«نهري بحري» و«فوتوغراف» في سينما الكندي … كلثوم لـ«الوطن»: حوارات عما تحمله الأفلام وتريد قوله
الخميس, 22-08-2024
| مصعب أيوب
بحضور صناع الفيلمين وضمن نشاطات النادي السينمائي لمؤسسة أحفاد عشتار عرض مساء الثلاثاء الفيلمان القصيران نهري بحري وفوتوغراف للمخرج المهند كلثوم وهما من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وذلك ضمن صالة سينما الكندي بدمشق وسط حضور جماهيري كبير تبعه حوار ونقاش بين الحضور والقائمين على صناعة الفيلمين.
هويتنا الثقافية
في كلمة رئيسة مؤسسة أحفاد عشتار د. أيسر ميداني لـ«الوطن» أوضحت أن النادي السينمائي لأحفاد عشتار يمارس نشاطاته منذ سنوات عديدة وفي خضم الحرب، وقد تم الاتفاق على تأسيس هذا النادي لكي نتملك ونؤكد هويتنا السورية ونثبت وجودنا وثقافتنا تجاه ما نواجهه من حرب ليست على الأرض فحسب وإنما على التاريخ والثقافة أيضاً من أجل تهميش وطمس حضارتنا وهويتنا.
ولفتت إلى أن القائمين على المؤسسة يواظبون بما يتوافر بين يديهم من إمكانيات وتجهيزات لوجستية مساعدة للعرض على تقديم عروض سينمائية بالمجان بواقع عرض واحد يوم الثلاثاء الأخير من كل شهر، بحيث تتم دعوة القائمين على الفيلم من مخرج ومؤلف وممثلين وغيرهم للحضور وتبادل الأفكار والآراء مع جموع الحضور.
إنصاف وتبرئة
من جانبه مخرج العمل في مداخلته شكر القائمين على مؤسسة أحفاد عشتار على مبادرتهم مؤكداً أن هذا يبرئ السينمائيين المتهمين بأن إنتاجهم السينمائي مخصص للعرض في المهرجانات العالمية الكبرى وهو غير موجه لأبناء البلد.
ونوه بأنه قد أشيع أن السينما تنحصر فقط بالأفلام الطويلة والروائية على حين يمكن للفيلم القصير أن يحمل رسالة وبعداً إنسانياً ومعرفياً وفكرياً.
التجربتان مختلفتان تماماً ولكنهما تحاكيان الواقع السوري وتفاصيل الحرب على الواقع والإنسان والأرض والهوية الثقافية السورية، وكل فيلم منهما يحمل تساؤلات عدة ويطرح قضايا متشعبة ونأمل أن نكون قد وفقنا في إيصال الرسالة.
هوية سورية
وفي كلمة لـ«الوطن» أوضح مخرج الفيلمين المهند كلثوم أن عملية عرض فيلم وإقامة جلسة حوارية حوله بعد العرض يعد إنصافاً له وللقائمين عليه وبالتأكيد سيشكل شعوراً جميلاً لمخرجه، فالجمهور بوجه العموم اعتاد ظاهرة الأفلام الطويلة وأفلام المهرجانات ليتم تنحية الفيلم القصير جانباً وهذه مناسبة مهمة لنثبت قوة الفيلم القصير وأهميته.
وقد عبر كلثوم عن سعادته بمناسبة اللقاء بجمهور السينما السورية في بلدها لأن الفيلمين نفذا في سورية ويحملان الهوية السورية فمن الضروري أنه من حق الفرد السوري مشاهدتهما.
وأضاف: الأجواء جميلة والحضور مقبل بسعادة وسيفتح الحوار على أشياء ربما تكون مجهولة للقائمين على الفيلم وستطرح عدة تساؤلات من شأنها أن تغني الحوار وتصل بالفكرة العامة والرسائل المخفية بين المشاهد إلى المتلقي بسلاسة، كما أن اللقاء والحوار هذا ربما يفتحان أفقاً ومداخل جديدة لنا ويضيئان الطريق أمامنا لأفكار مشاريع قادمة.
