تويت
( جلجامش) و( الحكيم) !
:::::::::::::::::::::
سافرَ ( جلجامشُ) ، بعد عودته من جزيرة ( دلمون) ، إلى أرضٍ بعيدَةٍ في جبال الهند يسكن على صومعة جبل شاهق من جبالها ( حكيم هندي) قِيلَ إِنَّ عُمرَهُ قارَبَ الأَلفَ عامٍ !
قَالَ ( جلجامش) لِذلِكَ العَرَّافٍ الطَّبيب الحَكِيمٍ الهَرِمٍ __ بِفُضُولٍ وَ رَهبَةٍ _ :
__ مَا هُوَ المَوتُ؟؟ !! ؛ أَنَا خَائِفٌ مِن ضَغطَةِ القَبرِ على جُثَّتِي حِينَمَا أُدفَنُ في ضَرِيحِي ! ، هَل سَوفَ أَشعُرُ بالأَلَمِ بعدَ مَوتي ؟! _ ولو بَعدَ ساعاتٍ من هُمُودِ جُثَّتِي _ ؟؟ !!وَ هَل ثَمَّةَ حِكمَةٌ فِي المَوتِ ؟؟ !!
فَأَنشدَ الحَكِيمُ _ عن ( الموت) _ :
وَحشٌ يُطَارِدُنَا لكِنْ بِلَا قَدَمِ
كَالذِّئبُ يَعدُو إِلَى جَمْعٍ مِنَ الغَنَمِ
المَوتُ يُقلِقُنَا ، المَوتُ يُفزِعُنَا
لَكِنْ يُخَلِّصُنَا مِنْ قَبضَةِ الهَرَمِ !
وَ المَوتُ يُسكِتُ فِينَا صَرخَةَ الأَلَمِ
إِذَا طَغَا وَ تَعَالَى مَارِدُ السَّقَمِ !
المَوتُ حَقٌّ ، وَ وَعدٌ نَاجِزٌ أَبَدًا
وَ إِنَّهُ نِعمَةٌ كُبـــرَى مِنَ النَّعَمِ
لَولَاهُ ضَاقَتْ بِنَا أَرضٌ بِمَا وَسِعَتْ
مِنْ نُدرَةِ الأَكْلِ،أَو مِنْ فَرْطِ مُزدَحَمِ !
فَلَا تَخَفْ مِنهُ بَعدَ الآنَ يَا وَلَدِي
فَلَيسَ يَشعُرُ مَنْ قَدْ مَاتَ بِالأَلَمِ
خَلِّدْ لِنَفسِكَ ذِكرًا خَالِدًا أَبَدًا
تَبهَى بِهِ بَينَ كُلِّ النَّاسِ فِي الأُمَمِ
فَلَا خُلُودَ لِأَجسَادٍ مُؤَقَّتَةٍ
إِنَّ الخُلُودَ خُلُودُ الفِكْرِ وَ القَلَمِ
فَٱصنَعْ لِنَفسِكَ مَجدًا لَا زَوَالَ لَهُ
فِي صُورَةِ البُرجِ،أَو فِي هَيْأَةَ الهَرَمِ∆
وَ إِنَّ أَعظَمَ مَجدٍ أَنتَ تَصنَعُهُ
مَجدٌ يَقُومُ عَلَى الأَخلَاقِ وَ القِيَمِ !
........
عَادَ ( جلجامش) إلَى ( أُوروك) وأعلن إصلاحاتٍ كُبرَى في مملكته ، وَ وَزَّعَ ثَروَتَهُ على الفُقَراء ، وأعلن توبته عن اغتصاب الفتيات الجميلات ! ونادى ببطلان كونه متحدِّرًا من الآلهة من أمِّهِ ( ننسون) وَأَعلَنَ وٱعتَرَفَ بِبَشَرِيَّتِهِ الخَالِصَةِ !، وقال على ملأ من شعبه :
