بيت الدهان الاثري في حلب
----------------------------------------
يقع بيت "الدهان" (فندق قصر المنصورية) في مدينة حلب القديمة، في حي داخل باب قنسرين، المنطقة العقارية (٨- ٥- ٢).
يعود بناؤه إلى القرن (١٠هـ/١٦م)، وقد أُعيد بناؤه وترميمه عدة مرات. .
وهناك نص فوق مدخله مؤرخ لسنة (١٣١٦هـ/١٨٩٨م) أواخر العصر العثماني.
.
ويشابه طراز بنائه عمارة البيوت العديدة المبنية في الفترة العثمانية والمنتشرة في مدينة حلب ك(دار غزالة ووكيل) وغيرها.
.
وقد عرفت هذه الدار منذ أوائل القرن الماضي باسم "دار دهان".
وفي سنة (١٩٩٥م) حصلت أسرتان أوربيتان (هما أسرة باولو غالون وأسرة فنسنت جودي) على البيت وقد كان خراباً، وعملتا من دون كلل لمدة سبع سنوات على ترميمه؛ كي يصبح منزلهم الخاص والمكان الذي يستقبلون فيه أصدقاءهم الأوربيين خلال زياراتهم المنتظمة لحلب.
.
قامت المهندسة المعمارية المعروفة (آن جودي) ومهندسة التصميم الداخلي (كاترين شاسييه) بدراسة الرسومات وترميمها خلال زياراتهما العديدة لحلب، وافتتح بوصفه فندقاً تاريخيّاً ونادياً خاصّاً سنة (١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م).
.
يتألف المبنى من طابقين أرضي وأول وقبو ومغارة تضم ٩ أجنحة بتصاميم مختلفة.
▪︎يتألف الطابق الأرضي من مدخل موجه شرقاً يمر عبر دهليز طويل ينتهي إلى باب يؤدي إلى قسم الاستقبال، ومنه إلى باحة كبيرة في وسطها بركة ماء كبيرة.
ويتألف المدخل من بوابة مسقوفة في قسمها الأول بقبوة متطاولة تنتهي بسقف خشبي مستوٍ يمتد فوق جذوع الشجر،
ويتصدر البوابة باب مكون من مصراعين من الخشب المصفح تعلوه قوس مجزوءة، فوقها نص كتب فيه «توكلت على الله سنة ١٣١٦»، تعلوه لوحة تضم زخرفة هندسية ضمنها وردة، يعلوها إفريز على طرفيه مقرنصات. وللبيت مدخل خلفي للتخديم موجه غرباً.
.
يحدّ الباحة من الجنوب-كما في أغلب البيوت الحلبية-إيوان كبير ومرتفع على طرفيه غرفتان، ويحدّها من الشمال قاعة الاستقبال، وهناك في أقصى الشمال الغربي درج يهبط إلى (القبو) حيث المطبخ الذي يقبع تحت القسم الغربي من الباحة، وهو يؤدي إلى (مغارة) منقورة في الصخر فيها مكان للجلوس ومطعم.
ويحدّ الباحة من الغرب بدءاً من الشمال قسم خدمات، ثم جناح يليه ممر يؤدي إلى باحة ثانية.
.
أما الطرف الشرقي فهو يضم غرفة الاستقبال السابقة الذكر، أمامها درج يصعد إلى غرفة في الطابق الأول. وهناك درج في الزاوية الجنوبية الشرقية من الباحة يهبط إلى القبو.
أما الباحة الثانية فهي صغيرة تؤدي جنوباً إلى خدمات؛
.
وحمام يتكون من براني ووسطاني وجواني. حُوِّل الجواني إلى حمام للبخار، وهناك «جاكوزي» كبير في القسم البراني فيه مصاطب لخلع الثياب والاستراحة.
