متاهات علي الدوعاجي تقودنا إلى وجوه تونس الثقافية فترة الثلاثينات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متاهات علي الدوعاجي تقودنا إلى وجوه تونس الثقافية فترة الثلاثينات

    متاهات علي الدوعاجي تقودنا إلى وجوه تونس الثقافية فترة الثلاثينات


    الكتاب عمل صحفي بحثي يقدم قراءة في الحركة الفكرية والأدبية في تونس فترة الثلاثينات عبر سيرة الدوعاجي.
    الاثنين 2024/09/09
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    كاتب عصامي غير وجه الأدب التونسي

    تونس - قدم الصحافي والكاتب التونسي ضياء البوسالمي كتابا جديدا بعنوان “فنان الغلبة والعنقود المفقود، في متاهات متون علي الدوعاجي” في متابعة شيقة مثيرة لواحد من أهم أعلام الأدب التونسي ألا وهو علي الدوعاجي.

    وفي تقديمه لمؤلفه صرح ضياء البوسالمي بأنه عمل صحفي بحثي يقدم قراءة في الحركة الفكرية والأدبية في فترة الثلاثينات من خلال سيرة الدوعاجي، ليغوص الكتاب في المحطات التاريخية الكبرى التي عاشتها البلاد التونسية خلال تلك الفترة من ذلك الصراع بين الحزب الدستوري القديم والحزب الدستوري الجديد والصحافة الساخرة وتجربة جريدة “السرور” للدوعاجي التي أطلقها سنة 1936.

    وتواصل العمل على مضمون الكتاب، الصادر عن دار النشر “Pop libris”، مدة سنة بين بحث وحوارات، إذ يضم الكتاب في قسمه الأول مجموعة حوارات مع صحفيين ومدونين وفي قسمه الثاني خلاصة العمل البحثي على الموضوع. كما أضاف البوسالمي بأن الكتاب تلقى منحة آفاق للكتابة الإبداعية والنقدي ة لسنة 2022 وهي منحة سنوية تسند إلى الفعالين في الحقل الثقافي من مؤسسات وأفراد وتشمل مختلف المجالات الثقافية على غرار الأدب والسينما والتصوير الفوتوغرافي.

    وعلي الدوعاجي الشخصية المحورية لكتاب “فنان الغلبة والعنقود المفقود، في متاهات متون علي الدوعاجي”، هو روائي وشاعر تونسي ولد سنة 1909 وتوفي في 1949، عرف بكتابته للشعر بالعامية التونسية وانتمى إلى “جماعة تحت السور” ومن أشهر مؤلفاته مجموعته القصصية “سهرت منه الليالي” التي نشرت في الصحف على مراحل ثم تم تجميعها وإصدارها رسميا في كتاب بعد وفاته.


    ◙ الكتاب تلقى منحة آفاق للكتابة الإبداعية والنقدي ة لسنة 2022 وهي منحة سنوية تسند إلى الفعالين في الحقل الثقافي


    الدوعاجي شخصية مثيرة للاهتمام وتصلح لتكون نقطة انطلاق لكشف الحراك الثقافي والاجتماعي في تونس في تلك الفترة، إذ كان مزيجا عجيبا من كلّ شيء تقريبا، فهو عصامي وبوهيمي يعاقر الكتاب والخمر والحشيش والنساء، مثلما هو مدمن على مجالس الفن والأدب والتمثيل والموسيقى والغناء. والكل في عرفه تسلية وسخرية ومعرفة وإمتاع والكل مادة للكتابة والتأمل والضحك المر الذي نجده خاصة في قصصه التي ما تزال محافظة على دهشتها الأولى.

    لقد أقبل الدوعاجي على الحياة بملاذها إقباله على القراءة والكتابة بأنواعها والفن بصنوفه، وقد تردد على مقاه كثيرة في مدينة تونس منها “المرابط” و”القصبة” و”البانكة العريانة” ومقهى “الحاج

    علي” بربض باب سويقة الشعبي حذو السّور، وهناك كان يحضر مجالس أدبية يشارك في مناقشة نخبة من مبدعي العصر من فنّانين وصحافيين ورجال مسرح وشعراء منهم أبو القاسم الشابي ومصطفى خريّف وعبد الرزاق كرباكة الشعراء، والطاهر الحدّاد المصلح الاجتماعي وعلي الجندوبي (1909 – 1966) والهادي العبيدي (1911 – 1966) الصحفيان، وعبدالعزيز العروي رجل الإعلام والمسرحي ومحمد العريبي الأديب والصحفي المذيع ومحمود بيرم التونسي الصحفي والشاعر والزجّال وزين العابدين السنوسي (1901 – 1965) الأديب صاحب مطبعة العرب ومؤسّس مجلة “العالم الأدبي”. وقد نعت هؤلاء وغيرهم بجماعة تحت السور، وهو ما يجعل من الدوعاجي الشخصية الأنسب لكشف عوالم هؤلاء وتلك الفترة المؤسسة في الثقافة والتاريخي التونسيين.

    وللإشارة فإن ضياء البوسالمي هو صحفي وكاتب ومترجم وقد أصدر خلال سنة 2024 أيضا قصة مصورة بعنوان “25 جويلية” كما سبق له وأن ترجم رواية “L’étranger” لألبير كامو باللهجة العامية التونسية، كما ألف دواوين شعر من ضمنها ديوان بعنوان “ألف طيف وطيف للموت” صدر في سنة 2020. وقد سبق وأن حاز على عديد الجوائز من ضمنها جائزة الهادي البالغ للترجمة في سنة 2020.

    وفي إجابة عن سؤال حول الأعمال الفكرية القادمة صرح البوسالمي أنه يعتزم العمل على مشروع يتناول فترة عشرية ما قبل الاستقلال سواء من خلال أحد الشخصيات الفكرية الفاعلة أو من خلال عمل توثيقي شامل.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X