اليوم الثقافي العراقي في تونس: بادرة تحسب للألكسو وفرصة لاستعادة الأمل
رحلة ثقافية إلى بغداد الماضي والتاريخ والحضارة والفنون.
السبت 2024/09/21
ShareWhatsAppTwitterFacebook
احتفالية تقدم لمحة عن تاريخ عريق
اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من مقرها في تونس، في لفتة مهمة، أن تسلط الضوء على الثقافة العراقية بكل تنويعاتها وخصوصيتها، باعتبار الثقافة جسرا للتواصل بين الشعوب، مشيرة إلى أن هذا اليوم الثقافي هو بادرة أمل ستعمم بأيام ثقافية مشابهة تعرف بثقافات الشعوب العربية.
في بادرة تعد الأولى من نوعها، شهد مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالعاصمة التونسية، مساء الثلاثاء الماضي، فعاليات اليوم الثقافي العراقي تحت شعار “ثقافتنا العربية.. جسور تواصل وفضاءات إبداع”، تحت إشراف المدير العام للألكسو محمد ولد أعمر ووزير الثقافة والسياحة والآثار بجمهورية العراق أحمد فكاك البدراني وبحضور أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الجمهورية التونسية ولفيف من أهل الثقافة والإعلام العرب والتونسيين.
وبقدر ما يعد اليوم الثقافي بادرة تحسب للألكسو، فإن كان فرصة لاستعادة الأمل بفسح المجال أمام الثقافة لتقوم بدورها الرائد والأساسي في تقريب المسافات بين الأشقاء العرب، وتغليب قيم المحبة والتسامح والاعتدال والتحضر بين شعوب المنطقة.
انطلق الحفل بعزف السلام الجمهوري العراقي، ليتم بعد ذلك توقيع مذكرة تفاهم لبرنامج تنفيذي ثقافي بين الوزارة والمنظمة، تستمر لسنوات قادمة، يتبادل فيها الطرفان الخبرات والأفكار والمشاريع، وإقامة الأسابيع الثقافية بين العراق والبلدان العربية ذات الامتداد التاريخي الواحد.
وشهد اليوم الثقافي العراقي معرضا للفن التشكيلي العراقي في أروقة مقر المنظمة، ضمّ قرابة 40 عملا فنيّا لتشكيليين عراقيين من داخل العراق وخارجه، بما يشير إلى تعدد وتنوع وثراء التجارب والمدارس التشكيلية لدى الفنانين الحاضرين بأعمالهم.
كما تضمن البرنامج عرض فيلم وثائقي عن حضارة وتاريخ العراق وعن الإضافة التي قدمتها بلاد الرافدين للحضارة الإنسانية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد وخاصة في مجالات الكتابة والزراعة والقانون والفنون والعمارة والعسكرية وغيرها، ومن خلال الحقب السومرية والأكدية والبابلية والأشورية وصولا إلى الحضارة العربية الإسلامية التي كانت فيها بغداد حاضرة العالم ومركز العلوم والمعارف على كوكب الأرض.
محمد ولد أعمر: الأيام الثقافية مبادرة يجب أن تعمم على كل الدول
وشاركت فرقة أنغام الرافدين في الاحتفالية بعرض موسيقي للجالغي البغدادي وقراءة المقام العراقي بحضور الفنانين الكبيرَين قيس الأعظمي وطه غريب. علما وأن الجالغي البغدادي يتكون من فرقة تتألف من عازفين لآلات موسيقية معينة وهي السنطور والجوزة والطبلة والرق والنقارة، ويعتمد بشكل أساسي على الغناء التقليدي ويشمل فرقة موسيقية تضم الجوقة والمنشدين، وقد تأسس الجالغي في ظل انتشار المقاهي في بغداد، مثل مقهى الشابندر وسبع وعلوان العيشة والمميز وعزاوي، حيث كان يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الموسيقية في البلاد. وأغلب فرق الجالغي البغدادي كانت من العوائل اليهودية التي كان لها دور مهم في بعث هذا اللون الموسيقى والغنائي.
واقترح برنامج اليوم الثقافي عروضا ولوحات تراثية وحضارية فنية من تقديم الدار العراقية للأزياء، التي تعد واحدة من أهم دوائر وزارة الثقافة، ويعود تأسيسها إلى عام 1970، وقدمت خلال هذه الفترة أكثر من 700 عرض أزياء تاريخي وفلكلوري خارجي وداخلي في أكثر من 70 دولة عربية وأجنبية، وقد استلهمت تلك العروض من حضارة العراق بحقبها المختلفة ومن أزياء سكان محافظات العراق الشمالية والجنوبية وثرائها بالأزياء والألوان التي تعكس التنوع الثقافي منذ آلاف السنين.
