ملتقى عالمي بالمغرب يناقش مستقبل التصوف في زمن الذكاء الاصطناعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملتقى عالمي بالمغرب يناقش مستقبل التصوف في زمن الذكاء الاصطناعي

    ملتقى عالمي بالمغرب يناقش مستقبل التصوف في زمن الذكاء الاصطناعي


    "التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي" ملتقى يتناول بالنقاش القضايا المتعلقة بالدين والمجتمع.
    السبت 2024/09/14
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    نقاش حول التصوف والتكنولوجيا

    مداغ (إقليم بركان- المغرب) - تتواصل فعاليات وأشغال الملتقى العالمي للتصوف في مدينة مداغ التابعة لإقليم بركان المغربي، والذي تأتي دورته الحالية التاسعة عشرة تحت شعار “التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي”.

    وتعرف هذه الدورة، التي افتتحت مساء الأربعاء وتنظمها الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع المركز الأورو – متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، مشاركة العديد من الأساتذة الجامعيين والمفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.

    وقرّرت اللجنة المنظمة، هذه السنة، أن يركز الملتقى، الذي يندرج في إطار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، على موضوع استعمال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على القيم الإنسانية، وما يفرضه من تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات والشعوب.

    ويتعلق الأمر، بالنسبة إلى المشاركين، بالبحث عن السبل الناجعة للاستفادة من تطور التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والإنسانية، وذلك من خلال نهج متوازن يجمع ويوائم بين مزايا التكنولوجيا الحديثة والتمسك بالقيم الروحية والأخلاقية.


    الملتقى المندرج في إطار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يدرس استعمالات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على القيم الإنسانية


    وحسب المنظمين، فإن هذا اللقاء، سيناقش أيضا الدور الذي يمكن أن يضطلع به التصوف انطلاقا من منهجه المعتدل والوسطي في تناول القضايا المتعلقة بالدين والمجتمع، وما يمكن أن يحققه من توازن في هذا الإطار في ظل زمن المتغيرات التي قد تعصف بمنظومة القيم، مشيرين في هذا الصدد، إلى أن المغرب يظل نموذجا متميزا في الحفاظ على ثوابته الدينية والوطنية.

    وأكد مدير الملتقى العالمي للتصوف منير القادري بودشيش أن هذه التظاهرة، ذات الإشعاع الدولي، أضحت محطة أكاديمية مهمة تتناول جوانب وقيم التصوف بالخصوص، ومواضيع وقضايا راهنة بشكل عام.

    وقال في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى إن هذا الحدث يسعى إلى أن يكون فرصة للتأمل في قضية مهمة تفرض نفسها على واقعنا المعاصر، وهي العلاقة بين التصوف والقيم الإنسانية في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي.

    وتابع أن هذه التكنولوجيا الحديثة تحمل في طياتها فرصا كبيرة للابتكار خدمة للإنسان، لكنها أيضا تثير تساؤلات حول مستقبل القيم والأخلاق.

    واعتبر في هذا الصدد، أنه في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تؤثر التكنولوجيا على العديد من جوانب الحياة، تصبح القيم الروحية والأخلاقية للتصوف أكثر أهمية، مضيفا أن “الذكاء الاصطناعي، بالرغم من قدراته الهائلة، لا يمكن أن يعوض القيم الإنسانية والروحية التي تحكم أفعالنا ونوايانا”.

    وأبرز متدخلون آخرون، يمثلون الوفود المشاركة، أهمية الملتقيات العالمية للتصوف، والتي أضحت على مر السنوات موعدا للباحثين والخبراء لبحث القضايا الراهنة.

    وأضافوا أن هذا الحدث يهدف إلى التركيز على تطور العلاقة بين التصوف وسياقه، وتدارس إلى أيّ مدى يمكن للتربية الصوفية أن تساهم في إيجاد حلول لقضايا ذات أهمية خاصة في السياق العالمي الحالي.

    ويشمل برنامج الملتقى مناقشة عدة محاور من بينها الهوية الدينية والثقافية للمسلم في عصر الذكاء الاصطناعي، ويسعى هذا المحور إلى مقاربة مفهوم الهوية في سياق التطور التكنولوجي وتوسع الذكاء الاصطناعي، لتحديد مواقع التداخل والاختلاف بين الجانب الإنساني والجانب الرقمي.


    نقاش مفتوح ومثمر حول مستقبل التصوف في زمن الذكاء الاصطناعي


    ثم نجد محور التصوف والذكاء الاصطناعي، حيث تُناقش الندوات المندرجة تحت هذا المحور العلاقة بين التصوف والذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تحديد مجالات التقاطع والآفاق المستقبلية، بالإضافة إلى محور التربية الصوفية في تحصين القيم وتخليق الذكاء الاصطناعي، ويناقش المشاركون في ندواته دور التصوف في تكوين أفراد ذوي أخلاق قوية ومبادرة كافية لمواجهة التحديات المستقبلية.

    كما يضم محور العلوم الإسلامية وتوظيف الرقمنة والذكاء الاصطناعي عدة جلسات، ويرتقب في هذه الجلسات مناقشة طرق توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الإسلامية وتعزيز دورها في مختلف المجالات.

    وبالإضافة إلى الجلسات العلمية التي تناقش الموضوع الذي اختاره المنظمون، فإن برنامج هذا الملتقى، المستمر إلى غاية 16 سبتمبر الجاري، يتضمن عددا من الأنشطة الموازية، من بينها مسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، ومنتدى شباب الطريقة، ومسابقة شعرية، وأخرى في النص الصوفي، وكذلك معرض للكتاب.

    وسيعرف اللقاء، الذي يطمح إلى المساهمة في مراعاة الجانب الروحي في مسألة تنمية المجتمعات، تنظيم الدورة الثانية عشرة للقرية التضامنية تحت شعار “التدبير المعقلن للموارد الطبيعية: بين المسؤولية الأخلاقية والابتكار التكنولوجي”.

    ويهدف الملتقى من خلال التفاعل بين الخبراء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، إلى خلق نقاش مفتوح ومثمر حول مستقبل التصوف في زمن الذكاء الاصطناعي.

    ومن المتوقع، أن يساهم هذا الملتقى في تقديم رؤى جديدة حول الاستخدام الأخلاقي والروحي للتكنولوجيا في خدمة الإنسانية.
يعمل...
X