تويت
جميله سلميه
Djemila el-Sulamiyeh - Djemila el-Sulamiyeh
جميلة السُلَميّة
(... ـ نحو 125هـ/... ـ743م)
جميلة السلمية مغنية، من العصر الأموي، كانت أعلم المغنين والمغنيات في زمنها بصناعة الغناء، وكانت زوجاً لواحد من موالي بني الحارث بن الخزرج، فغلب عليها ولاء زوجها فقيل لها مولاة الأنصار. وقيل أيضاً إنها كانت مولاة الحجاج بن عِلاط السُلمي، فنسبت إلى بني سُليم.
قال عنها أبو الفرج الأصفهاني: «إنها أصل من أصول الغناء، أخذ عنها معبد، وابن عائشة، وحَبَابة، وسلامة، وعقيلة وغيرهم».
أخذت جميلة الغناء عن جارها أبي جعفر سائب خاثر، إذ كانت تسمعه وهو يغني ويضرب بالعود ولا تفهمه، فأخذت تلك النغمات وبنت عليها غناءها، وعندما سمعتها مَوْلياتها تغني سراً، طلبن منها الغناء جهراً، فغنت وشاع حينئذ ذكرها، فقصدها الناس من كل مكان وجلست للتعليم.
كان لجميلة مجلس يحضره أئمة الغناء وكبار الشعراء في ذلك العصر كابن سُريج، ومعبد، وطويس، وعزة الميلاء، وسلاّمة، وحَبَابة، وعمر بن أبي ربيعة، والأحوص، وابن أبي عتيق، وكثير عزّة، وكانت تغني أشعار المشهورين من الشعراء مثل امرىء القيس وعنترة وعمر بن أبي ربيعة، وزهير بن أبي سلمى وغيرهم، وكثيراً ما كان يؤخذ رأيها في أمور الغناء وتحكم بين المغنين، من ذلك أنه وفد ابن سريج والغريض وسعيد بن مسحج المدينة ونزلوا على جميلة، واجتمعوا مع معبد وابن عائشة، وطلبوا منها أن تحكم فيما بينهم فيما سيغنون من الشعر وكان يؤخذ برأيها، كما كانت لا تغني أحداً إلا في منزلها فكان عبد الله بن جعفر يأتيها في مجلسها فيجلس عندها وتغنيه.
حجت جميلة وخرج معها عدد من المغنين مثل معبد وعزة الميلاء وسلامة وغيرهم، ومن غير المغنين من الأشراف ابن أبي عتيق والأحوص، وعندما قضت حجتها سألها المكيون أن تجعل لهم مجلساً فقالت: «ما كنت لأخلط جداً بهزل» وأبت أن تجلس للغناء، وبعد عودتها أشاعت خبر تركها للغناء، كراهة أن يلحقها منه شيء عند ربها، فاجتمع الناس في منزلها بين معارض ومؤيد، وقد أفتى لها أحد الشيوخ فعادت إلى الغناء.
لم تكن جميلة تحسن الغناء فقط بل كانت تحسن الضرب على العود أيضاً، وكان معبد يقول: «أصل الغناء جميلة وفروعه نحن، ولولا جميلة لم نكن نحن مغنين».
كانت جميلة مبجلة عند الأشراف، معظمة عند المغنين، يأخذون عنها ويأتمرون بأمرها، ويسعون إليها، وينطقون إذا استنطقتهم، ويكفون إذا استكفتهم، ويروى أن ابن سريج مدحها قائلاً بعد أن سمعها وحدثها «ما أدري أيهما أحسن أدبك أم غناؤك» فقالت له «كف يا عبيد فإن النبيr قال احثوا في وجوه المداحين التراب».
منى الحسن
Djemila el-Sulamiyeh - Djemila el-Sulamiyeh
جميلة السُلَميّة
(... ـ نحو 125هـ/... ـ743م)
جميلة السلمية مغنية، من العصر الأموي، كانت أعلم المغنين والمغنيات في زمنها بصناعة الغناء، وكانت زوجاً لواحد من موالي بني الحارث بن الخزرج، فغلب عليها ولاء زوجها فقيل لها مولاة الأنصار. وقيل أيضاً إنها كانت مولاة الحجاج بن عِلاط السُلمي، فنسبت إلى بني سُليم.
قال عنها أبو الفرج الأصفهاني: «إنها أصل من أصول الغناء، أخذ عنها معبد، وابن عائشة، وحَبَابة، وسلامة، وعقيلة وغيرهم».
أخذت جميلة الغناء عن جارها أبي جعفر سائب خاثر، إذ كانت تسمعه وهو يغني ويضرب بالعود ولا تفهمه، فأخذت تلك النغمات وبنت عليها غناءها، وعندما سمعتها مَوْلياتها تغني سراً، طلبن منها الغناء جهراً، فغنت وشاع حينئذ ذكرها، فقصدها الناس من كل مكان وجلست للتعليم.
كان لجميلة مجلس يحضره أئمة الغناء وكبار الشعراء في ذلك العصر كابن سُريج، ومعبد، وطويس، وعزة الميلاء، وسلاّمة، وحَبَابة، وعمر بن أبي ربيعة، والأحوص، وابن أبي عتيق، وكثير عزّة، وكانت تغني أشعار المشهورين من الشعراء مثل امرىء القيس وعنترة وعمر بن أبي ربيعة، وزهير بن أبي سلمى وغيرهم، وكثيراً ما كان يؤخذ رأيها في أمور الغناء وتحكم بين المغنين، من ذلك أنه وفد ابن سريج والغريض وسعيد بن مسحج المدينة ونزلوا على جميلة، واجتمعوا مع معبد وابن عائشة، وطلبوا منها أن تحكم فيما بينهم فيما سيغنون من الشعر وكان يؤخذ برأيها، كما كانت لا تغني أحداً إلا في منزلها فكان عبد الله بن جعفر يأتيها في مجلسها فيجلس عندها وتغنيه.
حجت جميلة وخرج معها عدد من المغنين مثل معبد وعزة الميلاء وسلامة وغيرهم، ومن غير المغنين من الأشراف ابن أبي عتيق والأحوص، وعندما قضت حجتها سألها المكيون أن تجعل لهم مجلساً فقالت: «ما كنت لأخلط جداً بهزل» وأبت أن تجلس للغناء، وبعد عودتها أشاعت خبر تركها للغناء، كراهة أن يلحقها منه شيء عند ربها، فاجتمع الناس في منزلها بين معارض ومؤيد، وقد أفتى لها أحد الشيوخ فعادت إلى الغناء.
لم تكن جميلة تحسن الغناء فقط بل كانت تحسن الضرب على العود أيضاً، وكان معبد يقول: «أصل الغناء جميلة وفروعه نحن، ولولا جميلة لم نكن نحن مغنين».
كانت جميلة مبجلة عند الأشراف، معظمة عند المغنين، يأخذون عنها ويأتمرون بأمرها، ويسعون إليها، وينطقون إذا استنطقتهم، ويكفون إذا استكفتهم، ويروى أن ابن سريج مدحها قائلاً بعد أن سمعها وحدثها «ما أدري أيهما أحسن أدبك أم غناؤك» فقالت له «كف يا عبيد فإن النبيr قال احثوا في وجوه المداحين التراب».
منى الحسن