وشهدت الاحتفالية تقديم لوحات فولكلورية لفرقة "التآخي" بكركوك، التي يقول عنها مديرها الفنان هلو كاوة أحمد المعروف باسم هلو الجباري إنها تكونت في عام 2007 بمحافظة كركوك بهدف إبراز صورة التعايش السلمي والوحدة الوطنية بين المكونات الاجتماعية والثقافية في المدينة ونقلها إلى البلدان الأخرى من خلال مشاركاتها في المحافل الدولية، ومن خلال عرض الفلكلور التراثي العراقي بجميع ألوانه وأطيافه.
ثم كان الموعد مع فرقة وتر للتراث الموصلي بقيادة المايسترو محمد محمود وبحضور الفنان عامر يونس، والتي قدمت مقطوعات من التنزيلات الموصلية للملا عثمان الموصلي والأغاني التراثية الموصلية.
ويعود تأسيس فرقة وتر إلى نهاية عام 2021 بهدف جمع شتات المواهب الموسيقية من جميع أنحاء نينوى، ومن هناك قدمت حفلها الأول على مسرح الربيع المدمّر. وبعد الإشادة بتجربتها الأولى، تلقت الفرقة دعوة لافتتاح مهرجان البردى ضمن “أكسبو دبي” في دولة الإمارات. وتهدف الفرقة إلى إحياء الموروث الموسيقي لمدينة الموصل وعموم محافظة نينوى بما يعكس مدى ما تزخر به من تنوع ثقافي وديني يمتد إلى آلاف السنوات.
وشهد اليوم الثقافي العراقي تكريم الفنان التونسي المطرب والملحن لطفي بوشناق الذي أكد اعتزازه بحضوره التظاهرة وإعجابه بفقراتها التي قدمت للحضور صورة مصغرة ولكنها مجزية عن ألوان الإبداع الفني والثقافي وخاصة الموسيقى في العراق العريق.
◙ اليوم الثقافي العراقي شهد معرضا للفن التشكيلي العراقي في أروقة مقر المنظمة، ضمّ قرابة 40 عملا فنيّا لتشكيليين عراقيين من داخل العراق وخارجه
وفي كلمة بالمناسبة، رحب المدير العام للألسكو بضيوف الاحتفالية وثمن هذا الحدث النوعي الذي ينظم لأول مرة في تاريخ المنظمة، وشدد على أهمية الأيام الثقافية للبلدان العربية في عمل المنظمة واقترح تعميم هذه المبادرة بين الدول العربية من أجل خلق حركية ثقافية وتكريس تقليد ثقافي جديد يعزز مسارات التبادل والتواصل الثقافي بين أبناء الوطن العربي.
وأشار ولد أعمر إلى عمل المنظمة من خلال إدارة الثقافة على إطلاق منتدى عربي للثقافة والفنون والتراث سيتم تنظيمه دوريا بين العواصم العربية دعما للوحدة الثقافية بين أبناء الأمة العربية. وقال إن المنظمة ستواصل تنفيذ توصيات مؤتمرات الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بخصوص تعزيز حرية تبادل السلع والمنتجات الثقافية، وتكثيف المشاركة في الأنشطة والفعاليات، وحرية التبادل الثقافي بين الدول العربية من أجل خلق فضاء ثقافي عربي مشترك، وفق تقديره.
ومن جهته، أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار بجمهورية العراق الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني أهمية هذا اليوم الثقافي في تعزيز التعاون بين الوزارة والألكسو، كما يذكر بتاريخ العراق الزاخر والضارب في القدم، موطن نشأة الحضارات الأولى التي تركت أثرها على الإنسانية.
وقام الوزير العراقي بزيارة المعرض الشخصي للفنان العراقي المغترب علي رضا سعيد، ومجموعة أعمال من إنتاج المنظمة العربية رفقة أمينها العام، واقترح أن تضع المنظمة العربية كمظلة ثقافية جامعة، تقويما ثقافيا لتبادل إقامة الأسابيع والأيام الثقافية في البلدان العربية وعواصمها، داعيا إلى تعاون ثقافي عربي مشترك، تكون المنظمة فيه الراعية الأم والمسؤولة عن مدّ جسور الثقافة العربية.
وكان الوزير العراقي للثقافة والسياحة والآثار مرفوقا في زيارته إلى تونس بكل من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية فاضل محمد حسين، ورئيس هيئة الآثار علي عبيد شلغم، ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة علاء أبوالحسن العلاّق، وأمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الحبيب الأسود
كاتب تونسي
رحلة ثقافية إلى بغداد الماضي والتاريخ والحضارة والفنون.
