بيومي فؤاد لـ"العرب": لم أندم على كلمتي في الرياض.. وارتحت لفهم المصريين ما حدث
الفنان المصري اعتزل مواقع التواصل لما تلحقه بالفنانين من أضرار.
الجمعة 2024/09/13
محرر "العرب" يحاور الفنان بيومي فؤاد
تعرض الفنان المصري بيومي فؤاد في الأشهر الماضية لحملة غير مسبوقة على خلفية مشاركته في عمل فني بالرياض خلال الأزمة الفلسطينية، حملة أججتها مواقع التواصل الاجتماعي، فقرر اعتزالها والابتعاد قليلا مع مواصلة نشاطه الفني، وهو اليوم في حواره مع “العرب” يعيد فتح أغلب الملفات بعد هدوء العاصفة ويكشف مواقفه منها.
القاهرة - في أوقات الأزمات يغيب صوت العقل وتتغلب الشعارات. وخلال الفتن يكون الصمت أبلغ من الكلام. وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي صار الأغلب يميل إلى الانحياز، مع أو ضد، دون تدقيق أو فهم. لا غرابة في ذلك، تلك طبيعة الجماهير في كل أرض، فهي تنفعل ولا تعقل، تتأثر ولا تفكر، كما قال عنها المفكر الفرنسي غوستاف لوبون في مرجعه المهم “سيكولوجية الجماهير”. يسري هذا على كل المجالات، ومنها الفن.
بعض الموضوعات لا يحتاج إلى مقدمات. مساء يوم الرابع من نوفمبر الماضي ظهر الممثل المصري بيومي فؤاد على خشبة المسرح في ختام إحدى ليالي عرض مسرحية “زواج اصطناعي” ضمن موسم الرياض، ليلقي كلمة دافع فيها عن الفنانين المصريين الذين تعرضوا لهجوم شديد بسبب المشاركة في أعمال كوميدية في ظل الحرب على غزة، رافضا أن يقلل أحد من شأن الفن.
جاء ذلك بعد اعتذار الممثل المصري محمد سلام عن المشاركة في المسرحية كبطل للعرض، وظهوره في فيديو برر فيه انسحابه بعدم قدرته على المشاركة وسط قتل إخوتنا في فلسطين، لتندلع بعدها العاصفة ضد بيومي فؤاد وفريق عمل المسرحية بالكامل، بطولة مي عزالدين ومحمد أنور الذي شارك في اللحظات الأخيرة بدلا من سلام.
التقت “العرب” بيومي فؤاد بعد مرور نحو عشرة أشهر على العاصفة، لم يتحدث خلالها عن الموضوع سوى مرة، مع الإعلامية المصرية أسماء إبراهيم في برنامج “حبر سري” على قناة “القاهرة والناس”. آثر الصمت وواصل العمل، وأنهى تصوير دوره في مسلسل “كتالوج” الذي سيعرض قريبا على نتفليكس، قائلا إنه دور صغير يعتز به كثيرا.
وبدأ حاليا عرض مسلسل “مطعم الحبايب” الذي يشارك فيه على منصة “شاهد”، بطولة أحمد مالك وهدى المفتي وانتصار وحمزة العيلي، إخراج عصام عبدالحميد وإنتاج عبدالله أبوالفتوح.
لا تحمل همًّا
◙ العاصفة هدأت عما بدأت به بالفعل
هل هدأت العاصفة؟ يجيب بيومي فؤاد عن سؤال “العرب” قائلا “إنها هدأت عما بدأت به بالطبع، وأنه اطمأن إلى محبة جمهور الفن الحقيقي الذي يلتقيه ويطلب التصوير معه ويدعمه، ولا يتحدث معه في ما جرى، إنما يقول له لا تحمل هما فنحن نحبك”. ويوضح أنه صار يتعمد الخروج مع أسرته إلى الأماكن العامة كي يلمس نبض الناس تجاهه بنفسه، وما أسعده أنه وجد فئة الشباب تحمل نفس المشاعر نحوه، وكان يتوقع تأثرهم بالحملات ضده على وسائل التواصل.
بعد أزمة مسرحية “زواج اصطناعي” ظل بيومي فؤاد في المملكة العربية السعودية لمدة عشرة أيام، بسبب مشاركته في عمل مسرحي آخر هناك. وفي أول رجوع له إلى مصر بعد ذلك، كما يكشف في حديثه لـ”العرب”، أخبره شقيقه بأنه سيرسل إليه “بودي غارد” (حارسا شخصيا) إلى المطار خوفا عليه، لكنه أدرك خطأ تقديره بعد وصوله.
ويقول “ما حدث بعد عودتي هو أن أعداد الناس الذين يأتون لطلب التصوير معي زادت والكل يدعمني، والمفاجأة أنهم ليسوا مصريين فقط، إنما عبر لي أفراد عائلات فلسطينية من غزة عن محبتهم قائلين: إننا نعرف من معنا ومن ضدنا”.
