القصر المنسوب لتراجان في بصرى الشام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القصر المنسوب لتراجان في بصرى الشام


    القصر المنسوب لتراجان في بصرى الشام
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    يعد قصر "تراجان" أهم المواقع الأثرية في "بصرى" المدينة الأثرية القديمة التي نعتز ونفتخر بها، ويشكل معلما اثريا مهما يرتاده السياح العرب والأجانب للتعرف على تاريخ المنطقة وتاريخها وأهميتها والفترات التي مرت عليها،..
    وإعادة الترميم للقصر ستشكل نقلة نوعية مهمة لجلب السياح لهذا القصر.
    .
    وهو يقع ضمن الحي الشرقي من مدينة "بصرى" على بعد 50 متراً تقريباً من الكنيسة الكبيرة بالقرب من القوس النبطي،
    ويحده من الجنوب الشرقي البحيرة أو الخزان الكبير،
    .
    وتبلغ المساحة التي يشغلها القصر 1850 متراً مربعاً.
    .
    ☆ وبدأت الأعمال الأثرية ضمن القصر خلال وجود البعثة الأثرية لبولتير «bulter» عام 1919م، حيث قام بأول أعمال الرفع الهندسي للبقايا المعمارية..
    .
    ☆ وتابع الأعمال فيما بعد دنتزر «dentzer» أثناء تنقيبات البعثة للقوس النبطي والكنيسة.
    .
    ☆ ثم رمم قصر "تراجان" الذي يقع بين الباب النبطي وبركة الحاج، وفق منهجية جديدة تتعلق بالتوثيق عن طريق استخدام أحدث التقنيات الموجودة، بما يشكل مشروعاً فريداً من نوعه على مستوى سورية.
    .
    وتم الانتهاء من إعادة ترميم القصر الأثري من خلال بعثة فرنسية يرافقها العديد من كوادر المديرية في "بصرى"، وذلك في عام 2011..
    .
    وكان التنقيب في قصر "تراجان" يهدف إلى تحديد وظائف حجرات القصر ومعرفة المحيط المدني والاستيطان والاستخدام وأماكن وجود الحمامات بالنسبة لموقع القصر من جهة والمدينة من جهة ثانية.
    .
    علماً أن القصر مبني على أساسات رومانية،
    وقام مهندسو الدائرة بتوثيق الأجزاء المتصدعة المراد فكها بالتعاون مع البعثة الفرنسية العاملة في الموقع
    .
    وقامت الكوادر العاملة في الترميم بفك الأجزاء الآيلة للسقوط من أقواس وجدران وأسقف لإعادة بنائها من جديد وفق الحالة الأثرية القديمة..
    فتم الانتهاء من العمل في بناء الواجهة الرئيسية، وإعادة تركيب أجزاء السقف وعزله وأعمال بلاط الأرضيات.
    .
    وكان الموقع عام 1980م مشغولاً من قبل عدة عائلات، وقد تغيرت فيه الكثير من المعالم بسبب الإشغالات الحديثة، ولم يكن الأمر يقتصر على هذا البناء فقط، فقد كانت القرية بكاملها تقطنها عائلات بصرى، وقسم منها كان قد تحول إلى حظائر للحيوانات، وهذا الأمر أدى إلى حدوث كثير من الإضافات على الأبنية القديمة والتي لا يزال قسم كبير منها موجوداً حتى الوقت الحاضر .
    .
    ☆وصف القصر:
    ~~~~~~~~~~~
    يشغل القصر كما ذكرنا مساحة تبلغ 1850 متراً مربعاً، له مخطط مستطيل الشكل ...
    .
    ويتألف البناء من طابقين:
    ▪︎ ☆ الطابق الأرضي وهو مخصص للخدمات التي يحتاجها القصر...ويحتوي على قسمين شمالي وجنوبي، وبينهما ساحة مربعة تحتوي على خزان ماء وتحيط بها ثلاثة أروقة بأعمدة من ثلاث جهات وتبلغ مساحتها 681 متراً مربعاً.
    .
    ويتكون من حجرتين كبيرتين في القسم الجنوبي يمكن الوصول إليهما من خلال الساحة ومنهما يتم الوصول إلى حجرات أصغر، وفي المنتصف تتوضع حجرة جدارها الشرقي والغربي على شكل نصف دائري تشكل أساساً للحجرة التي توجد في الطابق الأول،
    وفي الجهة الغربية من هذا القسم تم الكشف عن حجرة تحتوي على بقايا فحم وقنوات ماء إضافة إلى العثور على أحواض للماء،
    وقد ثبت وجود حمام خاص صغير وهو يعود لفترة لاحقة لبناء القصر.
    .
    أما القسم الشمالي فهو مشابه للقسم الجنوبي من حيث وجود حجرة كبيرة مركزية وحجرة أصغر بشكل طولي من كل جانب.
    .
    الجانب الشرقي للقصر مشغول بعدة حجرات صغيرة تطل على الرواق ذي الأعمدة، وقد تبين وجود بقايا قديمة في هذا المكان سابقة لبناء القصر،
    في حين أن الجانب الغربي مخرب بالكامل ومشابه على الأرجح للجانب الشرقي.
    .
