اجساد الرجال تتحدى المحرمات وتؤسس لحقها في الرقص الشعبي
مع رواج مواقع التواصل بدأنا نسمع بين الحين والآخر براقص يحظى بانتشار واسع لتحديه قيود المجتمع.
جسد تحرر من سلاسل المجتمع
وأنا أكتب مقالا سابقا عن اقتحام المرأة لأحد المجالات الفنية المحتكرة ذكوريا ألا وهو العزف على الطبلة، خطرت ببالي الكثير من التساؤلات حول المجالات التي تعد حكرا على النساء فقط، مقارنة بتلك التي يحتكرها أو احتكرها الرجال طوال عقود، فلم أجد أكثر من الرقص فنا “أنثويا” بامتياز، على الأقل لدى الشعوب العربية التي حتى وإن خصصت الرقص للإناث فإنها لا تمنحهن صك الحرية المطلقة فيه أو تحميهن من رفض واستنكار المجتمع لهنّ.
وحملتني ذاكرتي نحو مشهد في فيلم بلبل حيران (2010)، تقول خلاله الدكتورة النفسية أمل (إيمي سمير غانم) لخطيبها سامح (وائل سامي) “أنا بحب رقص التانغو، عمرك فكرت تيجي معايا دروس الرقص وتشاركني هواياتي”، فيجيبها باستنكار “رقص إيه يا أمل؟ أنا راجل مهندس!”.
وبهذا الحوار البسيط يختزل سامح نظرة أغلب الرجال في العالم العربي للرقص حتى وإن كان التانغو فما بالك بالرقص الشرقي.
لا يزال من المثير للدهشة تخيل رجل يرتدي بدلة رقص وإكسسوارات لامعة وخلخالا في القدم ويتمايل على إيقاع الطبلة
ومنذ سنوات، وخاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت العالم على بعضه، بدأنا نسمع بين الحين والآخر براقص يحظى بانتشار واسع لتحديه قيود المجتمع وممارسة موهبته رغما عن النظرات الساخرة والعبارات الغاضبة والحملات الواسعة افتراضيا.
وقد يعد الرقص الشعبي للرجال في أي دولة من الدول العربية أمرا مقبولا، لكن الحال يتغير إذا ما كان الأمر في مصر أو تونس، أين يتميز الرقص في هذين البلدين بهزّ الخصر وفق حركات ناعمة ويشترط على مؤديه ملابس “أنثوية” بالأساس.
وفي مسألة الرقص الشرقي خاصة، ورغم انفتاح المجال على العديد من الرجال، لا يزال من المثير للدهشة تخيل رجل يرتدي بدلة رقص مثيرة وإكسسوارات لامعة وخلخالا في القدم، ويتمايل على إيقاع الطبلة الشرقية، كما كانت تفعل أشهر راقصات مصر ومنهن تحية كاريوكا وسامية جمال وحتى فيفي عبدو في أيامنا هذه.
ورغم أن المجتمع المصري لا يرفض رقص الرجال في حفلات الزفاف بحجة الاستمتاع والتعبير عن الفرح، حتى وإن كان راقصا ماهرا مقارنة بالنساء، إلا أنه يرفض امتهان الرجل الرقص الذي يبقى من المحرمات في المجتمعات الشرقية.
ومن أشهر الراقصين الذين ذاع صيتهم في مصر في العقد الماضي خليل خليل المولود في عام 1987 في الأرجنتين والمقيم في القاهرة، والذي تعلم الرقصات الشعبية والفلكلور المصري واللبناني، ليستقر في النهاية على امتهان الرقص الشرقي، وأصبح يسافر إلى شتى أنحاء العالم لاستعراض موهبته.
ويهتم خليل في حفلاته باختيار الأزياء المناسبة للرقص، لكن صور ومقاطع الفيديو المروجة لحفلاته توضح أن الملابس التي يرتديها على مسارح مصر مختلفة عن تلك التي يستخدمها بالخارج. فأزياؤه الخاصة بالخارج أكثر إثارة.