منذ فترة أغلق بيومي فؤاد كل صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أنه لم يكن ماهرا فيها، ولا يستغل شعبيته كي تدر عليه السوشيال ميديا دخلا ماديا، وعندما حدثت الأزمة نشر البعض رقم هاتفه على موقع فيسبوك، لتبدأ الشتائم ضده عبر تطبيق واتساب، فقام بإلغاء كل وسائل التواصل الاجتماعي لديه، وركز على عمله.
وتابع “لا أريد أن أقرأ ما يكتبه من يهاجمني أو حتى يدافع عني، لأن هناك لغطا حدث، وفي أيام الفتن يكون الصمت أفضل. السوشيال ميديا بلاء أزرق، والبعض يستغلها بالطبخ في غرف النوم أو الظهور مع أسرته كي يحصل على أموال، ثم يلام الممثل بعد ذلك لأنه يقدم فنا كوميديّا”.
◙ لن يجمعني عمل فني مع المخرجة كاملة أبوذكري مستقبلا ولو كان في طريقه إلى نيل جائزة الأوسكار
يواجه الفنان عموما، في رأي فؤاد، واقعا جديدا هو أنه متهم في كل الأحوال، حتى لو ذهب لأداء الحج أو العمرة أو صلاة الجمعة، وبدأ هذا الأمر منذ فترة سبقت ما حدث لأبناء غزة “ربنا يعافيهم ويقويهم ويثبتهم”، لكن حالات الترصد والتصيد والسباب زادت وتيرتها بشدة. مرت أشهر طوال على كلمات بيومي فؤاد على خشبة المسرح في الرياض، التي تلتها عاصفة الهجوم ضده، والإنسان الطبيعي قبل أن يضع رأسه على وسادته لا شك أنه يراجع نفسه، ويعيد حساباته، مفكرا متأملا في ما حدث.
لا ينفي بيومي أنه أعاد التفكير في الأمر، ورأى أنه ربما يكون قد خانه التعبير في لفظ، أو ربما أخذته الحماسة في جملة، أو لعل الوقت حينها لم يكن مناسبا للكلام، لكنه يؤكد أنه لم يندم على ما قاله، فالمهم هو هدفه ونيته، بدليل أنه دفع الثمن عندما عاش أسوأ أيام حياته، لأنه قال ما بداخله دون حسابات.
وبحزم قال “أقسم أن أحدا لم يطلب مني أن أتكلم وقتها، بل إن الجميع اعترض على ظهوري، لكن فاجأت الكل حتى زوجتي، وأمسكت الميكروفون دون أي ترتيب مسبق ودون أن أعرف ماذا سأقول. وزملائي في العمل تم توجيه السباب إليهم بسببي، لكنني لم أستطع وقتها الصمت”.
أكدت مصادر لـ”العرب” أن الفنانين المصريين بيومي فؤاد ومحمد سلام لم يلتقيا وجها لوجه منذ وقوع الأزمة، وأن هناك محاولات للصلح بينهما تبذلها أطراف عديدة. سألت بيومي فؤاد عن الأمر، فاكتفى بقوله “ربنا يهدّي الحال”، وبدا أنه لا يريد الحديث، فعدت لأسأله عما يمكن أن يحل الأزمة، فقال “بأمانة، هناك أطراف كثيرة مخلصة حاولت التدخل للصلح، لكن المشكلة أن ما حدث أصاب جميع العاملين في الفن بالأذى، وصار الفنانون كأنهم عار، مطالبون بالتخفي”.
وأكد أن هناك صيغا مختلفة للحل يمكن أن تحفظ للكل كرامته، فتحافظ على المواقف وترفع الأذى أيضا عمن تضرروا بسبب ما حدث، موضحا “أنا بشكل شخصي لم يخطئ في حقي أحد، لكن ‘الشغلانة’ أو المهنة كلها تضررت، فالفن ليس عيبا والإضحاك في الفن ليس عارا”.
في وقت الأزمة شنت المخرجة المصرية كاملة أبوذكري هجوما حادا عبر صفحتها على موقع فيسبوك ضد بيومي فؤاد عقب كلمته على مسرح الرياض، ثم ظهرت بعد فترة مدعوة في إحدى المناسبات بالسعودية وهي تصافح المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه بكلتا يديها، وحذفت المنشور الهجومي السابق.
وبالنظر إلى كلمات بيومي فؤاد حول وجود مساع يقوم بها أطراف للصلح مع محمد سلام، سألته عن إمكانية التصالح مع المخرجة المصرية، فأكد ألا مجال لأي صلح معها، “لا يمكن أن يجمعني بها أي عمل فني مستقبلا حتى لو كان سينال جائزة الأوسكار. كاملة سقطت في نظري لأنها لم تكمل موقفها الذي بدأته، فلماذا حذفت منشورها الذي كتبته. هل تستطيع أن تجيب عن السؤال؟”.