__ لا يوجد إلَّا إله واحد مُطلَقُ الخَير لا تُدرِكُهُ أبصارُنا ، وَتَعدُّدُ الآلهَةِ باطل !
وبنى بُرجًا هائلًا في الارتفاع ، في أعلاه مرصد فلكيٌّ وقالَ لعلماء الفلك :
__ اكتُبُوا أنتم ( قِصَّةَ خَلْقِ الكَون) بَدَلًا من كَهَنَةِ المعابد ! ، وَلَّى عهدُ الأَساطير و جاءَ عصرُ العِلم !
وقامَ بِبناء أبيات ألواح جديدة (مدارس ) بمناهج حديثة ! ، وقال قولتَهُ الشَّهيرة :
__ كُلُّنا مُلُوكٌ في ( أوروك) !
وَ سارَ أَحسَنَ سِيرَةٍ في رعاياهُ وشعبه ، وحينما حضرهُ الموت ، صاح شعب ( أوروك) جميعًا :
__ كُلُّنَا فَداءُ ملكنا العادل ( جلجامش) !
وحينما أُعلِنَتْ وَفاتُهُ شَيَّعَهُ شعب( أوروك) كله بمواكب مهيبة إلى ضريحه بالبكاء والعويل ؛ فقد فقدوا ابنهم وأخاهم ووالدهم وملكهم ! ، وذرفوا الدموع الممزوجة بالدماء على ضريحه ؛ حتى نَبَتَتْ على ضريحهِ وردةٌ نِصفُها أَبيَضُ ونصفها الآخَر أحمرُ، لها عِطر فريد نَفَّاذٌ أَخَّاذٌ أَسمَوْهَا ( وردة جلجامش) !
_______________
# من تأليفي الخالص نثرًا و شعرًا، من إضافات على نصي الأفضل على الإطلاق( مأساة جلجامش) الذي كتبته على مدى رُبعِ قرنٍ تَقريبًا ، وَأَهدَيتُهُ لِرُوحِ عَلَّامَةِ العراق الآثاري الكبير المرحوم أ. طه باقر- ابن عم جدي - _ طَيَّبَ اللهُ ثراهما الطاهر وأسكنهما فسيح جناته _ مترجم (ملحمة جلجامش) ، !
-----------------------
#فارس الحسيني.
:::::::::::::::::::::
سافرَ ( جلجامشُ) ، بعد عودته من جزيرة ( دلمون) ، إلى أرضٍ بعيدَةٍ في جبال الهند يسكن على صومعة جبل شاهق من جبالها ( حكيم هندي) قِيلَ إِنَّ عُمرَهُ قارَبَ الأَلفَ عامٍ !
قَالَ ( جلجامش) لِذلِكَ العَرَّافٍ الطَّبيب الحَكِيمٍ الهَرِمٍ __ بِفُضُولٍ وَ رَهبَةٍ _ :
__ مَا هُوَ المَوتُ؟؟ !! ؛ أَنَا خَائِفٌ مِن ضَغطَةِ القَبرِ على جُثَّتِي حِينَمَا أُدفَنُ في ضَرِيحِي ! ، هَل سَوفَ أَشعُرُ بالأَلَمِ بعدَ مَوتي ؟! _ ولو بَعدَ ساعاتٍ من هُمُودِ جُثَّتِي _ ؟؟ !!وَ هَل ثَمَّةَ حِكمَةٌ فِي المَوتِ ؟؟ !!
فَأَنشدَ الحَكِيمُ _ عن ( الموت) _ :
وَحشٌ يُطَارِدُنَا لكِنْ بِلَا قَدَمِ
كَالذِّئبُ يَعدُو إِلَى جَمْعٍ مِنَ الغَنَمِ
المَوتُ يُقلِقُنَا ، المَوتُ يُفزِعُنَا
لَكِنْ يُخَلِّصُنَا مِنْ قَبضَةِ الهَرَمِ !
وَ المَوتُ يُسكِتُ فِينَا صَرخَةَ الأَلَمِ
إِذَا طَغَا وَ تَعَالَى مَارِدُ السَّقَمِ !
