.
متحف باردو يستضيف معرض "صلامبو: من فلوبير إلى قرطاج"
المعرض يحط رحاله في تونس ضمن آخر محطاته بمناسبة مرور مئتي سنة على ميلاد الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير.
الجمعة 2024/09/27
أجنحة تعيد كتابة رواية فلوبير
تونس - بعد أن أغلق لنحو عامين، بدأ متحف باردو التونسي يستعيد نشاطه المعتاد تدريجيا، حيث يستضيف في الفترة الممتدة من الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري وحتى الثاني عشر من يناير المقبل معرضا فنيا مهما يحمل عنوان “صلامبو: من فلوبير إلى قرطاج”.
هذا المعرض من تنظيم المعهد الوطني التونسي للتراث بالشراكة مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الفرنسي بتونس ومجموعة المتاحف الكبرى روان نورماندي ومتحف حضارات أوروبا والبحر المتوسط، إضافة إلى أعمال لأربعة فنانين تونسيين هم رجاء المهداوي وحاتم المكي وياسمين بن خليل ونعيم السويسي.
وأوضح مدير عام معهد التراث السيد طارق البكّوش أن هذا المعرض يندرج في إطار إستراتيجية الوزارة لتنفيذ خطتها في تثمين التراث والنهوض به، ولتجسيد التعاون التونسي – الفرنسي المثمر في قطاع التراث التاريخي والأثري، وفي مجال البحث العلمي، خاصّة ضمن أعمال التنقيب والحفريّات التي أمّنتها البعثات الأثرية المشتركة في عدد من مناطق الجمهورية التونسية على غرار توفاة قرطاج وطينة بصفاقس ودقّة وحيدرة وبيلّاريجيا وغيرها.
كما أشار إلى أن هذا المعرض الفني يتضمن عرض 50 عملا تجمع بين القطع الأثرية التونسية والمجموعات الفرنسية، والمعروضات جمعت بين الأدب والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي وعلم الآثار.
وأوضح أن هذا المعرض المتنقل يحط رحاله في تونس، ضمن آخر محطاته بمناسبة مرور مئتي سنة على ميلاد الكاتب والروائي الفرنسي غوستاف فلوبير. وكان العرض الأول له في متحف الفنون الجميلة في روان عام 2021، ثم انتقل إلى متحف حضارات أوروبا والبحر المتوسط بمرسيليا عام 2022، وقد شاركت تونس في المناسبتين من خلال قطع أثرية من قرطاج، موضحا أن المعرض تونسي التصميم حيث أشرفت على تصميمه التونسية مامية تقتق.
ويرتبط المعرض فكرة وتصميما برواية “صلامبو” لغوستاف فلوبير (1820 – 1881) والتي صدرت عام 1862، ويعيد المعرض تجسديها من خلال فلسفة كاملة تقوم على تقسيم الأروقة حسب السياقات الزمنية المرتبطة بعمل فلوبير الأدبي.
ويبدأ المعرض مع “قرطاج قبل فلوبير” وهو رواق يحتوي على أعمال أثرية فنية وتأريخية لسياق إعداد الرواية وما قبل زيارة الكاتب الفرنسي لتونسي في عام 1858، وما تبعها من بحث وتمحيص في التاريخ. وتتواصل الرحلة مع رواق “فلوبير وقرطاج” الذي ينقسم إلى مجموعة عناصر منها “صلامبو المجسدة” و”صلامبو على الركح” بينما يهتم العنصر الثالث بالديانة البونية.
و”صلامبو” هي رواية تاريخية تدور أحداثها في قرطاج في القرن الثالث قبل الميلاد، مباشرة قبل وأثناء تمرد المرتزقة الذي نشب مباشرة بعد الحرب البونيقية الأولى. المصدر الرئيسي لفلوبير كان الكتاب الأول من تواريخ پوليبيوس. وقد كانت فترة من التاريخ غير مدروسة جيدا واحتاجت قدرا كبيرا من العمل من المؤلف، الذي ترك بحماسة خلفه واقعية رائعته “مدام بوڤاري” لهذه الرواية التاريخية.
الكتاب، الذي أعد له فلوبير ببحث مضن، هو في معظمه تمرين على الغرائبية الحسية والعنيفة. وكان صدوره في أعقاب نجاح “مدام بوڤاري”، دافعا أساسيا لتحقق رواية “صلامبو” أعلى المبيعات ووطدت شهرة فلوبير، إلى درجة أن الأزياء القرطاجية الموصوفة في الرواية تركت أثرا في عالم الموضة.
وتجدر الإشارة إلى أن متحف باردو الملقب بشيخ المتاحف التونسية افتتح رسميا في السابع من مايو 1888، ويُعتبر ثاني متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا، حيث يحوي تقريبا خمسة آلاف متر مربع من الفسيفساء، وهي من أجمل اللوحات المعروضة في العالم، فضلا عن قطع أثرية نادرة جدا على غرار لوحة الشاعر الروماني فرجيل، التي تعود إلى القرن الثالث الميلادي، وقد جرى اكتشافها في موقع أثري في “حضرموت القديمة” بمدينة سوسة في الساحل، وهو أيضا من أهم المتاحف في حوض البحر المتوسط وثاني متحف في القارة الأفريقية بعد المتحف المصري في القاهرة نظرا لثراء مقتنياته ومساحته المقدرة بـ20 ألف متر مربع.
وأغلق المتحف للصيانة منذ العام 2021، وأعيد افتتاحه في سبتمبر 2023، ومنذ ذلك الحين يحاول استعادة نشاطه المعتاد عبر تنظيم معارض وملتقيات فنية وفكرية.