كما يشير إلى ممثل آخر كتب كلاما هجوميا خلال الأزمة، وعندما رفضت منصة “شاهد” شراء المسلسل الذي يعمل به تراجع وحذف ما كتبه، مدعيا أن صفحته سرقت منه ولم يكتب ما نُشر فيها، ثم عاد ليكتب كلاما مختلفا. عندئذ ظهرت على وجه بيومي فؤاد خلال حديثه لـ”العرب” كل ملامح التقزز والاستياء، معتبرا أن من يتخذ موقفا لا بد أن يظل ثابتا عليه احتراما لنفسه، “فلتكن رجلا، ولا تهرب”.
كنا نتمنى مصافحتهم
◙ بيومي يؤكد أن علاقته بالصحافيين شديدة الاحترام
تربى بيومي فؤاد على قراءة الصحف في زمن سابق، عندما كانت الصحيفة “كنزا” كما يصفها، فيقرأ فيها لكتاب كبار، ممن “كنا نتمنى أن نصافحهم، وكان الممثل يسعى لإقامة علاقات جيدة مع الصحافيين عامة”. لكنه اليوم يرى أن الصحافة مختلفة، ولعبت دورا في تأجيج أزمته، وقال “الفيديو الذي تم نشره لكلمته على خشبة المسرح في الرياض لم يكن كاملا، وإن أول جملة قالها هي: أنا فنان مصري ولي الشرف، جئت إلى السعودية لأعرض فني ولي الشرف”، لكن هذا الكلام لم يظهر.
ويؤكد أن علاقته بالصحافيين شديدة الاحترام، لكنه يطالب نقابة الصحافيين المصريين بالتعامل مع الواقع الحالي، ووضع الأطر التنظيمية لفرز من يحق أو لا يحق لهم ممارسة العمل الصحفي، ومن يتبعون النقابة ومن لا يتبعونها، بعد ما يجري في مناسبات العزاء الخاصة بالفنانين وغيرها، فكما تدعم النقابة من تتم إهانته من أبنائها لا بد أن تقوم بواجبها تجاه هذه المسائل.
◙ أطراف كثيرة تحاول التدخل للصلح بين فؤاد والممثل محمد سلام، لكن المشكلة أن ما حدث أصاب كل الفنانين بالأذى
ولا يعترض الممثل المصري بأي حال من الأحوال على النقد ولا يغضب بسببه، وعن ذلك يقول “لا مشكلة عندي على الإطلاق في أن تقول إن بيومي فؤاد لا يعجبني كممثل، والإعلامي الكبير مفيد فوزي، رحمة الله عليه، وصفني في برنامج ‘شيخ الحارة’ للإعلامية بسمة وهبي بأنني ممثل متمكن لكن لا أضحكه، وخاطبني في البرنامج: ارحمنا يا أخي. وظل يكررها في كل مكان وإنْ لم يُسأل”.
وتابع “في أحد المهرجانات كان يتم تكريمي ووجدت الأستاذ مفيد يجلس في الصف السادس، فذهبت لأطلب منه الجلوس في الأمام. لا أريد أن أقول بهذا إنني إنسان رائع وجميل، لكن تربينا على أسلوب الاختلاف مع الكبار، وانتقاد الكبار لا بد أن يكون بأدب، أما السوشيال ميديا فقد أفقدتنا الأخلاق”.
يُعد عام 2017 أكثر فترة شهدت انتشار بيومي فؤاد، لأدائه العديد من الأدوار في المسلسلات والأفلام، فظهرت مقولة “لو فتحت الحنفية (الصنبور) حينزل (سينزل) لك بيومي فؤاد”. وخلال أدائه مناسك الحج آنذاك قالت له سيدة مسنة “الله يخيبك.. أنت هنا كمان”. واستغلت مطاعم وشركات صورته في الدعاية لها دون الرجوع إليه، حتى قيل له إنه سيحصل على أموال كثيرة منها في حال مقاضاتها، لكنه رفض مبديا سعادته بكل ذلك.
في الأزمة الأخيرة قرر إقامة دعاوى قضائية ضد من تجاوزوا في حقه من أصحاب المحال التجارية، في إعلانات نُشرت على وسائل التواصل، وبعد إجراء التحريات من جانب مباحث الإنترنت وصلت بعض القضايا إلى المحاكم وتم تحديد جلسات لها بالفعل. ويعلق على ذلك بقوله “أريد أن أحصل على حقي بالقانون، ولن أتركه، فلا يمكن أن أصمت عندما يسبني أحدهم استغلالا للموقف ويقول إن الأسعار لديه أرخص من بيومي فؤاد”.
حقق مؤخرا فيلم “سنيور.. عقدة الخواجة” نجاحا كبيرا في السينما السعودية، ولعب فيه بيومي فؤاد دور مدير في شركة سعودية، إذ يقوم أحد الشباب المتميزين في عملهم بالتنكر على أنه شخص إيطالي الجنسية كي يضمن العمل في الشركة التي تنتظر وصول خبير إيطالي، ثم يتم كشفه.
