الفائز بجائزة الجمهور في «تورنتو السينمائي الـ 49» ..
مراجعة فيلميه | «حياة تشاك» لـ مايك فلاناغان
يحتفي باللحظات الصغيرة التي تجعل الحياة ثمينة
تورنتو ـ خاص «سينماتوغراف»
”هل أنا أناقض نفسي؟ حسنًا إذًا أنا أناقض نفسي، (أنا كبير وأحتوي على العديد من الأشياء).“ هكذا يقول والت ويتمان في قصيدته الكلاسيكية ”أغنية نفسي“. إنها عبارة عميقة عن التعقيد الموجود في داخل كل واحد منا، وهي أيضًا خط عريض في فيلم ”حياة تشاك“، أحدث أعمال المخرج والكاتب مايك فلاناغان، والحائز على جائزة الجمهور في «تورنتو السينمائي الـ 49».
الفيلم مقتبس عن رواية ستيفن كينغ التي تحمل نفس الاسم، ويتتبع نهاية العالم الغامضة وحياة رجل واحد.
وعلى الرغم من أن فلاناغان وكينغ معروفان بعشقهما للرعب، إلا أنهما في هذا العمل يتحولان إلى إحدى نقاط قوتهما الأخرى، رواية القصص العاطفية العميقة، والنتيجة هي فيلم يحتفي باللحظات الصغيرة التي تجعل الحياة ثمينة من خلال عدسة حياة رجل واحد.
العالم ينتهي. سنبدأ قصة حياة تشاك كرانتز (توم هيدلستون) في الفصل الثالث وسنعود إلى الوراء لنسترجع بعض اللحظات الأكثر تأثيراً في حياته.
في البداية، لا نرى الكثير من الرجل نفسه، باستثناء الإعلانات التي يظهر فيها، لوحة إعلانية عليها صورة رجل أعمال جالس ومبتسم على مكتب، تظهر الرسالة نفسها بشكل غير مفهوم ومتكرر عبر أجهزة التلفاز والراديو وحتى في السماء: ”تشارلز كرانتز 39 سنة رائعة! شكراً يا تشاك!“ إنه منظر مزعج، ويبدو أنها الرسالة الوحيدة التي تخترق وسائل الاتصال التي لم تعد موجودة الآن.
يستمر هذا المشهد بين الزلازل والمجاعات وانفتاح المجاري المائية، ويثير حيرة مجموعة الشخصيات التي نقابلها في الفصل الثالث. أشخاص مثل المعلم مارتي أندرسون (شيوتيل إيجيوفور)، والممرضة فيليسيا جوردون (كارين جيلان)، والطبيب الشرعي سام ياربورو (كارل لامبلي) لا يعرفون ما الذي يجب أن يفهموه من ذلك. كل ما يعرفونه هو أن عالمهم يتداعى وليس لديهم سوى أنفسهما للتمسك ببعضهم البعض.
تتكشف بقية أحداث الفيلم، ونغوص أكثر في ماضي تشاك، وندرك أن هذه المجموعة من الشخصيات جميعها على صلة بالرجل الغامض الفخري في اللوحات الإعلانية وأنه في قلب الفوضى التي تحيط بهم.
عندما ننتقل إلى الفصل الثاني، نحصل على لمحة عن حياة تشاك كشخص بالغ. تتمحور إحدى ثيمات الفيلم الرئيسية حول تذكيرنا بأن اللحظات الصغيرة في الحياة هي التي تجعلها ثمينة.
في هذا الفصل، يُسمح للمشاهد بلمحة عن ذكرى سعيدة من ذكريات تشاك: يوم قرر فيه الرقص على إيقاع طبلة عازف في نزوة. يقوم هيدلستون بعمل رائع في هذا التسلسل الراقص، مجسدًا نوعًا فريدًا من البهجة بينما يفقد نفسه في الإيقاع. إنه تسلسل يستمر قليلاً، لكنه لا يبدو مفرطًا أو بطيئًا أبدًا.
