فكرت للفنون الجميلة أو فكرت الحسين ..
..فنان سوري حلبي تألق بمهارته الحرفية ..وأمتعنا بصرياً وتشكيلياً بجمال ألوان قوس قزح ..
بقلم المصور : فريد ظفور
- خيم السكون على النهر الإبداعي..وبدا بغير أمواج فنية وبدون قوارب معرفية..بسط عينيه في تلافيف الأرض التشكيلية المطرزة بالضوء..وإقتربت الشمس تحت قدميه الثابتتين على الرابية لترسم ظله الطويل..وتشق الهواء في الطريق بقوة ..وتحدث أصواتاً وتشعل وميضاً مرتسماً فوق الزجاج وعلى سطح المرآة..ليعكس لنا صورة فنان تجمع الياسمين الشامي والورود بكل ألوانها لترحب بضيفنا الفنان فكرت الحسين ..
- قليله هي مشاوير الفرح.. وصنادق الذكريات فقيرة ..و دفء يربت أكتافهم من سندسها…وعشاق بلدي لهم أكواز من جنه…و بخور من أعتابها..كثيره هي أرحام الذكرى.. بسيطة كطوق حمامه....و مفرح وموجع برد وغدر الزمان …...خرائط بلا لون في جغرافيه الكون….لون قصيده قرمزيه تضم ألوان قوس قزح….كأنشوده وطن..كرساله للسلام..كصوت زهر بيلسان الرمان..الحناجر تغيض..مع صهيل خيول أتراحي تجيد ..وكل الينابيع في الشتاء تزيد…تكتب أشعارا..بنبض قلب..و تقطر دم روح و دمع جروح….أيامنا رساله الحمام الأبيض الزاجل.. كثير ذلك الحزن في أعماقي حتى يكاد يشمل المعموره بغمضه عين و رجفه قلب و شهقه روح..و رفه جفن و دم و دموع و عرق و بكاء أطفال بلادي..جميلة..كطوق من ياسمين وكعقد من اللولو ..تسابقت حباته.. فانفرطت واسطه العقد..وبقيت كبيره أحزاننا كأعداد الضالين…فلم نعهدهم بعد أبناء..أم أصنام أشياء..أو أشلاء ….الزجاج المعشق يعشق النور ..وينشره ألواناً طيفية سبعة معتقة بألوان قوس قزح.. فقد تربى الزجاج انتقل من بيوت الفقراء إلى قصور الأغنياء..
- كانت الأعوام القليلة التي جمعتنا قبيل الحرب على سورية..بمثابة ذكريات جميلة جمعت الفنان التشكيلي بالشاعر بالمصور بالكاتب بالرياضي بالمثقفوبالمؤرخ والباحث..وقد كانت الأيادي البيضاء للفنان فكرت للفنون الجميلة في منتديات الحوت ومنتديات المفتاخ وفي مجلة المفتاح وتكاد صفحات المنتدى تزدان بأعماله ويوجد باب المنتدى إسمه فكرت للفون الجميلة..ناهيك على أواصر الصداقة وعرى المحبة والإحترام والإنسجام بين المجموعة وقد كانت تلك الأيام تتصف بفريق عمل ممتاز يجمعه المحبة والإبداع ويشكل أسرة واحدة متناغمة ومتجانسة ثقافياً وفكرياً وفنياً ..بقيادة ردينة رهجة وفراس رهجة وفكرت للفنون الجميلة وعباس سليمان وعلاء بشير ( زين العابدين) وزوجته وسمير حاج حسين وفريد ظفور وبدر وآسيا ظفور وسلمان الأحمد والدكتور محمد الأحمد وعمار نبيل سلامة و حسن إبراهيم سمعون والدكتور جميل ضاهر..وغيرهم الكثير من الدول العربية والأجنية كانوا لبنات في رياض ورحاب موقع ومنتديات المفتاح..وبعدها تحول البعض منهم إلى الفيس بوك وإلى مجلة المفتاح ومجلة فن التصوير من جديد..
