عبد الجبار العلمي
رواية «زقاق المدق» لنجيب محفوظ: القَضايا والشخصيات
27 - أغسطس - 2024م
واكب نجيب محفوظ التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع المصري، من خلال منجزه الروائي الباذخ المتميز، ابتداء من المرحلة التاريخية وبداية المرحلة الاجتماعية، مروراً بالمرحلة الواقعية النقدية والمرحلة النفسية والفلسفية، «السراب» و«أولاد حارتنا» وبداية مرحلة اجتماعية جديدة (كتاب تأملات في عالم نجيب محفوظ لمحمد أمين العالم) يقوم بناؤها على استخدام الرمز وتقنيات الرواية المعاصرة، «ثرثرة فوق النيل» و«ميرامار» وصولاً إلى مرحلة توظيف التراث العربي، «ليالي ألف ليلة» و«ابن فطومة» والتراث المصري القديم « العائش في الحقيقة» وانتهاء باستخدام الشكل الملحمي في رائعته «ملحمة الحرافيش» على سبيل المثال لا الحصر.
فمتابعة تراث نجيب محفوظ الروائي والقصصي، وتناوله بالدراسة والتحليل يحتاج إلى تسويد الصفحات، وكتابة الأسفار والقيام بجهود يقصر عنها فريق عمل مختص في مجال السرديات. وخلال هذا المسير الطويل من إبداع الكاتب الروائي، خاصة في المرحلة التي كتب فيها روايته «زقاق المدق» «تعرضَ للقاهرة الأرستقراطية وعلاقتها بالبورجوازية الصغيرة في رواية «خان الخليلي» وفي رواية «السراب» عالج حياة فرد ضائع في القاهرة الأرستقراطية، ورصد من جديد التحولات الطارئة في القاهرة في روايته «زقاق المدق». (المصدر نفسه). وسنحاول في هذه القراءة العاشقة الحديث عنها مركزين على محورين أساسين هما القضايا التي تعالجها الرواية والشخصيات الروائية المتعددة المتنوعة التي تعج بها.