المؤرخ تامر الزغاري يكتب عن ذكرى فتح سيراكيوزعاصمة صقلية الإيطالية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المؤرخ تامر الزغاري يكتب عن ذكرى فتح سيراكيوزعاصمة صقلية الإيطالية



    المؤرخ تامر الزغاري - Regent Tamer Zghari

    ‏٢١ مايو‏، الساعة ‏٢:٢٣ م‏ ·
    ذكرى فتح سيراكيوز عاصمة صقلية الإيطالية
    كانت نصف إيطاليا جزء من الدولة العباسية، فتحت على يد الأغالبة ولاة العباسيين على إفريقية
    حيث في مثل هذا اليوم
    إستطاع القائد أبو إسحاق الخفاجي فتح مدينة سيراكيوز عاصمة صقلية.
    وكان ذلك في 15 رمضان 264 هجري
    الموافق في تاريخ 878/05/21م
    -
    -
    تعيين هارون الرشيد للأغالبة
    -
    -
    في عام 800 م قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتعيين القائد إبراهيم بن الأغلب التميمي ليكون واليا على ولاية إفريقية والتي تقع مقرها في تونس، على أن يكون إبراهيم بن الأغلب تابعا للعباسيين فيها يحكم بإسمهم ويرفع علمهم ويسك إسم الخليفة العباسي على العملات، ويسير بأمرهم ويرسل الأموال بشكل سنوي، ويتولى هذه الولاية نسله من بعده.
    -
    وقام هارون الرشيد بنقل أعداد ضخمة من قبيلة تميم إلى ولاية إفريقية ليكونوا قاعدة شعبية تدعم الأغالبة التميميين، وكان سبب قرار هارون الرشيد هو المسافة بين بغداد وتونس والتي تبلغ حوالي 3200 كيلومتر، وهذا يجعل من غير المنطقي أن يقطع الخليفة كل هذه المسافة إذا حدث أمر مفاجئ، وكذلك لا يمكن تقييد والي إفريقية بأن ينتظر زمنا طويلا حتى يصل له أمر الخليفة لما سيقوم به، وكذلك بسبب خطر البيزنطيين الطامعين بالسيطرة على تونس، فأصبح الحل المناسب هو جعل تونس قاعدة للسيطرة على إيطاليا المقابلة لها.
    -
    -
    الفتوحات السابقة في إيطاليا
    -
    -
    في عام 826م إستنجد قائد الاسطول البيزنطي فيمي بالأغالبة بعد فشل تمرده ضد البيزنطيين، فأرسل الأغالبة القائد أسد بن الفرات والذي دخل صقلية عام 827م، فحاول الإمبراطور البيزنطي مايكل الثاني إرسال أسطول لإنقاذ صقلية، ولكن قام الخليفة العباسي عبد الله المأمون بمنعه حينما شن حملة عسكرية برية في أراضي البيزنطيين، فاستطاع أسد بن الفرات أن يسيطر على غالبية جزيرة صقلية ولكن إنتشار الطاعون وموته عام 828م منعه من إكمال السيطرة على كامل صقلية، وكانت سيراكيوز من المناطق التي لم يسيطر عليها، وقد كانت عاصمة صقلية التابعة للبيزنطيين، واتخذ العرب من مدينة باليرمو عاصمة لهم في صقلية.
    -
    وفي عام 836م تعرضت مدينة نابولي لحصار اللومبارديين فقام ملك نابولي الإيطالية بيدرو الثاني بالإستنجاد بالبيزنطيين فخذلوه، فقام بمراسلة الخليفة العباسي محمد المعتصم طالبا إنقاذه من حصار اللومبارديين، فأرسل له المعتصم جيشا فأنقذ مدينته وأعلن بيدرو الثاني ولائه للعباسيين.
    -
    وفي عام 843م تمت السيطرة على كامل جزيرة صقلية باستثناء قلاع قليلة وعاصمة صقلية سيراكيوز بسبب شدة تحصينها وموقعها على البحر في أقصى شرق صقلية، وسيطر العباسيين على نصف إيطاليا وحاصروا روما ودخلوا لأجزاء منها عام 846م، لتصبح نصف إيطاليا رسميا تابعة للعباسيين.
    -
    -
    فتح سيراكيوز
    -
    -
    بعد تعافي الدولة العباسية من (فوضى سامراء) وتولي الخليفة العباسي أحمد المعتمد وتولي الأمير العباسي الموفق طلحة لقيادة الجيوش العباسية، قرر الموفق طلحة أن يدعم الأغالبة لتنفيذ حملة جديدة في إيطاليا، فحاصروا روما مرة أخرى عام 873م فدفع البابا للخليفة العباسي 25000 مكيال فضة واعترف بسيادة العباسيين، وتم التفرغ لمدينة سيراكيوز والتي قد تكون خطر مستقبلي نتيجة موقعها وعلاقتها بالبيزنطيين
    -
    وفي عام 875م تم تعيين القائد جعفر بن محمد الخفاجي واليا على صقلية، وبدأ هذا القائد بحصار سيراكيوز في آب 877م، ولكنه ترك الحصار وعين إبنه أبو إسحاق الخفاجي قائدا للقوات المحاصرة، وعاد القائد جعفر لعاصمته باليرمو، ولم يقم البيزنطيين في البداية بمحاولة لإنقاذ المدينة وذلك لإنشغالهم بنقل الرخام إلى كنيسة جديدة يبنيها الإمبراطور البيزنطي باسيل الأول في القسطنطينية.
    -
    واستمر الحصار لأشهر إستعمل خلالها المهاجمين المجانيق في ضرب أسوار المدينة، وبعد عدة أشهر استنفذ السكان ما عندهم من الزيت والفواكه والجبن والأسماك والخضروات، وتحولوا إلى أكل العشب، وأتت سفن بيزنطية لإنقاذ المدينة، ولكن العرب تمكنوا من الإنتصار عليها وتدميرها.
    -
    ونتيجة القصف المتواصل ظهرت ثغرة في برج المدينة ناحية البحر، وتمكن المدافعين من المدافعة عن الثغرة لمدة 20 يوما إلى أن إقتحمها العرب في 878/05/21م وقاموا بقتل جميع المدافعين، ثم تم قتل قوة عسكرية إشتبكت معهم في داخل المدينة، ثم تم قتل حاكم المدينة باتريكوس مع حوالي 70 مقاتل عندما حاولوا التحصن في أحد الأبراج، وعندما تمت السيطرة على الكاتدرائية تمت معاملة من بداخلها من رهبان وسكان متحصنين بها معاملة جيدة.
    -
    واستمر القائد أبو إسحاق الخفاجي بالإقامة في سيراكيوز لمدة شهرين لتنظيم أمورها، وسمح لمن أراد من سكانها المغادرة بالسفر إلى اليونان، وأصبح الإسم الرسمي للمدينة عند العرب هو (مدينة سَرَقُوسَة)، وتم تثبيت باليرمو كعاصمة وحيدة لجزيرة صقلية، وبقيت باليرمو عاصمة للجزيرة إلى اليوم.
    **** المصادر:
    1) الكامل في التاريخ، ابن الأثير
    2) فتوح البلدان، البلاذري
    3) تاريخ مدينة روما في العصور الوسطى، فردناند جويجور
    4) تاريخ سني ملوك الارض والانبياء، حمزة الأصفهاني
    *****************
    كتب بقلم:
    المؤرخ تامر الزغاري
    *****************
    Fareed Zaffour
يعمل...
X