الدلالات التعبيرية في فضاء مرئيات "اياد الحسيني"...
• خليل الطيار
في مضّمار تجربته التشّكيلية، وخصّوصية أسلوبه الفْني المثّير للاهتمام، يقٌبضْ الفنان الدكتور "اياد الحسّيني" بشكل محّكم على قواعد انفعّال ضًربات فرشاته، ويشّدد بصّرامة على توزيع كتلها، وتحديد مقدار تأثير حجومها على توازن لوحته، ويعّمد على ضبط إيقاع عناصر دلالاتها اللْونّية، بحيث لا يسمح لها الانفتاح على تأويل مبّهم، بل نراه يصًر في اغلب اعماله على أقفال مؤشراتها التعّبيرية، لتعكس مضّمراته الحسًية.
وهو ما عّبر عنه في ترك دلالة مسار خط شعاع أبيضّ، يخترق سماء إحدى لوحاته التعّبيرية المبهرة، مرشّدا فيها كائناته الحرة المتبقّية نحو خلاصّها من جحيم الأتون المشتعل. وتركها تسّلك خلاصها نحو مصّير أكثر نقاء وصفاء، تمثل بتركه فضاء أبيض يسًور لوحته، ويحمل لنا اجابة حتّمية لأسئلة سًردية هذا الانشّاء البَصًري المتشّكل من علاقات لونية محتدمة، عكسّت حالة من التصارع والعنفوان، وكشفت عن واقّع مرير جسّدته بقع الدماء، وتصاعد دخان الحرائق فيه ، وهياج مضطرب في بيئته.
"اياد الحسيني" لا يبدو متشّائما بالمرة، ولا يريد ان يغّلق لوحتَه بنتائج سوداوية. فذهب يتّرك لنا علامة تحمل دلالة أمّل في سرديتها، برزت فيها الطيور تحمل تعبيرا لخلاص كائنات لوحته المنفعّلة، ويدعّوها لتقّتفي خيط أمل تسلكه نحو فضاء رحب، طالما بقيت تستظْل تحت زرقة سماء صافية، عمّد "الحسيني" تأطيرها بقوس القباب الإسلامية، دلالةً عن عمق وهاجس مرجعي، لطالما أمعّن على تأكيد أبعاده الروحية في لوحاته الرسومية والخطية. وهو بذلك يؤكد مقولة المنظّر التشّكيلي -بول كلي-
"الفنّ لا يصبح مرئيًّا إلا عندما يصدر من أعماق الكائن".
الدلالات التعبيرية في فضاء مرئيات "اياد الحسيني"...
• خليل الطيار
في مضّمار تجربته التشّكيلية، وخصّوصية أسلوبه الفْني المثّير للاهتمام، يقٌبضْ الفنان الدكتور "اياد الحسّيني" بشكل محّكم على قواعد انفعّال ضًربات فرشاته، ويشّدد بصّرامة على توزيع كتلها، وتحديد مقدار تأثير حجومها على توازن لوحته، ويعّمد على ضبط إيقاع عناصر دلالاتها اللْونّية، بحيث لا يسمح لها الانفتاح على تأويل مبّهم، بل نراه يصًر في اغلب اعماله على أقفال مؤشراتها التعّبيرية، لتعكس مضّمراته الحسًية.
وهو ما عّبر عنه في ترك دلالة مسار خط شعاع أبيضّ، يخترق سماء إحدى لوحاته التعّبيرية المبهرة، مرشّدا فيها كائناته الحرة المتبقّية نحو خلاصّها من جحيم الأتون المشتعل. وتركها تسّلك خلاصها نحو مصّير أكثر نقاء وصفاء، تمثل بتركه فضاء أبيض يسًور لوحته، ويحمل لنا اجابة حتّمية لأسئلة سًردية هذا الانشّاء البَصًري المتشّكل من علاقات لونية محتدمة، عكسّت حالة من التصارع والعنفوان، وكشفت عن واقّع مرير جسّدته بقع الدماء، وتصاعد دخان الحرائق فيه ، وهياج مضطرب في بيئته.
"اياد الحسيني" لا يبدو متشّائما بالمرة، ولا يريد ان يغّلق لوحتَه بنتائج سوداوية. فذهب يتّرك لنا علامة تحمل دلالة أمّل في سرديتها، برزت فيها الطيور تحمل تعبيرا لخلاص كائنات لوحته المنفعّلة، ويدعّوها لتقّتفي خيط أمل تسلكه نحو فضاء رحب، طالما بقيت تستظْل تحت زرقة سماء صافية، عمّد "الحسيني" تأطيرها بقوس القباب الإسلامية، دلالةً عن عمق وهاجس مرجعي، لطالما أمعّن على تأكيد أبعاده الروحية في لوحاته الرسومية والخطية. وهو بذلك يؤكد مقولة المنظّر التشّكيلي -بول كلي-
"الفنّ لا يصبح مرئيًّا إلا عندما يصدر من أعماق الكائن".