ويرجع الراقص المصري رفض المجتمع لرقص الرجال إلى سبعينات القرن الماضي حيث يقول في تصريحات متواترة إن أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي في مصر شهدت ازدهار الرقص مع راقصات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد، اللواتي تمكنّ من تحقيق النجاح في السينما إلى جانب الرقص، لكن اعتبارا من فترة السبعينات بدأت عملية تهميش الرقص الشرقي مع هجرة المزارعين إلى العاصمة، على حد قوله.
ولا يختلف خليل كثيرا عن أمهر راقصات مصر، اللواتي فقدن هويتهن أيضا حيث صارت أغلب الراقصات في”السوق” اليوم روسيات وأجنبيات تعلمن الرقص وهاجرن لممارسته على أرضه، فهو يهز خصره ويتمايل ويحرك يديه بتناغم وإثارة لا تقدر عليهما الكثير من النساء.
وليس خليل هو الراقص الوحيد، فمثله ألكسندر بوليكفيتش الذي امتهن الرقص الشرقي لكنه هذه المرة في لبنان، وبينما يمتلك خليل هامشا من الحرية في الحركة والحياة والعمل يعيش ألكسندر حالة من اللااستقرار فرضتها عليه ظروف مهنته والمجتمع الرافض لها رفضا شديدا، فحتى الراقصة المصرية دينا حين كانت ضيفة لأحد البرامج التلفزيونية وعرضت عليها وصلة رقص من تقديم بوليكفيتش رفضتها بتعلة أنها لا تقبل أن يرقص الرجال.
وبينما يخجل الرجال من كلمة “رقاصة” أو “رقاص” أو “ابن رقاصة”، التي تستخدم بغرض التقليل من قيمة الراقصة، وأحيانا بغرض الشتيمة بين الناس فأن يقال لأحد مثلا “يا ابن الرقّاصة” في مصر، يكون قد وجهت إليه شتيمة من العيار الثقيل، يبدو ألكسندر متصالحا مع هذه العبارات لا بل يحب أن يناديه الناس بها كي يحرر الكلمة من معناها السلبي.
الرقص فن أنثوي بامتياز
ولا يكتفي هذا الراقص بممارسة هذا الفن كمهنة يعيش منها، بل يحاول تقديم مقاربة جديدة للرقص البلدي أي الشعبي، ويشارك في ملتقيات فكرية وبحوث ودراسات معاصرة توثق لهذا الفن وتاريخه.
وتؤسس مقاربة ألكسندر إلى أن الرقص متاح لكافة الأجساد، وأنّ الفن الذي سمي شرقيا، هو إرث بلديّ بالغ القدم، ولا يشبه الصورة التي كرّسها الاستشراق عنه كفنّ للإغراء والعريّ، لذلك أدى في أحد أعماله السابقة رقصة مستوحاة من الاعتداءات الجنسية التي شهدها ميدان التحرير خلال انتفاضة 2011 في مصر، كما رقص على وقع الشتائم التي يتداولها العرب في علاقة مع الجسد سواء كان أنثويا أو ذكوريا.
ولا يختلف الأمر كثيرا في تونس، فالراقص الكوريغرافي رشدي بلقاسمي يحمل هو الآخر مقاربة خاصة في فن الرقص، ويحاول عبر جسده التوثيق لتاريخ الخطوات التونسية وفنون الرقص التي تختلف من محافظة إلى أخرى وتتنوع بتنوع فصول السنة، ورغم أنه تعرض للنقد والهجوم منذ أن بدأ تقديم عروض راقصة على خشبات المسارح التونسية أو حتى في الجامعات وبرامج التلفزيون، إلا أنه صار الآن أحد مشاهير البلاد في أداء الفلكلور الشعبي واستطاع أن يكسر حاجز الخجل معلنا تمرده على التقاليد العامة للمجتمعات الشرقية التي ربطت المثلية الجنسية بكل رجل يمتهن الرقص الشعبي، وأكد للمجتمع أنه قادر على عيش حياة طبيعية وتكوين أسرة والرقص.