يتم الكشف عن أن تشاك سيفكر خلال هذا اليوم في نهاية حياته أثناء معاناته من ورم دماغي قاتل، ويشرح الراوي (نيك أوفرمان): ”لاحقًا سينسى اسم زوجته. ما سيتذكره - في بعض الأحيان - هو كيف توقف، وأسقط حقيبته، وبدأ يحرك وركيه على إيقاع الطبول، وسيفكر أن هذا هو السبب الذي جعل الله خلق العالم من أجله..“
وفي الفصل الأول، نتعرف على طفولة تشاك التي قضاها مع أجداده وهو يرقص ويكبر.
إذا كان فيلم ”حياة تشاك“ يبدو عاطفيًا ومثيرًا للمشاعر، فهذا لأنه كذلك. لكنه مع ذلك يضرب على وتر حساس.
لطالما كان ”فلاناغان“ خبيرًا في القصص المروعة ذات القلوب الذهبية، لكنه هنا يميل تمامًا إلى العاطفة. إنها عملية توازن صعبة بين أن تكون صادقًا ومبتذلًا، لكن فلاناغان تمكن من العثور على القلب الحقيقي وراء المشاعر.
عناصر مثل السرد لا تنجح دائمًا حتى لو كانت توفر لنا إطارًا لفهمه، لكن اللحظات الأخرى، مثل استعادة ذكريات طفولة تشاك في فترة ما بعد الظهيرة التي كان يقضيها في مشاهدة الأفلام المستأجرة مع جدته، تُظهر مرور الوقت بطريقة بسيطة ومؤثرة.
فيلم ”حياة تشاك“ يكون أكثر فاعلية عندما يميل إلى تعقيدات كونك إنسانًا، والموازنة بين الدهشة والحماس للحياة والحقيقة بأن كل شيء سينتهي يومًا ما، وعندما يلتقط العمل تلك الشرارة، فإنه بنجاح يلقى صدىً حقيقيًا لكل ما بداخلنا ويلخص الطبيعة المعقدة لإنسانيتنا.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
مراجعة فيلميه | «حياة تشاك» لـ مايك فلاناغان
يحتفي باللحظات الصغيرة التي تجعل الحياة ثمينة
تورنتو ـ خاص «سينماتوغراف»
”هل أنا أناقض نفسي؟ حسنًا إذًا أنا أناقض نفسي، (أنا كبير وأحتوي على العديد من الأشياء).“ هكذا يقول والت ويتمان في قصيدته الكلاسيكية ”أغنية نفسي“. إنها عبارة عميقة عن التعقيد الموجود في داخل كل واحد منا، وهي أيضًا خط عريض في فيلم ”حياة تشاك“، أحدث أعمال المخرج والكاتب مايك فلاناغان، والحائز على جائزة الجمهور في «تورنتو السينمائي الـ 49».
الفيلم مقتبس عن رواية ستيفن كينغ التي تحمل نفس الاسم، ويتتبع نهاية العالم الغامضة وحياة رجل واحد.
وعلى الرغم من أن فلاناغان وكينغ معروفان بعشقهما للرعب، إلا أنهما في هذا العمل يتحولان إلى إحدى نقاط قوتهما الأخرى، رواية القصص العاطفية العميقة، والنتيجة هي فيلم يحتفي باللحظات الصغيرة التي تجعل الحياة ثمينة من خلال عدسة حياة رجل واحد.
العالم ينتهي. سنبدأ قصة حياة تشاك كرانتز (توم هيدلستون) في الفصل الثالث وسنعود إلى الوراء لنسترجع بعض اللحظات الأكثر تأثيراً في حياته.
في البداية، لا نرى الكثير من الرجل نفسه، باستثناء الإعلانات التي يظهر فيها، لوحة إعلانية عليها صورة رجل أعمال جالس ومبتسم على مكتب، تظهر الرسالة نفسها بشكل غير مفهوم ومتكرر عبر أجهزة التلفاز والراديو وحتى في السماء: ”تشارلز كرانتز 39 سنة رائعة! شكراً يا تشاك!“ إنه منظر مزعج، ويبدو أنها الرسالة الوحيدة التي تخترق وسائل الاتصال التي لم تعد موجودة الآن.
