لندن-راي اليوم
بيل غيتس يكشف المبدأ الأساسي الذي ساعده في بناء «مايكروسوفت»
عندما قرر بيل غيتس ترك الكلية في عام 1976 ليشارك في تأسيس شركة «مايكروسوفت»، لم يكن يتوقع أن يصبح أحد أبرز مليارديرات العالم، أو أن تدير شركته الآن قيمة تُقدَّر بأكثر من 3 تريليونات دولار. في ذلك الوقت، كان غيتس، وهو في العشرين من عمره، يركز على مسألة بسيطة: هل يعمل الكود الذي أكتبه؟ وهل يمكن لهذه الحواسيب الصغيرة أن تُظهر للعالم مدى تأثيرها؟
غيتس وبول ألين، الشريك المؤسس له، كانا يُعتبران في ذلك الوقت «هواة» في عالم الكمبيوتر، لكنهما كانا يؤمنان بقوة بأن الثورة التكنولوجية قريبة. يصف غيتس ذلك بالقول: «كان الأمر كالسحر، وكنت عازماً على تكريس شبابي بالكامل للبرمجيات، لإنتاج برنامج يمكن أن يستخدمه الجميع».
بالرغم من التركيز الشديد على تحسين جودة المنتجات، كان غيتس يدرك أيضاً أهمية تحقيق أرباح. في رسالته المفتوحة الشهيرة للهواة عام 1976، حثّ غيتس على ضرورة دفع أسعار عادلة للبرامج لتأمين تعويض مناسب للمطورين، مما يضمن استمرار تطوير برمجيات جديدة عالية الجودة.
يقول غيتس لشبكة «سي إن بي سي»: «مايكروسوفت كانت كل شيء في حياتي خلال العشرينات من عمري. كان النجاح يعني دفع الشركة إلى الطليعة في عصر الكمبيوتر». هذا التركيز أسهم في جعله أحد أغنى الأشخاص في العالم، حيث تُقدَّر ثروته الحالية بـ128 مليار دولار وفقاً لمجلة «فوربس».
اليوم، يستمتع غيتس بـ«التعلم الموسوعي» من خلال قراءة موضوعات مثل علم الأحياء والفيزياء وعلم المناخ. هذه الموضوعات هي محور سلسلة وثائقية جديدة على «نتفليكس» بعنوان «ماذا بعد؟ المستقبل مع بيل غيتس»، التي ستُعرض لأول مرة في 18 سبتمبر.
كيف يحدد غيتس النجاح اليوم؟ يقول إنه قد طور تعريفه للنجاح منذ أيام شبابه. يعرب غيتس عن أسفه لتركيزه الشديد، الذي منعه هو وموظفيه من التمتع بتوازن العمل والحياة. الآن، ينصح الجميع بـ«أخذ قسط من الراحة عند الحاجة»، كما قال في حفل تخرج جامعة شمال أريزونا العام الماضي.
يتحدث غيتس الآن عن النجاح من خلال تأثيره الإيجابي على العالم. يقول: «النجاح بالنسبة لي الآن يعني إضافة قيمة صافية للعالم»، حيث يعتزم التبرع بكل ثروته خلال العشرين عاماً القادمة عبر مبادرات مثل مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» ومجموعة «Breakthrough Energy» للاستثمار في الطاقة النظيفة.
ويضيف غيتس: «أهدف الآن إلى تمكين الآخرين من خلال مشاركة تجاربي، وتوفير الموارد لمكافحة قضايا مثل الملاريا وتغير المناخ». يتطلع غيتس إلى مواصلة هذا العمل الخيري على مدى العقود المقبلة، إذا سمحت صحته، معبراً عن امتنان له قدرته على إحداث فرق في العالم.