المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي يكرم أبرز الخطاطين بالجزائر
الفعالية التي تحتفي بفنّ الخط العربي، ستعرف تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة المصاحبة، والتي تصبُّ كلُّها في التعريف بفنّ الخطّ العربي، ومدارسه، وأدواته.
الثلاثاء 2024/10/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تظاهرة تعرض أعمال أهم الخطاطين حول العالم
الجزائر- تستضيف دار الثقافة حسن الحسني، بولاية المدية (جنوب الجزائر)، فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي خلال الفترة من الثامن والعشرين إلى الحادي والثلاثين من أكتوبر الجاري.
هذه الدورة هي الثانية التي تقام بولاية المدية للعام الثاني على التوالي، بعدما كان هذا المهرجان يُقام بولاية تلمسان (غرب الجزائر) بالتزامن مع المهرجان الثقافي الدولي لفن المنمنمات، تحت مسمّى “المهرجان الثقافي الدولي لفن الخط العربي وفن المنمنمات والزخرفة”.
وتأتي هذه الدورة الثانية عشرة، باحتساب كلّ دورات المهرجان السابقة، تحت شعار “لفلسطين النصرة والوفاء”، وتكريما للفنان مصطفى بلكحلة (1949 – 2023)، وهو أحد روّاد فنّ المنمنمات في الجزائر، عرف بالعديد من الأعمال التشكيلية وخصوصا في فن المنمنمات، وقدم إبداعاته في العديد من المعارض بالجزائر وخارجها، كما كرس حياته أيضا للحفاظ على فن المنمنمات وعلى فني الخط العربي والزخرفة. وسبق له أن شغل، على مدى سنوات، منصب محافظ للمهرجان الدولي لفن الخط العربي والمنمنمات والزخرفة.
ويؤكّد الخطّاط عبدالرزاق قارة برنو، محافظ المهرجان الثقافي الدولي لفن الخط، في حديث، أنّ هذه الفعالية التي تحتفي بفنّ الخط العربي، ستعرف تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة المصاحبة، والتي تصبُّ كلُّها في التعريف بفنّ الخطّ العربي، ومدارسه، وأدواته، وأهمّ الخطّاطين الذين برعوا فيه على امتداد العالمين العربي والإسلامي.
ويُضيف محافظ المهرجان “سيتمُّ خلال هذه الدورة الاحتفاء بعلمَين من أعلام الخط العربي في الجزائر، وهما الخطّاط الدكتور محمد بن سعيد شريفي (1935)، والذي يُلقّب بشيخ الخطّاطين في الجزائر، وقد نال شرف كتابة المصحف الشريف، فضلا عن إسهامه في تعليم أجيال من أبرز الخطّاطين في الجزائر، إضافة إلى الاحتفاء بالخطّاط عبدالحميد إسكندر (1939)، وهو أيضا من الخطّاطين الذين عُرفوا بإنجازات مهمّة في مدوّنة الخطّ العربي الجزائرية”.
ومحمد بن سعيد شريفي أحد أشهر الخطّاطين الجزائريين في العصر الحديث، تتلمذ على أيدي كبار الخطاطين المصريين والأتراك، وحاز العديد من الجوائز والتكريمات محليا وعربيا، وهو أحد الباحثين القلائل في العالمين العربي والإسلامي في شؤون الخطاطة الإسلامية والكتابة العربية، وقد كان له دور كبير في نشر الخطاطة الإسلامية في الجزائر، وتدريسها على أصولها الفنية في المعهد العالي للفنون الجميلة في الجزائر العاصمة. وإلى جانب كتابته المصحف، عرف الخطاط بتصميم العملات النقدية الجزائرية.
عبدالرزاق قارة برنو: سيتمُّ الاحتفاء بعلمَين من أعلام الخط العربي في الجزائر هما محمد بن سعيد شريفي وعبدالحميد إسكندر
ويُعتبر عبدالحميد إسكندر من الخطّاطين الأوائل في الجزائر بعد الاستقلال، ذهب إلى تونس ودرس في جامع الزيتونة، وفيه تعرّف على الخطّاط التونسي محمد الصالح الخماسي، فحبّبه في الخطاطة وشجّعه على تعلّمها وقد أخذ عنه شيئا من حسن الخطّ كما شاركه في بعض أعماله، ثم انتقل إلى القاهرة حيث تتلمذ بمدرسة تحسين الخطوط العربية على أيدي أشهر الخطاطين المصريين، ونال من هذه المدرسة شهادة التعليم العالي في الخطّ والزخرفة.
ومن المنتظر أن يُشارك في هذه الدورة 22 خطّاطا، يُمثّلون 16 دولة، على غرار الجزائر البلد المستضيف، فلسطين، سلطنة عُمان، تونس، ليبيا، مصر، السعودية، سوريا، العراق، الأردن، البحرين، تركيا، الصين، إيران، الهند، باكستان وإندونيسيا.
ومن أهمّ الخطّاطين الذين يُشاركون في هذه الدورة يوسف النحوي (سلطنة عُمان)، وعبدول رزاق (باكستان)، وأحمد الأمين الزائدي وفريال الدالي (ليبيا)، وأحمد كولتوهان وأحمد كوجاك (تركيا)، وأيمن فريد عبدالعاطي وعمر نور فؤاد (مصر)، وجعفر علي سروي (إيران)، وفاضل أج بوجيئرسا (إندونيسيا)، ومحسن غريب (البحرين)، ومحمد النوري (العراق)، ومحمد سحنون وعمر الجمني (تونس)، وهيثم سلمو (سوريا)، ويوسف جوري وسارة عابدي (الهند)، وجمال الكباسي (المملكة العربية السعودية)، وحاج نورالدين (الصين)، ورفعت البوايزة (الأردن)، وساهر الكعبي (فلسطين).
ويحفل برنامج هذه الفعالية بالعديد من الفقرات، أبرزها معرض يضمّ لوحات الخطّاطين المشاركين، والتي تتنوّع بين الخط الكلاسيكي بأنواعه، والحروفيات، يتنافس من خلالها الخطّاطون المشاركون على الظفر بالمراتب الثلاثة الأولى، في كلا النوعين. وقد رصدت محافظة المهرجان ستّ جوائز تشجيعية للمشاركين الجزائريين. كما يضمُّ برنامج هذه التظاهرة أيضا العديد من المحاضرات والمداخلات، وورشات الكتابة على المباشر، يُنشطّها خطّاطون من الجزائر، ومن البلدان المشاركة أيضا.
يذكر أن المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي في الجزائر هو حدث سنوي بارز يهدف إلى تسليط الضوء على فن الخط العربي وتاريخه العريق في العالمين العربي والإسلامي. ويأتي في إطار تعزيز الفنون الإسلامية الكلاسيكية. وتطورت هذه التظاهرة الفنية عبر السنوات لتصبح منصة دولية تستقطب خطاطين من مختلف أنحاء العالم.