تويت
عُرض خلال فعاليات «تورنتو السينمائي الـ 49» ..
مراجعة فيلميه | «إلى أرض مجهولة» لـ مهدي فليفل
شهادة على صوت فلسطيني جديد ومهم
تورنتو ـ خاص «سينماتوغراف»
بعد عدد من الأفلام القصيرة التي نالت استحساناً واسعاً، يقدم مهدي فليفل فيلمه الروائي الأول «إلى أرض مجهولة»، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي الـ 49، ويصور من خلاله تجربة اللاجئين بطرق لم تنجح سوى قلة قليلة من الأفلام في تقديمها على الشاشة.
وفي حين لجأت معظم الأفلام التي تناولت هذا الموضوع إلى مجازات تثير الشفقة، واختارت النظر إلى تجربتهم من بعيد، يذهب فليفل إلى قلب هذه التجربة مباشرة، ويضع المشاهد في مكان أبطال الفيلم الرئيسيين المفجعين، من أجل غد أفضل حتى لو استمر الأمل في التلاشي.
في أثينا، يحاول ابنا العمين شاتيلا (محمود بكري) ورضا (آرام صباح) إيجاد طريقة للرحيل إلى ألمانيا، حيث يمكنهما بدء حياة جديدة وافتتاح مطعم وعيش الحياة التي هربا من وطنهما من أجلها.
ولتحقيق ذلك، يحتاجان إلى جمع مبلغ كبير لتأمين جوازات سفر مزورة. يلجآن إلى النشل في البداية، لكن كل ما جمعوه من مال يريده رضا، وهو مدمن لا يستطيع التوقف عن تناول المخدرات لينسى ألم وجوده. ومع اختفاء المال، عليهم أن يجدوا طريقة أفضل لتأمين الأموال التي يحتاجونها.
تدخل تاتيانا، وهي يونانية وحيدة تتقاطع طرقها مع شاتيلا وترى فرصة لمساعدته في كسب المال الذي هو في أمس الحاجة إليه.
يدبر خطة لجعل تاتيانا بمثابة أم لطفل فلسطيني لاجئ يأمل في العبور من أثينا إلى إيطاليا حيث تقيم والدته. الخالة مستعدة للدفع، وتبدو الخطة منخفضة المخاطر على الرغم من الشكوك التي تساور تاتيانا.
تسافر مع الصبي ويعبران الحدود الإيطالية لكنهما يختفيان في الهواء. بعد أن أدركت تاتيانا أن خطتهما لم تصل إلى أي مكان، يتوجب عليها أن تتوصل إلى حل احتياطي حيث لا مجال للعودة إلى الوراء.
من هناك، يركز الثلث الأخير من الفيلم على محاولة شاتيلا اليائسة - والأخيرة - التي تقوم بها شاتيلا، حيث يتجه الفيلم إلى الإثارة الكاملة دون أن يغفل ما يمنحه نبضه الحقيقي، حول العلاقة بين أبناء العمومة.
في دور رضا، يقدم آرام صباح واحدًا من أكثر أداءات هذا العام إثارة للقلوب. إن ديناميكيته مع رضا، التي تم تطويرها بدقة طوال الفيلم، هي ما يجعل تجربة المشاهدة بأكملها ناجحة حقًا.
على عكس شاتيلا، فإن جراح رضا وصدمات النزوح التي تعرض لها قد أثرت عليه كثيرًا، وحولته إلى شبح رجل. تفوح من عينيه رائحة الألم واليأس وصرخة مكبوتة طلبًا للمساعدة، وهو في الغالب منتشي طوال اليوم.
كما أن مشاهده مع شاتيلا، خاصة في النصف الثاني من الفيلم، محطمة تمامًا. من خلال خلق شخصيتين مختلفتين تمامًا، ينقل لنا فليفل كيف يمكن أن يؤثر النزوح على الجميع بطرق مختلفة وبشكل لافت للنظر.
اختيارات فليفل الفنية في الفيلم، كل شيء بدءًا من التصوير السينمائي، ومواقع التصوير، والإيقاع المتناثر، والممثلين، تبدو حقيقية لدرجة أنك تنسى أحيانًا أنك تشاهد فيلمًا.
يضفي الممثلون مثل هذه الأصالة على أدوارهم، والسيناريو خالٍ بشكل منعش من أي خطب رنانة وتصريحات متعبة، والمواقع الفعلية (مساكن اللاجئين والمخابئ) غامرة، لدرجة أنك تشعر كما لو أنها لم تتغير حتى من أجل صناعة الفيلم.
هذه تجربة مشاهدة عميقة تحطم قلبك وروحك، وشهادة على صوت جديد مهم في السينما الشرق أوسطية وخطوة رائعة في صناعة الأفلام التي تتناول موضوع اللاجئين في المنطقة.