ويقول بيومي إن الفيلم يحمل رسالة جيدة، تكشف أن عقدة الخواجة (الأجنبي) ليست في مصر فقط إنما في الوطن العربي كله، وهو إنتاج المخرج أيمن خوجة مع شركة “موفي سينما”، والفيلم لم يعرض في مصر لأنه يحكي قصة سعودية.
في ظل الغليان
◙ المستشار تركي آل الشيخ يحب مصر، وهو رجل أعمال ماهر يهدف إلى إقامة تعاون فني حقيقي مع مصر
منذ فترة قريبة أثار الإعلان عن إنتاج فيلم يحمل عنوان “النونو” للنجم المصري أحمد حلمي جدلا واسعا في مصر، واعتراضات على قصته التي تدور حول مواطن مصري يقوم بالنصب على الناس في موسم الحج، ما دعا المستشار تركي آل الشيخ إلى الإعلان عن إلغاء الفيلم.
وفي هذا السياق سألت “العرب” الفنان بيومي فؤاد حول شكوك المصريين في ما يتعلق بمضمون بعض الأفلام التي يتم إنتاجها في السعودية وهي من بطولة النجوم المصريين، فعبر أولا عن احترامه رغبة الشعب المصري في أن يرى فنانيه دائما في أفضل صورة.
لكنه تساءل “هل قيام ممثل ما بدور لص يعني أنه لص بالفعل؟ الفنان قد يقوم بدور شخص متدين وربما هو لا يصلي في الأساس، والفنان الكبير محمود المليجي قام في أغلب أعماله بأدوار الشر رغم أنه شخص طيب جدا، فلو قام ممثل بدور شخص مصري يسرق الناس في الحج هل يعني هذا أن المصريين سارقون؟ وما هي نهاية الفيلم أو ماذا سيحدث لهذا البطل؟ لكن أحترم جدا أنه في ظل حالات الغليان لا داعي إلى هذه الأشياء”.
ويؤكد أن المستشار تركي آل الشيخ رجل محب لمصر بالفعل، ولا يتحدث عنها إلا بحب شديد، وهو “رجل شاطر جدا”، وبعيدا عن دوره السياسي والفني والثقافي المهم في ما يحدث في المملكة حاليا فهو “بيزنس مان شاطر” (رجل أعمال ماهر)، ويريد التعاون الفني الحقيقي مع مصر.
ويضيف “لمست محبته لبلدي عندما دعاني لأول مرة إلى احتفال كبير في الرياض بمناسبة وصول المنتخب السعودي إلى منافسات كأس العالم في روسيا عام 2018، ووجدت كل الترحاب بالوفد المصري الذي كان أغلبه من الرياضيين، وخصص آنذاك للوفد بالكامل طائرة تقله من الرياض لأداء العمرة”.
ويرد فؤاد على الآراء التي ترى أن الثورة الفنية السعودية الحالية تنطوي على بعض التسرع والاهتمام بالشكل والإبهار على حساب المضمون، قائلا “بالعكس.. قد تبدو حاليا هكذا، لكنهم يفكرون في ما هو قادم”. ويوضح أنهم يقومون الآن ببناء قاعدة فنية سعودية من المخرجين والممثلين ومديري التصوير والمصورين وغيرهم، ويستعينون بنا الآن ويكرموننا، ولا يهينوننا، فهم لا ينسون فضل مصر، ويقولون دوما إن السينما والمسرح والمسلسلات هي مصر، ولا ينكرون علينا هذا.
ويتساءل “عندما يذهب الفنان أشرف عبدالباقي لتدريب ممثلين شباب من الجنسين ويخرج مجموعات من المتميزين فكيف نرفض هذا؟ وما المانع؟ ألا نتذكر أن معهد الفنون المسرحية في الكويت أنشأه الفنان المصري زكي طليمات مثلما أنشأ المعهد في مصر، وقام بالتدريس هناك أكاديميون مصريون كبار؟ فكيف ننتقد هذا؟ ألا ينبغي أن نسعد به؟”.
وإلى الكويت، تصل آخر محطات حديث “العرب” مع بيومي فؤاد، الذي أثار برنامجه “قهوة بيومي” على تلفزيون الكويت الأسابيع الماضية أزمة جديدة قبل بدء عرضه، عندما شن مغردون كويتيون هجوما عليه بادعاء حصوله على مبلغ خيالي في البرنامج، لكن الأزمة انتهت مع بدء إذاعة حلقاته، وأحالت الجهات الرسمية في الكويت أصحاب الادعاءات إلى النيابة العامة، وطالبتهم بتقديم إثباتات على ما نشروه خلافا للحقيقة.
وتعود إلى بيومي فؤاد ابتسامته، حيث يقول “ادَّعوا أنني حصلت على مبلغ 92 ألف دينار كويتي (حوالي ثلاثمئة ألف دولار)، وبهذا يمكنني أن أساهم في سداد ديون مصر”، ويضحك بشدة.
