وقع ابن لعبون ضحية الخلافات السياسية بين الأسر الحاكمة التي حكمت إمارة الزبير، وكان هناك صراع علي الحكم بين ثلاث عائلات هي الراشد والثاقب والزهير، ووقعت جرائم قتل بين الفرقاء . وخلال ال22 سنة التي أقام فيها ابن لعبون في الزبير، توالى على حكمها 7 حكام، ونظراً لدخوله في اللعبة السياسية وإلقاء قصائد مدح في بعض الحكام، دفع الثمن فيما بعد عندما تولى الحكم الشيخ علي بن يوسف الزهير الذي أمر بنفيه واتجه للإقامة بالكويت عام 1829م، ويقال أيضاً إن نفيه كان بسبب بعض قصائده التي لا تناسب طبيعة المجتمع المحافظ . ويبدو أن ابن لعبون تعود على الزبير التي عاش فيها سنوات شبابه إضافة إلى حبه لمي، ولذا نجد قصائد كثيرة تبين لوعته لفراق الحبيبين، ومن المعروف أن الشعراء تجود قرائحهم بأجمل القصائد في أوقات المعاناة، وكان النفي سبباً في إطلاق ابن لعبون لأجمل قصائده، منها قصيدة يشتكي فيها للأمير أحمد السويدي ما يعانيه في منفاه من اكتئاب وشوق ويتذكر أيام الرخاء التي عاشها بالزبير وشظف العيش في منفاه، ويقول في هذه القصيدة:
ياهل العبرات عن دار التلاف
من عفا الله عنه يردف له رديف
عن ديار كل مافيها يعاف
ياركب ويلاه من سيف كسيف
حيث ناس عقب أهل مي نشاف
يطبخون الزاد بالماي النظيف
من عقب زل الزوالي واللحاف
والمخدة جوخ حطوا لي سقيف
شف منازل مي في ذيك الحضاف
ياطراش أن كان يحتاج تعريف
ذا مصب الماء وهذاك الرفاف
والحرم هذا وهذاك المضيف
موحشات كل مافيها يخاف
مهرة الخيال فيها ماتقيف
يالطيف من حكاياه اللطاف
سمني لعيونها عبداللطيف
كانت رحلة المنفى بالنسبة لابن لعبون رحلة قاسية، فبعد نفيه للكويت، حاول التكيف مع البيئة الجديدة، ويبدو أن الوضع لم يناسبه، فسافر إلى الهند لزيارة عمه الشيخ ضاحي العون رجل العرب في الهند، ولكنه بعد فترة قصيرة غادرها إلى البحرين وهناك التقى بشاعرها الثري عبدالجليل الطبطبائي، ولكن في النهاية رجع بن لعبون إلى منفاه في الكويت، وخلال تلك الفترة نظم الكثير من قصائده، ومنها هذه القصيدة:
ياخفي اللطف لطفك ياكريم
ترحم اللي اليوم عجز لا يقوم
مستهام لا ينام ولا ينيم
من سراميد الثماني والحلوم
مغرم في وادي الحبابه يهيم
يسأل أطلال المنازل والرجوم
كلما ناحت حمامات الصريم
في مغاني مي ناوحت الهموم
ماورا مير انت يالماشوم شيم
عن ديار جعل ساكنهن بوم
كم عذلني فيك أفاك أثيم
سامري مايروم اللي تروم
كل عين شوفها صاغ سليم
من سنانك ياعلي فيها هزوم
بعد سنتين أو أكثر قليلاً من إقامة ابن لعبون من في منفاه بالكويت، هجم وباء الطاعون على الكويت خلال عام ،1831 وراح ضحية ذلك الوباء مئات الكويتيين وهو من بينهم الشاعر . وكان الوباء انتقل إلي البصرة والزبير وانتشر بسرعة مذهلة في بقية مدن العراق حتى قضى على معظم سكان بغداد عام ،1834 ومن أجمل قصائد ابن لعبون قصيدة يامنازل مي في ذيلك الخروم . ويقول فيها:
يامنازل مي في ذيك الخروم
قبلة الفيحا وشرق عن سنام
ياسراب عن جوانبها يحوم
طامخات مثل خبر في يدام
يستبين بها الخبير بها الرسوم
دارسات كنهن دق الوشام
مابكت فيها من الفرقا غيوم
من نظير العين إلا عن عزام
من هموم في قلوب في جسوم
في بيوت في ديار في عدام
غيرت فيها تصاريف النجوم
وابدلت فيها بعين ماتنام
عوضت عنها الظعاين بالهدوم
وانتخاب البوم عن سجع الحمام
كل عيش غير عيشك مايدوم
يوم وصلك بالكرام والكرام
إسأل الأطلال عنهم ياغلوم
يخبرونك وابعيني ياغلام
كيف ابا اسأل من تحت ذيك الرجوم
صامتين مايردون السلام
يوم مي تحسب الدنيا تدوم
وإن عجات الصبي دوم دوام
في نعيم تحسبه لزماً لزوم
مثل منزلنا على ديم الخزام
يوم هي توريك خد به وشوم
يفضح البراق في جنح الظلام
داعجات غانجات لوتروم
كنهن في كنهن بيض النعام
هل غريم الشوق يشبع منك يوم
شبعة المسكين بأيام الصرام
أو تلمين الشمل لم الهدوم
ياليالي السعد عودن بالتمام
أو تردين البعض ذيك الهموم
والعرب والكل في ذيك الخيام
قالت اللي فات ماهب معلوم
ردته لك وأنت سالم والسلام
عن مدونة الخليج – المصدر (د . محمد فارس الفارس) تاريخ النشر: 08/06/2013-
ياهل العبرات عن دار التلاف
من عفا الله عنه يردف له رديف
عن ديار كل مافيها يعاف
ياركب ويلاه من سيف كسيف
حيث ناس عقب أهل مي نشاف
يطبخون الزاد بالماي النظيف
من عقب زل الزوالي واللحاف
والمخدة جوخ حطوا لي سقيف
شف منازل مي في ذيك الحضاف
ياطراش أن كان يحتاج تعريف
ذا مصب الماء وهذاك الرفاف
والحرم هذا وهذاك المضيف
موحشات كل مافيها يخاف
مهرة الخيال فيها ماتقيف
يالطيف من حكاياه اللطاف
سمني لعيونها عبداللطيف
كانت رحلة المنفى بالنسبة لابن لعبون رحلة قاسية، فبعد نفيه للكويت، حاول التكيف مع البيئة الجديدة، ويبدو أن الوضع لم يناسبه، فسافر إلى الهند لزيارة عمه الشيخ ضاحي العون رجل العرب في الهند، ولكنه بعد فترة قصيرة غادرها إلى البحرين وهناك التقى بشاعرها الثري عبدالجليل الطبطبائي، ولكن في النهاية رجع بن لعبون إلى منفاه في الكويت، وخلال تلك الفترة نظم الكثير من قصائده، ومنها هذه القصيدة:
ياخفي اللطف لطفك ياكريم
ترحم اللي اليوم عجز لا يقوم
مستهام لا ينام ولا ينيم
من سراميد الثماني والحلوم
مغرم في وادي الحبابه يهيم
يسأل أطلال المنازل والرجوم
كلما ناحت حمامات الصريم
في مغاني مي ناوحت الهموم
ماورا مير انت يالماشوم شيم
عن ديار جعل ساكنهن بوم
كم عذلني فيك أفاك أثيم
سامري مايروم اللي تروم
كل عين شوفها صاغ سليم
من سنانك ياعلي فيها هزوم
بعد سنتين أو أكثر قليلاً من إقامة ابن لعبون من في منفاه بالكويت، هجم وباء الطاعون على الكويت خلال عام ،1831 وراح ضحية ذلك الوباء مئات الكويتيين وهو من بينهم الشاعر . وكان الوباء انتقل إلي البصرة والزبير وانتشر بسرعة مذهلة في بقية مدن العراق حتى قضى على معظم سكان بغداد عام ،1834 ومن أجمل قصائد ابن لعبون قصيدة يامنازل مي في ذيلك الخروم . ويقول فيها:
يامنازل مي في ذيك الخروم
قبلة الفيحا وشرق عن سنام
ياسراب عن جوانبها يحوم
طامخات مثل خبر في يدام
يستبين بها الخبير بها الرسوم
دارسات كنهن دق الوشام
مابكت فيها من الفرقا غيوم
من نظير العين إلا عن عزام
من هموم في قلوب في جسوم
في بيوت في ديار في عدام
غيرت فيها تصاريف النجوم
وابدلت فيها بعين ماتنام
عوضت عنها الظعاين بالهدوم
وانتخاب البوم عن سجع الحمام
كل عيش غير عيشك مايدوم
يوم وصلك بالكرام والكرام
إسأل الأطلال عنهم ياغلوم
يخبرونك وابعيني ياغلام
كيف ابا اسأل من تحت ذيك الرجوم
صامتين مايردون السلام
يوم مي تحسب الدنيا تدوم
وإن عجات الصبي دوم دوام
في نعيم تحسبه لزماً لزوم
مثل منزلنا على ديم الخزام
يوم هي توريك خد به وشوم
يفضح البراق في جنح الظلام
داعجات غانجات لوتروم
كنهن في كنهن بيض النعام
هل غريم الشوق يشبع منك يوم
شبعة المسكين بأيام الصرام
أو تلمين الشمل لم الهدوم
ياليالي السعد عودن بالتمام
أو تردين البعض ذيك الهموم
والعرب والكل في ذيك الخيام
قالت اللي فات ماهب معلوم
ردته لك وأنت سالم والسلام
عن مدونة الخليج – المصدر (د . محمد فارس الفارس) تاريخ النشر: 08/06/2013-