الهجرة واللجوء
بحري نهري يضيء على ظاهرة الهجرة السورية التي شاعت كثيراً خلال العقد الأخير واستخدام المراكب المطاطية والمجازفة في إلقاء النفس في عرض البحر في سبيل البحث عن سبل البقاء والاستمرار وهو ما وجدناه عندما وجد بطلا الحكاية إحدى السيدات غارقة تطفو على وجه ماء البحر وابنها صاحب الأشهر يصرخ باكياً.
في حكاية وهب وعشيقته القادمة من الجزيرة للسفر برفقة عائلتها إلى أوروبا ينتهي المطاف بغرق بطلي الحكاية وبقاء الطفل حياً في إشارة من صناع العمل على استمرارية الحب والتبشير بحياة جديدة برغم الألم والجراح.
فوتوغراف
يتمحور الفيلم حول طفلين صديقين أصيب أحدهما «يحيى» بقذيفة أفقدته بصره ولكن زميله «سلطان» يحاول دون كلل أن يعوضه بأي طريقة يستطيعها ويقف إلى جانبه دائماً ولا يتركه وحيداً.
وبتتابع الأحداث تتم إقامة معرض صور فوتوغرافية لما صوره سلطان في الكاميرا التي عثر يحيى عليها ضمن محل التصوير المدمر الذي كان يعود لوالده، ولكن بعد أن يقضي يحيى نحبه ويقوم أحد ضعاف النفوس بسرقتها من سلطان وبيعها لأحد المهتمين بالتصوير والذي بدوره ينسب التوثيق لنفسه.
فامتلك الفيلمان حالة عالية من الرمزية اختزلت الواقع السوري خلال وبعد الحرب.
وفي مداخلة له رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مبدعون من أجل وطن» د. بهجت عكروش حثّ القائمين على صناعة السينما والدراما على البدء بمشاريع فنية لما بعد الحرب بما يبشر بالمستقبل الجميل المنشود مؤكداً أن الحرب وتداعياتها أشبعت درامياً وسينمائياً وحان الوقت للتطلع للمرحلة القادمة.
الخميس, 22-08-2024
| مصعب أيوب
بحضور صناع الفيلمين وضمن نشاطات النادي السينمائي لمؤسسة أحفاد عشتار عرض مساء الثلاثاء الفيلمان القصيران نهري بحري وفوتوغراف للمخرج المهند كلثوم وهما من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وذلك ضمن صالة سينما الكندي بدمشق وسط حضور جماهيري كبير تبعه حوار ونقاش بين الحضور والقائمين على صناعة الفيلمين.
هويتنا الثقافية
في كلمة رئيسة مؤسسة أحفاد عشتار د. أيسر ميداني لـ«الوطن» أوضحت أن النادي السينمائي لأحفاد عشتار يمارس نشاطاته منذ سنوات عديدة وفي خضم الحرب، وقد تم الاتفاق على تأسيس هذا النادي لكي نتملك ونؤكد هويتنا السورية ونثبت وجودنا وثقافتنا تجاه ما نواجهه من حرب ليست على الأرض فحسب وإنما على التاريخ والثقافة أيضاً من أجل تهميش وطمس حضارتنا وهويتنا.
ولفتت إلى أن القائمين على المؤسسة يواظبون بما يتوافر بين يديهم من إمكانيات وتجهيزات لوجستية مساعدة للعرض على تقديم عروض سينمائية بالمجان بواقع عرض واحد يوم الثلاثاء الأخير من كل شهر، بحيث تتم دعوة القائمين على الفيلم من مخرج ومؤلف وممثلين وغيرهم للحضور وتبادل الأفكار والآراء مع جموع الحضور.
إنصاف وتبرئة
من جانبه مخرج العمل في مداخلته شكر القائمين على مؤسسة أحفاد عشتار على مبادرتهم مؤكداً أن هذا يبرئ السينمائيين المتهمين بأن إنتاجهم السينمائي مخصص للعرض في المهرجانات العالمية الكبرى وهو غير موجه لأبناء البلد.