محمد شعير
كاتب مصري
الفنان المصري اعتزل مواقع التواصل لما تلحقه بالفنانين من أضرار.
الجمعة 2024/09/13
محرر "العرب" يحاور الفنان بيومي فؤاد
تعرض الفنان المصري بيومي فؤاد في الأشهر الماضية لحملة غير مسبوقة على خلفية مشاركته في عمل فني بالرياض خلال الأزمة الفلسطينية، حملة أججتها مواقع التواصل الاجتماعي، فقرر اعتزالها والابتعاد قليلا مع مواصلة نشاطه الفني، وهو اليوم في حواره مع “العرب” يعيد فتح أغلب الملفات بعد هدوء العاصفة ويكشف مواقفه منها.
القاهرة - في أوقات الأزمات يغيب صوت العقل وتتغلب الشعارات. وخلال الفتن يكون الصمت أبلغ من الكلام. وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي صار الأغلب يميل إلى الانحياز، مع أو ضد، دون تدقيق أو فهم. لا غرابة في ذلك، تلك طبيعة الجماهير في كل أرض، فهي تنفعل ولا تعقل، تتأثر ولا تفكر، كما قال عنها المفكر الفرنسي غوستاف لوبون في مرجعه المهم “سيكولوجية الجماهير”. يسري هذا على كل المجالات، ومنها الفن.
بعض الموضوعات لا يحتاج إلى مقدمات. مساء يوم الرابع من نوفمبر الماضي ظهر الممثل المصري بيومي فؤاد على خشبة المسرح في ختام إحدى ليالي عرض مسرحية “زواج اصطناعي” ضمن موسم الرياض، ليلقي كلمة دافع فيها عن الفنانين المصريين الذين تعرضوا لهجوم شديد بسبب المشاركة في أعمال كوميدية في ظل الحرب على غزة، رافضا أن يقلل أحد من شأن الفن.
جاء ذلك بعد اعتذار الممثل المصري محمد سلام عن المشاركة في المسرحية كبطل للعرض، وظهوره في فيديو برر فيه انسحابه بعدم قدرته على المشاركة وسط قتل إخوتنا في فلسطين، لتندلع بعدها العاصفة ضد بيومي فؤاد وفريق عمل المسرحية بالكامل، بطولة مي عزالدين ومحمد أنور الذي شارك في اللحظات الأخيرة بدلا من سلام.
التقت “العرب” بيومي فؤاد بعد مرور نحو عشرة أشهر على العاصفة، لم يتحدث خلالها عن الموضوع سوى مرة، مع الإعلامية المصرية أسماء إبراهيم في برنامج “حبر سري” على قناة “القاهرة والناس”. آثر الصمت وواصل العمل، وأنهى تصوير دوره في مسلسل “كتالوج” الذي سيعرض قريبا على نتفليكس، قائلا إنه دور صغير يعتز به كثيرا.
وبدأ حاليا عرض مسلسل “مطعم الحبايب” الذي يشارك فيه على منصة “شاهد”، بطولة أحمد مالك وهدى المفتي وانتصار وحمزة العيلي، إخراج عصام عبدالحميد وإنتاج عبدالله أبوالفتوح.
لا تحمل همًّا
◙ العاصفة هدأت عما بدأت به بالفعل
هل هدأت العاصفة؟ يجيب بيومي فؤاد عن سؤال “العرب” قائلا “إنها هدأت عما بدأت به بالطبع، وأنه اطمأن إلى محبة جمهور الفن الحقيقي الذي يلتقيه ويطلب التصوير معه ويدعمه، ولا يتحدث معه في ما جرى، إنما يقول له لا تحمل هما فنحن نحبك”. ويوضح أنه صار يتعمد الخروج مع أسرته إلى الأماكن العامة كي يلمس نبض الناس تجاهه بنفسه، وما أسعده أنه وجد فئة الشباب تحمل نفس المشاعر نحوه، وكان يتوقع تأثرهم بالحملات ضده على وسائل التواصل.
بعد أزمة مسرحية “زواج اصطناعي” ظل بيومي فؤاد في المملكة العربية السعودية لمدة عشرة أيام، بسبب مشاركته في عمل مسرحي آخر هناك. وفي أول رجوع له إلى مصر بعد ذلك، كما يكشف في حديثه لـ”العرب”، أخبره شقيقه بأنه سيرسل إليه “بودي غارد” (حارسا شخصيا) إلى المطار خوفا عليه، لكنه أدرك خطأ تقديره بعد وصوله.
ويقول “ما حدث بعد عودتي هو أن أعداد الناس الذين يأتون لطلب التصوير معي زادت والكل يدعمني، والمفاجأة أنهم ليسوا مصريين فقط، إنما عبر لي أفراد عائلات فلسطينية من غزة عن محبتهم قائلين: إننا نعرف من معنا ومن ضدنا”.