يقفز فيلم فليفل بضع خطوات إلى الأمام، حيث يعرض ما بعد الإجبار على الرحيل وعدم التفكير في خيار العودة إلى الوطن، وبقدر ما يبدو هذا الأمر مأساويًا، فإن الموت في المحاولة أفضل بكثير من الموت في مكان لم يعد بإمكانك الانتماء إليه، ومع كل هذه البراعة الفنية، يظل فيلم ”إلى أرض مجهولة“ تجربة مختلفة ومتميزة ومثيرة للمشاعر.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
مراجعة فيلميه | «إلى أرض مجهولة» لـ مهدي فليفل
شهادة على صوت فلسطيني جديد ومهم
تورنتو ـ خاص «سينماتوغراف»
بعد عدد من الأفلام القصيرة التي نالت استحساناً واسعاً، يقدم مهدي فليفل فيلمه الروائي الأول «إلى أرض مجهولة»، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي الـ 49، ويصور من خلاله تجربة اللاجئين بطرق لم تنجح سوى قلة قليلة من الأفلام في تقديمها على الشاشة.
وفي حين لجأت معظم الأفلام التي تناولت هذا الموضوع إلى مجازات تثير الشفقة، واختارت النظر إلى تجربتهم من بعيد، يذهب فليفل إلى قلب هذه التجربة مباشرة، ويضع المشاهد في مكان أبطال الفيلم الرئيسيين المفجعين، من أجل غد أفضل حتى لو استمر الأمل في التلاشي.
في أثينا، يحاول ابنا العمين شاتيلا (محمود بكري) ورضا (آرام صباح) إيجاد طريقة للرحيل إلى ألمانيا، حيث يمكنهما بدء حياة جديدة وافتتاح مطعم وعيش الحياة التي هربا من وطنهما من أجلها.
ولتحقيق ذلك، يحتاجان إلى جمع مبلغ كبير لتأمين جوازات سفر مزورة. يلجآن إلى النشل في البداية، لكن كل ما جمعوه من مال يريده رضا، وهو مدمن لا يستطيع التوقف عن تناول المخدرات لينسى ألم وجوده. ومع اختفاء المال، عليهم أن يجدوا طريقة أفضل لتأمين الأموال التي يحتاجونها.
تدخل تاتيانا، وهي يونانية وحيدة تتقاطع طرقها مع شاتيلا وترى فرصة لمساعدته في كسب المال الذي هو في أمس الحاجة إليه.
يدبر خطة لجعل تاتيانا بمثابة أم لطفل فلسطيني لاجئ يأمل في العبور من أثينا إلى إيطاليا حيث تقيم والدته. الخالة مستعدة للدفع، وتبدو الخطة منخفضة المخاطر على الرغم من الشكوك التي تساور تاتيانا.
تسافر مع الصبي ويعبران الحدود الإيطالية لكنهما يختفيان في الهواء. بعد أن أدركت تاتيانا أن خطتهما لم تصل إلى أي مكان، يتوجب عليها أن تتوصل إلى حل احتياطي حيث لا مجال للعودة إلى الوراء.
من هناك، يركز الثلث الأخير من الفيلم على محاولة شاتيلا اليائسة - والأخيرة - التي تقوم بها شاتيلا، حيث يتجه الفيلم إلى الإثارة الكاملة دون أن يغفل ما يمنحه نبضه الحقيقي، حول العلاقة بين أبناء العمومة.
في دور رضا، يقدم آرام صباح واحدًا من أكثر أداءات هذا العام إثارة للقلوب. إن ديناميكيته مع رضا، التي تم تطويرها بدقة طوال الفيلم، هي ما يجعل تجربة المشاهدة بأكملها ناجحة حقًا.
على عكس شاتيلا، فإن جراح رضا وصدمات النزوح التي تعرض لها قد أثرت عليه كثيرًا، وحولته إلى شبح رجل. تفوح من عينيه رائحة الألم واليأس وصرخة مكبوتة طلبًا للمساعدة، وهو في الغالب منتشي طوال اليوم.
كما أن مشاهده مع شاتيلا، خاصة في النصف الثاني من الفيلم، محطمة تمامًا. من خلال خلق شخصيتين مختلفتين تمامًا، ينقل لنا فليفل كيف يمكن أن يؤثر النزوح على الجميع بطرق مختلفة وبشكل لافت للنظر.
اختيارات فليفل الفنية في الفيلم، كل شيء بدءًا من التصوير السينمائي، ومواقع التصوير، والإيقاع المتناثر، والممثلين، تبدو حقيقية لدرجة أنك تنسى أحيانًا أنك تشاهد فيلمًا.
يضفي الممثلون مثل هذه الأصالة على أدوارهم، والسيناريو خالٍ بشكل منعش من أي خطب رنانة وتصريحات متعبة، والمواقع الفعلية (مساكن اللاجئين والمخابئ) غامرة، لدرجة أنك تشعر كما لو أنها لم تتغير حتى من أجل صناعة الفيلم.
هذه تجربة مشاهدة عميقة تحطم قلبك وروحك، وشهادة على صوت جديد مهم في السينما الشرق أوسطية وخطوة رائعة في صناعة الأفلام التي تتناول موضوع اللاجئين في المنطقة.
يقفز فيلم فليفل بضع خطوات إلى الأمام، حيث يعرض ما بعد الإجبار على الرحيل وعدم التفكير في خيار العودة إلى الوطن، وبقدر ما يبدو هذا الأمر مأساويًا، فإن الموت في المحاولة أفضل بكثير من الموت في مكان لم يعد بإمكانك الانتماء إليه، ومع كل هذه البراعة الفنية، يظل فيلم ”إلى أرض مجهولة“ تجربة مختلفة ومتميزة ومثيرة للمشاعر.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك