معرض الرياض الدولي للكتاب يحتفي بالترجمة في كل مجالاتها
المعرض يُقدم برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار.
الأربعاء 2024/10/02
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الترجمة أكثر من مجرد نقل للنصوص
الرياض - احتفى معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة باليوم العالمي للترجمة، الذي يوافق الثلاثين من سبتمبر من كل عام، حيث خصص خمس فعاليات ضمن برنامجه الثقافي، تناولت عددا من الموضوعات المتعلقة بالترجمة.
وانطلقت الفعاليات بورشة عمل بعنوان “جودة الترجمة السمع بصرية في الأعمال السينمائية”، قدمتها عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة عبير القحطاني، حيث ركزت الورشة على أهمية الترجمة السمع بصرية في ضمان تجربة مشاهدة متكاملة وشاملة للجمهور مع مراعاة الفوارق العمرية في الترجمة من صغار السن إلى الأشخاص البالغين، وأهمية الترجمة الثقافية في نقل المعاني بين الثقافات المختلفة.
وتحدثت القحطاني عن عناصر التقييم للترجمة، وأهمية الترجمة السمع بصرية مشيرة إلى عناصر الترجمة الجيدة مثل دقة النصوص والتزامن المثالي مع الحوار، ووضوح الخطوط وسهولة القراءة، وأهمية الترجمة الثقافية في نقل المعاني بين الثقافات المختلفة.
وتطرقت إلى الوصف الصوتي للمشاهد البصرية للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، والحرص على نقل المشاعر والنبرة العاطفية نقلًا صحيحًا، مؤكدة أن تحقيق جودة الترجمة يتطلب تعاونًا بين المترجمين والمخرجين والفنيين لضمان توافق الترجمة مع العناصر الصوتية والبصرية للأفلام.
وعن بعض الأخطاء التي تمارس في الترجمة ذكرت القحطاني، أن هناك بعض الممارسات مثل: عدم التزامن بين الترجمة والحوار، مبينة أن ظهور الترجمة قبل أو بعد الحوار الفعلي يؤثر سلبًا في تجربة المشاهدة، ويشوش على المتابعين.
جلسات تناقش الترجمة السمع بصرية والترجمة الفورية والترجمة في المجال السياحي إضافة إلى الترجمة وصناعة الهوية الوطنية
ولفتت الانتباه إلى أن إهمال النبرة العاطفية يجعل الترجمة تفشل في نقل النغمة العاطفية أو الجو العام للحوار، وتقلل من قوة الرسالة أو تأثير المشاهد العاطفية، مبينةً أن من الأخطاء: الاكتظاظ النصي، عبر ترجمة جمل طويلة جدًّا في وقت قصير، مما يجعل من الصعب على المشاهد متابعة النص والفيلم في آن واحد.
وعرجت عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أخطاء أخرى مثل عدم وضوح النصوص، من خلال استخدام خطوط صغيرة جدًّا أو غير واضحة، أو ألوان غير مناسبة، مما قد يؤدي إلى صعوبة قراءة الترجمة، إضافةً إلى إغفال تفاصيل الحوار غير المسموع، وسوء الترجمة الثقافية، وعدم وجود وصف صوتي كاف، مؤكدةً أن عدم توفير وصف صوتي دقيق للأحداث المهمة التي تعتمد على المشاهد البصرية يترك الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية في حيرة، مضيفةً أن تجاهل الفروق الزمنية أو السياق عبر إهمال الإشارات الزمنية أو الأحداث التاريخية يؤدي إلى تشويه السياق وفهم القصة بشكل خاطئ.
وخلال ورشة العمل الثانية التي حملت عنوان “الترجمة الفورية: كيفية التعامل مع المصطلحات المتخصصة”، استعرض عضو الاتحاد الدولي للمترجمين المعتمدين مازن الحربي، مهارات المترجمين الفوريين وكيفية تغلبهم على التحديات التي تواجههم، وأهم تحديات الترجمة الفورية، مشيرا إلى المشكلات الفنية المتعلقة بالمعدات والأجهزة الصوتية والسمعية مثل الضوضاء أو تداخل الأصوات أو ابتعاد الميكروفون عن المتحدث، وتجهيز قمرة الترجمة.
