا كان يُعقل أن يقوم بكل هذا شخص كان ضابطا في القوات المسلحة ثم سافر لبضع سنوات فقط للعمل بالخارج، لكنني أوضح أنني حصلت على الإقامة الذهبية في الإمارات، فئة المبدعين، منذ حوالي عامين،
وهذا لا يشوبني بشيء، ولديَّ شركة هناك وأخرى في مصر، وأعمال في أكثر من دولة، ومن يريد السؤال عن أي شيء فليتفضل ونحن سنرد”.
ويحسم قائلا “إننا نعمل تحت مظلة الدولة المصرية التي تعرف كل شيء، فلا أحد يقوم بعمل لا تعرفه الدولة، لأنها دولة قوية وليست ‘دكان بقالة’، لكن بعض ضعاف النفوس لم يعتادوا وجود استثمار في هذا المجال، ويرون أنه لا بد أن يكون وراء هذا المستثمر أو ذاك جهة ما، لكن لا أحد وراؤنا، ما وراؤنا فقط حلم كبير منذ سنين نسعى إلى تحقيقه، ونراهن في ظل ميزانيتنا ودراسة الجدوى التي أجريناها على إنتاج محتوى يدر علينا ربحا حتى نستطيع أن نكمل ونواصل المصداقية”.
فكر استثماري
ردا على سؤال “العرب” حول ما إذا كان قد تم التواصل مع جهات رسمية في الدولة قبل إطلاق المشروع، قال مراد ماهر إن هذا لم يحدث بعد، معللا “فكرنا أن نثبت أنفسنا أولا بأن نكون موجودين بالفعل على الأرض ثم نقوم بالتواصل مع هذه الجهات بعدها، لنقول إننا أنجزنا شيئا ملموسا ونطمح أن نساعدكم وتساعدونا كي نكمل. وأعلم أن المؤسسة الرسمية والكيانات الاقتصادية الكبرى من المستثمرين يتلقون الكثير من الأفكار قد لا ينظر إليها بعين الجدية لأن أصحابها لم يحققوا شيئا بعد”.
يعمل مؤسس “غايا” بفكر استثماري بحت، على حد وصفه، بأن ينفق المستثمر جيدا في البداية حتى ينطلق المشروع بقوة ويرسخ أقدامه، فيأتي هذا بالربح فيما بعد بأضعاف ما أنفق، ويمكن عندئذ أن يجلب الرعاة من المستثمرين للجوائز التي تم إطلاقها.
ولا ينفي أن “الموضوع مرهق ماديا، لكن هذا ضرورة، لذا استغرقت المؤسسة شهرين في الإعداد لحفل تدشينها حتى تخرج للناس معلنة عن توقيع أربعين عقدا مع كتاب كبار وورثتهم لنشر أعمالهم، واتفاقات مع صانعي بودكاست معروفين ومتخصصين، فضلا عن إطلاق الجوائز”، مؤكدا أن “التنقيب عن المبدعين ومكافأتهم وتشجيعهم على الاستمرار هدف كبير للدولة والمجتمع حتى تعود القوة الناعمة لمصر بنفس قوتها وتألقها، والمؤسسة الرسمية لا تستطيع أن تقوم بكل شيء بمفردها بل لا بد من دور القطاع الخاص”.
ويقول “هدفنا أن نكون جزءا من المنظومة الإبداعية، ونسعى للتعاون مع المؤسسات الرسمية، ولسنا بعيدين أو منفصلين عنها، إنما نؤجل هذه الخطوة لفترة قصيرة جدا حتى يكتمل المنتج الخاص بنا فتكتمل مصداقيتنا ونكون جديرين بالدعم، لكننا نتمنى بالطبع التواصل في أي وقت مع المؤسسة الرسمية في مصر”.
