تعبيرية الخطاب البصري بين المنطوق والمفهوم في اعمال صفاء السعدون
لا يختلف اساس التعبير بين المقيل والمصوّر من حيث بنائية الاستعداد والقدرات التكاملية لانتاج نصا معينا قائما على تحويل المفهوم الى منطوق مشروح من الكلمات او الصور البصرية ، بل ربما آلية نقله الى اشكال ورموز من الصعوبة كاختيار الالفاظ واستعارتها وترتيب سجعها واختيار دلالاتها ، ولكن حصيلة المقدمات تلك هي تعابير تبقى في مطلق التغير والفهم تبعا لقدرات التلقي ، الا ان امتلاك بؤرة لانطلاق التعبير تؤسس لتحولات تعبيرية وشروحات متبادلة مع جنس الموضوع ، هذا الملاك المهم في الرؤية التعبيرية لحراك الموضوع وجِدَته هو سمة العلاقة بين تعبير المفهوم والصورة التعبيرية عند صفاء السعدون
ليس من الغريب امكانية ايجاد رؤية انفعالية متمخضة من محض احساسٍ سامٍ ، كون ناتج الفعل التصويري حس لا يفارق العقل بل
يُتعقل ذلك الاحساس لانتاج صورة هي بذاتها ناقلة لآهات الوجدان والتامل ، وهذا له مدخلية في تحديد انغماس الفنان في تفاصيل المجتمع وآلامه ...لم نتصور المأساة ولم نحس بالقبح ولم نفكر بالالم بل لعلنا نشاهد ما مررنا به من آفات اجتماعية وحروب وتدمير من خلال الصورة التلفازية او نسمع عن ذلك بقصيدة نثرية او عمودية ، الا ان الاحساس الصوري لتمثل مأساة معينة تحتاج الى تحوّل في آلية الصوره اذ يمكن ان يُقرأ بمحاور مختلفة ، ولكن ضمن محددات الفهم والتاويل المستند للدليل لا الانفلات باتجاه الاسفاف ، الامر الذي ميّز اعمال صفاء السعدون وكانه (ثرمومتر) يتحسس مظلومية الواقع والمجتمع ليعبر عنها بسردية عالية الفهم ، والنقلة التعبيرية من مكان لآخر حيث لا يدع للمتلقي الانفلات من محورية الموضوع وانما يبقى لاملاء فراغات العمل بمفاهيم تتعشق فيما بينها فتدور رحاها لانتاج فعل تصوري لايختلف عن اي حكاية يمكن ان تكون بمنطوق حكائي ....
ان عالمية الصورة بما فيها من مفاهيم مجسدة للفعل الواقعي وبكيفيات تمثّل بيئة الفعل ، هي الاكثر وقعاً واحتراما في فضاء الثقافة البصرية العالمية ، لان العالم يحترم ظرفية المنجز لاتقليد البيئات المستعارة ، لذا فان لاعمال السعدون وقعٌ فاعلٌ في وجدان الفرد الامريكي والاوربي كون العمل فيه طاقة لتشكّل الفكرة وتمريرها الى فضاءات الوجدان مناغمةً للاحساس المتأمل ، فالتعبير لا يقتصر على البنية التكاملية للعمل بل ربما مجموع الاجزاء يكون دالا على تعبير واحد فالوحدة في التعبير فرض قائم للاداء التصويري لديه رغم ان لكل تعبير آصرة تربط محتوى المعنى مع المحتوى الاخر وهذا ما لا نجده في احيان كثيرة للتعبير عن الفكرة ....فاعتماد السعدون على ايضاح المفهوم ادى الى استيعاب الفكرة بصورة اوسع مما اثر على بيان الاداء الشكلي للصورة فاصبحت ذا منحى اكثر تعبيرية من حيث الشكل واللون ، فعناصر تشكّل العلاقات البصرية هي مقدمات ايضاح المفهوم الذي يتبين بانه هدف الصورة لا الصورة الهدف فهو يطرح مفاهيما لا اشكالا حسب ، وكانه يشرح مفهوم الكرامة مثلا بصوت مسموع تتناغم فيه صور بصرية لتحكي للمتلقي سعة هذه اللفظة وقدرات تشكّلها الصورية ، وكذا البطولة والايثار وغيرها.... الا ان صفاء السعدون انسلخ من ايضاح الواقع بطرق المحاكاة بل صيّر الواقع بحقيقة متخيلة يمكن ان تشكل كماً اعجابياً رغم نخبوية الفكرة وهذا مذاق خاص في اعمال السعدون، فهو يتكلم بالاشكال التي تحمل طاقة لمعانٍ كثيرة وهذا ما يبيّن حركية العلاقة بين المنطوق والمفهوم لديه .
ان الوقوف على الاثر التعبيري في اعماله يجعلنا في سياحة بعالم المفاهيم المقاربة للفكرة فليس ثمة موضوع تتركز فية الرؤية ، وانما هو مجموعة علاقات مفاهيمبة بل منظومة اجتماعية كاملة .
