التنوع والانتقال محور اليوبيل الذهبي لمهرجان دوفيل للسينما الأميركية
الدورة الجديدة من المهرجان تشهد حضورا بارزا بعدما أدى إضراب الممثلين في هوليوود العام الماضي إلى غياب الكثير من الضيوف عن الدورة الـ49.
الجمعة 2024/09/06
عودة من أجل جائزة فخرية
كاين (فرنسا)- يحتفل مهرجان دوفيل للسينما الأميركية الذي يُقام في غرب فرنسا بالذكرى الخمسين لتأسيسه وسط حفاوة كبيرة، إذ سيشهد حضورا كثيفا للنجوم مع برنامج يتمحور حول “التنوع والانتقال”، بعدما شهد خلال الصيف جدلا واسعا بشأن استبعاد لجنة التحكيم عازف البوق الفرنسي – اللبناني إبراهيم معلوف.
الدورة التي تقام من 6 إلى 15 سبتمبر الجاري تشهد حضورا بارزا، بعدما أدى إضراب الممثلين في هوليوود العام الماضي إلى غياب الكثير من الضيوف عن الدورة الـ49.
وقالت أود إسبير المديرة الجديدة للمهرجان الذي ينطلق الجمعة ويستمر نحو عشرة أيام “سننظر في المرآة العاكسة للرؤية الخلفية ونتطلع إلى المستقبل”.
وكانت إسبير حلّت خلال الصيف محل مدير المهرجان السابق برونو بارد الذي أقيل من منصبه بعدما طالته اتهامات بالاعتداء الجنسي تناولتها صحيفة “ميديابار” الفرنسية.
وبحسب التحقيق الذي نشره موقع ميديا بارت قال بارد “رغم أن مزاجي لاتيني، وأحبّ الجَمال، وأميل إلى توجيه إطراءات بسهولة، إلا أنني لم أدلِ مطلقاً بملاحظات ذات دلالة جنسية، ولم أقم بأي حركة أو إيحاء ذي طبيعة جنسية أو متحيز جنسياً تجاه معاوناتي”. وأضاف “إذا شعر أي شخص بالإهانة، فأنا أعتذر بصدق”.
وسيرأس لجنة التحكيم الممثل بُنوا ماجيميل، وهو شخصية شعبية في فرنسا وفي رصيده أكثر من ستين فيلما. وأبرز مَن عمل معهم ماجيميل المخرج النمساوي مايكل هانيكي، المتحصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان مرتين، والفرنسي كلود شابرول (1930 – 2010).
وسيحصل مايكل دوغلاس وناتالي بورتمان وجيمس غراي وميشيل وليامز وغيرهم من الأسماء السينمائية على جوائز فخرية.
والممثل والمنتج الأميركي مايكل دوغلاس هو ضيف شرف الدورة الخمسين، ويشارك للمرة الخامسة في هذا المهرجان، وقد التقى عام 1998 الممثلة كاثرين زيتا جونز التي أصبحت زوجته. وسبق له أن قال عن المهرجان “الجميع يقولون إن مهرجان دوفيل مميز، لكن القليل من الناس يؤكدون مثلي أنه غيّر حياتهم”.
وأوضح المنظّمون أن دوغلاس يعود “ليطأ أرض نورماندي للمرة الخامسة ليذكّر بما قدّمه إلى الفن السابع”، بعد 11 عاما من مشاركته عبر فيلم “بيهايند ذي كانديلابرا” للمخرج ستيفن سودربرغ في المهرجان. وحضر النجم المهرجان عام 2020 أيضا ولكن للمشاركة في تحية لوالده كيرك دوغلاس (1916 ـ 2020).
ومن المفترض أن يحضر كل من فرانسيس كوبولا مواكبة لعرض أحدث أفلامه “ميغالوبوليس”، وشون بيكر عن “أنورا” (حاز السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي 2024)، والإيطالي باولو سورينتينو عن “بارثينوبي”، وتيم بورتون عن “بيتلجوس بيتلجوس”.
كذلك ستحصل ابنة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ماليا آن، على “جائزة الجيل المقبل” التي استُحدثت لهذه الدورة الخمسين من المهرجان، عن فيلمها القصير “ذي هارت” الذي سيُعرض للمرة الأولى في فرنسا.
