الرقص رفيق أطفال غزة لطرد صدماتهم النفسية
بهدف التغلب على نفور المجتمع من هذا الفن الدخيل، تقرّر دمج القضايا المجتمعية كالفقر والبطالة، في فقراتهم الاستعراضية.
رقصة الاندماج
يعاني الأطفال في بؤر التوتر من الصدمات النفسية التي تخلفها الحروب وأصوات الرصاص والمدافع، لذلك لجأ الشاب الفلسطيني أحمد الغريز إلى تعليم الأطفال والشباب الرقص المعاصر ليقينه بأنه علاج إلى جانب حصص إعادة التأهيل.
غزة (الأراضي الفلسطينية) - في شارع بمخيم النصيرات للاجئين، وسط غزة، يؤدي أطفال ومراهقون في مقتبل العمر حركات رقص كان بعض السكان في القطاع يعتبرونها غير لائقة وغير أخلاقية، لكنهم أصبحوا يرون فيها الآن وسيلة تساعد على التخلص من توتر سنوات الحرب والصدمات.
وهذه الحركات التي يطلق عليها “توب روك” و”داون روك” هي جزء من برنامج تدريبي يقدمه المدرب أحمد الغريز الذي يقول إنه يستخدم الرقص كعلاج لمساعدة الأطفال على التخلص من الخوف ومقاومة التوتر.
وحصل الغريز البالغ من العمر 32 عاما على شهادة في دراسات ما بعد الصدمة، وأمضى سبع سنوات في أوروبا حيث كان يقدم هو وبعض أصدقائه عروض الرقص التي يقول إنها تدافع عن القضية الفلسطينية، ولاسيما قضية غزة.
وعاد القطاع بداية عام 2019 لتنفيذ المشروع التطوعي “غزة على قيد الحياة 2”، برفقة وفد إيطالي وفرنسي، من ضمنه أفراد متخصصون بالمجال النفسي، ومدرّب لفن الراب، وآخر للفن الغرافيتي.
في البداية، كان الناس في المخيم يرفضون أسلوب رقص “الهيب هوب”، حتى أظهر الغريز كيف يمكن للرقص أن يلعب دورا في إخراج بعض المشاكل اليومية التي يعاني منها أطفالهم ويساعدهم على التصدي لها.
وقال الغريز إن المجتمع الفلسطيني المحافظ لم يتقبل في البداية فكرة ظهور الرقص العصري، لكنّ استمرار العروض جعل الناس تعتاد عليه شيئا فشيئا.
الاعتراض، بحسب الغريز، تمثّل في أن هذه الثقافة غريبة عن المجتمع الفلسطيني، الذي اعتاد على الفن الملتزم بالتراث والقضية. وللتغلب على نفور المجتمع من هذا الفن الدخيل، قرر دمج القضايا المجتمعية كالفقر والبطالة، والانتهاكات الإسرائيلية، في فقراتهم الاستعراضية.
ويقول “بعض الأطفال يقولون لي إنهم متعبون ويظهرون ذابلين وهذا يعني أنهم ليست لديهم راحة كافية ولا ينامون نوما عميقا، حتى أنني لاحظت أن بعضهم يتسببون في إصابات لأنفسهم وهناك آخرون انطوائيون ينسحبون من النشاطات الاجتماعية”.
ويضيف “في ساعات الصباح أعمل مع الأطفال معالجا نفسيا، من خلال الاستماع إلى الأزمات التي ضاقت بهم ذرعا، وأثناء جلسات الرقص التي ننظمها باستمرار، يقدم لهم الدعم النفسي، حيث يفسح المجال أمامهم لتفريغ الطاقات السلبية، من خلال تأدية الحركات الجسدية الراقصة”.
ويستخدم الرقص في أنحاء العالم كممارسة علاجية جنبا إلى جنب مع الاستشارات التقليدية وجهود إعادة التأهيل الأخرى التي تهدف إلى تخفيف القلق والاكتئاب والغضب وضغوط ما بعد الصدمة.
ويقول الغريز “إن الرقص يعتمد على اللياقة البدنية، ويساعد الأطفال والشبان في ممارسة الرياضة كما يقدّم لهم توعية غير مباشرة بضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية وتنظيم الوقت”.
2001
بدأ ظهور فن البريك دانس بغزة، بشكل فردي، وتطور عام 2004 بإنشاء فريق كامبس بريكر
وفي عام 2022 قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن ما يقرب من 500 ألف طفل في غزة بحاجة إلى رعاية نفسية. ويشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت جنى الشافعي البالغة من العمر 11 عاما “نخاف أن نبقى في البيت بمفردنا ونخاف من الأصوات التي تطلقها الطائرات المسيرة والحروب”. وأضافت “الآن تغيرت نفسيتنا مع البريك دانس، وصرنا نمرح حين نأتي لحصص الرقص فنحن نلتقي لنلعب مع صديقاتنا ونغير نفسيتنا”.
وأصبحت رقصة البريك دانس، التي يُعتقد عموما أنها ظهرت بين الراقصين السود واللاتينيين في نيويورك في السبعينات، ظاهرة عالمية مع ظهور ثقافة الهيب هوب. وسيتم إدراج أسلوب الرقص الذي يتضمن حركات بهلوانية لأول مرة كرياضة في أولمبياد 2024 في باريس.
وبدأ ظهور فن البريك دانس بغزة عام 2001، بشكل فردي، وتطور عام 2004 بإنشاء فريق كامبس بريكر. ولا يتخذ الغريز من تدريب هذا الفن مصدرا للدخل، إنما يسعى من نشره لـ”بث الفرحة في المجتمع”، كما يقول.
ويسعى لتشكيل مجموعة دائمة تخوض غمار المنافسة العالمية، وتشارك في أولمبياد 2024 في العاصمة الفرنسية باريس، لاسيما أن هذا الفن اعتمد كواحد من أنواع الرياضة الأولمبية.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
بهدف التغلب على نفور المجتمع من هذا الفن الدخيل، تقرّر دمج القضايا المجتمعية كالفقر والبطالة، في فقراتهم الاستعراضية.
رقصة الاندماج
يعاني الأطفال في بؤر التوتر من الصدمات النفسية التي تخلفها الحروب وأصوات الرصاص والمدافع، لذلك لجأ الشاب الفلسطيني أحمد الغريز إلى تعليم الأطفال والشباب الرقص المعاصر ليقينه بأنه علاج إلى جانب حصص إعادة التأهيل.
غزة (الأراضي الفلسطينية) - في شارع بمخيم النصيرات للاجئين، وسط غزة، يؤدي أطفال ومراهقون في مقتبل العمر حركات رقص كان بعض السكان في القطاع يعتبرونها غير لائقة وغير أخلاقية، لكنهم أصبحوا يرون فيها الآن وسيلة تساعد على التخلص من توتر سنوات الحرب والصدمات.
وهذه الحركات التي يطلق عليها “توب روك” و”داون روك” هي جزء من برنامج تدريبي يقدمه المدرب أحمد الغريز الذي يقول إنه يستخدم الرقص كعلاج لمساعدة الأطفال على التخلص من الخوف ومقاومة التوتر.
وحصل الغريز البالغ من العمر 32 عاما على شهادة في دراسات ما بعد الصدمة، وأمضى سبع سنوات في أوروبا حيث كان يقدم هو وبعض أصدقائه عروض الرقص التي يقول إنها تدافع عن القضية الفلسطينية، ولاسيما قضية غزة.
وعاد القطاع بداية عام 2019 لتنفيذ المشروع التطوعي “غزة على قيد الحياة 2”، برفقة وفد إيطالي وفرنسي، من ضمنه أفراد متخصصون بالمجال النفسي، ومدرّب لفن الراب، وآخر للفن الغرافيتي.
في البداية، كان الناس في المخيم يرفضون أسلوب رقص “الهيب هوب”، حتى أظهر الغريز كيف يمكن للرقص أن يلعب دورا في إخراج بعض المشاكل اليومية التي يعاني منها أطفالهم ويساعدهم على التصدي لها.
وقال الغريز إن المجتمع الفلسطيني المحافظ لم يتقبل في البداية فكرة ظهور الرقص العصري، لكنّ استمرار العروض جعل الناس تعتاد عليه شيئا فشيئا.
الاعتراض، بحسب الغريز، تمثّل في أن هذه الثقافة غريبة عن المجتمع الفلسطيني، الذي اعتاد على الفن الملتزم بالتراث والقضية. وللتغلب على نفور المجتمع من هذا الفن الدخيل، قرر دمج القضايا المجتمعية كالفقر والبطالة، والانتهاكات الإسرائيلية، في فقراتهم الاستعراضية.
ويقول “بعض الأطفال يقولون لي إنهم متعبون ويظهرون ذابلين وهذا يعني أنهم ليست لديهم راحة كافية ولا ينامون نوما عميقا، حتى أنني لاحظت أن بعضهم يتسببون في إصابات لأنفسهم وهناك آخرون انطوائيون ينسحبون من النشاطات الاجتماعية”.
ويضيف “في ساعات الصباح أعمل مع الأطفال معالجا نفسيا، من خلال الاستماع إلى الأزمات التي ضاقت بهم ذرعا، وأثناء جلسات الرقص التي ننظمها باستمرار، يقدم لهم الدعم النفسي، حيث يفسح المجال أمامهم لتفريغ الطاقات السلبية، من خلال تأدية الحركات الجسدية الراقصة”.
ويستخدم الرقص في أنحاء العالم كممارسة علاجية جنبا إلى جنب مع الاستشارات التقليدية وجهود إعادة التأهيل الأخرى التي تهدف إلى تخفيف القلق والاكتئاب والغضب وضغوط ما بعد الصدمة.
ويقول الغريز “إن الرقص يعتمد على اللياقة البدنية، ويساعد الأطفال والشبان في ممارسة الرياضة كما يقدّم لهم توعية غير مباشرة بضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية وتنظيم الوقت”.
2001
بدأ ظهور فن البريك دانس بغزة، بشكل فردي، وتطور عام 2004 بإنشاء فريق كامبس بريكر
وفي عام 2022 قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن ما يقرب من 500 ألف طفل في غزة بحاجة إلى رعاية نفسية. ويشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت جنى الشافعي البالغة من العمر 11 عاما “نخاف أن نبقى في البيت بمفردنا ونخاف من الأصوات التي تطلقها الطائرات المسيرة والحروب”. وأضافت “الآن تغيرت نفسيتنا مع البريك دانس، وصرنا نمرح حين نأتي لحصص الرقص فنحن نلتقي لنلعب مع صديقاتنا ونغير نفسيتنا”.
وأصبحت رقصة البريك دانس، التي يُعتقد عموما أنها ظهرت بين الراقصين السود واللاتينيين في نيويورك في السبعينات، ظاهرة عالمية مع ظهور ثقافة الهيب هوب. وسيتم إدراج أسلوب الرقص الذي يتضمن حركات بهلوانية لأول مرة كرياضة في أولمبياد 2024 في باريس.
وبدأ ظهور فن البريك دانس بغزة عام 2001، بشكل فردي، وتطور عام 2004 بإنشاء فريق كامبس بريكر. ولا يتخذ الغريز من تدريب هذا الفن مصدرا للدخل، إنما يسعى من نشره لـ”بث الفرحة في المجتمع”، كما يقول.
ويسعى لتشكيل مجموعة دائمة تخوض غمار المنافسة العالمية، وتشارك في أولمبياد 2024 في العاصمة الفرنسية باريس، لاسيما أن هذا الفن اعتمد كواحد من أنواع الرياضة الأولمبية.
انشرWhatsAppTwitterFacebook