منذ فترة أغلق بيومي فؤاد كل صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أنه لم يكن ماهرا فيها، ولا يستغل شعبيته كي تدر عليه السوشيال ميديا دخلا ماديا، وعندما حدثت الأزمة نشر البعض رقم هاتفه على موقع فيسبوك، لتبدأ الشتائم ضده عبر تطبيق واتساب، فقام بإلغاء كل وسائل التواصل الاجتماعي لديه، وركز على عمله.
وتابع “لا أريد أن أقرأ ما يكتبه من يهاجمني أو حتى يدافع عني، لأن هناك لغطا حدث، وفي أيام الفتن يكون الصمت أفضل. السوشيال ميديا بلاء أزرق، والبعض يستغلها بالطبخ في غرف النوم أو الظهور مع أسرته كي يحصل على أموال، ثم يلام الممثل بعد ذلك لأنه يقدم فنا كوميديّا”.
◙ لن يجمعني عمل فني مع المخرجة كاملة أبوذكري مستقبلا ولو كان في طريقه إلى نيل جائزة الأوسكار
يواجه الفنان عموما، في رأي فؤاد، واقعا جديدا هو أنه متهم في كل الأحوال، حتى لو ذهب لأداء الحج أو العمرة أو صلاة الجمعة، وبدأ هذا الأمر منذ فترة سبقت ما حدث لأبناء غزة “ربنا يعافيهم ويقويهم ويثبتهم”، لكن حالات الترصد والتصيد والسباب زادت وتيرتها بشدة. مرت أشهر طوال على كلمات بيومي فؤاد على خشبة المسرح في الرياض، التي تلتها عاصفة الهجوم ضده، والإنسان الطبيعي قبل أن يضع رأسه على وسادته لا شك أنه يراجع نفسه، ويعيد حساباته، مفكرا متأملا في ما حدث.
لا ينفي بيومي أنه أعاد التفكير في الأمر، ورأى أنه ربما يكون قد خانه التعبير في لفظ، أو ربما أخذته الحماسة في جملة، أو لعل الوقت حينها لم يكن مناسبا للكلام، لكنه يؤكد أنه لم يندم على ما قاله، فالمهم هو هدفه ونيته، بدليل أنه دفع الثمن عندما عاش أسوأ أيام حياته، لأنه قال ما بداخله دون حسابات.
وبحزم قال “أقسم أن أحدا لم يطلب مني أن أتكلم وقتها، بل إن الجميع اعترض على ظهوري، لكن فاجأت الكل حتى زوجتي، وأمسكت الميكروفون دون أي ترتيب مسبق ودون أن أعرف ماذا سأقول. وزملائي في العمل تم توجيه السباب إليهم بسببي، لكنني لم أستطع وقتها الصمت”.
أكدت مصادر لـ”العرب” أن الفنانين المصريين بيومي فؤاد ومحمد سلام لم يلتقيا وجها لوجه منذ وقوع الأزمة، وأن هناك محاولات للصلح بينهما تبذلها أطراف عديدة. سألت بيومي فؤاد عن الأمر، فاكتفى بقوله “ربنا يهدّي الحال”، وبدا أنه لا يريد الحديث، فعدت لأسأله عما يمكن أن يحل الأزمة، فقال “بأمانة، هناك أطراف كثيرة مخلصة حاولت التدخل للصلح، لكن المشكلة أن ما حدث أصاب جميع العاملين في الفن بالأذى، وصار الفنانون كأنهم عار، مطالبون بالتخفي”.
وأكد أن هناك صيغا مختلفة للحل يمكن أن تحفظ للكل كرامته، فتحافظ على المواقف وترفع الأذى أيضا عمن تضرروا بسبب ما حدث، موضحا “أنا بشكل شخصي لم يخطئ في حقي أحد، لكن ‘الشغلانة’ أو المهنة كلها تضررت، فالفن ليس عيبا والإضحاك في الفن ليس عارا”.
في وقت الأزمة شنت المخرجة المصرية كاملة أبوذكري هجوما حادا عبر صفحتها على موقع فيسبوك ضد بيومي فؤاد عقب كلمته على مسرح الرياض، ثم ظهرت بعد فترة مدعوة في إحدى المناسبات بالسعودية وهي تصافح المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه بكلتا يديها، وحذفت المنشور الهجومي السابق.
وبالنظر إلى كلمات بيومي فؤاد حول وجود مساع يقوم بها أطراف للصلح مع محمد سلام، سألته عن إمكانية التصالح مع المخرجة المصرية، فأكد ألا مجال لأي صلح معها، “لا يمكن أن يجمعني بها أي عمل فني مستقبلا حتى لو كان سينال جائزة الأوسكار. كاملة سقطت في نظري لأنها لم تكمل موقفها الذي بدأته، فلماذا حذفت منشورها الذي كتبته. هل تستطيع أن تجيب عن السؤال؟”.
