الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر
21-5-2022
لا تصالح !
و لو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى ؟! هي أشياء لا تشترى
يوافق اليوم 21 مايو 1983 ، ذكرى وفاة أمير شعراء الرفض "أمل دنقل" الشاعر المظلوم الذي لم يأخذ حقه كباقي شعراء عصره - تعالوا بِنَا اليوم نسلط بعض الوضوء على جوانب من حياة شاعر عظيم ستبقى أشعاره في الوجدان ..
هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل ، ولد في 23 يونيو 1940 بمحافظة قنا في صعيد مصر لأب عالم أزهري ورث عنه نظم الشعر. فقد دنقل والده و هو في العاشرة فلازمه الحزن عليه طيلة حياته مما أضفى مسحة من الحزن على كل كتاباته. و كانت أشعاره تحكي قصص هزائمنا و انكساراتنا السياسية بعد النكسة و غيرها من الأحداث السياسة المهمة فكان صوت كل مصري وطني غيور على وطنه ..
بعد انتهاءه من دراسته الثانوية رحل دنقل إلى القاهرة ، وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل. عمل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، الا ان حبه للشعر كان يتملكه فكثيراً ما كان يترك العمل وينصرف إلى نظم الشعر ..
صدرت له ست مجموعات شعرية هي :
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة - بيروت 1969 .
تعليق على ما حدث - بيروت 1971 .
مقتل القمر - بيروت 1974 .
العهد الآتي - بيروت 1975 .
أقوال جديدة عن حرب بسوس - القاهرة 1983 .
أوراق الغرفة 8 - القاهرة 1983 .
تزوج شاعرنا العظيم من الكاتبة الصحفية عبلة الرويني - او "المشاكسة" كما كان يحلو له ان يناديها - بعد قصة حب بدأت بحوار صحفي و توجت بالزواج حوالي عام 1975 ، و عُرف عن شاعرنا "الجنوبي" ومحبوبته "المشاكسة" تبادل الرسائل الغرامية فيما بينهما .. فكتب لها يوماً :
«لو لم أكن أحبك كثيرا لما تحملت حساسيتك لحظة واحدة.. تقولين دائما عني ما أدهش كثيرا عند سماعه، أحيانا أنا ماكر، وأحيانا ذكي، رغم أنني لا أحتاج إلى المكر أو الذكاء في التعامل معك؛ لأن الحب وسادة في غرفة مقفلة أستريح فيها على سجيتي، ربما كنت محتاجا إلى استخدام المهارات الصغيرة معك في بداية العلاقة؛ لأنني كنت أريد أن أفهمك بحيث لا أفقدك، أما الآن فإنني أحب الاطمئنان الذي يملأ روحي عندما أحس بأن الحوار بيننا ينبسط ويمتد ويتشعب كاللبلاب الأخضر على سقيفة من الهدوء ..
وجاء ردها يحمل فيضاً جارفاً من العواطف والرومانسية :
«أحبك.. أكثر اتساعًا من رؤئ عينيك، أكثر قربًا من مسامات جلدك، عصفور ينطلق من أطراف أصابعي، هاربًا من ضيق الحروف الأربعة» ..
هاجم مرض السرطان أمل دنقل بعد بضع سنوات من الزواج وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات ، ربما قد هزم المرض أمل الانسان الا انه لم يستطع أن يهزم أمل دنقل الشاعر حتى قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي: "إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر". فجسد معاناته مع المرض في قصائد "أوراق الغرفة ٨" - "السرير" - "ضد" ..
رحل أمل دنقل عن دنيانا في 21 مايو عام 1983 لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء - الا انه ظل حي بيننا رغم الموت ..
رحم الله أمل دنقل
Mai