ونوه بأنه قد أشيع أن السينما تنحصر فقط بالأفلام الطويلة والروائية على حين يمكن للفيلم القصير أن يحمل رسالة وبعداً إنسانياً ومعرفياً وفكرياً.
التجربتان مختلفتان تماماً ولكنهما تحاكيان الواقع السوري وتفاصيل الحرب على الواقع والإنسان والأرض والهوية الثقافية السورية، وكل فيلم منهما يحمل تساؤلات عدة ويطرح قضايا متشعبة ونأمل أن نكون قد وفقنا في إيصال الرسالة.
هوية سورية
وفي كلمة لـ«الوطن» أوضح مخرج الفيلمين المهند كلثوم أن عملية عرض فيلم وإقامة جلسة حوارية حوله بعد العرض يعد إنصافاً له وللقائمين عليه وبالتأكيد سيشكل شعوراً جميلاً لمخرجه، فالجمهور بوجه العموم اعتاد ظاهرة الأفلام الطويلة وأفلام المهرجانات ليتم تنحية الفيلم القصير جانباً وهذه مناسبة مهمة لنثبت قوة الفيلم القصير وأهميته.
وقد عبر كلثوم عن سعادته بمناسبة اللقاء بجمهور السينما السورية في بلدها لأن الفيلمين نفذا في سورية ويحملان الهوية السورية فمن الضروري أنه من حق الفرد السوري مشاهدتهما.
وأضاف: الأجواء جميلة والحضور مقبل بسعادة وسيفتح الحوار على أشياء ربما تكون مجهولة للقائمين على الفيلم وستطرح عدة تساؤلات من شأنها أن تغني الحوار وتصل بالفكرة العامة والرسائل المخفية بين المشاهد إلى المتلقي بسلاسة، كما أن اللقاء والحوار هذا ربما يفتحان أفقاً ومداخل جديدة لنا ويضيئان الطريق أمامنا لأفكار مشاريع قادمة.
الهجرة واللجوء
بحري نهري يضيء على ظاهرة الهجرة السورية التي شاعت كثيراً خلال العقد الأخير واستخدام المراكب المطاطية والمجازفة في إلقاء النفس في عرض البحر في سبيل البحث عن سبل البقاء والاستمرار وهو ما وجدناه عندما وجد بطلا الحكاية إحدى السيدات غارقة تطفو على وجه ماء البحر وابنها صاحب الأشهر يصرخ باكياً.
في حكاية وهب وعشيقته القادمة من الجزيرة للسفر برفقة عائلتها إلى أوروبا ينتهي المطاف بغرق بطلي الحكاية وبقاء الطفل حياً في إشارة من صناع العمل على استمرارية الحب والتبشير بحياة جديدة برغم الألم والجراح.
فوتوغراف
يتمحور الفيلم حول طفلين صديقين أصيب أحدهما «يحيى» بقذيفة أفقدته بصره ولكن زميله «سلطان» يحاول دون كلل أن يعوضه بأي طريقة يستطيعها ويقف إلى جانبه دائماً ولا يتركه وحيداً.
وبتتابع الأحداث تتم إقامة معرض صور فوتوغرافية لما صوره سلطان في الكاميرا التي عثر يحيى عليها ضمن محل التصوير المدمر الذي كان يعود لوالده، ولكن بعد أن يقضي يحيى نحبه ويقوم أحد ضعاف النفوس بسرقتها من سلطان وبيعها لأحد المهتمين بالتصوير والذي بدوره ينسب التوثيق لنفسه.
فامتلك الفيلمان حالة عالية من الرمزية اختزلت الواقع السوري خلال وبعد الحرب.
وفي مداخلة له رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مبدعون من أجل وطن» د. بهجت عكروش حثّ القائمين على صناعة السينما والدراما على البدء بمشاريع فنية لما بعد الحرب بما يبشر بالمستقبل الجميل المنشود مؤكداً أن الحرب وتداعياتها أشبعت درامياً وسينمائياً وحان الوقت للتطلع للمرحلة القادمة.