بلقيس الشميري .. البيئة المحيطة بالشاعر تشكل هويته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بلقيس الشميري .. البيئة المحيطة بالشاعر تشكل هويته

    بلقيس الشميري لـ"العرب": البيئة المحيطة بالشاعر تشكل هويته


    شاعرة سعودية تسير على خطى قباني وجويدة والأميرين خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن.
    الخميس 2024/09/05

    المطلوب من الشاعر الإبهار

    لكل تجربة شعرية ملامحها الخاصة وعلاقاتها المترابطة والمتنافرة في آن واحد مع الشعريات الأخرى، حيث لا ينبت الشعراء من الفراغ وإنما من التراكم وأخذ المشعل عن غيرهم من السابقين والتمرد عليهم. “العرب” كان لها هذا الحوار مع الشاعرة السعودية بلقيس الشميري حول الشعر ورؤاها فيه وحوله.

    بلقيس الشميري صوت شعري له حضور مميز في الساحة الأدبية السعودية، لا تكتب فقط بالكلمات، بل ترسم الصور وتلامس القلوب بمعانيها العميقة وإحساسها المرهف. واستطاعت الشاعرة السعودية الشميري بقلمها وإبداعها أن تخترق حدود الزمان والمكان، لتجسد عبر أبياتها مشاعر وتجارب تمتزج فيها الأصالة بالحداثة.
    الشعر والحياة



    ◙ بلقيس الشميري صوت شعري له حضور مميز في الساحة الأدبية السعودية، لا تكتب فقط بالكلمات، بل ترسم الصور وتلامس القلوب بمعانيها العميقة وإحساسها المرهف.


    أوضحت الشاعرة في حديثها لـ”العرب” أن عالم الشعر هو جنتها الخالدة ومنفى شعورها، مضيفة “من خلاله أتنفس وبه أعيش، فقد كتبت الخواطر والشعر في سن مبكرة ولم أع في ذلك الوقت أن تلك الخربشات العتيقة ستنمو وتكبر معي وبداخلي كما هو حالها اليوم، والشعر الحقيقي لا يعد تمردا عابرا بقدر ما هو حالة شعورية راقية تسمو على المألوف باتحاد المشاعر، فالشاعر يتأثر إما بالأحداث أو بمشاعر الآخرين ويعبّر عنها في شعره".

    وتتابع “للبيئة المحيطة بالشاعر أكبر الأثر في تشكيل هويته الشعرية سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع، وقد ولدت في أسرة مثقفة مهتمة بالعلم والدين والأدب، مما كان له أثر كبير في تكوين خلفيتي الثقافية وانعكاسها على ما أكتبه وأبوح به، والمجتمع ومتغيراته كان له أثر كبير في تشكيل هذا الشعر وتكوينه".

    نسأل الشميري متى يكون الشاعر مبدعا؟ لتجيبنا “عندما يتألم، عندما يحزن، عندما يكتئب، وكما قال قائلهم: هل يولد الشعراء إلا من رحم الشقاء المعاناة غالبا تخلق المبدعين”. وتوضح أنها منذ بداية كتابتها الشعر إلى الآن تغير وعيها والكثير من المفاهيم والأفكار تغيرت لديها بمرور الأيام وصقل التجارب وعرك الحياة وطحنها، فما كان محببا ومقبولا بالأمس لم يعد كذلك اليوم في بعض الأمور، لاسيما بعد اتساع دائرة العقل والتجارب التي تكسب الإنسان خبرة في التفريق بين الجيد والرديء.

    وتضيف “في المقابل بعض الأفكار غير قابلة للتغيير إلا للأجمل، فالشعر في مضمونه هو الحياة والحياة هي الشعر بالنسبة إليّ، وإن الشاعر أحلامه لا تحدها حدود، والشعراء لكل منهم حلمه الخاص به فيسعى جاهدا لتحقيقه، والأحياء فقط هم الذين يحلمون أما الموتى فلا يستطيعون إلى الأحلام سبيلا".

    ولما سألناها عن الشاعرات السعوديات اليوم، حيث هناك شاعرات هن مثقفات فضائيات وقليلات هن مثقفات كتب، تقول الشميري "هناك مثقفات الكتب ممن يكتبن الشعر الفصيح غالبا، وفي المقابل مع زحمة الفضائيات وسرعة انتشارها نجد أن هناك عددا كبيرا من مثقفات الفضائيات والجرائد والمجلات اللاتي لا يخلقن فكرا واعيا ولكنهن يملن إلى التقليد الممل".

    نسأل الشميري حول خوفها من النقد، لتقول “أنا لا أخشى النقد، لأن النقد أحيانا يحتاج إلى نقد أيضا، والنقد الموضوعي البناء هو مطلب للجميع بلا شك، أما النقد المريض المبني على سفسطة الجهلاء فلا محل له عندي من الإعراب".
    بصمات شعرية



    ◙ الشميري استطاعت بقلمها أن تخترق حدود الزمان والمكان لتجسد مشاعر وتجارب تمتزج فيها الأصالة بالحداثة


    أما عن كيفية فرض الشاعر سلطته على القارئ، وكيف يترك فيه أثرا عميقا، ويوفر له المتعة الجمالية؟ تقول الشاعرة السعودية “بالإبهار، فبعض النصوص تتسم بالإبهار الذي يعلق بالذاكرة ويقاوم النسيان والسلطة التي تتحدث عنها هنا هي سلطة عقلية بحتة، فكلما نضج النص امتد تأثيره إلى القارئ الذي يبحث عن المتعة في حدائق الشعر الجميل وبساتين الأمل الذي لا يُنسى".

    وحول علاقتها مع وسائل التواصل الاجتماعي التي ظهرت من خلالها أسماء أدبية كثيرة، تقول “تقصد المستشعرين هكذا فهمت من سؤالك، بالنسبة إلى المستشعرين فما أكثرهم هذه الأيام، وقد يجدون ترحابا وقبولا من الجمهور أكثر من الشاعر الحقيقي أحيانا، ولكنهم من وجهة نظري عبء ثقيل على الثقافة والأدب، وظهورهم وقتي ولا يؤثر وجودهم على الشعر العربي الأصيل".

    أما عن الشعراء والشاعرات الذين تركوا بصمات شعرية لن ينساها التاريخ في الساحة الشعرية، والشاعر الذي راق وارتقى لذائقتها من الشعراء وتعتبره المفضل لديها، تقول بلقيس الشميري “بما أنني أكتب الشعر الفصيح والشعبي فقد تأثرت بشعراء كثيرين ممن يحترفون الكتابة العميقة ذات الأثر الممتد، ففي العصر الجاهلي تأثرت بشعر عمرو بن كلثوم وجاريت معلقته بأكثر من قصيدة في أوقات مختلفة وعلى الصعيد العربي، تعجبني قصائد نزار قباني، فاروق جويدة، أحمد شوقي، وغيرهم الكثير، أما في الشعر النبطي فقد تتلمذت على أشعار الأميرين خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن. وكل قصيدة جميلة أتأثر بها ولو كان شاعرها مغمورا أو غير معروف".


    عمر شريقي
    إعلامي سوري
يعمل...
X