السبت 2024/09/21
ShareWhatsAppTwitterFacebook
احتفالية تقدم لمحة عن تاريخ عريق
اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من مقرها في تونس، في لفتة مهمة، أن تسلط الضوء على الثقافة العراقية بكل تنويعاتها وخصوصيتها، باعتبار الثقافة جسرا للتواصل بين الشعوب، مشيرة إلى أن هذا اليوم الثقافي هو بادرة أمل ستعمم بأيام ثقافية مشابهة تعرف بثقافات الشعوب العربية.
في بادرة تعد الأولى من نوعها، شهد مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالعاصمة التونسية، مساء الثلاثاء الماضي، فعاليات اليوم الثقافي العراقي تحت شعار “ثقافتنا العربية.. جسور تواصل وفضاءات إبداع”، تحت إشراف المدير العام للألكسو محمد ولد أعمر ووزير الثقافة والسياحة والآثار بجمهورية العراق أحمد فكاك البدراني وبحضور أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الجمهورية التونسية ولفيف من أهل الثقافة والإعلام العرب والتونسيين.
وبقدر ما يعد اليوم الثقافي بادرة تحسب للألكسو، فإن كان فرصة لاستعادة الأمل بفسح المجال أمام الثقافة لتقوم بدورها الرائد والأساسي في تقريب المسافات بين الأشقاء العرب، وتغليب قيم المحبة والتسامح والاعتدال والتحضر بين شعوب المنطقة.
انطلق الحفل بعزف السلام الجمهوري العراقي، ليتم بعد ذلك توقيع مذكرة تفاهم لبرنامج تنفيذي ثقافي بين الوزارة والمنظمة، تستمر لسنوات قادمة، يتبادل فيها الطرفان الخبرات والأفكار والمشاريع، وإقامة الأسابيع الثقافية بين العراق والبلدان العربية ذات الامتداد التاريخي الواحد.
وشهد اليوم الثقافي العراقي معرضا للفن التشكيلي العراقي في أروقة مقر المنظمة، ضمّ قرابة 40 عملا فنيّا لتشكيليين عراقيين من داخل العراق وخارجه، بما يشير إلى تعدد وتنوع وثراء التجارب والمدارس التشكيلية لدى الفنانين الحاضرين بأعمالهم.
كما تضمن البرنامج عرض فيلم وثائقي عن حضارة وتاريخ العراق وعن الإضافة التي قدمتها بلاد الرافدين للحضارة الإنسانية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد وخاصة في مجالات الكتابة والزراعة والقانون والفنون والعمارة والعسكرية وغيرها، ومن خلال الحقب السومرية والأكدية والبابلية والأشورية وصولا إلى الحضارة العربية الإسلامية التي كانت فيها بغداد حاضرة العالم ومركز العلوم والمعارف على كوكب الأرض.
محمد ولد أعمر: الأيام الثقافية مبادرة يجب أن تعمم على كل الدول
وشاركت فرقة أنغام الرافدين في الاحتفالية بعرض موسيقي للجالغي البغدادي وقراءة المقام العراقي بحضور الفنانين الكبيرَين قيس الأعظمي وطه غريب. علما وأن الجالغي البغدادي يتكون من فرقة تتألف من عازفين لآلات موسيقية معينة وهي السنطور والجوزة والطبلة والرق والنقارة، ويعتمد بشكل أساسي على الغناء التقليدي ويشمل فرقة موسيقية تضم الجوقة والمنشدين، وقد تأسس الجالغي في ظل انتشار المقاهي في بغداد، مثل مقهى الشابندر وسبع وعلوان العيشة والمميز وعزاوي، حيث كان يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الموسيقية في البلاد. وأغلب فرق الجالغي البغدادي كانت من العوائل اليهودية التي كان لها دور مهم في بعث هذا اللون الموسيقى والغنائي.
واقترح برنامج اليوم الثقافي عروضا ولوحات تراثية وحضارية فنية من تقديم الدار العراقية للأزياء، التي تعد واحدة من أهم دوائر وزارة الثقافة، ويعود تأسيسها إلى عام 1970، وقدمت خلال هذه الفترة أكثر من 700 عرض أزياء تاريخي وفلكلوري خارجي وداخلي في أكثر من 70 دولة عربية وأجنبية، وقد استلهمت تلك العروض من حضارة العراق بحقبها المختلفة ومن أزياء سكان محافظات العراق الشمالية والجنوبية وثرائها بالأزياء والألوان التي تعكس التنوع الثقافي منذ آلاف السنين.
وشهدت الاحتفالية تقديم لوحات فولكلورية لفرقة "التآخي" بكركوك، التي يقول عنها مديرها الفنان هلو كاوة أحمد المعروف باسم هلو الجباري إنها تكونت في عام 2007 بمحافظة كركوك بهدف إبراز صورة التعايش السلمي والوحدة الوطنية بين المكونات الاجتماعية والثقافية في المدينة ونقلها إلى البلدان الأخرى من خلال مشاركاتها في المحافل الدولية، ومن خلال عرض الفلكلور التراثي العراقي بجميع ألوانه وأطيافه.
ثم كان الموعد مع فرقة وتر للتراث الموصلي بقيادة المايسترو محمد محمود وبحضور الفنان عامر يونس، والتي قدمت مقطوعات من التنزيلات الموصلية للملا عثمان الموصلي والأغاني التراثية الموصلية.
ويعود تأسيس فرقة وتر إلى نهاية عام 2021 بهدف جمع شتات المواهب الموسيقية من جميع أنحاء نينوى، ومن هناك قدمت حفلها الأول على مسرح الربيع المدمّر. وبعد الإشادة بتجربتها الأولى، تلقت الفرقة دعوة لافتتاح مهرجان البردى ضمن “أكسبو دبي” في دولة الإمارات. وتهدف الفرقة إلى إحياء الموروث الموسيقي لمدينة الموصل وعموم محافظة نينوى بما يعكس مدى ما تزخر به من تنوع ثقافي وديني يمتد إلى آلاف السنوات.
وشهد اليوم الثقافي العراقي تكريم الفنان التونسي المطرب والملحن لطفي بوشناق الذي أكد اعتزازه بحضوره التظاهرة وإعجابه بفقراتها التي قدمت للحضور صورة مصغرة ولكنها مجزية عن ألوان الإبداع الفني والثقافي وخاصة الموسيقى في العراق العريق.
◙ اليوم الثقافي العراقي شهد معرضا للفن التشكيلي العراقي في أروقة مقر المنظمة، ضمّ قرابة 40 عملا فنيّا لتشكيليين عراقيين من داخل العراق وخارجه
وفي كلمة بالمناسبة، رحب المدير العام للألسكو بضيوف الاحتفالية وثمن هذا الحدث النوعي الذي ينظم لأول مرة في تاريخ المنظمة، وشدد على أهمية الأيام الثقافية للبلدان العربية في عمل المنظمة واقترح تعميم هذه المبادرة بين الدول العربية من أجل خلق حركية ثقافية وتكريس تقليد ثقافي جديد يعزز مسارات التبادل والتواصل الثقافي بين أبناء الوطن العربي.
وأشار ولد أعمر إلى عمل المنظمة من خلال إدارة الثقافة على إطلاق منتدى عربي للثقافة والفنون والتراث سيتم تنظيمه دوريا بين العواصم العربية دعما للوحدة الثقافية بين أبناء الأمة العربية. وقال إن المنظمة ستواصل تنفيذ توصيات مؤتمرات الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بخصوص تعزيز حرية تبادل السلع والمنتجات الثقافية، وتكثيف المشاركة في الأنشطة والفعاليات، وحرية التبادل الثقافي بين الدول العربية من أجل خلق فضاء ثقافي عربي مشترك، وفق تقديره.
ومن جهته، أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار بجمهورية العراق الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني أهمية هذا اليوم الثقافي في تعزيز التعاون بين الوزارة والألكسو، كما يذكر بتاريخ العراق الزاخر والضارب في القدم، موطن نشأة الحضارات الأولى التي تركت أثرها على الإنسانية.
وقام الوزير العراقي بزيارة المعرض الشخصي للفنان العراقي المغترب علي رضا سعيد، ومجموعة أعمال من إنتاج المنظمة العربية رفقة أمينها العام، واقترح أن تضع المنظمة العربية كمظلة ثقافية جامعة، تقويما ثقافيا لتبادل إقامة الأسابيع والأيام الثقافية في البلدان العربية وعواصمها، داعيا إلى تعاون ثقافي عربي مشترك، تكون المنظمة فيه الراعية الأم والمسؤولة عن مدّ جسور الثقافة العربية.
وكان الوزير العراقي للثقافة والسياحة والآثار مرفوقا في زيارته إلى تونس بكل من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية فاضل محمد حسين، ورئيس هيئة الآثار علي عبيد شلغم، ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة علاء أبوالحسن العلاّق، وأمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الحبيب الأسود
كاتب تونسي