    ▪︎ ☆ أما الطابق الأول فيتم الوصول إليه من خلال درجين أحدهما يتوضع في الجهة الشمالية الغربية والثاني في الجهة الجنوبية الغربية
    وقد تم العثور على جزء من هذا الدرج، ومخطط هذا الطابق مشابه لمخطط الطابق الأرضي مع العلم أن بقاياه مخربة لدرجة يصعب تمييز حجراته من خلالها ، إلا أنه قد تبين وجود قاعة كبيرة في القسم الشمالي وهي كانت مخصصة على الأغلب للاستقبال،
    في حين يرجح أن القاعة ذات الجدران نصف الدائرية والتي تظهر أساساتها في الطابق الأرضي كانت ذات استخدامات دينية،
    وكان يتم التنقل ضمن هذا الطابق من خلال أروقة تحملها أعمدة الطابق الأرضي التي تحيط بالساحة التي ذكرناها أعلاه، أما باقي الحجرات ضمن هذا الطابق فكانت مخصصة للإقامة والمعيشة .
    .
    وفيما يخص الأسقف، نجدها تتبع نفس النظام المتبع في المنطقة الجنوبية، أي نظام الأسقف الحجرية، ولم يتم العثور ضمن البناء على أية بقايا خشبية تدل على استخدامها، بل كان الحجر البازلتي المادة الأساسية.
    .
    أظهرت أعمال الدراسة والتحليل للبقايا المعمارية ومقارنتها إضافة إلى أعمال التنقيب الأثري أن مخطط البناء مماثل للتنظيمات القديمة والعناصر المعمارية المميزة للشرق القديم، وأن المقارنة مع أمثلة أخرى معمارية سكنية في الإمبراطورية سمحت لنا بفهم وتأريخ العناصر المكونة له كما أمكن إعادة تخيل افتراضي لشكل البناء كما كان عليه سابقاً .
    .
    وظيفة البناء:
    ~~~~~~~~~~
    إن الإشكالية التي تتعلق بهذا البناء تتمثل بالتسمية ووظيفته، حيث أن الكثيرين نسبوه إلى "تراجان" دون وجود أية دلائل على ذلك،
    خصوصاً أن البقايا الأثرية الظاهرة في الوقت الحاضر مؤرخة على العصر البيزنطي..
    .
    وقد تعددت الآراء حول ماهية هذا البناء، نذكر منها: ☆ تلك التي اقترحها موريس سارتر «Sartre» أن البناء كان قد استقر فوق بناء ملكي نبطي بدليل أن الحي الشرقي من المدينة ضم الأبنية الملكية أو الرسمية.
    لا شك وأن البناء مهم وله مكانة صرحية نادرة ويمكن القول بأنه كان مقر إقامة حاكم المدينة خلال العصر الروماني،
    وخلال العام 490م تم هجر بعض أبنية المدينة، وبالتالي أعيد استخدام مقر الحاكم القديم وتغيرت وظيفته.
    .
    وعموماً يظهر هذا البناء خاصية مميزة من خلال أبعاده ومخططه وتجهيزاته، وربما كان مقراً لحاكم المنطقة لاسيما وأن وجوده يقع في مكان تتوضع فيه الأبنية المهمة للمدينة.
    .
    وقد أظهرت التنقيبات الأثرية وجود أربع مراحل تاريخية لهذا البناء، أولها يبدأ مع بداية القرن الثاني الميلادي، وآخرها كان في القرنين الخامس والسادس الميلادي.
    .
    كما أسفرت التنقيبات عن العثور على بقايا معمارية تعود للفترة البيزنطية، وهي عبارة عن:
    ☆ محلات تجارية ومستودعات
    ☆ إضافة إلى قطع فخارية في الطبقة الكلسية التي تغطي الجدار الجنوبي،
    ☆وطبقتين من الآجر في الجهتين الشرقية والجنوبية
    ☆ومصطبة مبنية على ارتفاع الأرض من الآجر
    ☆ وكسر فخار..
    .
    وفي جميع الأحوال فإن صفات هذا البناء تؤكد أهميته، فربما كان مقراً للحاكم وربما قصراً، وحتى الوقت الحاضر فإن وظيفته ما تزال مجهولة، ولكي تكون النتيجة مؤكدة بخصوصه لا بد من القيام بأعمال تنقيب حول كافة الجدران وخصوصاً ضمن الساحة الداخلية التي من شأنها أن تلقي الضوء على الغموض الذي يكتنف هذا الصرح.
    .
    #الإمبراطور "#تراجان"
    ولد في الفترة من /53– 117/م وهو ثاني الأباطرة الأنطونيين الرومان، وبلغ بالإمبراطورية الرومانية أوج اتساعها.
    والإمبراطور الروماني كان ثاني "خمسة أباطرة جيدين حكموا الإمبراطورية الرومانية، وكان والد "تراجان" حاكم سورية، وشارك "تراجان" الإمبراطور "دوميتيان" في الحروب ..
    وخلف "دوميتيان" "نيرفا" الذي كان غير مرغوب فيه من الجيش، ولحاجة "نيرفا" إلى القيام بأي شيء لكسب تأييد الجيش أنجز "نيرفا" هذا الشيئ بتسمية "تراجان" ابناً له بالتبني وخليفة له
    ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
    مدونة وطن - هيثم العلي
    اكتشف سورية - همام سعد





يعمل...
X