وناقش الأكاديمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومستشار العلاقات الدولية الدكتور عبدالرحمن الشبيب في الورشة الثالثة “أثر التقنية الحديثة في الترجمة”، الذي أكد من خلالها أن المترجمين يواجهون اليوم منافسة شرسة من برامج الترجمة الآلية، وتلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في ظل انفتاح العالم ثقافيًّا وانتعاش الحاجة للوصول إلى المعرفة وتبادل المحتوى العالمي، في ما أكدت المترجمة والمستشارة في الإنتاج والتواصل المعرفي نهى الحجي أن المجالات كافة تشهد اليوم تطورات متسارعة ناجمة عن الانفجار المعرفي والتقني الذي أسهم في دخول مجال الترجمة إلى عالم “الترجمة الذكية” القائمة على مزيج من قدرات البشر وقدرات الآلة، وذكاء الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وقدمت المترجمة السعودية عزة الغامدي ورشة العمل الثالثة بعنوان “الترجمة في المجال السياحي”، بينت خلالها أهمية الترجمة السياحية في المملكة، في ظل حضور السياحة ضمن ركائز رؤية السعودية 2030، واستهداف الوصول إلى 100 مليون زائر للمملكة في عام 2030، مشددة على أهمية الترجمة السياحية مع النمو الهائل لقطاع السياحة في المملكة وحول العالم، مبينة ما تمثله الترجمة من قيمة وضرورة في نقل الصورة الصحيحة عن الدولة، وتوصيل تراثها وثقافتها وتاريخها للسياح بشكل سليم.
واختتمت الفعاليات بندوة حوارية نظمتها جمعية الترجمة حول “الترجمة وصناعة الهوية الوطنية”، تحدث فيها كل من رئيس قسم الترجمة بجامعة الأميرة نورة الدكتورة فادية الشهري، والباحثة في الترجمة السمع بصرية عبير الفيفي، وأدارتها أستاذة الأدب الإنجليزي الدكتورة مشاعل الحماد، وأكد المتحدثون ضرورة استثمار التقنية للوصول إلى الشعوب الأخرى والتركيز على المحتوى السمع بصري، داعين إلى عدم الاكتفاء بالترجمة للّغة الوحيدة، وإلى الانتقائية في اختيار الأعمال الصالحة للترجمة، والتعامل الممنهج مع وسائل الذكاء الاصطناعي، واعتزاز الشباب والشابات بالهوية الوطنية.
ويُقدم معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته حتى 5 أكتوبر، برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار، وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية وورش العمل يقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين السعوديين والعرب والدوليين، وتناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
المعرض يُقدم برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار.
الأربعاء 2024/10/02
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الترجمة أكثر من مجرد نقل للنصوص
الرياض - احتفى معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة باليوم العالمي للترجمة، الذي يوافق الثلاثين من سبتمبر من كل عام، حيث خصص خمس فعاليات ضمن برنامجه الثقافي، تناولت عددا من الموضوعات المتعلقة بالترجمة.
وانطلقت الفعاليات بورشة عمل بعنوان “جودة الترجمة السمع بصرية في الأعمال السينمائية”، قدمتها عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة عبير القحطاني، حيث ركزت الورشة على أهمية الترجمة السمع بصرية في ضمان تجربة مشاهدة متكاملة وشاملة للجمهور مع مراعاة الفوارق العمرية في الترجمة من صغار السن إلى الأشخاص البالغين، وأهمية الترجمة الثقافية في نقل المعاني بين الثقافات المختلفة.
وتحدثت القحطاني عن عناصر التقييم للترجمة، وأهمية الترجمة السمع بصرية مشيرة إلى عناصر الترجمة الجيدة مثل دقة النصوص والتزامن المثالي مع الحوار، ووضوح الخطوط وسهولة القراءة، وأهمية الترجمة الثقافية في نقل المعاني بين الثقافات المختلفة.
وتطرقت إلى الوصف الصوتي للمشاهد البصرية للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، والحرص على نقل المشاعر والنبرة العاطفية نقلًا صحيحًا، مؤكدة أن تحقيق جودة الترجمة يتطلب تعاونًا بين المترجمين والمخرجين والفنيين لضمان توافق الترجمة مع العناصر الصوتية والبصرية للأفلام.
وعن بعض الأخطاء التي تمارس في الترجمة ذكرت القحطاني، أن هناك بعض الممارسات مثل: عدم التزامن بين الترجمة والحوار، مبينة أن ظهور الترجمة قبل أو بعد الحوار الفعلي يؤثر سلبًا في تجربة المشاهدة، ويشوش على المتابعين.
