أحمد بن إبراهيم ابن الجزار ..طبيب ومؤرخ ومشارك في عدة علوم..زهير البابا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحمد بن إبراهيم ابن الجزار ..طبيب ومؤرخ ومشارك في عدة علوم..زهير البابا

    جزار (احمد ابراهيم)

    Ibn al-Jazzar (Ahmad ibn Ibrahim-) - Ibn al-Jazzar (Ahmad ibn Ibrahim-)

    ابن الجزار (أحمد بن إبراهيم ـ)
    (285ـ369هـ /898ـ980م)

    أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، المعروف بابن الجزار القيرواني، طبيب ومؤرخ ومشارك في عدة علوم. ولد في القيروان وتعلم فيها، ولم يفارق إفريقية. كان يغادر القيروان للمرابطة بمدينة المنستير لقضاء فصل الصيف. وهو أحد أفراد أسرة أصيلة، اشتهر بعض أفرادها بممارسة الطب في مدينة القيروان، فأبوه إبراهيم كان طبيباً كحالاً (ت 312هـ/924م)، وكذلك كان عمه أبو بكر محمد مشهوراً بالطب الجراحي، وبتحضير بعض الأشكال الصيدلانية (ت 322هـ/933م) وعلى يد هذين الطبيبين بدأ أبو جعفر ممارسة الطب. وبعد أن وصل الطبيب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي إلى إفريقية، قادماً من مصر، بدعوة من زيادة الله الثالث عام (290-296هـ/903-909م)، وفي عهد عبيد الله المهدي الفاطمي (296-322هـ/910-934م)، اتصل به ابن الجزار، وأخذ منه معارف كثيرة، وذكرها في مؤلفاته. ومن المراجع المهمة التي استفاد منها ابن الجزار مؤلفات أبي يعقوب إسحاق بن عمران (ت 279هـ/892م).
    كان أحمد بن الجزار من أهل الحفظ والتطلع، والدراسة والفهم للطب والفلسفة وسائر العلوم في عصره. وكان له بالقرب من داره، سقيفة أقعد فيها غلاماً له يدعى رشيقاً. وأعدّ بين يديه بعض المعجونات والأشربة والأدوية، لكي يقوم بتحضير الوصفات التي يكتبها ابن الجزار للمرضى، بعد أن يفحص قارورة (بول) كل واحد منهم، ليشخص مرضه، وبهذا يكون ابن الجزار جمع في عمله هذا بين مهنتي الطب والصيدلة، وأنشأ أول صيدلية في المغرب العربي. ويقول عنه ياقوت الحموي: «كان له معروف كثير، وأدوية يفرقها على الفقراء والمعوزين دون مقابل».
    كان ابن الجزار واسع المعرفة بالمصادر الطبية والصيدلانية. ولم يمنعه وجوده في مغرب العالم العربي من الحصول على ثمرات جهود علماء المشرق، المترجمة منها والمصنفة.
    قام ابن الجزار بتصنيف عدد كبير من المؤلفات، وأحصاها حسن حسني عبد الوهاب، فبلغ عددها (37) مؤلفاً، ثم أضاف إليها إبراهيم بن مراد ستة مؤلفات أخرى فصار عددها (43)، منها كتاب «الاعتماد في الأدوية المفردة» ألفه في مطلع شبابه، وقدمه للخليفة القائم بن عبيد الله المهدي (322-334هـ/934-945م)، تكلم فيه على العقاقير النباتية والحيوانية والمعدنية، وصنفه في أربع مقالات، بحسب درجات الأدوية الأربع، وبلغ عددها (278) دواءً، منها (45) من أصل معدني، و(219) من أصل نباتي، وما بقي من أصول مختلفة.