و لابد من الولوج في عالم الزجاج المعشق الذي هو من الفنون الزخرفية الحرفية القديمة الذي تظهر روائعه في العديد من المباني والقصور،مثل قبة الصخرة والجامع الأموي في دمشق إلى جامع القيروان في تونس إلى جامع ابن طولون في مصر..ومن إختراع تقنية الخزف ذي البريق المعدني إلى آلاف القطع الخزفية الرائعة والمنحوتات الخشبية والعاجية والمعدنية وحتى المخطوطات الحتويةعلى نماذج بديعة من أنواع الخط العربي وعلى رسومات ملونة قيمة ..فهذا نحن أمام جركة فنية مدهشة إستمرت زهاء ألف عام تألقت ودلت على ذوق فني رفيع وعلامة مرهفة مع الجمال للصانع في بلاد الشام ومصر وجيرانهما..وترجع أقدم النماذج العربية المعروفة من الزجاج المذهب والملون إلى نهاية القرن الثاني عشر وهي مصنوعة في سورية التي كانت مدنها من أشهر مراكز فنون الزجاج في العالم..وتختصر الرسوم على الزجاج جمالية فن التصوير الإسلامي من حيث رفضها لمبدأ محاكاة الطبيعة والتجسيم مؤكدة على التسطيح وإلغاء مبدأ البعد الثالث..ولعل كتابة آية النور على جزء كبير من مصابيح الجوامع دفع مؤرخي الفن الإسلامي إلى دراسة ماترمز إليه تلك المصاتبيح..ولا ننسى كيف تمكن الخزفيون العراقيون من الإستفادة من العلوم المزدهرة لإختراع تقنيات جديدة في طلي الخزف وتزيينه..وإعتممدوا على تقنية الرسم تحت القشرة الزجاجية الشفافة..وثمة أواني خزفية تميز بها المصريين والسوريين جعلت للفن المملوجكي سمات خاصة..والزجاج المعشق فن متجدد من حيث التقنية ومن حيث انتشار استعماله في مختلف أنماط الديكور الحديث، وعادة ما يعرف الزجاج المعشق أو الفيتراي بأنه قطع زجاج عادية أو ملون يتصل بعضها ببعض بواسطة خيوط من الرصاص لتؤلف مجتمعة نافذة أو شكلا معيناً يبرز جماله ما أن تتساقط عليه أشعة الشمس الذهبية، لتحول المكان إلى بقعة لونية متمازجة تنبثق منها مفهوم الحياة والتجدد والديناميكية والإبداع..وفن الزجاج المعشق قائم على عملية صب الألوان الممزوجة بالمواد الكيميائية على سطح الزجاج أو المرايا لتكوين طبقة من الزجاج الملون سمكها لا يزيد على ملليمترين، وتدعم بإضافة مادة مطاطية لاصقة، وتتم هذه العملية وفق معادلة كيميائية معينة، وفي وسط حراري عال نسبياً..وتعتبر صناعة الزجاج من الحرف العريقة التي ورثتها الأجيال جيلاً بعد جيل..والفنان فكرت الحسين واحد من الأيادي المبدعة والماهرة التي ورثت مخزوناً ثقفياً بصرياً وفنساً من الأجداد ومن مدينته حلب الشهباء التي تشهد لها كل مدن اعالم بالرقي والحضارة والثقافة الفنية..
- لعل من نافلة القول بأن أعمال الفنان فكرت الحسين التشكيلية على الزجاج وغيره من المواد المستخدمة سيكون لها شأن مستقبلي لو وجدت التشجيع والدعم ..وما أعوجنا إلى مثل المبدع فكرت ليعيد للزجاج واقيشاني والنسيج بهاءه وبريقه وألقه ويزيل عن خشبة إبداعه الغبار الذي تكاد أن تخفي جوهره الإبداعي الحرب المجنونة التي طحنت كل شيء ..فالفنان فكرت دائم التميز والتألق والبحث عمل جديد وفكرة متألقة برؤيا حقيقية ..فهو الفنان الذي يعرف أدواته الفنية والتقنية وقادراً على توظيفها بقدرة لايجاريه فيها أحد ..ويستطيع النفاذ إلى أعماق المشاهد والمتلقي لأعماله..وبصماته متواجدة في الكثير من أعماله اليدوية التي شكلت علامة وشواهد واضحة على المستوى الفريد الذي حققه..فقد قدم لنا ولجمهوره وعشاق فنه عصارة جهد إنسان فنان مبدع أعطانا كل شيء ..دون أن يأخذ شيء.إلا القليل..وهاهو يطل علينا من جديد عبر السوشيل ميديا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والواتس وغيره وكذلك سيكون من خلال مجلتي المفتاح وفن التصوير ..لتتكامل العناصر الأساسية للنشر والعرض والتي توفر لهما النجاح فنياً وتقنياً وثقافياً..
- وأخيراً تشاطرنا عيناه الدهشة حين نحدق في وجهه وتغرس أعلام وسهام سيادتها مابين فؤادنا والرغبة في القفز لنحلق في فضاء أعماله..في زمن مرافيء الحب والصداقة..لتمنحنا لوحاته طعم الغيث بعد مواسم العطش ..غير أننا لن نجيد العشق خلف شواطيء الغربة ..فقد شد أشرعة الحنين والهوى وشق البحر للعودة لنبني معاً قواعد المجد لسورية ونزرع الأمل بغد أفضل عند عشاق الفنون البصرية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة فكرت للفنون ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع