مكتبة الإسكندرية تناقش مستقبل الفن التشكيلي في ظل التطورات التكنولوجية
البعض يرى أن التطورات التكنولوجية تهدد وجود الفنانين التشكيليين وتشوه مفهوم الفن.
الجمعة 2024/09/13
ShareWhatsAppTwitterFacebook
التكنولوجيا تتوسع في عالم الفن
القاهرة - انعكست التطورات التكنولوجية الكبيرة على الفنون بشكل لافت، ومنها الفن التشكيلي، الذي بات يواجه عوالم متداخلة من التقنية التي يرى فيها البعض تغييرا جذريا لعمل الفنان ولمفهوم الفن بصفة عامة، ويرى آخرون أنها تهديد وجودي للفنانين التشكيليين وتشويه لمفهوم الفن.
ولا اختلاف على أن التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة ساهما بشكل كبير في تطور الفنون التشكيلية، ولكن ذلك لا يخلو من مساءلة ضرورية حول مستقبل الفن التشكيلي خاصة مع التطور الكبر والهيمنة المتسارعة التي تعرفها التكنولوجيا على كل مناحي الحياة البشرية لا الفن فحسب.
لقد وضعت التقنيات الحديثة في مجال الفنون التشكيلية المعايير القديمة للإبداع الفني موضع مساءلة وتشكيك بعدما تمكّن الفنانون من إنتاج أعمال فنيّة مميّزة باستخدام الكمبيوتر وبرامجه المختلفة، خصوصا مع ظهور أجيال فنيّة جديدة تعتمد بشكل شبه كلي على استخدام هذه التقنيات، فيما ظل النقد متخبطا بين رفض تام للاعتراف بفنيّة الأعمال التشكيلية الرقميّة وبين ضرورة إفراز آليات جديدة للنظر في جماليات وإيجابيات مثل هذه الأعمال التي استجابت لتطورات فرضتها عجلة التقدّم في العالم.
المحاضرون في الندوة يجيبون عن سؤال: هل تقدم التطبيقات التكنولوجية فنا أصيلا معبرا عن الفنان ومشاعره وموهبته
في هذا الإطار تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال وحدة الوسائط المتعددة بقطاع المكتبات ندوة بعنوان “مستقبل الفن التشكيلي في ظل التطورات التكنولوجية”، وذلك ظهر الأحد الخامس عشر من سبتمبر الجاري، بقاعة محاضرات بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية.
وتأتي هذه المحاضرة للوقوف نقديا على مظاهر التغول التكنولوجي على عالم الفن، كما تعكس اهتمام الفن التشكيلي المعاصر بتحولات “الراهن” على كل المستويات الممكنة والمتاحة، إذ هو نتاج أزماته وانزلاقاته وتطوره السريع.
ويلقي المحاضرة عدد من الأكاديميين المصريين بداية بهشام المعداوي، عميد كلية التربية النوعية بجامعة دمنهور، وعلية عبدالهادي، أستاذ العمارة الداخلية المتفرغ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وحسن الفداوي، الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، وعمرو الدمرداش، عضو هيئة تدريس بكلية الفنون التطبيقية بجامعة دمنهور.
تتناول الندوة عدة محاور منها أخلاقيات الابتكار والإبداع في ظل التطورات التكنولوجية، بالإضافة إلى طرح تساؤل: هل تقدم التطبيقات التكنولوجية فنا أصيلا معبرا عن الفنان ومشاعره وموهبته الحقيقية؟
كما يتداول المتدخلون أسئلة ملحة حول وضع الفن التشكيلي في ظل الواقع المختلف الذي فرضته التكنولوجيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي الذي صار ينتج أعمالا فنية خاصة، ومن هذه الأسئلة الملحة: هل يمكن أن تكون التقنية بديلا عن حس الفنان وبراعته الفنية؟ هل يقضي استخدام التقنيات الحديثة في مجال الفنون على خصوصية عملية الخلق الفني لدى الفنان في تفاعله مع اللوحة؟ وهل يمكن اعتبار الأعمال المستفيدة من التكنولوجيا أقل فنيّة من نظيرتها التي تعتمد على خطوط الفنان على اللوحة دون تدخل تقني؟
فنانو الحداثة قد استفادوا كثيرا من هذا التطور التقني، فظهرت فنون ومدارس اعتمدت على هذا التطور، كفن الديجيتال آرت والفيديو آرت والفن الأدائي، وكلها فنون مقبولة لأنها مجرد أدوات يحركها الفنان، عكس الفنون التي يتدخل فيها الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وهو ما يطرح إشكاليات أعمق.
ويعرض المحاضرون التأثيرات الإيجابية والسلبية لاستخدام التطبيقات التكنولوجية في الفنون البصرية والنحت، كما سيتحدث ضيوف الندوة عن تجاربهم الفنية الذاتية في استخدام التطبيقات التكنولوجية.
وسيقام على هامش الندوة معرض مصغر للأعمال الفنية التي أنتجت باستخدام التطبيقات التكنولوجية لطلاب كلية التربية النوعية بجامعة دمنهور.
وتأتي الفعالية في ضوء اهتمام مكتبة الإسكندرية بنشر المعرفة والثقافة في كل جوانب حياة المواطن المصري، من خلال الفعاليات العلمية والثقافية التي تأتي استكمالا لدورها الداعم لخطط التنمية الوطنية والاتجاهات العامة للدولة التي تضع قضية العلم والاطلاع وجودة الفكر على قمة أولوياتها.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
البعض يرى أن التطورات التكنولوجية تهدد وجود الفنانين التشكيليين وتشوه مفهوم الفن.
الجمعة 2024/09/13
ShareWhatsAppTwitterFacebook
التكنولوجيا تتوسع في عالم الفن
القاهرة - انعكست التطورات التكنولوجية الكبيرة على الفنون بشكل لافت، ومنها الفن التشكيلي، الذي بات يواجه عوالم متداخلة من التقنية التي يرى فيها البعض تغييرا جذريا لعمل الفنان ولمفهوم الفن بصفة عامة، ويرى آخرون أنها تهديد وجودي للفنانين التشكيليين وتشويه لمفهوم الفن.
ولا اختلاف على أن التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة ساهما بشكل كبير في تطور الفنون التشكيلية، ولكن ذلك لا يخلو من مساءلة ضرورية حول مستقبل الفن التشكيلي خاصة مع التطور الكبر والهيمنة المتسارعة التي تعرفها التكنولوجيا على كل مناحي الحياة البشرية لا الفن فحسب.
لقد وضعت التقنيات الحديثة في مجال الفنون التشكيلية المعايير القديمة للإبداع الفني موضع مساءلة وتشكيك بعدما تمكّن الفنانون من إنتاج أعمال فنيّة مميّزة باستخدام الكمبيوتر وبرامجه المختلفة، خصوصا مع ظهور أجيال فنيّة جديدة تعتمد بشكل شبه كلي على استخدام هذه التقنيات، فيما ظل النقد متخبطا بين رفض تام للاعتراف بفنيّة الأعمال التشكيلية الرقميّة وبين ضرورة إفراز آليات جديدة للنظر في جماليات وإيجابيات مثل هذه الأعمال التي استجابت لتطورات فرضتها عجلة التقدّم في العالم.
المحاضرون في الندوة يجيبون عن سؤال: هل تقدم التطبيقات التكنولوجية فنا أصيلا معبرا عن الفنان ومشاعره وموهبته
في هذا الإطار تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال وحدة الوسائط المتعددة بقطاع المكتبات ندوة بعنوان “مستقبل الفن التشكيلي في ظل التطورات التكنولوجية”، وذلك ظهر الأحد الخامس عشر من سبتمبر الجاري، بقاعة محاضرات بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية.
وتأتي هذه المحاضرة للوقوف نقديا على مظاهر التغول التكنولوجي على عالم الفن، كما تعكس اهتمام الفن التشكيلي المعاصر بتحولات “الراهن” على كل المستويات الممكنة والمتاحة، إذ هو نتاج أزماته وانزلاقاته وتطوره السريع.
ويلقي المحاضرة عدد من الأكاديميين المصريين بداية بهشام المعداوي، عميد كلية التربية النوعية بجامعة دمنهور، وعلية عبدالهادي، أستاذ العمارة الداخلية المتفرغ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وحسن الفداوي، الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، وعمرو الدمرداش، عضو هيئة تدريس بكلية الفنون التطبيقية بجامعة دمنهور.
تتناول الندوة عدة محاور منها أخلاقيات الابتكار والإبداع في ظل التطورات التكنولوجية، بالإضافة إلى طرح تساؤل: هل تقدم التطبيقات التكنولوجية فنا أصيلا معبرا عن الفنان ومشاعره وموهبته الحقيقية؟
كما يتداول المتدخلون أسئلة ملحة حول وضع الفن التشكيلي في ظل الواقع المختلف الذي فرضته التكنولوجيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي الذي صار ينتج أعمالا فنية خاصة، ومن هذه الأسئلة الملحة: هل يمكن أن تكون التقنية بديلا عن حس الفنان وبراعته الفنية؟ هل يقضي استخدام التقنيات الحديثة في مجال الفنون على خصوصية عملية الخلق الفني لدى الفنان في تفاعله مع اللوحة؟ وهل يمكن اعتبار الأعمال المستفيدة من التكنولوجيا أقل فنيّة من نظيرتها التي تعتمد على خطوط الفنان على اللوحة دون تدخل تقني؟
فنانو الحداثة قد استفادوا كثيرا من هذا التطور التقني، فظهرت فنون ومدارس اعتمدت على هذا التطور، كفن الديجيتال آرت والفيديو آرت والفن الأدائي، وكلها فنون مقبولة لأنها مجرد أدوات يحركها الفنان، عكس الفنون التي يتدخل فيها الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وهو ما يطرح إشكاليات أعمق.
ويعرض المحاضرون التأثيرات الإيجابية والسلبية لاستخدام التطبيقات التكنولوجية في الفنون البصرية والنحت، كما سيتحدث ضيوف الندوة عن تجاربهم الفنية الذاتية في استخدام التطبيقات التكنولوجية.
وسيقام على هامش الندوة معرض مصغر للأعمال الفنية التي أنتجت باستخدام التطبيقات التكنولوجية لطلاب كلية التربية النوعية بجامعة دمنهور.
وتأتي الفعالية في ضوء اهتمام مكتبة الإسكندرية بنشر المعرفة والثقافة في كل جوانب حياة المواطن المصري، من خلال الفعاليات العلمية والثقافية التي تأتي استكمالا لدورها الداعم لخطط التنمية الوطنية والاتجاهات العامة للدولة التي تضع قضية العلم والاطلاع وجودة الفكر على قمة أولوياتها.
ShareWhatsAppTwitterFacebook