جلسات تناقش الترجمة السمع بصرية والترجمة الفورية والترجمة في المجال السياحي إضافة إلى الترجمة وصناعة الهوية الوطنية
ولفتت الانتباه إلى أن إهمال النبرة العاطفية يجعل الترجمة تفشل في نقل النغمة العاطفية أو الجو العام للحوار، وتقلل من قوة الرسالة أو تأثير المشاهد العاطفية، مبينةً أن من الأخطاء: الاكتظاظ النصي، عبر ترجمة جمل طويلة جدًّا في وقت قصير، مما يجعل من الصعب على المشاهد متابعة النص والفيلم في آن واحد.
وعرجت عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أخطاء أخرى مثل عدم وضوح النصوص، من خلال استخدام خطوط صغيرة جدًّا أو غير واضحة، أو ألوان غير مناسبة، مما قد يؤدي إلى صعوبة قراءة الترجمة، إضافةً إلى إغفال تفاصيل الحوار غير المسموع، وسوء الترجمة الثقافية، وعدم وجود وصف صوتي كاف، مؤكدةً أن عدم توفير وصف صوتي دقيق للأحداث المهمة التي تعتمد على المشاهد البصرية يترك الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية في حيرة، مضيفةً أن تجاهل الفروق الزمنية أو السياق عبر إهمال الإشارات الزمنية أو الأحداث التاريخية يؤدي إلى تشويه السياق وفهم القصة بشكل خاطئ.
وخلال ورشة العمل الثانية التي حملت عنوان “الترجمة الفورية: كيفية التعامل مع المصطلحات المتخصصة”، استعرض عضو الاتحاد الدولي للمترجمين المعتمدين مازن الحربي، مهارات المترجمين الفوريين وكيفية تغلبهم على التحديات التي تواجههم، وأهم تحديات الترجمة الفورية، مشيرا إلى المشكلات الفنية المتعلقة بالمعدات والأجهزة الصوتية والسمعية مثل الضوضاء أو تداخل الأصوات أو ابتعاد الميكروفون عن المتحدث، وتجهيز قمرة الترجمة.
وناقش الأكاديمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومستشار العلاقات الدولية الدكتور عبدالرحمن الشبيب في الورشة الثالثة “أثر التقنية الحديثة في الترجمة”، الذي أكد من خلالها أن المترجمين يواجهون اليوم منافسة شرسة من برامج الترجمة الآلية، وتلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في ظل انفتاح العالم ثقافيًّا وانتعاش الحاجة للوصول إلى المعرفة وتبادل المحتوى العالمي، في ما أكدت المترجمة والمستشارة في الإنتاج والتواصل المعرفي نهى الحجي أن المجالات كافة تشهد اليوم تطورات متسارعة ناجمة عن الانفجار المعرفي والتقني الذي أسهم في دخول مجال الترجمة إلى عالم “الترجمة الذكية” القائمة على مزيج من قدرات البشر وقدرات الآلة، وذكاء الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وقدمت المترجمة السعودية عزة الغامدي ورشة العمل الثالثة بعنوان “الترجمة في المجال السياحي”، بينت خلالها أهمية الترجمة السياحية في المملكة، في ظل حضور السياحة ضمن ركائز رؤية السعودية 2030، واستهداف الوصول إلى 100 مليون زائر للمملكة في عام 2030، مشددة على أهمية الترجمة السياحية مع النمو الهائل لقطاع السياحة في المملكة وحول العالم، مبينة ما تمثله الترجمة من قيمة وضرورة في نقل الصورة الصحيحة عن الدولة، وتوصيل تراثها وثقافتها وتاريخها للسياح بشكل سليم.
واختتمت الفعاليات بندوة حوارية نظمتها جمعية الترجمة حول “الترجمة وصناعة الهوية الوطنية”، تحدث فيها كل من رئيس قسم الترجمة بجامعة الأميرة نورة الدكتورة فادية الشهري، والباحثة في الترجمة السمع بصرية عبير الفيفي، وأدارتها أستاذة الأدب الإنجليزي الدكتورة مشاعل الحماد، وأكد المتحدثون ضرورة استثمار التقنية للوصول إلى الشعوب الأخرى والتركيز على المحتوى السمع بصري، داعين إلى عدم الاكتفاء بالترجمة للّغة الوحيدة، وإلى الانتقائية في اختيار الأعمال الصالحة للترجمة، والتعامل الممنهج مع وسائل الذكاء الاصطناعي، واعتزاز الشباب والشابات بالهوية الوطنية.
ويُقدم معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته حتى 5 أكتوبر، برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار، وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية وورش العمل يقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين السعوديين والعرب والدوليين، وتناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات.
ShareWhatsAppTwitterFacebook