Saad Alkassem
بخاسون 2
مع بداية فعاليات النسخة الثانية منكتب. أعيد نشر نص كتبته مع انطلاقة نسخته الأولى في مثل هذه الأيام من العام الماضي. تحية لمنظمي الملتقى والمشاركين فيه.
____________________________
هكذا ملتقى يعيد الاعتبار للوحة المشهد الطبيعي
كان هذا أول ما جال في خاطري وأنا أتأمل اللوحات التي تخلق للتو فوق المراسم المتناثرة على شرفات المنزل الأنيق، تترجم كل واحدة منها المشاعر الخاصة للفنان (أو الفنانة) تجاه المشهد الطبيعي الساحر الممتد حتى تلاشي الأرض في السماء.
المكان: قرية بخاسون، على بعد 35 كم من مدينة اللاذقية، في الطريق الواصل بين الحفة وصلنفة.
الحدث: ملتقى بخاسون للفن التشكيلي
صباح أمس السبت، الأول من أيار (مايو) 2021 افتتح الملتقى الذي ينظمه، ويستضيفه في منزله بالقرية، الأستاذ اسكندر شعبان، ويشارك فيه التشكيليون: محمد هدلا، علي مقوص، عبد الله ابو عسلي، اسماعيل نصرة، صالح الخضر، عمار الشوا، سراب الصفدي، اسمى حناوي. ومن المفترض أن ينضم اليهم الفنان عصام درويش. (انضم هذا العام).
مشاهد الطبيعة الساحرة التي تجمع الغابات والوديان الحافلة بالألوان، المتناغمة مع الجبال البعيدة ذات الألوان الحالمة، حفزّت الفنانين على انتقاء مشاهدهم سريعاً والشروع في لوحاتهم، التي ما كادت شمس اليوم الأول تغيب حتى أمست معالمها واضحة بجلاء. لتحيل الذاكرة إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر حين شعر الفرنسيون من خلال أعمال الفنان الانكليزي كونستابل التي عرضت في معرض عام 1824 أن الطبيعة قادرة أن تمد الفنان بمعين لا ينضب من الثروة الجمالية واللونية. فاتجهت جماعة مدرسة الهواء الطلق (التي عرفت فيما بعد باسم جماعة الباربيزون) إلى دراسة الطبيعة مباشرة ونقلها بكل دقة وأمانة. بعد أن كان اتجاه مصوري الطبيعة - حتى ذلك الوقت - يقوم على نقل الخطوط الكبرى للطبيعة على لوحاتهم أو دفاتر الاسكتش. ومن ثم يقومون بتلوينها في المرسم بألوان عاتمة لا ارتباط بينها وبين الألوان الطبيعية للموضوعات الخارجية. فانصرف الفنانون الواحد تلو الآخر إلى العيش في قلب الطبيعة، يستخرجون منها لوحاتهم الطبيعية الحية. وكانت ناحية الباربيزون المجاورة لغابة فونتينبلو قرب باريس مركز تجمعهم، و منها استمدوا مواضيعهم المبتكرة التي فاجأوا بها المجتمع الباريسي. رغم مقاومة وسخرية رجال الأكاديمية المتزمتين، تلك المعارضة التي دفعت أشد ممثلي الباربيزون ثورة على سيطرة الأكاديمية الفرنسية: تيودور روسو، والذي يعتبر المؤسس الفعلي للجماعة، إلى التطرف في التعلق بالطبيعية لدرجة الاهتمام بأدق التفاصيل فيها.
يتضمن ملتقى بخاسون للفن التشكيلي جلسات حوار فنية، وزيارات اطلاعيه. وفي يومه الثاني قام المشاركون بجولة في المنطقة امتدت الى صلنفة شرقاً وقلعة صلاح غرباً. ومن المقرر أن يبدأ الملتقى باستقبال الزوار اعتبارا ً من يوم غد الاثنين.
يذكر أن الملتقى يقام برعاية: شركة أصداء للعلاقات العامة، ومستودع المصدر للأدوية، ومؤسسة تواصي لتحضير الطعام الفاخر.
Jalal Shekho، Abdalrazzaq Moaz