"المرئي المكشوف".. تأمل في موضوعات النوع والهوية والتاريخ الثقافي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "المرئي المكشوف".. تأمل في موضوعات النوع والهوية والتاريخ الثقافي

    "المرئي المكشوف".. تأمل في موضوعات النوع والهوية والتاريخ الثقافي


    المعرض يحتفي بأعمال أبدعتها الفنانة التشكيلية والمصورة لالة السعيدي تضم صورا فوتوغرافية لنساء يرتدين قفاطين منمقة بإتقان.
    الأربعاء 2024/10/02
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    إعادة تفسير للبنيات الاجتماعية

    مراكش - تعود الفنانة التشكيلية والمصورة لالة السعيدي لتعانق مسقط رأسها مرة أخرى، مراكش المدينة الحمراء، من خلال معرض “المرئي المكشوف” بمتحف دار الباشا، الذي يعد مناسبة للتأمل في موضوعات النوع والهوية والتاريخ الثقافي. ويسلط هذا المعرض الضوء على السلسلة الشهيرة “حريم” لهذه الفنانة المرموقة التي تستكشف البنيات الاجتماعية والتاريخية المعقدة المحيطة بمفهوم الحريم كفضاء خاص في العالم الإسلامي.

    ويحتفي المعرض الحالي بعودة مجموعة الأعمال التي أبدعتها الفنانة داخل دار الباشا سنة 2009 والتي تضم صورا فوتوغرافية لنساء يرتدين قفاطين منمقة بإتقان، تمتزج مع الزليج والخشب المنحوت في تناغم تام مع الزخارف المحيطة بها. وتتحدى السعيدي من خلال عدستها الفنية هذه البنيات الاجتماعية وتعيد تفسيرها، مقدمة قراءة جديدة لحياة المرأة ودورها في هذه البيئات المنعزلة.

    وأعرب رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي عن سعادته باستقبال "هذه الفنانة الكبيرة والمصورة المرموقة في هذا الفضاء الرمزي دار الباشا، حيث تخيلت وأنجزت هذه الأعمال قبل حوالي خمسة عشر سنة"، مشيرا إلى أن هذه المجموعة “تستعيد التاريخ، وتعيد في الوقت نفسه إحياء الصور والمكان كفضاء محمل بالتاريخ”. وأضاف “إنه مكان يُظهر أيضا الثقافة الحرفية التي يمتلكها المغرب منذ قرون”، خصوصا وأن لالة السعيدي لها حظوة في الحضور في المتاحف الكبرى بالعالم.

    ◙ المعرض يسلط الضوء على السلسلة الشهيرة "حريم" للفنانة التي تستكشف البنيات الاجتماعية والتاريخية المعقدة المحيطة بمفهوم الحريم كفضاء خاص في العالم الإسلامي

    من جانبها، عبّرت الفنانة السعيدي عن فرحتها الكبيرة بالعودة إلى مراكش، وإلى هذا المتحف بالضبط، حيث أنجزت جميع هذه الأعمال، مشيرة إلى أن عملها مسكون بالفضاء، سواء الحقيقي أو المجازي. وتابعت أن صورها وُلدت من حاجة إلى استعادة هويتها وتخليد الأماكن الحقيقية، خصوصا تلك المتعلقة بطفولتها، مبرزة أن “عملي يشهد على تجربتي كامرأة نشأت في الثقافة المغربية والإسلامية”.

    لالة السعيدي التي تعيش حاليا بين المغرب والولايات المتحدة هي حاصلة على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من مدرسة متحف الفنون الجميلة بجامعة تافتس ببوسطن سنة 2003، حيث بدأت في استكشاف وتجربة التصوير الفوتوغرافي الذي سرعان ما أصبح تقنيتها الفنية المفضلة. كما عرضت أعمالها في كبريات المدن الأميركية مثل شيكاغو ونيويورك وبوسطن وكذلك في العديد من البلدان من بينها إنجلترا وفرنسا وهولندا والإمارات العربية المتحدة واليابان وأذربيجان وسنغافورة.

    وتوجد أعمالها ضمن المجموعات الوطنية بالمغرب وكذلك مجموعات كل من متحف ويليامز كوليدج للفن ومعها شيكاغو للفن ومتحف سان دييغو للفن والمتحف الوطني للنساء في الفنون ومتحف هارفارد للفن ومتحف اللوفر والمتحف البريطاني والمتحف العربي للفن الحديث في قطر ومتحف البحرين الوطني وغيرها من المؤسسات الفنية والمتحفية. وغالبا ما يمزج فن السعيدي بين الخط العربي وتمثيلات الشكل الأنثوي، إذ تستكشف من خلاله الفنانة الواقع المعقد لهوية المرأة العربية معبرة بذلك أيضا عن تجاربها الشخصية.

    وتعكس أعمالها ذكريات طفولتها في المغرب عبر عدسة امرأة ناضجة تتنقل بين الماضي والحاضر. ولطالما استمدت السعيدي صورها من المخيلة الاستشراقية التي ميزت البعض من تيارات الفن الغربي، مشجعة بذلك المُتلقي على إعادة النظر في الرواية التي يقدمها الفنانون المستشرقون.

    ويصف الكاتب المغربي الطاهر بن جلون أعمال السعيدي بالقول “يوجد عند لالة السعيدي شيء من السريالية التي تحرر التصورات وتجعلها أكثر ذكاء ونبوغا: هذه المشاهد المكتوبة، المرسومة، التي تم الاشتغال عليها بشكل متطلب، وهؤلاء النساء اللواتي يجري تصويرهن في أماكن لم يعد لها وجود. هذه الشخصيات التي تفوح منها عطور النعيم، هذه النظرات التي تواجهنا، هذه الوضعيات التي تقطع الصمت، ليست إلا تهيؤات وأوهاما. هؤلاء النساء، بجمال فتان، اللواتي يلبسن قفاطين من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين: أزياء من ضوء وذهب، حلي من زمن كان فيه الفن يتخلل الحياة اليومية”.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X