مقطع من رواية"زنبقة المحيط":
ليلا في المرقص، كان الثنائي يوسف ورحمة يحتلان منضدة في مكان، يبدو بعيدا عن إثارة الانتباه.. لقد تلقت سارة إشارة بأنهما سيكونان حاضرين في القاعة.. خلال أدائها لرقصتها كانت سارة منشغلة البال، تتطلع إلى الزبائن بكثير من الانتباه، أثار اهتمامها الثنائي الذي يبدو مختلفا.. كان الاثنان يرقبان سارة بنوع من الحذر، وكأنها على وشك القيام بأمر ما..
في لحظة ما ارتفع الصراخ داخل المرقص، فأدى ذلك إلى حدوث الكثير من البلبلة. رحمة تتشنج في مكانها، ومرافقها المخرج يصيح بأعلى صوته طالبا المساعدة. المرأة تفقد وعيها تدريجيا.. يدها على صدرها، وتنفسها يبدو صعبا.. تتمدد على الأرض، تتوقف سارة عن الرقص..تهدأ الموسيقى.. الجميع مصاب بالذهول، يتحلقون حول رحمة، التي تبدو في في حالة خطيرة.. صاحب المرقص يزمجر غاضبا، خوفا من أن تفارق المرأة الحياة في ملهاه، مما يمكن أن يكون له مضاعفات كارثية على سير العمل.. يأمر كمال الحراس بطلب سيارة إسعاف، يتم الاتصال بها بسرعة، ليسمع صوت منبهها بعد حين، قادما من بعيد، ثم ما يلبث أن يرتفع تدريجيا.. يتسلل المخرج إلى غرفة سارة ..هناك يعلن عن نفسه، تتفاجأ سارة بحضوره المربك، حينذاك أيقنت بأن ما حدث داخل المرقص ليس سوى تمثيلية محبوكة. يطلب منها المخرج أن ترافقه.. تتردد للحظات. لكنها سرعان ما حسمت أمرها، وأمسكته من يده، وجادت بنفسها في أحضان المجهول. في أعماقها شعرت أن حياتها أبدا لن تكون بمثل القسوة التي تحيا بين ثرانها.. لقد أحست في الفترة الأخيرة بأن حياتها عدم. إنها مجرد أمة مسلوبة الإرادة، تحيى في جحيم عبودية من نوع خاص، لا سلطة لها عن نفسها. ولا حرية لها في اتخاذ قرارتها ..كل المحيطين بها ذئاب بشرية شرسة وماكرة، عرفت كيف ترودها وتجعلها دمية تتلاعب بها كما تشاء.
لكل ذلك حين استقبلها الفضاء الخارجي للمرقص، بعد أن تسللت من الباب الخلفي أحست بأنسام الحرية تهب عليها. لم تفكر في أي شيء آخر. لم يعد المصير يهمها. فقط تملكتها رغبة قوية في المضي قدما نحو الأمام.
وجد المخرج وسارة ليلى في استقبالهما. ركبا في الخلف، فانطلقت السيارة لا تلوي على شيء، سوى أن تظفر بمكان آمن، بعيدا عن كمال صاحب المرقص وزبانيته.
انطلقت سيارة الإسعاف، تنهب الطريق الاسفلتي نهبا، صوت المنبه يلعلع في الأجواء. السيارات تتنحى جانبا لتسمح لها بالمرور.. في لحظة ما استيقظت رحمة من غيبوبتها.. نظرت حولها، ففاجأها مدى اندماجها في الدور، كان الجميع قد صدق بأنها بالفعل أصيبت بنوبة قلبية، أو أزمة في التنفس.. بجانبها ممرض يضع على وجهها قناع التنفس.
نظرت إليه بعينين جادتين، ثم سرعان ما انتفضت جالسة، متخلية عن استلقائها.. لم يفهم الممرض قصدها، امتدت أصابعها نحوالقناع لتنزعه عن وجهها ..ظل الرجل يحملق فيها باندهاش وبلاهة، لكنها سرعان ما فاجأته قائلة:
- اطلب من السائق أن يتوقف ..سأغادر هنا.
رد عليها الممرض:
- هل أنت حمقاء، تظننين نفسك في سيارة أجرة، لابد أن نوصلك إلى المستشفى لنطمئن على صحتك، وتتمين بعض الإجراءات ،وبعد ذلك تغادرين.
في تلك الاثناء كان كمال يتفقد غرفة سارة، فاكتشف اختفاءها، حينذاك فقط أحس بغصة في قلبه، وشوكة ما انغرست في مكان ما من صدره.. لقد شعر بالغبن ..تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه تعرض لمكيدة متقنة الصنع.. بدأ يصرخ، ويلعن الجميع ..يكسر كل ما هو أمامه ويصفع الحراس والندل، وهو في حالة هستيرية ..كان يرطن بكلمات تركية غير مفهومة ثم ينتقل الى الحديث بعبارات فرنسية تميزها لكنة شرقية.. يهدأ قليلا ..يتصل بسارة ..هاتفها لا يرد.. تلمع فكرة ما في ذهنه، يركب رقم هاتف خالد ويحدثه بكلام قاس.
