بين المتخيل والواقع مسار ربما يحكمه الحلم او التمني وربما يختلط الواقع

بين المتخيل والواقع مسار ربما يحكمه الحلم او التمني وربما يختلط الواقع بالمتخيل بسبب فوضى المحيط وعندها لا مجال للتمني او الحلم لان سطوة الواقع تحكم المنجز بكل اشكاله وهذا صراع لا يتلمسه الا من اشتد به صراع الرفض وحساسية الذات الرافضة لكل مايجري وقصور المقدرة على التغير وعندها لا مجال الا بالتعبير بمختلف الوسائل فقد تكون قصيدة او رواية او قطعة موسيقى او لوحة فنية اسامة حمدي فنان امتلك المقدرة العالية بفن الرسم خبرة ومهارة اكاديمية اختط لذاته اسلوب اكاديمي يحافظ عليه مشفوعا بفكر عالي وبصيرة تحلل مايحيط بها من الواقع ليكتب على خامة الرسم بالفرشاة واللون روايات وربما قصائد تنقل الحزن والماساة والرفض لما يجري هو ينقل كل المه الذاتي الى الم المجموع بحساسية الانسان الذي يقدم انسانيته بواقعية عالية لان كل المجموع على درب واحد مادام المحيط واحد فالذاتي جمعي وان اختلفت الاسباب والمسوغات لكن النتيجة واحدة
اسامة حمدي يقدم للمتلفي مشهد حياتي واقعي يذكر الانسان بما يجري وماجرى عسى ان ينتبه ليثور على الاقل على الذات همومه جبل يحملها اينما حل ونتاجه ضربات لون بفرشات لا تخلو من الحدة والاعصاب فهو يعيش الحالة التي يرسم بعاطفة ووجدان صادق لا يحتمل التمثيل او التكلف حالة واقعية يراها لا كما يراها الاخرين لتكون منجز قابل للتحليل والتأويل فثمة وجوه اكل الزمن عليها وشرب وحفر فيها خطوط غائرة تحكي جفاف النهر عطش الارض وتيبسها واجسام مترهلة لا طاقة لها واجساد لحوم معلقة تنظر الصبر بنبات الصبير الذي لازال يقاوم عسى ان يستمر بالعيش كل شيء يسري نحو الخراب حتى الانسان وهذا هو هم الفنان لان في خراب الانسان خراب للحياة هم اسامة واعماله انعكاس لشخصه وفكرة المشغول دائما مستغلا موهبته وحرفيته العالية في الرسم ليقول ويتحدث ليفرغ شحنات الذات على خامة العمل