# **المرأة الكريهة جداً في أمريكا
The Most Hated Woman In America**
هذا الفيلمُ المثيرُ للجدل ، المُنتَجُ عام 2017 ، كان متوقعاً أن تترشح بطلتُهُ " ميليسا ليو " لجائزة الأوسكار للعام 2018 ، كأفضل ممثلة في دور رئيس ، لِما قدمته من أداءٍ مُتقن و باهر لدور الناشطة الأمريكية " مادلين موراي أوهير " التي شغلت الرأيَ العامَ الأمريكي بشدة ، طـَوالَ خمسين سنة ، بإلحادِها العلني و فضحِها للكنيسة و الكتاب المقدس و فكرة الدين ، حتى وفاتها قتيلة ً عام 1995 ، ولكن ذلك الترشيح لم يحصل . و جائزة الأوسكار ليست جديدةً على " ميليسا ليو " ، فقد سبق و أن نالتها و نالت قبلها جائزة ( غولدن غلوب ) كأفضل ممثلة في دور رئيس عن فيلم ( المقاتل ) عام 2010 .
# يبدأ الفيلم بمشهدٍ أساس ، بعد نشرة الأخبار ، حين يظهر فيه الشاب الأسود ( كالييه ) و هو يدخل منزل " مادلين " التي رعته بعد أن لفظه أهلهُ ، كونه مثلياً . هذا الشاب يبلغ الشرطة بغياب العائلة المريب ، الذي من علامة الريبة فيه هو أن كلبي العائلة تُركا في البيت دونها و قد عبثا بالطعام ، و هو أمرٌ مستحيل . ولكن الشرطة تسجل محضرَ الدعوى دون اهتمام جاد .
ثم يظهر ثلاثة أشخاص مقيدة أيديهم و موضوعة رؤوسهم في أكياس سوداء ، يتبين أنهم " مادلين " ذاتها ، و إبنها " غارث " الذي وقف الى جانبها ، و حفيدتها التي كانت " مادلين " تتوقع أنها ستدير منظمتها الإلحادية بعدها . من هذه اللحظة يبدأ سرد الأحداث
.
عندما نقرأ عنوان الفيلم نعرف أننا أمام فيلم يتناول سيرةً ذاتية . سيرة من؟
إنها سيرة المرأة التي هزت الحياة الدينية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية في أمريكا و أسست ( منظمة الملحدين الأمريكيين ) ، و التي جعلت الأمريكيين ينتبهون الى أن السلطات الدينية تدفعهم الى نسيان الدستور الأمريكي . ففي لحظة ما ، تنتبه " مادلين " الى أن إبنها تأخر عن اللحاق بحافلة المدرسة بسبب الصلاة ، فتجهرُ برأيها أمام مدرّسته أن ذلك مخالفٌ للدستور في أمريكا ، فيصل الأمر الى المحكمة العليا التي تقرر منع صلوات الطلبة ، و يؤيد الرئيس " جون كنيدي " قرار المحكمة حتى لو حصل عدم الإتفاق معها . لقد كان هذا انتصاراً للملحدة " مادلين " و قد قسّم الشارع الأمريكي الى خندقين متضادين في العقيدة .
# تظهر " مادلين " في أكثر من وسيلة إعلام . و في كل مرة تشغل المواطنين الأمريكيين و تثير الجدل بين العائلات ، بأفكارها الصادمة الواقعية الجريئة . و كأنها ( مارتن لوثر ) * بهيأة امرأة .. تنوي القضاء على ما تبقى من المسيحية .
و في مناظرة تلفزيونية مع قَس ، يسألها عن مشكلتها مع الله ، فتجيبه صراحة ً : ( أولاً ، الله غير موجود . ثانياً أظهر الله وجوده من خلال الكنائس المنظمة و حركاتك المنظمة و كلكم ، بما فيهم أنت ، مهتمون بالنقود . أرِني مناسبةً واحدةً يقومُ فيها يسوعُ ( المسيح ) بتوزيع صينية التبرعات ) .
بل أنها تُقدمُ على تمزيق الإنجيل في مناظرة علنية مباشرةِ البث في التلفزيون ، مُعلنةً أن ( العهد الجديد ) مكتوبٌ من قِبل مجموعةٍ من ( المثليين ) ، و تضيف أن : ( يسوع نفسه كان مثلياً ) .
و عند هذه اللحظة ، يُرينا الفيلمُ أن كل شيء في أمريكا ، إن لم يكن في كل البلدان التي ( تحترم ) الدين ، قائمٌ على الصفقات المالية ، حين نكتشف التصرف المريب من قبل القس ، و هو يتلقى الأموال من ( منظمة الملحدين الأمريكيين ) ، باعتباره يروّج لها ــ ضمناً ــ من خلال المناظرات .
عام 1995 ، كان عمر " مادلين " 77 عاماً ، و صحتها في تدهور ، قبل قتلها من قبل فرد من خاطفيها بقيادة منظم حساباتها المالية ( دايفيد وارتز ) الذي مات في السجن عام 2003 بفعل سرطان الرئة ، والذي مثّل دورَه في الفيلم الممثل الأمريكي " جوش لوكاس " .
