أساتذة كلية الفنون الجميلة في معرض جماعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أساتذة كلية الفنون الجميلة في معرض جماعي

    أساتذة كلية الفنون الجميلة في معرض جماعي … الفنانون قدموا الموضوعات التي يريدونها وفق أساليبهم وتقنياتهم دون اعتماد أفكار محددة

    الإثنين, 02-09-2024
    | مايا سلامي – تصوير طارق السعدوني

    افتتح في غاليري البيت الأزرق في دمشق معرض فني جمع تجارب أساتذة قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة: عبد اللـه صالومة، عهد الناصر رجوب، علي سليمان، عتاب ناعم، فؤاد دحدوح، محمد العلبي، محمد بدوي، سائد سلوم، سام يوسف، يوسف البوشي.

    وقدم المعرض أبرز وأحدث نتاجات هؤلاء الفنانين الذين أغنوا الساحة التشكيلية بإبداعاتهم، كما رفدوها بأجيال من الفنانين الشباب الذين تتلمذوا على أيديهم وجاؤوا ليشاهدوا أعمال أساتذتهم في فضاء رحب جديد خارج قاعات ومراسم جامعتهم.

    أساتذة كبار

    وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أنهم أساتذة كبار قدموا أعمالاً رائعة ومتميزة تعبوا عليها، فهم أسماء كبيرة على مستوى الفن السوري.

    وأعرب عن تمنياته باستمرارية مثل هذه المعارض لأهميتها لكل من الأستاذ والطالب، منوهاً بأن هذا المعرض أتاح للطلاب فرصة لأن يشاهدوا أعمال أساتذتهم ويستمعوا لشرحهم عنها في فضاء رحب وواسع.

    الفصول الأربعة

    وتحدث الفنان التشكيلي د. سائد سلوم عن مشاركته، قائلاً: «شاركت بعملين من الحجم الكبير إضافة إلى أربعة أعمال بقياسات صغيرة تمثل الفصول الأربعة، لكن ليس بشكلها وألوانها الحقيقية التي نألفها بالواقع، حيث تضمنت رؤية داخلية تجاه الواقع، ففي إحدى اللوحات عبرت عن فصل الربيع لكن بألوان قاتمة وسوداء لأنه أصبح مقروناً بالربيع العربي الذي جاء بأشياء ظلامية وتخريبية».

    وأضاف: «أما الأعمال الكبيرة فكانت مستوحاة من طبيعة البلاد والحدائق بمدينة دمشق التي لم تعد اليوم كسابق عهدها وباتت خالية من الناس التي عبرت عنها بالمقاعد الفارغة وشبه المحطمة، ونحن نرسم لنوصل رسالة أكثر من أن ننقل الحقيقة كما هي».

    وتابع: «المعرض يضم أساتذة قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وبصفتي رئيس القسم كان من واجبي إعادة هذه الاحتفالية القديمة التي توقفت منذ زمن بسبب الظروف العامة أو الخاصة لبعض الفنانين، ولهذه الاحتفالية العديد من الجوانب الإيجابية أهمها أن الطلاب يأتون ويشاهدون نتاجات مدرسيهم خارج إطار الكلية لننقلهم إلى أجواء صالات العرض، وهناك معرض قادم سيكون بين الأساتذة والطلبة بهدف تشجيعهم ووضعهم على بداية الطريق».

    حالات حالمة

    وقال الفنان التشكيلي د. عبدالله صالومة: «شاركت بلوحتين وأنا أحب الأعمال التي تتكون من لون واحد، إضافة إلى رسم الفتيات بحالات حالمة كما هو الحال هنا في لوحة «حلم» التي تضمنت صورة فتاة نائمة، أما بالثانية فكانت بحالة عشق، وفي هذين العملين اعتمدت الكولاج الذي تقصدت تعتيمه ليوحي بضبابية الحلم وبعدها عن الواقع».

    وأوضح أن المميز في هذا المعرض أن أغلبية المشاركين هم أساتذة بكلية الفنون الجميلة، فسابقاً كان هناك تقليد سنوي يقام خلاله معرض للأساتذة توقف خلال فترة الحرب في سورية، وأعيد اليوم إحياؤه لكن هذه المرة في غاليري خاصة خارج نطاق الكلية.

    وأكد أنه لم يتم الاتفاق على أفكار معينة حيث قدم كل فنان الموضوع الذي يريده، ولكل منهم أسلوبه وتقنياته التي يعمل عليها، لذلك لم يضعوا عنواناً لهذا المعرض.

    ومضة جمالية

    وبين الفنان التشكيلي د. عهد الناصر رجوب أنهم قرروا كأساتذة في قسم التصوير أن يقدموا ومضة جمالية من خلال هذا المعرض الذي شارك فيه كل زميل بتجربته الخاصة، منوهاً بأن كل فنان اختار عدة أعمال ليشاهدوا جميعاً نتاجاتهم الأخيرة وردود الفعل عليها من قبل المتلقين.

    وأشار إلى أنه اختار مجموعة من أعماله وهذه المرة الثانية التي يعرض بها اللوحات الصغيرة، كما أنه قدم أعمالاً بتقنيات جديدة وهي الكولاج والأقمشة المختارة من التراث الريفي السوري، التي ألف منها عملاً غايته تقديم جمال يستند إلى هذه الأشياء التي كانت تعيش معنا.

    وأضاف: «نحن أساتذة قسم التصوير يجمعنا الفن بشكل قوي، ونجتمع دائماً وندعم بعضنا بعضاً بشكل متواصل ونقيم تجاربنا بشكل إيجابي، وطموحاتنا القادمة أن نقدم معارض مشتركة أوسع تجمع عدداً أكبر من الأساتذة وتجول في عدة مدن وجامعات».

    وحدة الوجود

    وأوضحت الفنانة التشكيلية د. عتاب ناعم أنها شاركت بثلاثة أعمال متشابهة من حيث التكنيك، حيث أحبت أن تقدم شيئاً يشبه هذا المكان فحملت لوحاتها تفاصيل من دمشق والبروكار الدمشقي كما أدخلت فيها مواضيع تراثية قديمة من وحي الحضارة الآشورية والآثار والعمارة القديمة.

    وقالت: «الموضوع الذي أحب التركيز عليه بالفن عموماً هو ما يتعلق بوحدة الوجود، الذي يعني أننا جميعنا ككائنات موجودة متناغمين معاً وتجمعنا علاقة نعيشها بكل لحظة، هذا ما أحاول طرحه دائماً كما هو موجود اليوم في لوحتي التي تضمنت امرأة مع تكوين معماري، وأنا عندي شغف ببناء التكوين المتوازن حيث يشعر المتلقي أن العمل جميل بغض النظر عن موضوعه بسبب بنائه البصري الصحيح».

    وأكدت أن التفاعل بين أساتذة كلية الفنون مهم جداً، وأن هذا المعرض الثاني الذي يقام خلال هذا العام، منوهة بأنها أعجبت بمكان العرض وطريقة التنظيم التي تشعر المتلقي وكأنه يشاهد اللوحات على جدران منزله.
يعمل...
X