ليلا في المرقص، كان الثنائي يوسف ورحمة يحتلان منضدة في مكان، يبدو بعيدا عن إثارة الانتباه.. لقد تلقت سارة إشارة بأنهما سيكونان حاضرين في القاعة.. خلال أدائها لرقصتها كانت سارة منشغلة البال، تتطلع إلى الزبائن بكثير من الانتباه، أثار اهتمامها الثنائي الذي يبدو مختلفا.. كان الاثنان يرقبان سارة بنوع من الحذر، وكأنها على وشك القيام بأمر ما..
في لحظة ما ارتفع الصراخ داخل المرقص، فأدى ذلك إلى حدوث الكثير من البلبلة. رحمة تتشنج في مكانها، ومرافقها المخرج يصيح بأعلى صوته طالبا المساعدة. المرأة تفقد وعيها تدريجيا.. يدها على صدرها، وتنفسها يبدو صعبا.. تتمدد على الأرض، تتوقف سارة عن الرقص..تهدأ الموسيقى.. الجميع مصاب بالذهول، يتحلقون حول رحمة، التي تبدو في في حالة خطيرة.. صاحب المرقص يزمجر غاضبا، خوفا من أن تفارق المرأة الحياة في ملهاه، مما يمكن أن يكون له مضاعفات كارثية على سير العمل.. يأمر كمال الحراس بطلب سيارة إسعاف، يتم الاتصال بها بسرعة، ليسمع صوت منبهها بعد حين، قادما من بعيد، ثم ما يلبث أن يرتفع تدريجيا.. يتسلل المخرج إلى غرفة سارة ..هناك يعلن عن نفسه، تتفاجأ سارة بحضوره المربك، حينذاك أيقنت بأن ما حدث داخل المرقص ليس سوى تمثيلية محبوكة. يطلب منها المخرج أن ترافقه.. تتردد للحظات. لكنها سرعان ما حسمت أمرها، وأمسكته من يده، وجادت بنفسها في أحضان المجهول. في أعماقها شعرت أن حياتها أبدا لن تكون بمثل القسوة التي تحيا بين ثرانها.. لقد أحست في الفترة الأخيرة بأن حياتها عدم. إنها مجرد أمة مسلوبة الإرادة، تحيى في جحيم عبودية من نوع خاص، لا سلطة لها عن نفسها. ولا حرية لها في اتخاذ قرارتها ..كل المحيطين بها ذئاب بشرية شرسة وماكرة، عرفت كيف ترودها وتجعلها دمية تتلاعب بها كما تشاء.
لكل ذلك حين استقبلها الفضاء الخارجي للمرقص، بعد أن تسللت من الباب الخلفي أحست بأنسام الحرية تهب عليها. لم تفكر في أي شيء آخر. لم يعد المصير يهمها. فقط تملكتها رغبة قوية في المضي قدما نحو الأمام.
وجد المخرج وسارة ليلى في استقبالهما. ركبا في الخلف، فانطلقت السيارة لا تلوي على شيء، سوى أن تظفر بمكان آمن، بعيدا عن كمال صاحب المرقص وزبانيته.
انطلقت سيارة الإسعاف، تنهب الطريق الاسفلتي نهبا، صوت المنبه يلعلع في الأجواء. السيارات تتنحى جانبا لتسمح لها بالمرور.. في لحظة ما استيقظت رحمة من غيبوبتها.. نظرت حولها، ففاجأها مدى اندماجها في الدور، كان الجميع قد صدق بأنها بالفعل أصيبت بنوبة قلبية، أو أزمة في التنفس.. بجانبها ممرض يضع على وجهها قناع التنفس.
نظرت إليه بعينين جادتين، ثم سرعان ما انتفضت جالسة، متخلية عن استلقائها.. لم يفهم الممرض قصدها، امتدت أصابعها نحوالقناع لتنزعه عن وجهها ..ظل الرجل يحملق فيها باندهاش وبلاهة، لكنها سرعان ما فاجأته قائلة:
- اطلب من السائق أن يتوقف ..سأغادر هنا.
رد عليها الممرض:
- هل أنت حمقاء، تظننين نفسك في سيارة أجرة، لابد أن نوصلك إلى المستشفى لنطمئن على صحتك، وتتمين بعض الإجراءات ،وبعد ذلك تغادرين.
في تلك الاثناء كان كمال يتفقد غرفة سارة، فاكتشف اختفاءها، حينذاك فقط أحس بغصة في قلبه، وشوكة ما انغرست في مكان ما من صدره.. لقد شعر بالغبن ..تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه تعرض لمكيدة متقنة الصنع.. بدأ يصرخ، ويلعن الجميع ..يكسر كل ما هو أمامه ويصفع الحراس والندل، وهو في حالة هستيرية ..كان يرطن بكلمات تركية غير مفهومة ثم ينتقل الى الحديث بعبارات فرنسية تميزها لكنة شرقية.. يهدأ قليلا ..يتصل بسارة ..هاتفها لا يرد.. تلمع فكرة ما في ذهنه، يركب رقم هاتف خالد ويحدثه بكلام قاس.