أ.د. حيدر عبد الامير
لا يختلف اساس التعبير بين المقيل والمصوّر من حيث بنائية الاستعداد والقدرات التكاملية لانتاج نصا معينا قائما على تحويل المفهوم الى منطوق مشروح من الكلمات او الصور البصرية ، بل ربما آلية نقله الى اشكال ورموز من الصعوبة كاختيار الالفاظ واستعارتها وترتيب سجعها واختيار دلالاتها ، ولكن حصيلة المقدمات تلك هي تعابير تبقى في مطلق التغير والفهم تبعا لقدرات التلقي ، الا ان امتلاك بؤرة لانطلاق التعبير تؤسس لتحولات تعبيرية وشروحات متبادلة مع جنس الموضوع ، هذا الملاك المهم في الرؤية التعبيرية لحراك الموضوع وجِدَته هو سمة العلاقة بين تعبير المفهوم والصورة التعبيرية عند صفاء السعدون
ليس من الغريب امكانية ايجاد رؤية انفعالية متمخضة من محض احساسٍ سامٍ ، كون ناتج الفعل التصويري حس لا يفارق العقل بل
يُتعقل ذلك الاحساس لانتاج صورة هي بذاتها ناقلة لآهات الوجدان والتامل ، وهذا له مدخلية في تحديد انغماس الفنان في تفاصيل المجتمع وآلامه ...لم نتصور المأساة ولم نحس بالقبح ولم نفكر بالالم بل لعلنا نشاهد ما مررنا به من آفات اجتماعية وحروب وتدمير من خلال الصورة التلفازية او نسمع عن ذلك بقصيدة نثرية او عمودية ، الا ان الاحساس الصوري لتمثل مأساة معينة تحتاج الى تحوّل في آلية الصوره اذ يمكن ان يُقرأ بمحاور مختلفة ، ولكن ضمن محددات الفهم والتاويل المستند للدليل لا الانفلات باتجاه الاسفاف ، الامر الذي ميّز اعمال صفاء السعدون وكانه (ثرمومتر) يتحسس مظلومية الواقع والمجتمع ليعبر عنها بسردية عالية الفهم ، والنقلة التعبيرية من مكان لآخر حيث لا يدع للمتلقي الانفلات من محورية الموضوع وانما يبقى لاملاء فراغات العمل بمفاهيم تتعشق فيما بينها فتدور رحاها لانتاج فعل تصوري لايختلف عن اي حكاية يمكن ان تكون بمنطوق حكائي ....
ان عالمية الصورة بما فيها من مفاهيم مجسدة للفعل الواقعي وبكيفيات تمثّل بيئة الفعل ، هي الاكثر وقعاً واحتراما في فضاء الثقافة البصرية العالمية ، لان العالم يحترم ظرفية المنجز لاتقليد البيئات المستعارة ، لذا فان لاعمال السعدون وقعٌ فاعلٌ في وجدان الفرد الامريكي والاوربي كون العمل فيه طاقة لتشكّل الفكرة وتمريرها الى فضاءات الوجدان مناغمةً للاحساس المتأمل ، فالتعبير لا يقتصر على البنية التكاملية للعمل بل ربما مجموع الاجزاء يكون دالا على تعبير واحد فالوحدة في التعبير فرض قائم للاداء التصويري لديه رغم ان لكل تعبير آصرة تربط محتوى المعنى مع المحتوى الاخر وهذا ما لا نجده في احيان كثيرة للتعبير عن الفكرة ....فاعتماد السعدون على ايضاح المفهوم ادى الى استيعاب الفكرة بصورة اوسع مما اثر على بيان الاداء الشكلي للصورة فاصبحت ذا منحى اكثر تعبيرية من حيث الشكل واللون ، فعناصر تشكّل العلاقات البصرية هي مقدمات ايضاح المفهوم الذي يتبين بانه هدف الصورة لا الصورة الهدف فهو يطرح مفاهيما لا اشكالا حسب ، وكانه يشرح مفهوم الكرامة مثلا بصوت مسموع تتناغم فيه صور بصرية لتحكي للمتلقي سعة هذه اللفظة وقدرات تشكّلها الصورية ، وكذا البطولة والايثار وغيرها.... الا ان صفاء السعدون انسلخ من ايضاح الواقع بطرق المحاكاة بل صيّر الواقع بحقيقة متخيلة يمكن ان تشكل كماً اعجابياً رغم نخبوية الفكرة وهذا مذاق خاص في اعمال السعدون، فهو يتكلم بالاشكال التي تحمل طاقة لمعانٍ كثيرة وهذا ما يبيّن حركية العلاقة بين المنطوق والمفهوم لديه .
ان الوقوف على الاثر التعبيري في اعماله يجعلنا في سياحة بعالم المفاهيم المقاربة للفكرة فليس ثمة موضوع تتركز فية الرؤية ، وانما هو مجموعة علاقات مفاهيمبة بل منظومة اجتماعية كاملة .
أ.د. حيدر عبد الامير