وقالت أود إسبير “من بين الأفلام الـ12 المتنافسة، هناك ثمانية أعمال هي الأولى لمخرجيها”.
وأوضحت إسبير، التي كانت نائبة لمدير المهرجان من 2018 حتى 2023 قبل أن تغادر لعام واحد إلى الولايات المتحدة حيث فهمت “بشكل أفضل المجتمع الأميركي وحبّه للفرنكوفونية وأسلوبه في مناهضة العنف الجنسي”، أنّ “الانتقال هو موضوع هذه الدورة”.
170
إجمالي الأفلام التي ستُعرض مئة، وعدد العروض التي ستقام
وترغب إسبير في طيّ صفحة الجدل الذي أثير ضمن حملة “مي تو” (المناهضة للعنف الجنسي) وتحديدا استبعاد برونو بارد من منصبه وإقصاء عازف البوق الفرنسي – اللبناني إبراهيم معلوف من لجنة التحكيم.
واعتبرت أنّ هذين القرارين كانا “ضروريين ولكنّهما اتّسما بصعوبة، وأثّرا عليها بشكل كبير”.
واتُّهم معلوف قبل عدة سنوات بالاعتداء الجنسي على قاصر، في قضية تمت تبرئته فيها عام 2020، لكنّها أحدثت “انزعاجا في الفريق” بحسب إدارة المهرجان.
وكان معلوف قد استنكر بغضب عملية إقصائه “غير العادلة” من المهرجان، مؤكدا عزمه على مقاضاة المؤسسة المشرفة على المهرجان لتسليط الضوء على الأسباب الملتبسة لهذا القرار.
وأعربت محامية عازف البوق فاني كولان السبت عن أسفها لأنّ “مهرجان دوفيل يضحّي بشخص بريء (…) من أجل مصالح تتعلق بالكسب”.
وأكد محامي الجهة المنظمة للمهرجان “بوبليك سيستيم” باتريك ميزونوف أنه “لم يتدخل شركاء ماليون ولم يمارسوا ضغوطا” في ما يخص القرار المتعلق بمعلوف، معيدا التذكير بحكم أصدرته محكمة الاستئناف ويقضي بأنّ “معلوف تصرف بطريقة غير لائقة مع فتاة تبلغ من العمر 14 عاما”.
وأفادت صحيفة “لو بوان” الفرنسية باستبعاد الممثلة والمخرجة الفرنسية مايوين من رئاسة لجنة التحكيم، لكنّ الإدارة الجديدة للمهرجان نفت ذلك.
◄ الممثل والمنتج الأميركي مايكل دوغلاس هو ضيف شرف الدورة الخمسين، ويشارك للمرة الخامسة في هذا المهرجان
وفي مايو الماضي انتقدت مجموعة من الممثلات والممثلين الفرنسيين مهرجان كان السينمائي الذي استقبل “رجالا ونساء معتدين”، في إشارة إلى الممثل جوني ديب الذي رحّبت به مايوين بحفاوة خلال المهرجان.
وقالت إسبير “من المهم العمل مع الفريق لوضع ميثاق لمناهضة العنف الجنسي وإساءة استخدام السلطة”، مبدية أملها في أن تستفيد فرنسا من تجربتها الأميركية ومن “منسقي المشاهد الحميمة” الذين يتدخلون بطريقة محايدة لتسهيل المشاهد التي تُعدّ صعبة.
وختمت حديثها بالتشديد على “ضرورة التحدث عن المواقف الصعبة، وإزالة العقبات التي تعترض حرية التعبير، وتحرير أنفسنا”.
وكانت المديرة قد أعلنت في وقت سابق أنه “في بداية المهرجان، سننشر ميثاقا ضد العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، لتجنب جميع أشكال إساءة استخدام السلطة، حتى بما يتخطى نطاق حركة ‘مي تو’، وسنكون يقظين للغاية بشأن هذه المواضيع في المستقبل”.
ويبلغ إجمالي الأفلام التي ستُعرض مئة، وعدد العروض التي ستقام 170، ويُتوقع أن يحضر المهرجان نحو 60 ألف شخص، وسيُعلن عن الفائزين في الدورة الخمسين من مهرجان دوفيل في الـ14 من سبتمبر الجاري.العدد كامل