قبل عامين صدرت لمراد ماهر رواية “أكاديمية الشحاتة الأنيقة”، وسبقها كتاب بعنوان “مخطوطات العاشق الأول” وآخر لليافعين بعنوان “حواديت عيل موكوس”، وبرغم النشر يعتبر الكتابة بالنسبة إليه هواية، مبررا من منظور اقتصادي بأن “احترافية الكتابة تعني أن يكون هناك دخل منها للكاتب”.
مؤسسة تهدف إلى إثراء المحتوى العربي عبر استثمار التكنولوجيا الحديثة واكتشاف جيل جديد من المبدعين
بهذه الكلمات، بدا مؤسس “غايا” كأنه لا يدرك حجم مشاكل النشر في مصر، فأي دخل يمكن أن يحققه الكاتب بينما تئن دور النشر نفسها في الوقت الحالي من الخسائر؟ لكن سرعان ما اتضح عدم صحة ذلك.
“سأقول شيئا أرجو ألا يغضب أحدا”، هكذا بدأ رده على السؤال، إذ اعتبر أن التعامل مع ملفات الإبداع في مصر يجري بشكل غير متطور، والنظرة إلى آلية النشر محدودة ذوليست نظرة استثمارية، فالنشر لا تقتصر ربحيته على الشكل التقليدي المباشر المتعارف عليه في الوسط الثقافي من خلال عملية بيع الكتب، إنما عبر التسويق والترويج للمحتوى الإبداعي بأشكال مختلفة، وكثيرون لم ينتبهوا لذلك بعد.
ويوضح لـ”العرب” أن الإبداع المكتوب أصبح من الضروري الآن أن يكون مسموعا ومرئيا، مع الاشتغال على ترجمته للخروج به من نطاق الدوائر المحلية والإقليمية، قائلا “لسنا جمعية خيرية، وأي مشروع يقام دون أن يهدف إلى الربح فهذا يعني أنه عبث أو غير جاد، وترويج المحتوى الإبداعي بكل الأشكال سيكون له مردوده الاقتصادي الكبير جدا فضلا عن الصدى والمردود الأدبي بالطبع”.
التوازن بين القيمة والربح
الكتاب الورقي له قيمته ومكانته الخاصة بالطبع. لا ينكر مراد ماهر ذلك إنما يؤكد عليه، لكنه يرى أنه “لا بد من الاعتراف بأن الأجيال الجديدة تحتاج أشكالا مختلفة، وإن لم نواكب توجهها فإن الكتابة الأدبية والإبداعية يمكن أن تنقرض أو لا يلتفت إليها أحد، لذا لا بد من التوازن بين اهتمامات هذه الأجيال واهتماماتنا بالكتاب بشكله التقليدي، وهذا ما انتبه له إخوتنا العرب منذ سنين”.
ويضيف أن “نشر الكتب الورقية جزء من المحتوى الإبداعي الذي تسعى مؤسسة ‘غايا’ إلى إنتاجه، وتعمل على تحويل هذه الكتب إلى محتوى مرئي ومسموع. وهناك ألوان أدبية كالشعر والقصة القصيرة جدا أو الومضة يسهل تحويلها إلى المحتوى المرئي، على شكل ثوان أو دقائق معدودة، ما يصلح لعرضه على منصات كثيرة، خاصة أن الشباب يميلون إلى المحتوى الأقصر، وهو ما سيجذبهم بالتالي إلى المحتوى الأطول”.
أما بالنسبة إلى الروايات أو الكتب النوعية فيقول إنه “لن يتم تحويلها بالكامل إلى عمل مرئي بالطبع وإلا سيكون هذا فيلما، ولكن من خلال تسويقها عبر فيديو تعريفي ‘برومو’، كما يمكن تحويل فصل من الكتاب إلى شكل تمثيلي كنموذج، أو البعض من فصول الرواية صوتيا ‘فويس أوفر’، مع رسوم ‘أنيميشن’ في خلفية الشاشة، ما يمنح إيحاء وعمقا وجذبا وترويجا للعمل الروائي وللكاتب معا”.