ويقول بلقاسمي إن جسده المتحرر من قيود المجتمع “درس في التاريخ” فهو لا يرقص لاستعراض المفاتن أو الإثارة، بل يتماهى مع حالات اجتماعية كان لها الأثر الكبير في تاريخ تونس الحديث، ومنهم العمال الذين عايش ألمهم في عرضه الراقص “زوفري”، كما حاول تحرير المرأة من قيود المجتمع والعيب والحرام فرقص لها في عمل بعنوان “وإذا عصيتم”، وأعاد في أحد عروضه إحياء ذكرى راقص تونسي شهير تعرفه عروض “الكافيشانطة” (نوع من الحفلات) وهو “ولد الجلابة”.
ويحافظ هذا الراقص على “تونسيته” ويسافر للتعريف بها أكاديميا مفتخرا بأنه أول من بحث في تاريخ الرقص الفلكلوري التونسي.
وبعد الراقص بلقاسمي، صرنا نرى الرجال يرتدون بدلات الرقص الشعبي مثل “الحولي” و”الحرام” و”الملية” ويزينون صدورهم بالحلي وأرجلهم بالخلخال الذهبي ويرقصون في البرامج التلفزيونية وفي الحفلات الليلية، ومنهم الراقص محمد أشرف العابد، الذي عرضته مهنته للتهديد بالقتل ولم يلق حماية أمنية بل سخر منه أعوان الأمن بالقول “ما الذي يمكننا القيام به لحمايتك وأنت ترقص كامرأة؟”.
وبالتأكيد أن هؤلاء الراقصين لن يكونوا الأخيرين، بل سنشهد نماذج متمردة كثيرة مستقبلا تؤمن بأن “الجسد وعاء كل القيم” وهو الذي قد يقول ما لا تستطيع الكلمات قوله، وقد يغير المعتقدات والعادات التي لم تنجح فنون أخرى في تغييرها.
حنان مبروك
صحافية تونسية
مع رواج مواقع التواصل بدأنا نسمع بين الحين والآخر براقص يحظى بانتشار واسع لتحديه قيود المجتمع.
جسد تحرر من سلاسل المجتمع
وأنا أكتب مقالا سابقا عن اقتحام المرأة لأحد المجالات الفنية المحتكرة ذكوريا ألا وهو العزف على الطبلة، خطرت ببالي الكثير من التساؤلات حول المجالات التي تعد حكرا على النساء فقط، مقارنة بتلك التي يحتكرها أو احتكرها الرجال طوال عقود، فلم أجد أكثر من الرقص فنا “أنثويا” بامتياز، على الأقل لدى الشعوب العربية التي حتى وإن خصصت الرقص للإناث فإنها لا تمنحهن صك الحرية المطلقة فيه أو تحميهن من رفض واستنكار المجتمع لهنّ.
وحملتني ذاكرتي نحو مشهد في فيلم بلبل حيران (2010)، تقول خلاله الدكتورة النفسية أمل (إيمي سمير غانم) لخطيبها سامح (وائل سامي) “أنا بحب رقص التانغو، عمرك فكرت تيجي معايا دروس الرقص وتشاركني هواياتي”، فيجيبها باستنكار “رقص إيه يا أمل؟ أنا راجل مهندس!”.
وبهذا الحوار البسيط يختزل سامح نظرة أغلب الرجال في العالم العربي للرقص حتى وإن كان التانغو فما بالك بالرقص الشرقي.
لا يزال من المثير للدهشة تخيل رجل يرتدي بدلة رقص وإكسسوارات لامعة وخلخالا في القدم ويتمايل على إيقاع الطبلة
ومنذ سنوات، وخاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت العالم على بعضه، بدأنا نسمع بين الحين والآخر براقص يحظى بانتشار واسع لتحديه قيود المجتمع وممارسة موهبته رغما عن النظرات الساخرة والعبارات الغاضبة والحملات الواسعة افتراضيا.