متحف باردو يستضيف معرض "صلامبو: من فلوبير إلى قرطاج"
المعرض يحط رحاله في تونس ضمن آخر محطاته بمناسبة مرور مئتي سنة على ميلاد الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير.
الجمعة 2024/09/27
أجنحة تعيد كتابة رواية فلوبير
تونس - بعد أن أغلق لنحو عامين، بدأ متحف باردو التونسي يستعيد نشاطه المعتاد تدريجيا، حيث يستضيف في الفترة الممتدة من الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري وحتى الثاني عشر من يناير المقبل معرضا فنيا مهما يحمل عنوان “صلامبو: من فلوبير إلى قرطاج”.
هذا المعرض من تنظيم المعهد الوطني التونسي للتراث بالشراكة مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الفرنسي بتونس ومجموعة المتاحف الكبرى روان نورماندي ومتحف حضارات أوروبا والبحر المتوسط، إضافة إلى أعمال لأربعة فنانين تونسيين هم رجاء المهداوي وحاتم المكي وياسمين بن خليل ونعيم السويسي.
وأوضح مدير عام معهد التراث السيد طارق البكّوش أن هذا المعرض يندرج في إطار إستراتيجية الوزارة لتنفيذ خطتها في تثمين التراث والنهوض به، ولتجسيد التعاون التونسي – الفرنسي المثمر في قطاع التراث التاريخي والأثري، وفي مجال البحث العلمي، خاصّة ضمن أعمال التنقيب والحفريّات التي أمّنتها البعثات الأثرية المشتركة في عدد من مناطق الجمهورية التونسية على غرار توفاة قرطاج وطينة بصفاقس ودقّة وحيدرة وبيلّاريجيا وغيرها.
كما أشار إلى أن هذا المعرض الفني يتضمن عرض 50 عملا تجمع بين القطع الأثرية التونسية والمجموعات الفرنسية، والمعروضات جمعت بين الأدب والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي وعلم الآثار.
وأوضح أن هذا المعرض المتنقل يحط رحاله في تونس، ضمن آخر محطاته بمناسبة مرور مئتي سنة على ميلاد الكاتب والروائي الفرنسي غوستاف فلوبير. وكان العرض الأول له في متحف الفنون الجميلة في روان عام 2021، ثم انتقل إلى متحف حضارات أوروبا والبحر المتوسط بمرسيليا عام 2022، وقد شاركت تونس في المناسبتين من خلال قطع أثرية من قرطاج، موضحا أن المعرض تونسي التصميم حيث أشرفت على تصميمه التونسية مامية تقتق.
ويرتبط المعرض فكرة وتصميما برواية “صلامبو” لغوستاف فلوبير (1820 – 1881) والتي صدرت عام 1862، ويعيد المعرض تجسديها من خلال فلسفة كاملة تقوم على تقسيم الأروقة حسب السياقات الزمنية المرتبطة بعمل فلوبير الأدبي.
ويبدأ المعرض مع “قرطاج قبل فلوبير” وهو رواق يحتوي على أعمال أثرية فنية وتأريخية لسياق إعداد الرواية وما قبل زيارة الكاتب الفرنسي لتونسي في عام 1858، وما تبعها من بحث وتمحيص في التاريخ. وتتواصل الرحلة مع رواق “فلوبير وقرطاج” الذي ينقسم إلى مجموعة عناصر منها “صلامبو المجسدة” و”صلامبو على الركح” بينما يهتم العنصر الثالث بالديانة البونية.
و”صلامبو” هي رواية تاريخية تدور أحداثها في قرطاج في القرن الثالث قبل الميلاد، مباشرة قبل وأثناء تمرد المرتزقة الذي نشب مباشرة بعد الحرب البونيقية الأولى. المصدر الرئيسي لفلوبير كان الكتاب الأول من تواريخ پوليبيوس. وقد كانت فترة من التاريخ غير مدروسة جيدا واحتاجت قدرا كبيرا من العمل من المؤلف، الذي ترك بحماسة خلفه واقعية رائعته “مدام بوڤاري” لهذه الرواية التاريخية.
الكتاب، الذي أعد له فلوبير ببحث مضن، هو في معظمه تمرين على الغرائبية الحسية والعنيفة. وكان صدوره في أعقاب نجاح “مدام بوڤاري”، دافعا أساسيا لتحقق رواية “صلامبو” أعلى المبيعات ووطدت شهرة فلوبير، إلى درجة أن الأزياء القرطاجية الموصوفة في الرواية تركت أثرا في عالم الموضة.
وتجدر الإشارة إلى أن متحف باردو الملقب بشيخ المتاحف التونسية افتتح رسميا في السابع من مايو 1888، ويُعتبر ثاني متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا، حيث يحوي تقريبا خمسة آلاف متر مربع من الفسيفساء، وهي من أجمل اللوحات المعروضة في العالم، فضلا عن قطع أثرية نادرة جدا على غرار لوحة الشاعر الروماني فرجيل، التي تعود إلى القرن الثالث الميلادي، وقد جرى اكتشافها في موقع أثري في “حضرموت القديمة” بمدينة سوسة في الساحل، وهو أيضا من أهم المتاحف في حوض البحر المتوسط وثاني متحف في القارة الأفريقية بعد المتحف المصري في القاهرة نظرا لثراء مقتنياته ومساحته المقدرة بـ20 ألف متر مربع.
وأغلق المتحف للصيانة منذ العام 2021، وأعيد افتتاحه في سبتمبر 2023، ومنذ ذلك الحين يحاول استعادة نشاطه المعتاد عبر تنظيم معارض وملتقيات فنية وفكرية.