نشر الكتب الورقية جزء من المحتوى الإبداعي
ويقول ماهر “لدينا قامات كبيرة منحونا أعمالهم، ونعمل على الترويج للعمل الإبداعي وصاحبه، فلدينا نقص في السوق المصري في هذا المجال، إذ يتم العمل على المنتج فقط لتسويقه، ولكن يهمني أن أصنع مبدعا، وأقوم بالتسويق له في الداخل والخارج، لينطلق إلى آفاق أكبر بكثير مما كان يتخيله”.
وتسعى “غايا” إلى الموازنة بين القيمة الأدبية وتحويلها إلى محتوى يدر ربحا حتى تستمر المؤسسة، وفي إطار أهداف استثمارية، لأن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تدر أرباحا على مستوى العالم، فالاستثمار في ذلك ضروري وليس عيبا، كما يقول ماهر.
وينفي أن يؤدي ذلك إلى الانتقاص من قيمة المحتوى الأدبي أو الفكري، قائلا إن “قيمة المحتوى تزداد كلما زاد العرض وزاد الإقبال عليه، فنحن نحاول أن ندفع الأجيال الجديدة التي لا تقبل على الكتاب الورقي إلى أن تنظر إلى نفس المحتوى بشكل مختلف، وتستوعب من خلال ذلك القيمة الموجودة فيه”.
ويشير إلى أن إنشاء تطبيق خاص بمؤسسة “غايا” هو أحد الأحلام التي يجري العمل على تطبيقها حاليا ولم يتم الانتهاء منه بعد، لكنه لن يكون بالشكل التقليدي للتطبيقات المماثلة، فلن تُعرض عليه الكتب المقروءة فقط بل سيشمل المحتوى المسموع والمرئي عن الكتاب، مع استخدام الذكاء الاصطناعي ليشرح للمستخدم طبقا لحالته المزاجية أو اهتماماته كتابا أو صورة أو لحنا أو أغنية.
سألت “العرب” مراد ماهر حول إمكانية وجود إنتاج فني كالأغاني والألحان، فأجاب قائلا “أحلامنا أن نغطي كل أنواع الإبداع، ونصدرها إقليميا وعربيا وأفريقيا وغربيا، وأن نوقع بروتوكولات تعاون مع مؤسسات حكومية دولية وجامعات عالمية، لكي يتم التعريف بالإبداع المصري والعربي، وأن تكون لدينا أكاديمية لعلوم الإبداع بمناهج تفاعلية غير تقليدية تفيد كل من لديه نبتة إبداعية، ونطمح أن نعرض هذه الفكرة على المؤسسة الرسمية، لكن لا بد بالطبع من التدرج في تطبيق الحلم”.
“غايا” هو اسم ربة الأرض التي تشكل ملامحها وتبث فيها الحياة عند الإغريق، وتم اختياره ليكون اسم المؤسسة الإبداعية الجديدة التي أثارت التساؤلات في مصر.
وسعت “العرب” إلى طرح كل ما أثير حولها في أول حوار مع مؤسسها مراد ماهر، الذي اختتم حديثه مبتسما “حتى اسم المؤسسة تم انتقاده، إذ تساءلوا عن سر اختيار رمز إغريقي بالتحديد، لكننا قررنا ألا نلتفت إلى ما يثار حولنا حتى نركز في عملنا، فليس لدينا ما نخفيه، والأحلام تتطلب العمل بجد واجتهاد، دعونا نحلم”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
محمد شعير
كاتب مصري
مراد ماهر لـ"العرب": الكتابة الأدبية قد تتلاشى إن لم تواكب توجهات الشباب.