وقد يعد الرقص الشعبي للرجال في أي دولة من الدول العربية أمرا مقبولا، لكن الحال يتغير إذا ما كان الأمر في مصر أو تونس، أين يتميز الرقص في هذين البلدين بهزّ الخصر وفق حركات ناعمة ويشترط على مؤديه ملابس “أنثوية” بالأساس.
وفي مسألة الرقص الشرقي خاصة، ورغم انفتاح المجال على العديد من الرجال، لا يزال من المثير للدهشة تخيل رجل يرتدي بدلة رقص مثيرة وإكسسوارات لامعة وخلخالا في القدم، ويتمايل على إيقاع الطبلة الشرقية، كما كانت تفعل أشهر راقصات مصر ومنهن تحية كاريوكا وسامية جمال وحتى فيفي عبدو في أيامنا هذه.
ورغم أن المجتمع المصري لا يرفض رقص الرجال في حفلات الزفاف بحجة الاستمتاع والتعبير عن الفرح، حتى وإن كان راقصا ماهرا مقارنة بالنساء، إلا أنه يرفض امتهان الرجل الرقص الذي يبقى من المحرمات في المجتمعات الشرقية.
ومن أشهر الراقصين الذين ذاع صيتهم في مصر في العقد الماضي خليل خليل المولود في عام 1987 في الأرجنتين والمقيم في القاهرة، والذي تعلم الرقصات الشعبية والفلكلور المصري واللبناني، ليستقر في النهاية على امتهان الرقص الشرقي، وأصبح يسافر إلى شتى أنحاء العالم لاستعراض موهبته.
ويهتم خليل في حفلاته باختيار الأزياء المناسبة للرقص، لكن صور ومقاطع الفيديو المروجة لحفلاته توضح أن الملابس التي يرتديها على مسارح مصر مختلفة عن تلك التي يستخدمها بالخارج. فأزياؤه الخاصة بالخارج أكثر إثارة.
ويرجع الراقص المصري رفض المجتمع لرقص الرجال إلى سبعينات القرن الماضي حيث يقول في تصريحات متواترة إن أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي في مصر شهدت ازدهار الرقص مع راقصات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد، اللواتي تمكنّ من تحقيق النجاح في السينما إلى جانب الرقص، لكن اعتبارا من فترة السبعينات بدأت عملية تهميش الرقص الشرقي مع هجرة المزارعين إلى العاصمة، على حد قوله.
ولا يختلف خليل كثيرا عن أمهر راقصات مصر، اللواتي فقدن هويتهن أيضا حيث صارت أغلب الراقصات في”السوق” اليوم روسيات وأجنبيات تعلمن الرقص وهاجرن لممارسته على أرضه، فهو يهز خصره ويتمايل ويحرك يديه بتناغم وإثارة لا تقدر عليهما الكثير من النساء.
وليس خليل هو الراقص الوحيد، فمثله ألكسندر بوليكفيتش الذي امتهن الرقص الشرقي لكنه هذه المرة في لبنان، وبينما يمتلك خليل هامشا من الحرية في الحركة والحياة والعمل يعيش ألكسندر حالة من اللااستقرار فرضتها عليه ظروف مهنته والمجتمع الرافض لها رفضا شديدا، فحتى الراقصة المصرية دينا حين كانت ضيفة لأحد البرامج التلفزيونية وعرضت عليها وصلة رقص من تقديم بوليكفيتش رفضتها بتعلة أنها لا تقبل أن يرقص الرجال.
وبينما يخجل الرجال من كلمة “رقاصة” أو “رقاص” أو “ابن رقاصة”، التي تستخدم بغرض التقليل من قيمة الراقصة، وأحيانا بغرض الشتيمة بين الناس فأن يقال لأحد مثلا “يا ابن الرقّاصة” في مصر، يكون قد وجهت إليه شتيمة من العيار الثقيل، يبدو ألكسندر متصالحا مع هذه العبارات لا بل يحب أن يناديه الناس بها كي يحرر الكلمة من معناها السلبي.