# بعد موتها ، يستعيد الفيلمُ محاورةً تلفزيونية ً مع " مادلين " . يسألها المذيع : (هل تشعرين بالقلق ، مع أنك حين تموتين لن يكون هناك نيرفانا ** ) ؟ ، فتجيب : ( عندما أموت ، لا أريد من مخبول متدين إدخال مسبحته في مؤخرتي ، أو يضع قرباناً مقدساً في حلقي ، لكنني لا أمنع قبراً صغيراً في الخارج ، حيث يمكن للشمس أن تتغلغل عبر الأشجار و تداعبُ وجهي بلُطف ، أريد ثلاث كلمات على شاهدة قبري : " إمرأة " ، " أم " ، " جَدّة " ، لإنني كنتُ كذلك ، و هذا ما أحب أن يتذكرني الناسُ به ، و أُحبُ نقشَه على قبري ، ولكن نظراً لطبيعتي ، فإنني لا أتوقعُ أن يضعوا لي شاهدةَ قبر ) .
بعد كل هذه السنوات ، مازالت ( منظمة الملحدين الأمريكيين ) تعمل على فصل الكنيسة عن الدولة ، ولكن إبن " مادلين " ، الآخر ، الذي كانت تصفه بـ ( الخائن ) ما زال يعمل على إعادة طقوس الصلاة الى المدارس .. كمسيحيٍ جبان .
يكادُ الفيلمُ يشغلنا بالأفكار التي يطرحها من خلال " مادلين " ، و يُنسينا فن السينما ، لولا أن السيناريو يتنقلُ بنا من زمن الى آخر .
عند المشاهدة َسننشَدُّ الى الحوار و الأحداث ، سننتبه متأخرين الى التصوير و الموسيقى .. بفعل قوة الأحداث .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
* مارتن لوثر ، راهبٌ آلماني و داعيةٌ الى عصر الإصلاح الديني في أوربا ، وعلى يديه تأسست ( البروتستانتية ) ــ في القرن السادس عشر ــ المناهضة لتوجهات الكاثوليكية في الديانة المسيحية . فعلى سبيل المثال رفضت البروتستانتية ( صكوك الغفران ) ، كما أنها سمحت بزواج القسس .. على عكس الكاثوليكية المتشددة .
# ** ( نيرفانا ) طقسٌ تأمليٌ عميقٌ في الديانة البوذية ، هدفـهُ التطهير الروحي .
# https://ok.ru/video/394230303472
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
The Most Hated Woman In America**
هذا الفيلمُ المثيرُ للجدل ، المُنتَجُ عام 2017 ، كان متوقعاً أن تترشح بطلتُهُ " ميليسا ليو " لجائزة الأوسكار للعام 2018 ، كأفضل ممثلة في دور رئيس ، لِما قدمته من أداءٍ مُتقن و باهر لدور الناشطة الأمريكية " مادلين موراي أوهير " التي شغلت الرأيَ العامَ الأمريكي بشدة ، طـَوالَ خمسين سنة ، بإلحادِها العلني و فضحِها للكنيسة و الكتاب المقدس و فكرة الدين ، حتى وفاتها قتيلة ً عام 1995 ، ولكن ذلك الترشيح لم يحصل . و جائزة الأوسكار ليست جديدةً على " ميليسا ليو " ، فقد سبق و أن نالتها و نالت قبلها جائزة ( غولدن غلوب ) كأفضل ممثلة في دور رئيس عن فيلم ( المقاتل ) عام 2010 .
# يبدأ الفيلم بمشهدٍ أساس ، بعد نشرة الأخبار ، حين يظهر فيه الشاب الأسود ( كالييه ) و هو يدخل منزل " مادلين " التي رعته بعد أن لفظه أهلهُ ، كونه مثلياً . هذا الشاب يبلغ الشرطة بغياب العائلة المريب ، الذي من علامة الريبة فيه هو أن كلبي العائلة تُركا في البيت دونها و قد عبثا بالطعام ، و هو أمرٌ مستحيل . ولكن الشرطة تسجل محضرَ الدعوى دون اهتمام جاد .
ثم يظهر ثلاثة أشخاص مقيدة أيديهم و موضوعة رؤوسهم في أكياس سوداء ، يتبين أنهم " مادلين " ذاتها ، و إبنها " غارث " الذي وقف الى جانبها ، و حفيدتها التي كانت " مادلين " تتوقع أنها ستدير منظمتها الإلحادية بعدها . من هذه اللحظة يبدأ سرد الأحداث
.