السبت 2024/10/05
ShareWhatsAppTwitterFacebook
حفل إطلاق المؤسسة بتكريم مبدعين مصريين
أثار إطلاق “مؤسسة غايا للإبداع” في مصر تساؤلات حول تمويلها وأهدافها خاصة وأنها استثمار خاص في المجال الفني والثقافي الذي يشهد أزمات اقتصادية وإبداعية في آن واحد، وفي حوار مع “العرب”، يوضح رئيس هذه المؤسسة وهو أحد المبدعين المصريين، توجهاتها والهدف من وجودها في هذه الظرفية.
القاهرة - الأحلام الكبرى تلفت الأنظار، والانطلاقة القوية في طريق تحقيق الحلم قد تثير تساؤلات، وربما الجدل في بعض الأحيان. هذا ما جرى إثر الإعلان عن إطلاق “مؤسسة غايا للإبداع” في مصر، كمؤسسة تهدف إلى “إنتاج ألوان إبداعية مختلفة وإثراء المحتوى الفني والفكري العربي المرئي والمسموع والمكتوب عبر استثمار الوسائط التكنولوجية الحديثة، بجانب اكتشاف وتقديم جيل جديد من النابغين والمبدعين”.
أقامت المؤسسة احتفالية فنية بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية مؤخرا للإعلان عن بدء أنشطتها، بحضور سفراء وكُتاب كبار وفنانين وإعلاميين، وتم إطلاق ثلاث جوائز في مجالات القصة القصيرة والتصوير الفوتوغرافي وصناعة المحتوى، إجمالي قيمتها حوالي مئتي ألف جنيه مصري (حوالي أربعة آلاف دولار).
ضابط مهندس ومستثمر
"احترافية الكتابة تعني أن يكون هناك دخل منها للكاتب"
مراد ماهر مؤسس “غايا” كشف لصحيفة “العرب” في أول حوار صحفي له عن تفاصيل المشروع، ورد على التساؤلات المثارة حول نشاط المؤسسة وأهدافها ومصادر تمويلها، معترفا بأنه كان قليل الاختلاط بالوسط الثقافي المصري، برغم عضويته في اتحادات كُتاب مصر والكتاب العرب والناشرين المصريين، وله أعمال أدبية منشورة.
ويبرر ذلك بأنه بعد انتهاء خدمته كضابط مهندس في القوات المسلحة المصرية وحصوله على نوط الواجب العسكري من الدرجة الثانية، انشغل بأعماله الاستثمارية في المجال الإبداعي خصوصا في عدة دول، ومع تحقيق الاستقرار في عمله الخاص بدأ التطلع إلى تحقيق أحلامه في مجال الثقافة والإبداع، فهوايته وشغفه الأول منذ الطفولة كانا القراءة والكتابة، وحلمه الإسهام بشيء يضيف إلى هذا المجال، معتبرا أن الإبداع المصري أكبر بكثير مما يظهر حاليا في الواجهة.
يضم مجلس إدارة المؤسسة عددا من الشخصيات البارزة في الحقل الثقافي، هم الكاتبة والأكاديمية أمل ربيع نائب رئيس مجلس الإدارة، والأكاديمي هيثم الحاج علي الرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب مستشارا فنيا، والكاتب عماد العادلي مدير التحرير والنشر، ومصطفى الفرماوي مستشار التسويق والمكتبات، والأكاديمية نانسي إبراهيم مستشار التعاون الدولي بالمؤسسة، وفريق العمل يضم المخرج أحمد رأفت مدير التصوير، والكاتبة حنان سليمان مدير الإعلام وإعداد المحتوى، وعلي عماد سكرتير النشر، وغادة أبوالمجد مدير إنتاج المحتوى المرئي، ومحمد أبوشنب المستشار القانوني.
