مصوّرة عراقية تكسر قاعدة “التصوير للرجال" وتنشر أعمالها في ستوكهولم
Foto: Ishtar Obaid
الكومبس - خاص:
في معرض استثنائي أقيم في المدينة القديمة (Gamla Stan) في ستوكهولم، حضرت المصوّرة العراقية إشتار عبيد لتقديم أعمالها الفوتوغرافية، كجزء من مبادرة تهدف لدعم المصوّرات النساء في العراق. تقول إشتار للكومبس: "ربما يكون هذا أول مشروع من نوعه مخصص للمصورات العراقيات. رغم أننا في عام 2024، وهو وقت متأخر جداً لظهور هذه المبادرة، إلا أنني أرى أنه
أفضل من لا شيء."
إشتار عبيد التي ولدت في موسكو لأبوين عراقيين ونشأت في لندن، عملت في مجال التمويل في الإمارات العربية المتحدة، كما حققت إنجازاً رياضياً كبيراً بفوزها ببطولة العالم في رياضة الجوجيتسو Jiu Jitsu".
وبعد أن شاهدت إشتار صوراً من الانتفاضة الشعبية في العراق عام 2019، قررت العودة إلى بلادها لتوثيق تلك الأحداث التاريخية من خلال عدسة الكاميرا.
تقول إشتار: شعرت بالترحيب من الشعب العراقي، لكن عندما حاولت اقتحام مهنة التصوير الصحفي في بلد يسيطر عليه الرجال، واجهت الكثير من العقبات."
توضح إشتار أن النساء المصوّرات يواجهن تمييزاً واضحاً في مجال التصوير الصحفي في العراق. رغم حصولهن على تصاريح التصوير، يتم سحب هذه التصاريح منهن أو يتعرضن للتهميش بسبب رفض بعض المصوّرين الرجال السماح لهن بالمشاركة.
وتضيف: "الهيمنة الذكورية في المجتمع الصحفي تُستخدم لإقصائنا، رغم أن بعض الرجال في المجال ليسوا ضدنا."
أحد المصورين الذين يدعمون انخراط النساء في التصوير الصحفي هو صافين حميد، مصوّر مخضرم يرى أن منع النساء من دخول هذا المجال يعد إقصاء غير عادل لنصف المجتمع. يقول حميد: "إشراك النساء في مجال التصوير يعزز قدراتنا. فالشرق الأوسط منطقة مليئة بالأحداث المعقدة والخطرة، ولدى النساء إمكانيات كبيرة في الوصول إلى أماكن لا يستطيع الرجال الوصول إليها."
المشروع المخصص للمصورات العراقيات والذي يدعمه المعهد السويدي، أسفر عن ورش عمل وتدريبات بالتعاون بين منظمة Global Reporting" السويدية ومدرسة "Framing Photojournalism" للتصوير الصحفي في أربيل بالعراق.
في المعرض، عُرضت أعمال مصوّرات عراقيات مثل إيناس حسن، التي تابعت قصة جوزا أحمد ياسين، وهي أول امرأة في العراق تنتخب لمنصب مختار رئيسة قرية)، وكذلك سابا كريم التي وثقت قصة المهندسة مروة النعيمي، التي أسست مشروعاً ريادياً يعتمد على تحويل المخلفات الزراعية إلى منتجات عضوية. كما وثقت إشتار عبيد حياة نور الشابة البالغة من العمر 22 عاماً، التي تنتمي إلى مجتمع فتيات بغداد للتزلج على الماء"، وهو تجمع يضم فتيات يمارسن رياضة التزلج على الألواح skateboard" في بغداد.
تتحدث إشتار عن تجربة الفتيات المتزلجات قائلة: "على عكس ما قد يتوقعه البعض الفتيات اللواتي يمارسن رياضة التزلج في بغداد لا يتعرضن للتحرش أو الانتقادات من المجتمع. في الواقع، الناس ينظرون إلى هذه الرياضة على أنها ظاهرة جديدة، وغالباً ما يشاهدونها للمرة الأولى."
رغم أن موضوع "فتيات يتزلجن في بلد مسلم " قد يبدو نمطياً من وجهة النظر الغربية، إلا أن الصور التي التقطتها إشتار عبيد تعكس واقعاً مختلفاً. الصور لا تحمل نظرة استعلائية أو غربية بل تقدم واقعاً طبيعياً، حيث يبدو من البديهي أن الفتيات يتزلجن على ضفاف نهر دجلة بكل ثقة وحرية.
تعليق