كما يشير إلى ممثل آخر كتب كلاما هجوميا خلال الأزمة، وعندما رفضت منصة “شاهد” شراء المسلسل الذي يعمل به تراجع وحذف ما كتبه، مدعيا أن صفحته سرقت منه ولم يكتب ما نُشر فيها، ثم عاد ليكتب كلاما مختلفا. عندئذ ظهرت على وجه بيومي فؤاد خلال حديثه لـ”العرب” كل ملامح التقزز والاستياء، معتبرا أن من يتخذ موقفا لا بد أن يظل ثابتا عليه احتراما لنفسه، “فلتكن رجلا، ولا تهرب”.
كنا نتمنى مصافحتهم
◙ بيومي يؤكد أن علاقته بالصحافيين شديدة الاحترام
تربى بيومي فؤاد على قراءة الصحف في زمن سابق، عندما كانت الصحيفة “كنزا” كما يصفها، فيقرأ فيها لكتاب كبار، ممن “كنا نتمنى أن نصافحهم، وكان الممثل يسعى لإقامة علاقات جيدة مع الصحافيين عامة”. لكنه اليوم يرى أن الصحافة مختلفة، ولعبت دورا في تأجيج أزمته، وقال “الفيديو الذي تم نشره لكلمته على خشبة المسرح في الرياض لم يكن كاملا، وإن أول جملة قالها هي: أنا فنان مصري ولي الشرف، جئت إلى السعودية لأعرض فني ولي الشرف”، لكن هذا الكلام لم يظهر.
ويؤكد أن علاقته بالصحافيين شديدة الاحترام، لكنه يطالب نقابة الصحافيين المصريين بالتعامل مع الواقع الحالي، ووضع الأطر التنظيمية لفرز من يحق أو لا يحق لهم ممارسة العمل الصحفي، ومن يتبعون النقابة ومن لا يتبعونها، بعد ما يجري في مناسبات العزاء الخاصة بالفنانين وغيرها، فكما تدعم النقابة من تتم إهانته من أبنائها لا بد أن تقوم بواجبها تجاه هذه المسائل.
◙ أطراف كثيرة تحاول التدخل للصلح بين فؤاد والممثل محمد سلام، لكن المشكلة أن ما حدث أصاب كل الفنانين بالأذى
ولا يعترض الممثل المصري بأي حال من الأحوال على النقد ولا يغضب بسببه، وعن ذلك يقول “لا مشكلة عندي على الإطلاق في أن تقول إن بيومي فؤاد لا يعجبني كممثل، والإعلامي الكبير مفيد فوزي، رحمة الله عليه، وصفني في برنامج ‘شيخ الحارة’ للإعلامية بسمة وهبي بأنني ممثل متمكن لكن لا أضحكه، وخاطبني في البرنامج: ارحمنا يا أخي. وظل يكررها في كل مكان وإنْ لم يُسأل”.
وتابع “في أحد المهرجانات كان يتم تكريمي ووجدت الأستاذ مفيد يجلس في الصف السادس، فذهبت لأطلب منه الجلوس في الأمام. لا أريد أن أقول بهذا إنني إنسان رائع وجميل، لكن تربينا على أسلوب الاختلاف مع الكبار، وانتقاد الكبار لا بد أن يكون بأدب، أما السوشيال ميديا فقد أفقدتنا الأخلاق”.
يُعد عام 2017 أكثر فترة شهدت انتشار بيومي فؤاد، لأدائه العديد من الأدوار في المسلسلات والأفلام، فظهرت مقولة “لو فتحت الحنفية (الصنبور) حينزل (سينزل) لك بيومي فؤاد”. وخلال أدائه مناسك الحج آنذاك قالت له سيدة مسنة “الله يخيبك.. أنت هنا كمان”. واستغلت مطاعم وشركات صورته في الدعاية لها دون الرجوع إليه، حتى قيل له إنه سيحصل على أموال كثيرة منها في حال مقاضاتها، لكنه رفض مبديا سعادته بكل ذلك.
في الأزمة الأخيرة قرر إقامة دعاوى قضائية ضد من تجاوزوا في حقه من أصحاب المحال التجارية، في إعلانات نُشرت على وسائل التواصل، وبعد إجراء التحريات من جانب مباحث الإنترنت وصلت بعض القضايا إلى المحاكم وتم تحديد جلسات لها بالفعل. ويعلق على ذلك بقوله “أريد أن أحصل على حقي بالقانون، ولن أتركه، فلا يمكن أن أصمت عندما يسبني أحدهم استغلالا للموقف ويقول إن الأسعار لديه أرخص من بيومي فؤاد”.
حقق مؤخرا فيلم “سنيور.. عقدة الخواجة” نجاحا كبيرا في السينما السعودية، ولعب فيه بيومي فؤاد دور مدير في شركة سعودية، إذ يقوم أحد الشباب المتميزين في عملهم بالتنكر على أنه شخص إيطالي الجنسية كي يضمن العمل في الشركة التي تنتظر وصول خبير إيطالي، ثم يتم كشفه.
ويقول بيومي إن الفيلم يحمل رسالة جيدة، تكشف أن عقدة الخواجة (الأجنبي) ليست في مصر فقط إنما في الوطن العربي كله، وهو إنتاج المخرج أيمن خوجة مع شركة “موفي سينما”، والفيلم لم يعرض في مصر لأنه يحكي قصة سعودية.
في ظل الغليان
◙ المستشار تركي آل الشيخ يحب مصر، وهو رجل أعمال ماهر يهدف إلى إقامة تعاون فني حقيقي مع مصر
منذ فترة قريبة أثار الإعلان عن إنتاج فيلم يحمل عنوان “النونو” للنجم المصري أحمد حلمي جدلا واسعا في مصر، واعتراضات على قصته التي تدور حول مواطن مصري يقوم بالنصب على الناس في موسم الحج، ما دعا المستشار تركي آل الشيخ إلى الإعلان عن إلغاء الفيلم.
وفي هذا السياق سألت “العرب” الفنان بيومي فؤاد حول شكوك المصريين في ما يتعلق بمضمون بعض الأفلام التي يتم إنتاجها في السعودية وهي من بطولة النجوم المصريين، فعبر أولا عن احترامه رغبة الشعب المصري في أن يرى فنانيه دائما في أفضل صورة.
لكنه تساءل “هل قيام ممثل ما بدور لص يعني أنه لص بالفعل؟ الفنان قد يقوم بدور شخص متدين وربما هو لا يصلي في الأساس، والفنان الكبير محمود المليجي قام في أغلب أعماله بأدوار الشر رغم أنه شخص طيب جدا، فلو قام ممثل بدور شخص مصري يسرق الناس في الحج هل يعني هذا أن المصريين سارقون؟ وما هي نهاية الفيلم أو ماذا سيحدث لهذا البطل؟ لكن أحترم جدا أنه في ظل حالات الغليان لا داعي إلى هذه الأشياء”.
ويؤكد أن المستشار تركي آل الشيخ رجل محب لمصر بالفعل، ولا يتحدث عنها إلا بحب شديد، وهو “رجل شاطر جدا”، وبعيدا عن دوره السياسي والفني والثقافي المهم في ما يحدث في المملكة حاليا فهو “بيزنس مان شاطر” (رجل أعمال ماهر)، ويريد التعاون الفني الحقيقي مع مصر.
ويضيف “لمست محبته لبلدي عندما دعاني لأول مرة إلى احتفال كبير في الرياض بمناسبة وصول المنتخب السعودي إلى منافسات كأس العالم في روسيا عام 2018، ووجدت كل الترحاب بالوفد المصري الذي كان أغلبه من الرياضيين، وخصص آنذاك للوفد بالكامل طائرة تقله من الرياض لأداء العمرة”.
ويرد فؤاد على الآراء التي ترى أن الثورة الفنية السعودية الحالية تنطوي على بعض التسرع والاهتمام بالشكل والإبهار على حساب المضمون، قائلا “بالعكس.. قد تبدو حاليا هكذا، لكنهم يفكرون في ما هو قادم”. ويوضح أنهم يقومون الآن ببناء قاعدة فنية سعودية من المخرجين والممثلين ومديري التصوير والمصورين وغيرهم، ويستعينون بنا الآن ويكرموننا، ولا يهينوننا، فهم لا ينسون فضل مصر، ويقولون دوما إن السينما والمسرح والمسلسلات هي مصر، ولا ينكرون علينا هذا.
ويتساءل “عندما يذهب الفنان أشرف عبدالباقي لتدريب ممثلين شباب من الجنسين ويخرج مجموعات من المتميزين فكيف نرفض هذا؟ وما المانع؟ ألا نتذكر أن معهد الفنون المسرحية في الكويت أنشأه الفنان المصري زكي طليمات مثلما أنشأ المعهد في مصر، وقام بالتدريس هناك أكاديميون مصريون كبار؟ فكيف ننتقد هذا؟ ألا ينبغي أن نسعد به؟”.
وإلى الكويت، تصل آخر محطات حديث “العرب” مع بيومي فؤاد، الذي أثار برنامجه “قهوة بيومي” على تلفزيون الكويت الأسابيع الماضية أزمة جديدة قبل بدء عرضه، عندما شن مغردون كويتيون هجوما عليه بادعاء حصوله على مبلغ خيالي في البرنامج، لكن الأزمة انتهت مع بدء إذاعة حلقاته، وأحالت الجهات الرسمية في الكويت أصحاب الادعاءات إلى النيابة العامة، وطالبتهم بتقديم إثباتات على ما نشروه خلافا للحقيقة.
وتعود إلى بيومي فؤاد ابتسامته، حيث يقول “ادَّعوا أنني حصلت على مبلغ 92 ألف دينار كويتي (حوالي ثلاثمئة ألف دولار)، وبهذا يمكنني أن أساهم في سداد ديون مصر”، ويضحك بشدة.
محمد شعير
كاتب مصري