    انتقد ابن الجزار في مقدمة هذا الكتاب ديسقوريدس لأنه لم يذكر طبيعة كل واحد من العقاقير التي تكلم عليها، وقوته وكميته. ثم انتقد جالينوس لأنه لم يذكر منافع تلك العقاقير وخواصها ومضارها. كما قام بحذف كثير من العقاقير التي ورد ذكرها في كتاب ديسقوريدس، لأنها كانت غير معروفة أو مستعملة في المغرب العربي.
    شاع كتاب «الاعتماد» في أوربة بعد أن ترجم إلى اللاتينية من قبل قسطنطين السرقسطي، تحت اسم Liberfiduciae، ولكن لم تعرف أهمية هذا الكتاب وصاحبه إلا بعد أن قام قسطنطين الإفريقي، في مدينة سالرنو بوضع موجز له تحت اسم مستعار وهو Liber gradibus، وانتحله لنفسه.
    كتاب «زاد المسافر وقوت الحاضر»: وهو أهم مؤلفات ابن الجزار المعروفة، سواء من حيث المادة أو حيث الحجم قسمه إلى سبع مقالات، تكلم فيها على الأمراض التي تصيب جسم الإنسان من الرأس إلى القدم، مع طرق معالجتها وترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية، وانتحله قسطنطين الإفريقي في القرن الحادي عشر للميلاد وأطلق عليه اسم Viatieum، وكتاب «سياسة الصبيان وتدبيرهم» يتألف هذا الكتاب من (22) باباً، ومن الممكن تقسيم هذه الأبواب إلى ثلاثة أبحاث وهي: حفظ صحة الطفل وتغذيته، وصف أمراض الأطفال وطرق معالجتها، تربية الأطفال أخلاقياً ونفسياً واجتماعياً، وكتاب في «المعدة وأمراضها ومداواتها» حقق هذا الكتاب سلمان قطاية، تحت عنوان «طب المعدة»، والكتاب غير مقسم إلى أبواب أو فصول، ولكن من الممكن تقسيمه إلى ثلاثة أبحاث: تشريح المعدة ووظيفتها، أمراض جهاز الهضم، الأمراض الخاصة بالأورام والأخلاط والأدوية المستعملة في علاجها، وكتاب «الفروق بين الاشتباهات في العلل»: حقق هذا الكتاب سلمان قطاية تحت اسم (كتاب ما الفارق ـ أو كلام في الفروق بين الأمراض)، ونسبه إلى أبي بكر الرازي، ثم أعادت تحقيق هذا الكتاب رمزية محمد الأطرقجي، ونسبته إلى ابن الجزار. وكتاب «طب الفقراء والمساكين» ويتألف من سبعين باباً، تكلَّم فيه ابن الجزار على الأدوية البسيطة المستعملة في علاج أمراض الرأس، الصدر، جهاز الهضم، جهاز البول، الرحم والولادة، أمراض الجلد، الكيّ.
    وبعد تسمية كل مرض يذكر ابن الجزار ما يفرقه عن أمراض أخرى مشابهة، ثم يشرح مطولاً كل ما يعرفه عن طريق معالجته، دون التعرض لأي مداخلة جراحية. ومما يلفت النظر في كتاب «طب الفقراء والمساكين» تعدّد العقاقير البسيطة التي ينصح ابن الجزار باستعمالها في الوصفة الواحدة، كما أنَّ الوصفات التي نجدها في هذا الكتاب غير موجودة غالباً في كتب أخرى له.
    أمَّا المؤلفات الأخرى لابن الجزار، والتي لم تحقق بعد، فمنها كتاب في إبدال العقاقير، وكتاب في طرق تقوية الذاكرة، ترجم إلى اللاتينية والعبرية، كتاب الماليخوليا، كتاب في طب الشيوخ وحفظ صحتهم. ولابن الجزار مؤلفات في التاريخ والأدب منها كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»، و«أخبار الدولة العبيدية» ومن مؤلفاته المفقودة كتاب: «البغية في الأدوية المركبة»، كتاب «السمائم»، كتاب في الأغذية، كتاب في الحيوان.
    زهير البابا
يعمل...
X