الإنتاجات السينمائية مازالت خجولة! فما الحلول؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإنتاجات السينمائية مازالت خجولة! فما الحلول؟

    الإنتاجات السينمائية مازالت خجولة! فما الحلول؟ … خالد عثمان لـ«الوطن»: السينما السورية منذ بداية الأزمة إلى اليوم في حالة غيبوبة

    | هلا شكنتنا

    الإثنين, 26-08-2024
    تعد السينما وسيلة رائعة للترفيه والتسلية، حيث تقدم أفلاماً تجسد الخيال والتاريخ والواقع والخيال العلمي والدراما والكوميديا والرعب والحركة والأكشن، وغيرها من الأنواع، كما تحمل السينما في طياتها دوراً مهما ًفي تعزيز الثقافة والفكر والوعي الاجتماعي من خلال تناول القضايا الاجتماعية المهمة، وكذلك تعزيز قيمة الفنون بأنواعها المختلفة، من خلال الإخراج والسيناريو الجيد والاهتمام بجودة الصوت.

    راقية رغم الضغوطات الخانقة

    وإذا أردنا الخوض بالحديث عن السينما السورية نرى أنها قدمت الكثير من الأعمال السينمائية الراقية والهادفة، حيث كانت دائماً الأفلام السينمائية تحمل في مضمونها رسائل توعوية أو عاطفية أو اجتماعية لتجعل وعي المتابع يرتفع تدريجياً، وبالرغم من قلة الإنتاجات السينمائية والظروف الاقتصادية الخانقة التي مرت بها السينما خلال السنوات الماضية، إلا أن هذه السينما مازالت قادرة على تقديم أفلام راقية، ومازال في استطاعة أفلام المؤسسة العامة للسينما أن تحصد الجوائز الأولى في المهرجانات السينمائية، وكل ذلك نتيجة إيمان صناع السينما بأن السينما فن راقٍ وعالمي لا يمكن أن يموت.

    قلة شركات الإنتاج السينمائية

    وإذا أردنا الحديث عن السينما السورية بشكل خاص نرى أنها تعاني اليوم مشكلات عدة منها عدم وجود صالات عرض كافية تلبي حاجة صناع السينما وطموحاتهم، إضافة إلى عدم وجود شركات إنتاج خاصة قادرة على صناعة أفلام سينمائية، كما أن العامل الأساسي الذي باتت تعانيه السينما السورية بشكل خاص والسينما العربية بشكل عام هو التمويل الضعيف، إذ أصبحت معظم الأفلام السينمائية تعرض عبر منصات العرض الإلكترونية.

    وجهة نظر السينمائيين

    بالتأكيد هذه الأسباب التي ذكرت سابقاً قد تم الحديث عنها بشكل متكرر، لكن هل سوف يبقى واقع السينما السورية يتدهور تدريجياً، أم هنالك حلول حازمة يجب اعتمادها للنهوض بالسينما السورية وإعادة بريقها؟ ومن هنا تراود لذهننا عدة تساؤلات أهمها «ما الصعوبات الحقيقية التي تواجه السينما السورية، وما الحل الفوري لمعالجة الأمر؟ وهل وجود منصات العرض الإلكترونية سوف تؤثر سلباً على السينما وتجعلها تختفي تدريجياً؟».

    الاستثمار في الأفلام غير مربح!

    وللتعرف على آراء مهنية تواصلت «الوطن» مع المخرج «خالد عثمان» الذي تحدث لنا عن واقع السينما السورية، قائلاً: «السينما السورية منذ بداية الأزمة إلى اليوم ما زالت في حالة غيبوبة تتخللها أحياناً تجارب تبث التفاؤل في قلوبنا كسينمائيين وتعطينا جرعة من الأمل، لكنها لا تزال طريحة الفراش، إنتاجياً الاستثمار في الأفلام السينمائية غير مربح للمنتج والأسباب عديدة تم طرح قسم كبير منها في بدايتكم المختصرة، ويضاف لها عدم وجود سوق حقيقية للتوزيع والتسويق إضافة إلى استثمار نجاح الفيلم بوسائل أخرى تحقق الربح المادي، وإلى شباك التذاكر الغائب كمصدر دخل في سورية مثل الإعلانات والرعاة وعرض الأفلام من خلال رحل الطيران وبعض المنصات الممكنة، على العكس المنصات الإلكترونية ستتيح مجالاً للمستثمرين بالعودة لإنتاج الأفلام».

    لا أحد يستطيع تغييب السينما

    أما عن رأيه إذا كانت المنصات الإلكترونية قادرة على تغييب السينما، فأوضح عثمان بحديثه، قائلاً: «السينما كسينما فلا أعتقد أن المنصات ستغيبها، الفيلم السينمائي مرتبط بالسينما وشروط العرض البصرية والسمعية وطقس مشاهدة الفيلم راسخ ولا يمكن تغييبه، أما بالنسبة للحلول فهي تتمثل في الاعتماد على الإنتاجات الخاصة ولكن برؤية تسويقية جديدة كما ذكرنا سابقاً، وبعض الأفكار هي لكسب الربح المادي من الإنتاج السينمائي».

    عدم وجود شركات خاصة

    كما تواصلت «الوطن» مع المخرج السينمائي «سمير محمد طحان»، الذي تحدث بدوره عن واقع السينما السورية، قائلاً: «السينما السورية تعاني بشكل أساسي عدم وجود شركات إنتاج فنية خاصة تستثمر في هذه الصناعة الثقافية والفنية المهمة، ولعل عزوف شركات الإنتاج الفني السورية عن الاستثمار في السينما يعود لأسباب موضوعية منها عدم وجود سوق سورية لها وخاصة مع عدم توافر صالات عرض سينمائية محلية وفق المعايير التقنية الحديثة (عدا سينما دمشق ستي)، ما يحد من وصول هذه الأفلام للجمهور وجني الأرباح المالية منها، أما إذا تساءلنا عن عدم التوجه إلى السوق العربية بإنتاجات سينمائية سورية كما الدراما التلفزيونية يمكننا أن نتكهن بعدة أسباب تحدّ من توجه هذه الشركات نحو هذا الاستثمار منها الاستسهال في العمل، وعدم امتلاك روح المغامرة والصبر لجني الأرباح المالية من هذا الاستثمار، وذلك لكون الدراما التلفزيونية غالباً ما تباع قبل تصويرها لمحطات العرض أو للمنصات العربية، كما لا يمكننا تجاهل أن أغلب شركات الإنتاج الفنية السورية التي تفوق 350 شركة مرخصة هي بأغلبها شركات تنفيذ وليست منتجة بحد ذاتها».

    صالات العرض السينمائية

    أما عن وجود المنصات الإلكترونية وتأثيرها على واقع السينما وإذا كانت هذه المنصات سوف تقوم بإلغاء السينما مستقبلاً، فأوضح طحان في حديثه قائلاً: «لا شك أن السينما العالمية اليوم أصبحت في البيت مع غزو المنصات لحياة البشر، نظراً لانشغالاتهم بتفاصيل الحياة والعمل، وانحسار طقوس الفرجة الجماعية إلى طقوس الوحدة والمشاهدة الفردية، وهذا يهدد بشكل كبير صالات العرض السينمائية في العالم من جهة، وبذات الوقت يعزز الإنتاج السينمائي أكثر بزيادة عدد مشاهديه وجمهوره لسهولة اتباع طقوس المشاهدة الجديدة، ولكن يبقى هذا الصراع قائماً ليحسمه المستقبل وما يحمله من تطورات تقنية، فاليوم بتنا نرى تقنيات عرض فريدة ومدهشة مثل تقنية الثلاثي الأبعاد (3D) والعرض التجسيمي (الهولوغرام)، وتقنيات الصوت المضخم والمتعدد، وتقنيات الروائح المرافقة للعرض، كل ذلك يأتي من باب المنافسة بين التقنيات وتعدد خيارات المشاهدة وربما ستدوم كلها وتتطور أكثر فأكثر مستقبلاً في سبيل جني المزيد من الأرباح المالية».

    انتعاش السينما مرهون بعدة أمور

    وفي نهاية الحديث أكد المخرج سمير طحان أن انتعاش السينما مرهون بعدة أمور، قائلاً: «لكي تنتعش السينما السورية لا بد من الأخذ بالأسباب ليكون لدينا صناعة سينمائية بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى، وذلك بامتلاك شركات إنتاج سينمائية شجاعة بتمويل ضخم بإمكانها إنتاج أفلام من كل الأنواع لتلبي أذواق المشاهدين العرب وغير العرب في كل العالم، وهنا يمكننا الاتكاء على ما لدينا من إمكانات بشرية إبداعية مهمة من ممثلين وكتاب ومخرجين وفنيين، كما يجب أن يتم تحديث القوانين الناظمة في الاستثمار في صناعة السينما، وإيجاد حلول لتحديث دور العرض السينمائية القديمة، وإقامة دور عرض جديدة تحاكي التطور التقني العالمي الكبير في هذا الجانب، وهذا ينسحب على إيجاد قوانين محفزة للاستثمار في السينما السورية من رأس المال الوطني والأجنبي، لعلنا نشهد سينما سورية تحقق كل شروط الجذب الجماهيري وتحقق الأرباح في شباك التذاكر».

    فيسبوك X لينكدإن بينتيريست ‏VKontakte
يعمل...
X