ناقد جزائري يطبّق أهم المناهج النقدية الحداثية على النصوص الأدبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ناقد جزائري يطبّق أهم المناهج النقدية الحداثية على النصوص الأدبية

    ناقد جزائري يطبّق أهم المناهج النقدية الحداثية على النصوص الأدبية


    الكتاب دراسة للنصوص الأدبية والنقدية بمعزل عن كل ما هو خارج عنها والاهتمام ببنية النص دون سواها.
    الثلاثاء 2024/09/17
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    جزء من الكتاب يدرس تجربة عبدالملك مرتاضطلال المعمري


    الجزائر– في كتابه الصادر بعنوان “المناهج النقدية بين النقد ونقد النقد”؛ يؤكد الدكتور أبوبكر عبدالكبير أن المناهج النقدية الحداثية في الجزائر استقطبت اهتمام الدارسين والباحثين، جيلا بعد آخر، بداية من الجيل الأول في ثمانينات القرن العشرين الذي عد المؤسس الأول لها، تنظيرا وتطبيقا، في النقد الجزائري المعاصر، ومعه بدأ الاهتمام بهذا التوجه النقدي يتزايد، يوما بعد يوم.

    ويعد هذا الكتاب، الصادر عن دار جودة للنشر بالجزائر، امتدادا لتلك الدراسات النقدية التي ما فتأت تظهر هنا وهناك؛ والتي حاولت دراسة النصوص الأدبية والنقدية بمعزل عن كل ما هو خارج عنها والاهتمام ببنية النص دون سواها.

    وقد حاول المؤلف، في هذا الكتاب، التوقف عند بعض هذه المناهج النقدية الحداثية تطبيقا لها، كما في الجزء الأول الذي خصصه للمنهج البنيوي، وبالخصوص الثنائيات الضدية، كونها من أهم الظواهر اللغوية التي توقف عندها مطولا أنصار ودعاة هذا المنهج في دراستهم لمختلف النصوص الأدبية، وقد اختار لذلك جدارية لمحمود درويش؛ نظرا إلى ما تتضمنه من مفارقات لغوية أسست عليها هذه الجدارية، من بدايتها إلى نهايتها، وأسهمت هذه الثنائيات كثيرا في تحديد الإطار العام لهذه القصيدة، إذ حمّلها محمود درويش بالعديد من الدلالات، التي جاءت في واقع الأمر امتدادا للحالات النفسية التي مر بها الشاعر، بين فترة وأخرى؛ ذلك أنه وظفها للدلالة على التشاؤم والتفاؤل، والتجديد والاستمرارية والتحدي، وغيرها من المعاني.


    المناهج النقدية الحداثية في الجزائر استقطبت اهتمام الدارسين والباحثين


    أما الجزء الثاني من الكتاب، فخصصه المؤلف للمنهج السيميائي؛ منزاحا بذلك عن الدراسات المألوفة لهذا المنهج من خلال اهتمامه بالجانب غير اللغوي في شعر عزالدين ميهوبي، أي التشكيل البصري الذي استطاع من خلاله الخروج عن النظام العمودي للقصيدة وزج من خلاله القارئ في لعبة مطاردة المعنى، مستغلا بذلك هذه الظاهرة البصرية من أجل أن تكون أداة مساعدة للعلامات اللغوية في أداء المعاني وإيصالها إلى المتلقي، إذ جاء بذلك هذا التشكيل البصري متناسبا مع الحالات الشعورية التي يعبر عنها الشاعر في خضم قصائده الشعرية، موظفا العديد من مظاهر التشكيل البصري، وذلك على غرار السطر الشعري المتعامد، والسطر الشعري المتدرج، والسطر الشعري المتساقط، وغيرها من المظاهر الأخرى التي اختلفت دلالاتها تبعا لاختلاف المقاطع الشعرية وتنوعها.

    أما الجزء الأخير من هذا الكتاب، فارتأى الدكتور أبوبكر عبدالكبير تخصيصه للبحث عن هذا المنهج الجديد الذي عرف بنقد النقد وتمثلاته في النقد الجزائري المعاصر، وبالخصوص أعمال الناقد يوسف وغليسي الذي حاول تقريب الرؤى النقدية وإذابة الجليد في الكثير من المرات بين النقاد، خصوصا في رده على خصوم الناقد عبدالملك مرتاض.

    وفي هذا الباب بالذات، يؤكد المؤلف “يعد كتاب يوسف وغليسي ‘الخطاب النقدي عند عبدالملك مرتاض في المنهج وإشكالياته’، من التجارب الرائدة في مجال نقد النقد في الجزائر وخارجها؛ لكون هذا الناقد تتبع في كتابه التجربة النقدية المرتاضية من بداية عهدها مع المناهج السياقية وتطورها وانتقالها إلى المناهج النسقية، مركزا من خلال ذلك على التجديد والتجاوز الذي تبناه عبدالملك مرتاض في تجربته النقدية”.

    وأرجع جل الانتقادات التي تعرض لها عبدالملك مرتاض، من خلال تجربته النقدية، إلى عدم الفهم الجيد من طرف العديد من النقاد لفحوى هذه التجربة النقدية المتميزة، كما أكد يوسف وغليسي، محاولا من خلال ذلك تقريب وجهة نظر عبد الملك مرتاض لهؤلاء النقاد وذلك على غرار فكرة اللامنهج، التي أكد يوسف وغليسي أن “الانتقادات التي تعرض لها مرتاض في هذه القضية النقدية، تعود أساسا إلى عدم وجود توافق بين مرتاض وبعض النقاد في استعمالهم وتوظيفهم لمصطلح اللامنهج في متونهم النقدية، وهو ما أدى إلى سوء التفاهم في ما بينهم، وذلك باعتبار أن اللامنهج عند بعض النقاد هو الجمع بين المناهج النقدية في الدراسة النقدية الواحدة، بينما عبد الملك مرتاض يقصد بهذا المصطلح تكييف المنهج الغربي بما يتوافق وخصوصية النص الإبداعي العربي”.

    يشار إلى أن الدكتور أبوبكر عبدالكبير، مؤلف الكتاب، باحث جزائري، حاصل على دكتوراه في الأدب العربي ونقده من جامعة الجزائر (2021)، ومن مؤلفاته “ترهين الخطاب النقدي العربي الحديث والمعاصر”.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X