يقول مراد ماهر لـ”العرب”، “تلاقت أفكاري مع أفكار الشخصيات البارزة الموجودة في المؤسسة، وهم صادقون للغاية في إخلاصهم للإبداع بشكل عام، وبعد مناقشات لمدة عامين ولدت فكرة إقامة هذه المؤسسة لمحاولة عمل شيء مختلف، ينقب عن المواهب المصرية المدفونة التي لم يعد الوسط الثقافي والإبداعي في مصر مشجعا لظهورها، وقد يكون مفاجئا أن أكشف لأول مرة أن القامات الكبيرة في مجلس الإدارة تعمل بشكل تطوعي تقريبا، برغم أن بإمكانهم الحصول على عوائد مادية كبيرة لو قرروا العمل في أماكن أخرى”.
ومؤسسة “غايا للإبداع والعلوم والفنون والتدريب” هي شركة مصرية ذات مسؤولية محدودة، تأسست وفقا لقوانين وزارة التجارة الداخلية في مصر عام 2022، مجال عملها النشر وتنظيم المؤتمرات والحفلات والفعاليات وإقامة ورش تدريبية وتوعوية ومركز تدريب، فهي شركة مصرية خالصة، لا علاقة لها بشركة “بيوند فيجن” التي يملكها في دبي، وتعمل في أكثر من مجال منها المجال التجاري وصناعة المحتوى.
ويأسف ماهر لأن كثيرين لم يستطيعوا فهم أهداف “غايا” وأحلامها، فثار الجدل حول بدايتها القوية والتساؤل عن مصادر تمويلها والاتهامات بأن لديها الملايين من الأموال التي تلقيها على الأرض.
ويؤكد لـ”العرب” أن “رأس مالي مع مجلس الإدارة هو حلمنا وإصرارنا، وهذه ليست شعارات، فالإخلاص للفكرة يصنع المعجزات. وعندما يريد مستثمر أن يفتتح مطعما مثلا في منطقة راقية بمصر يحتاج إلى إنفاق الملايين كي يبدأ، وما أنفقناه لا يمثل واحدا في المئة من تكلفة إنشاء مطعم، والمشكلة أنه لا أحد في مصر ينفق على الإبداع، والبعض يقيم دارا للنشر برأس مال لا يتجاوز أربعين ألف جنيه (حوالي ثمانمئة دولار)، لأنه سيأخذ أموالا من الكاتب مقابل النشر ولن يخاطر بماله الشخصي. تسعون في المئة من دور النشر تفعل ذلك. ولا أتحدث هنا بالطبع عن الدور الكبيرة مثل الشروق والمصرية – اللبنانية”.
وخلال احتفالية إطلاق المؤسسة بمركز الهناجر قدمت فرقة “3 أخوات” الفنية عرضا مسرحيا غنائيا، وتم تكريم اسم الأديب يحيى حقي بحضور ابنته، والفنانة سميحة أيوب وأشرف زكي نقيب الممثلين والفنانة سميرة عبدالعزيز ومدير التصوير السينمائي سعيد شيمي واسم الأديب إبراهيم أصلان ورائد التصوير الفوتوغرافي محمد بكر والفنانين صبري فواز وآسر ياسين، والإعلامية سحر عبدالرحمن.
ويوضح مؤسس المشروع “إذا كنا قد أنفقنا في الحفل حوالي مئة وخمسين ألف جنيه (حوالي ثلاثة آلاف دولار) فهذا مبلغ لا يذكر في علم الاستثمار، وعملي بالخارج أكبر من هذا بكثير، ولست مجنونا كي أدخل هذا المجال لأخسر أموالا، هدفي تحقيق الربح والاستثمار بجدية، فالاستثمار في المجال الإبداعي عموما أفضل بكثير من الاستثمار في قطاع العقارات لو تمت إدارته واستغلاله وتسويقه بشكل علمي صحيح، لكن هذا غير موجود بشكل كبير في مصر، ونحلم بأن نقوم به”.
نعمل تحت مظلة الدولة
الإبداع المكتوب من الضروري أن يكون مسموعا ومرئيا مع الاشتغال على ترجمته للخروج به من المحلية والإقليمية
وسألت “العرب” مراد ماهر حول أكثر ما ضايقه أو لفت نظره من اتهامات، فيجيب أن كثيرين استبشروا خيرا بالمشروع فيما عدا من اعتبرهم “بعض ضعاف النفوس أصحاب الأصوات غير المسؤولة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
ويضيف “لا أريد الترويج لكلامهم لأنهم آحاد، لكن ظهرت تساؤلات حول التمويل وما إذا كان خليجيا، وما إذا كان يُعقل أن يقوم بكل هذا شخص كان ضابطا في القوات المسلحة ثم سافر لبضع سنوات فقط للعمل بالخارج، لكنني أوضح أنني حصلت على الإقامة الذهبية في الإمارات، فئة المبدعين، منذ حوالي عامين،
وهذا لا يشوبني بشيء، ولديَّ شركة هناك وأخرى في مصر، وأعمال في أكثر من دولة، ومن يريد السؤال عن أي شيء فليتفضل ونحن سنرد”.
ويحسم قائلا “إننا نعمل تحت مظلة الدولة المصرية التي تعرف كل شيء، فلا أحد يقوم بعمل لا تعرفه الدولة، لأنها دولة قوية وليست ‘دكان بقالة’، لكن بعض ضعاف النفوس لم يعتادوا وجود استثمار في هذا المجال، ويرون أنه لا بد أن يكون وراء هذا المستثمر أو ذاك جهة ما، لكن لا أحد وراؤنا، ما وراؤنا فقط حلم كبير منذ سنين نسعى إلى تحقيقه، ونراهن في ظل ميزانيتنا ودراسة الجدوى التي أجريناها على إنتاج محتوى يدر علينا ربحا حتى نستطيع أن نكمل ونواصل المصداقية”.
فكر استثماري
ردا على سؤال “العرب” حول ما إذا كان قد تم التواصل مع جهات رسمية في الدولة قبل إطلاق المشروع، قال مراد ماهر إن هذا لم يحدث بعد، معللا “فكرنا أن نثبت أنفسنا أولا بأن نكون موجودين بالفعل على الأرض ثم نقوم بالتواصل مع هذه الجهات بعدها، لنقول إننا أنجزنا شيئا ملموسا ونطمح أن نساعدكم وتساعدونا كي نكمل. وأعلم أن المؤسسة الرسمية والكيانات الاقتصادية الكبرى من المستثمرين يتلقون الكثير من الأفكار قد لا ينظر إليها بعين الجدية لأن أصحابها لم يحققوا شيئا بعد”.
يعمل مؤسس “غايا” بفكر استثماري بحت، على حد وصفه، بأن ينفق المستثمر جيدا في البداية حتى ينطلق المشروع بقوة ويرسخ أقدامه، فيأتي هذا بالربح فيما بعد بأضعاف ما أنفق، ويمكن عندئذ أن يجلب الرعاة من المستثمرين للجوائز التي تم إطلاقها.
ولا ينفي أن “الموضوع مرهق ماديا، لكن هذا ضرورة، لذا استغرقت المؤسسة شهرين في الإعداد لحفل تدشينها حتى تخرج للناس معلنة عن توقيع أربعين عقدا مع كتاب كبار وورثتهم لنشر أعمالهم، واتفاقات مع صانعي بودكاست معروفين ومتخصصين، فضلا عن إطلاق الجوائز”، مؤكدا أن “التنقيب عن المبدعين ومكافأتهم وتشجيعهم على الاستمرار هدف كبير للدولة والمجتمع حتى تعود القوة الناعمة لمصر بنفس قوتها وتألقها، والمؤسسة الرسمية لا تستطيع أن تقوم بكل شيء بمفردها بل لا بد من دور القطاع الخاص”.
ويقول “هدفنا أن نكون جزءا من المنظومة الإبداعية، ونسعى للتعاون مع المؤسسات الرسمية، ولسنا بعيدين أو منفصلين عنها، إنما نؤجل هذه الخطوة لفترة قصيرة جدا حتى يكتمل المنتج الخاص بنا فتكتمل مصداقيتنا ونكون جديرين بالدعم، لكننا نتمنى بالطبع التواصل في أي وقت مع المؤسسة الرسمية في مصر”.
قبل عامين صدرت لمراد ماهر رواية “أكاديمية الشحاتة الأنيقة”، وسبقها كتاب بعنوان “مخطوطات العاشق الأول” وآخر لليافعين بعنوان “حواديت عيل موكوس”، وبرغم النشر يعتبر الكتابة بالنسبة إليه هواية، مبررا من منظور اقتصادي بأن “احترافية الكتابة تعني أن يكون هناك دخل منها للكاتب”.
مؤسسة تهدف إلى إثراء المحتوى العربي عبر استثمار التكنولوجيا الحديثة واكتشاف جيل جديد من المبدعين
بهذه الكلمات، بدا مؤسس “غايا” كأنه لا يدرك حجم مشاكل النشر في مصر، فأي دخل يمكن أن يحققه الكاتب بينما تئن دور النشر نفسها في الوقت الحالي من الخسائر؟ لكن سرعان ما اتضح عدم صحة ذلك.
“سأقول شيئا أرجو ألا يغضب أحدا”، هكذا بدأ رده على السؤال، إذ اعتبر أن التعامل مع ملفات الإبداع في مصر يجري بشكل غير متطور، والنظرة إلى آلية النشر محدودة ذوليست نظرة استثمارية، فالنشر لا تقتصر ربحيته على الشكل التقليدي المباشر المتعارف عليه في الوسط الثقافي من خلال عملية بيع الكتب، إنما عبر التسويق والترويج للمحتوى الإبداعي بأشكال مختلفة، وكثيرون لم ينتبهوا لذلك بعد.
ويوضح لـ”العرب” أن الإبداع المكتوب أصبح من الضروري الآن أن يكون مسموعا ومرئيا، مع الاشتغال على ترجمته للخروج به من نطاق الدوائر المحلية والإقليمية، قائلا “لسنا جمعية خيرية، وأي مشروع يقام دون أن يهدف إلى الربح فهذا يعني أنه عبث أو غير جاد، وترويج المحتوى الإبداعي بكل الأشكال سيكون له مردوده الاقتصادي الكبير جدا فضلا عن الصدى والمردود الأدبي بالطبع”.
التوازن بين القيمة والربح
الكتاب الورقي له قيمته ومكانته الخاصة بالطبع. لا ينكر مراد ماهر ذلك إنما يؤكد عليه، لكنه يرى أنه “لا بد من الاعتراف بأن الأجيال الجديدة تحتاج أشكالا مختلفة، وإن لم نواكب توجهها فإن الكتابة الأدبية والإبداعية يمكن أن تنقرض أو لا يلتفت إليها أحد، لذا لا بد من التوازن بين اهتمامات هذه الأجيال واهتماماتنا بالكتاب بشكله التقليدي، وهذا ما انتبه له إخوتنا العرب منذ سنين”.
ويضيف أن “نشر الكتب الورقية جزء من المحتوى الإبداعي الذي تسعى مؤسسة ‘غايا’ إلى إنتاجه، وتعمل على تحويل هذه الكتب إلى محتوى مرئي ومسموع. وهناك ألوان أدبية كالشعر والقصة القصيرة جدا أو الومضة يسهل تحويلها إلى المحتوى المرئي، على شكل ثوان أو دقائق معدودة، ما يصلح لعرضه على منصات كثيرة، خاصة أن الشباب يميلون إلى المحتوى الأقصر، وهو ما سيجذبهم بالتالي إلى المحتوى الأطول”.
أما بالنسبة إلى الروايات أو الكتب النوعية فيقول إنه “لن يتم تحويلها بالكامل إلى عمل مرئي بالطبع وإلا سيكون هذا فيلما، ولكن من خلال تسويقها عبر فيديو تعريفي ‘برومو’، كما يمكن تحويل فصل من الكتاب إلى شكل تمثيلي كنموذج، أو البعض من فصول الرواية صوتيا ‘فويس أوفر’، مع رسوم ‘أنيميشن’ في خلفية الشاشة، ما يمنح إيحاء وعمقا وجذبا وترويجا للعمل الروائي وللكاتب معا”.
نشر الكتب الورقية جزء من المحتوى الإبداعي
ويقول ماهر “لدينا قامات كبيرة منحونا أعمالهم، ونعمل على الترويج للعمل الإبداعي وصاحبه، فلدينا نقص في السوق المصري في هذا المجال، إذ يتم العمل على المنتج فقط لتسويقه، ولكن يهمني أن أصنع مبدعا، وأقوم بالتسويق له في الداخل والخارج، لينطلق إلى آفاق أكبر بكثير مما كان يتخيله”.
وتسعى “غايا” إلى الموازنة بين القيمة الأدبية وتحويلها إلى محتوى يدر ربحا حتى تستمر المؤسسة، وفي إطار أهداف استثمارية، لأن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تدر أرباحا على مستوى العالم، فالاستثمار في ذلك ضروري وليس عيبا، كما يقول ماهر.
وينفي أن يؤدي ذلك إلى الانتقاص من قيمة المحتوى الأدبي أو الفكري، قائلا إن “قيمة المحتوى تزداد كلما زاد العرض وزاد الإقبال عليه، فنحن نحاول أن ندفع الأجيال الجديدة التي لا تقبل على الكتاب الورقي إلى أن تنظر إلى نفس المحتوى بشكل مختلف، وتستوعب من خلال ذلك القيمة الموجودة فيه”.
ويشير إلى أن إنشاء تطبيق خاص بمؤسسة “غايا” هو أحد الأحلام التي يجري العمل على تطبيقها حاليا ولم يتم الانتهاء منه بعد، لكنه لن يكون بالشكل التقليدي للتطبيقات المماثلة، فلن تُعرض عليه الكتب المقروءة فقط بل سيشمل المحتوى المسموع والمرئي عن الكتاب، مع استخدام الذكاء الاصطناعي ليشرح للمستخدم طبقا لحالته المزاجية أو اهتماماته كتابا أو صورة أو لحنا أو أغنية.
سألت “العرب” مراد ماهر حول إمكانية وجود إنتاج فني كالأغاني والألحان، فأجاب قائلا “أحلامنا أن نغطي كل أنواع الإبداع، ونصدرها إقليميا وعربيا وأفريقيا وغربيا، وأن نوقع بروتوكولات تعاون مع مؤسسات حكومية دولية وجامعات عالمية، لكي يتم التعريف بالإبداع المصري والعربي، وأن تكون لدينا أكاديمية لعلوم الإبداع بمناهج تفاعلية غير تقليدية تفيد كل من لديه نبتة إبداعية، ونطمح أن نعرض هذه الفكرة على المؤسسة الرسمية، لكن لا بد بالطبع من التدرج في تطبيق الحلم”.
“غايا” هو اسم ربة الأرض التي تشكل ملامحها وتبث فيها الحياة عند الإغريق، وتم اختياره ليكون اسم المؤسسة الإبداعية الجديدة التي أثارت التساؤلات في مصر.
وسعت “العرب” إلى طرح كل ما أثير حولها في أول حوار مع مؤسسها مراد ماهر، الذي اختتم حديثه مبتسما “حتى اسم المؤسسة تم انتقاده، إذ تساءلوا عن سر اختيار رمز إغريقي بالتحديد، لكننا قررنا ألا نلتفت إلى ما يثار حولنا حتى نركز في عملنا، فليس لدينا ما نخفيه، والأحلام تتطلب العمل بجد واجتهاد، دعونا نحلم”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
محمد شعير
كاتب مصري