الرقص فن أنثوي بامتياز
ولا يكتفي هذا الراقص بممارسة هذا الفن كمهنة يعيش منها، بل يحاول تقديم مقاربة جديدة للرقص البلدي أي الشعبي، ويشارك في ملتقيات فكرية وبحوث ودراسات معاصرة توثق لهذا الفن وتاريخه.
وتؤسس مقاربة ألكسندر إلى أن الرقص متاح لكافة الأجساد، وأنّ الفن الذي سمي شرقيا، هو إرث بلديّ بالغ القدم، ولا يشبه الصورة التي كرّسها الاستشراق عنه كفنّ للإغراء والعريّ، لذلك أدى في أحد أعماله السابقة رقصة مستوحاة من الاعتداءات الجنسية التي شهدها ميدان التحرير خلال انتفاضة 2011 في مصر، كما رقص على وقع الشتائم التي يتداولها العرب في علاقة مع الجسد سواء كان أنثويا أو ذكوريا.
ولا يختلف الأمر كثيرا في تونس، فالراقص الكوريغرافي رشدي بلقاسمي يحمل هو الآخر مقاربة خاصة في فن الرقص، ويحاول عبر جسده التوثيق لتاريخ الخطوات التونسية وفنون الرقص التي تختلف من محافظة إلى أخرى وتتنوع بتنوع فصول السنة، ورغم أنه تعرض للنقد والهجوم منذ أن بدأ تقديم عروض راقصة على خشبات المسارح التونسية أو حتى في الجامعات وبرامج التلفزيون، إلا أنه صار الآن أحد مشاهير البلاد في أداء الفلكلور الشعبي واستطاع أن يكسر حاجز الخجل معلنا تمرده على التقاليد العامة للمجتمعات الشرقية التي ربطت المثلية الجنسية بكل رجل يمتهن الرقص الشعبي، وأكد للمجتمع أنه قادر على عيش حياة طبيعية وتكوين أسرة والرقص.
ويقول بلقاسمي إن جسده المتحرر من قيود المجتمع “درس في التاريخ” فهو لا يرقص لاستعراض المفاتن أو الإثارة، بل يتماهى مع حالات اجتماعية كان لها الأثر الكبير في تاريخ تونس الحديث، ومنهم العمال الذين عايش ألمهم في عرضه الراقص “زوفري”، كما حاول تحرير المرأة من قيود المجتمع والعيب والحرام فرقص لها في عمل بعنوان “وإذا عصيتم”، وأعاد في أحد عروضه إحياء ذكرى راقص تونسي شهير تعرفه عروض “الكافيشانطة” (نوع من الحفلات) وهو “ولد الجلابة”.
ويحافظ هذا الراقص على “تونسيته” ويسافر للتعريف بها أكاديميا مفتخرا بأنه أول من بحث في تاريخ الرقص الفلكلوري التونسي.
وبعد الراقص بلقاسمي، صرنا نرى الرجال يرتدون بدلات الرقص الشعبي مثل “الحولي” و”الحرام” و”الملية” ويزينون صدورهم بالحلي وأرجلهم بالخلخال الذهبي ويرقصون في البرامج التلفزيونية وفي الحفلات الليلية، ومنهم الراقص محمد أشرف العابد، الذي عرضته مهنته للتهديد بالقتل ولم يلق حماية أمنية بل سخر منه أعوان الأمن بالقول “ما الذي يمكننا القيام به لحمايتك وأنت ترقص كامرأة؟”.
وبالتأكيد أن هؤلاء الراقصين لن يكونوا الأخيرين، بل سنشهد نماذج متمردة كثيرة مستقبلا تؤمن بأن “الجسد وعاء كل القيم” وهو الذي قد يقول ما لا تستطيع الكلمات قوله، وقد يغير المعتقدات والعادات التي لم تنجح فنون أخرى في تغييرها.
حنان مبروك
صحافية تونسية