يستمر هذا المشهد بين الزلازل والمجاعات وانفتاح المجاري المائية، ويثير حيرة مجموعة الشخصيات التي نقابلها في الفصل الثالث. أشخاص مثل المعلم مارتي أندرسون (شيوتيل إيجيوفور)، والممرضة فيليسيا جوردون (كارين جيلان)، والطبيب الشرعي سام ياربورو (كارل لامبلي) لا يعرفون ما الذي يجب أن يفهموه من ذلك. كل ما يعرفونه هو أن عالمهم يتداعى وليس لديهم سوى أنفسهما للتمسك ببعضهم البعض.
تتكشف بقية أحداث الفيلم، ونغوص أكثر في ماضي تشاك، وندرك أن هذه المجموعة من الشخصيات جميعها على صلة بالرجل الغامض الفخري في اللوحات الإعلانية وأنه في قلب الفوضى التي تحيط بهم.
عندما ننتقل إلى الفصل الثاني، نحصل على لمحة عن حياة تشاك كشخص بالغ. تتمحور إحدى ثيمات الفيلم الرئيسية حول تذكيرنا بأن اللحظات الصغيرة في الحياة هي التي تجعلها ثمينة.
في هذا الفصل، يُسمح للمشاهد بلمحة عن ذكرى سعيدة من ذكريات تشاك: يوم قرر فيه الرقص على إيقاع طبلة عازف في نزوة. يقوم هيدلستون بعمل رائع في هذا التسلسل الراقص، مجسدًا نوعًا فريدًا من البهجة بينما يفقد نفسه في الإيقاع. إنه تسلسل يستمر قليلاً، لكنه لا يبدو مفرطًا أو بطيئًا أبدًا.
يتم الكشف عن أن تشاك سيفكر خلال هذا اليوم في نهاية حياته أثناء معاناته من ورم دماغي قاتل، ويشرح الراوي (نيك أوفرمان): ”لاحقًا سينسى اسم زوجته. ما سيتذكره - في بعض الأحيان - هو كيف توقف، وأسقط حقيبته، وبدأ يحرك وركيه على إيقاع الطبول، وسيفكر أن هذا هو السبب الذي جعل الله خلق العالم من أجله..“
وفي الفصل الأول، نتعرف على طفولة تشاك التي قضاها مع أجداده وهو يرقص ويكبر.
إذا كان فيلم ”حياة تشاك“ يبدو عاطفيًا ومثيرًا للمشاعر، فهذا لأنه كذلك. لكنه مع ذلك يضرب على وتر حساس.
لطالما كان ”فلاناغان“ خبيرًا في القصص المروعة ذات القلوب الذهبية، لكنه هنا يميل تمامًا إلى العاطفة. إنها عملية توازن صعبة بين أن تكون صادقًا ومبتذلًا، لكن فلاناغان تمكن من العثور على القلب الحقيقي وراء المشاعر.
عناصر مثل السرد لا تنجح دائمًا حتى لو كانت توفر لنا إطارًا لفهمه، لكن اللحظات الأخرى، مثل استعادة ذكريات طفولة تشاك في فترة ما بعد الظهيرة التي كان يقضيها في مشاهدة الأفلام المستأجرة مع جدته، تُظهر مرور الوقت بطريقة بسيطة ومؤثرة.
فيلم ”حياة تشاك“ يكون أكثر فاعلية عندما يميل إلى تعقيدات كونك إنسانًا، والموازنة بين الدهشة والحماس للحياة والحقيقة بأن كل شيء سينتهي يومًا ما، وعندما يلتقط العمل تلك الشرارة، فإنه بنجاح يلقى صدىً حقيقيًا لكل ما بداخلنا ويلخص الطبيعة المعقدة لإنسانيتنا.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك