في الأطراف البعيدة للمدينة , حيث تنتهي ضوضاء الحياة وتخفت أنفاسها الأخيرة، تبدأ همسات الصمت المحملة بآلام العابرين. هنا، حيث تمتد أرضٌ جرداء، شاحبة شاهد على مأساة من سُحقت أرواحهم تحت وطأة الحروب القاسية و الاضطهاد احتضنتهم الأرض بعطف لم يتذوقوه في حياتهم البائسة.
هذه المقابر ليست مكانًا لذكريات تُحكى، بل هي مرقد لأرواح مُنهَكة، رحلت دون أن تُخلّف وراءها سوى صدى الأحلام التي تمزقت تحت ضجيج البؤس وصراخ الوداع. هنا، لا شواهد تروي مآسيهم، ولا زهور تعانق قبورهم المهجورة. هم مجرد أرقام باهتة في سجل الزمن القاسي نُسيت أسماءهم كما نُسيت وجوههم وذابت أحلامهم في رماد الذكريات المحترقة.
في هذه الأرض الفقيرة، التي ارتدت ثياب الحداد الدائمة تحتضن السماء المظلمة أرواحًا تائهة، تطوف حولها النجوم بدموع خافتة وتراتيل الرياح لهم مرثيات الرحيل الأبدي . هنا في مملكة الصمت حيث لا فرق بين الظالم والمظلوم يذوب الجميع في ترابٍ واحد متوحدين في مصيرٍ قاسٍ واحد.
مع كل شروق شمسٍ جديد يتردد في الأفق سؤال مؤلم: هل يجد هؤلاء الراحلون في موتهم ما لم ينالوه في حياتهم؟ هل يلقون أخيرًا ذلك السلام الذي هرب منهم طوال سنوات الألم؟ أم أن الموت، كما الحياة يواصل تجاهلهم ببرود؟ هنا في هذه المقابر لا تُسمع إجابة فقط الصمت يتحدث وربما في هذا الصمت العميق يكمن الألم كله ألم لم يعد يحمله سوى البعض من الأحياء.
بدون عنوان
تقنية مختلطة على قماش
200 x 120
2017
هذه المقابر ليست مكانًا لذكريات تُحكى، بل هي مرقد لأرواح مُنهَكة، رحلت دون أن تُخلّف وراءها سوى صدى الأحلام التي تمزقت تحت ضجيج البؤس وصراخ الوداع. هنا، لا شواهد تروي مآسيهم، ولا زهور تعانق قبورهم المهجورة. هم مجرد أرقام باهتة في سجل الزمن القاسي نُسيت أسماءهم كما نُسيت وجوههم وذابت أحلامهم في رماد الذكريات المحترقة.
في هذه الأرض الفقيرة، التي ارتدت ثياب الحداد الدائمة تحتضن السماء المظلمة أرواحًا تائهة، تطوف حولها النجوم بدموع خافتة وتراتيل الرياح لهم مرثيات الرحيل الأبدي . هنا في مملكة الصمت حيث لا فرق بين الظالم والمظلوم يذوب الجميع في ترابٍ واحد متوحدين في مصيرٍ قاسٍ واحد.
مع كل شروق شمسٍ جديد يتردد في الأفق سؤال مؤلم: هل يجد هؤلاء الراحلون في موتهم ما لم ينالوه في حياتهم؟ هل يلقون أخيرًا ذلك السلام الذي هرب منهم طوال سنوات الألم؟ أم أن الموت، كما الحياة يواصل تجاهلهم ببرود؟ هنا في هذه المقابر لا تُسمع إجابة فقط الصمت يتحدث وربما في هذا الصمت العميق يكمن الألم كله ألم لم يعد يحمله سوى البعض من الأحياء.
بدون عنوان
تقنية مختلطة على قماش
200 x 120
2017