عندما نقرأ عنوان الفيلم نعرف أننا أمام فيلم يتناول سيرةً ذاتية . سيرة من؟
إنها سيرة المرأة التي هزت الحياة الدينية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية في أمريكا و أسست ( منظمة الملحدين الأمريكيين ) ، و التي جعلت الأمريكيين ينتبهون الى أن السلطات الدينية تدفعهم الى نسيان الدستور الأمريكي . ففي لحظة ما ، تنتبه " مادلين " الى أن إبنها تأخر عن اللحاق بحافلة المدرسة بسبب الصلاة ، فتجهرُ برأيها أمام مدرّسته أن ذلك مخالفٌ للدستور في أمريكا ، فيصل الأمر الى المحكمة العليا التي تقرر منع صلوات الطلبة ، و يؤيد الرئيس " جون كنيدي " قرار المحكمة حتى لو حصل عدم الإتفاق معها . لقد كان هذا انتصاراً للملحدة " مادلين " و قد قسّم الشارع الأمريكي الى خندقين متضادين في العقيدة .
# تظهر " مادلين " في أكثر من وسيلة إعلام . و في كل مرة تشغل المواطنين الأمريكيين و تثير الجدل بين العائلات ، بأفكارها الصادمة الواقعية الجريئة . و كأنها ( مارتن لوثر ) * بهيأة امرأة .. تنوي القضاء على ما تبقى من المسيحية .
و في مناظرة تلفزيونية مع قَس ، يسألها عن مشكلتها مع الله ، فتجيبه صراحة ً : ( أولاً ، الله غير موجود . ثانياً أظهر الله وجوده من خلال الكنائس المنظمة و حركاتك المنظمة و كلكم ، بما فيهم أنت ، مهتمون بالنقود . أرِني مناسبةً واحدةً يقومُ فيها يسوعُ ( المسيح ) بتوزيع صينية التبرعات ) .
بل أنها تُقدمُ على تمزيق الإنجيل في مناظرة علنية مباشرةِ البث في التلفزيون ، مُعلنةً أن ( العهد الجديد ) مكتوبٌ من قِبل مجموعةٍ من ( المثليين ) ، و تضيف أن : ( يسوع نفسه كان مثلياً ) .
و عند هذه اللحظة ، يُرينا الفيلمُ أن كل شيء في أمريكا ، إن لم يكن في كل البلدان التي ( تحترم ) الدين ، قائمٌ على الصفقات المالية ، حين نكتشف التصرف المريب من قبل القس ، و هو يتلقى الأموال من ( منظمة الملحدين الأمريكيين ) ، باعتباره يروّج لها ــ ضمناً ــ من خلال المناظرات .
عام 1995 ، كان عمر " مادلين " 77 عاماً ، و صحتها في تدهور ، قبل قتلها من قبل فرد من خاطفيها بقيادة منظم حساباتها المالية ( دايفيد وارتز ) الذي مات في السجن عام 2003 بفعل سرطان الرئة ، والذي مثّل دورَه في الفيلم الممثل الأمريكي " جوش لوكاس " .
# بعد موتها ، يستعيد الفيلمُ محاورةً تلفزيونية ً مع " مادلين " . يسألها المذيع : (هل تشعرين بالقلق ، مع أنك حين تموتين لن يكون هناك نيرفانا ** ) ؟ ، فتجيب : ( عندما أموت ، لا أريد من مخبول متدين إدخال مسبحته في مؤخرتي ، أو يضع قرباناً مقدساً في حلقي ، لكنني لا أمنع قبراً صغيراً في الخارج ، حيث يمكن للشمس أن تتغلغل عبر الأشجار و تداعبُ وجهي بلُطف ، أريد ثلاث كلمات على شاهدة قبري : " إمرأة " ، " أم " ، " جَدّة " ، لإنني كنتُ كذلك ، و هذا ما أحب أن يتذكرني الناسُ به ، و أُحبُ نقشَه على قبري ، ولكن نظراً لطبيعتي ، فإنني لا أتوقعُ أن يضعوا لي شاهدةَ قبر ) .
بعد كل هذه السنوات ، مازالت ( منظمة الملحدين الأمريكيين ) تعمل على فصل الكنيسة عن الدولة ، ولكن إبن " مادلين " ، الآخر ، الذي كانت تصفه بـ ( الخائن ) ما زال يعمل على إعادة طقوس الصلاة الى المدارس .. كمسيحيٍ جبان .
يكادُ الفيلمُ يشغلنا بالأفكار التي يطرحها من خلال " مادلين " ، و يُنسينا فن السينما ، لولا أن السيناريو يتنقلُ بنا من زمن الى آخر .
عند المشاهدة َسننشَدُّ الى الحوار و الأحداث ، سننتبه متأخرين الى التصوير و الموسيقى .. بفعل قوة الأحداث .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
* مارتن لوثر ، راهبٌ آلماني و داعيةٌ الى عصر الإصلاح الديني في أوربا ، وعلى يديه تأسست ( البروتستانتية ) ــ في القرن السادس عشر ــ المناهضة لتوجهات الكاثوليكية في الديانة المسيحية . فعلى سبيل المثال رفضت البروتستانتية ( صكوك الغفران ) ، كما أنها سمحت بزواج القسس .. على عكس الكاثوليكية المتشددة .
# ** ( نيرفانا ) طقسٌ تأمليٌ عميقٌ في الديانة البوذية ، هدفـهُ التطهير الروحي .
# https://ok.ru/video/394230303472
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