المَوتُ حَقٌّ ، وَ وَعدٌ نَاجِزٌ أَبَدًا
وَ إِنَّهُ نِعمَةٌ كُبـــرَى مِنَ النَّعَمِ
لَولَاهُ ضَاقَتْ بِنَا أَرضٌ بِمَا وَسِعَتْ
مِنْ نُدرَةِ الأَكْلِ،أَو مِنْ فَرْطِ مُزدَحَمِ !
فَلَا تَخَفْ مِنهُ بَعدَ الآنَ يَا وَلَدِي
فَلَيسَ يَشعُرُ مَنْ قَدْ مَاتَ بِالأَلَمِ
خَلِّدْ لِنَفسِكَ ذِكرًا خَالِدًا أَبَدًا
تَبهَى بِهِ بَينَ كُلِّ النَّاسِ فِي الأُمَمِ
فَلَا خُلُودَ لِأَجسَادٍ مُؤَقَّتَةٍ
إِنَّ الخُلُودَ خُلُودُ الفِكْرِ وَ القَلَمِ
فَٱصنَعْ لِنَفسِكَ مَجدًا لَا زَوَالَ لَهُ
فِي صُورَةِ البُرجِ،أَو فِي هَيْأَةَ الهَرَمِ∆
وَ إِنَّ أَعظَمَ مَجدٍ أَنتَ تَصنَعُهُ
مَجدٌ يَقُومُ عَلَى الأَخلَاقِ وَ القِيَمِ !
........
عَادَ ( جلجامش) إلَى ( أُوروك) وأعلن إصلاحاتٍ كُبرَى في مملكته ، وَ وَزَّعَ ثَروَتَهُ على الفُقَراء ، وأعلن توبته عن اغتصاب الفتيات الجميلات ! ونادى ببطلان كونه متحدِّرًا من الآلهة من أمِّهِ ( ننسون) وَأَعلَنَ وٱعتَرَفَ بِبَشَرِيَّتِهِ الخَالِصَةِ !، وقال على ملأ من شعبه :
__ لا يوجد إلَّا إله واحد مُطلَقُ الخَير لا تُدرِكُهُ أبصارُنا ، وَتَعدُّدُ الآلهَةِ باطل !
وبنى بُرجًا هائلًا في الارتفاع ، في أعلاه مرصد فلكيٌّ وقالَ لعلماء الفلك :
__ اكتُبُوا أنتم ( قِصَّةَ خَلْقِ الكَون) بَدَلًا من كَهَنَةِ المعابد ! ، وَلَّى عهدُ الأَساطير و جاءَ عصرُ العِلم !
وقامَ بِبناء أبيات ألواح جديدة (مدارس ) بمناهج حديثة ! ، وقال قولتَهُ الشَّهيرة :
__ كُلُّنا مُلُوكٌ في ( أوروك) !
وَ سارَ أَحسَنَ سِيرَةٍ في رعاياهُ وشعبه ، وحينما حضرهُ الموت ، صاح شعب ( أوروك) جميعًا :
__ كُلُّنَا فَداءُ ملكنا العادل ( جلجامش) !
وحينما أُعلِنَتْ وَفاتُهُ شَيَّعَهُ شعب( أوروك) كله بمواكب مهيبة إلى ضريحه بالبكاء والعويل ؛ فقد فقدوا ابنهم وأخاهم ووالدهم وملكهم ! ، وذرفوا الدموع الممزوجة بالدماء على ضريحه ؛ حتى نَبَتَتْ على ضريحهِ وردةٌ نِصفُها أَبيَضُ ونصفها الآخَر أحمرُ، لها عِطر فريد نَفَّاذٌ أَخَّاذٌ أَسمَوْهَا ( وردة جلجامش) !
_______________
# من تأليفي الخالص نثرًا و شعرًا، من إضافات على نصي الأفضل على الإطلاق( مأساة جلجامش) الذي كتبته على مدى رُبعِ قرنٍ تَقريبًا ، وَأَهدَيتُهُ لِرُوحِ عَلَّامَةِ العراق الآثاري الكبير المرحوم أ. طه باقر- ابن عم جدي - _ طَيَّبَ اللهُ ثراهما الطاهر وأسكنهما فسيح جناته _ مترجم (ملحمة جلجامش) ، !
-----------------------
#فارس الحسيني.