وشمال هذه الباحة باب يؤدي إلى درج يهبط إلى المطبخ، ودرج يصعد إلى الطابق الأول الذي يضم عدة أجنحة وباحة وشرفة تقع فوق الحمام السابق ذكره، وفوق جناح الطرف الغربي وفوق الإيوان والغرفة الواقعة غربه من الباحة الخارجية.
▪︎تُعدّ القاعة الرئيسية أجمل أجزاء البيت، وتتكون من عتبة كبيرة يحيط بها من الجهات الثلاث ثلاثة أواوين. كسيت جميع جدران القاعة بخشبيات تعود إلى القرن (١٠هـ/١٦م)، واستغرق ترميمها ٤ سنوات، وهي مزخرفة بطريقة العجمي، وتضم زخارف نباتية ونصوصاً كتابية مزهرة ومقرنصات استعملت فيها الألوان المذهبة.
وفي وسط العتبة بركة ماء مستديرة مفصصة (١٦ فصّاً) تتناوب بين فصوصها الألوان: القرمزي والأصفر والأسود والأبيض، وقد بُلّطت الأرضيات وكذلك جدران العتبة بالرخام المشقف بالألوان السابقة. .
.
ويسقف العتبة قبة محمولة على رقبة مضلعة (١٢ ضلعاً) تضم ١٢ شمسية، والانتقال يتم بالمثلثين الهرميين المقلوبين ثم بالمثلثات الكروية.
.
ويحيط بالإيوان الشمالي للقاعة غرفتان على طابقين تسقف كلّاً من الغرفتين السفليتين قبوة متطاولة، وتسقف كلّاً من الغرفتين العلويتين قبة. وتتصل الغرفة الغربية مع غرفة أخرى تقع غربها.
يرتفع الإيوان عن الباحة بدرجة، وقد بُلِّطت أرضيته بالرخام الملون والمشقف وكذلك أرضية الباحة أمامه. وتسقف الإيوان قبوة متطاولة.
إن الواجهة الخارجية الجنوبية للقاعة غنية بالزخارف، وهي تضم باباً في الوسط وعلى كل من طرفيه نافذة مزودة بالقضبان الحديدية يلي كلّاً منهما على الطرفين باب.
لكل من الأبواب والنوافذ شكل مستطيل يعلوه ساكف مستقيم مكون من قطعة حجرية واحدة. يعلوها في الوسط فوق الباب والنافذتين على طرفيه صف من المزررات يتناوب فيها الألوان: الأصفر والأسود والأبيض.
ويعلو القسم فوق الباب قوس مدبّبة مزخرفة باللسينات، وقد زخرفت المساحة ضمنه بزخارف نباتية (أرابسك). وفي الأعلى شمسيتان توأمان يعلو كلّاً منهما قوس حدوة الفرس المدبّبة ذات المراكز الأربعة، وفي أعلى الوسط بينهما نجمة سداسية.
يحيط بالشمسيتين والنجمة صفان من الأشكال المروحية المتناوبة ثم صف من المكعبات المتناوبة. وتنتهي الواجهة في الأعلى بإفريز بسيط مزخرف بصف من اللسينات.
أما واجهة الإيوان فهي على شكل قوس كبيرة مدبّبة ترتكز في كلا الطرفين على أنصاف تيجان مقرنصة. وزخرف الجدار بين أرضية الباحة والإيوان بالتناوب اللوني، وهو يضم نوافذ للأقبية مزودة بتخاريم حجرية هندسية.
في أعلى وسط الواجهة فوق الإيوان نافذة يعلوها قوس نعل الفرس المدبّبة ذات المراكز الأربعة.
• وشرق الإيوان باب لغرفة يعلوه قوس عاتقة مثلثة مصمتة فوق ساكف مستقيم تعلوها شمسية تعلوها القوس ذات المراكز الأربعة، وفي الأعلى قبة مزوّدة بقمريات.
• وغرب الإيوان باب يليه نافذتان يعلو كلّاً منهما قوس مجزوءة، وفوق كل منها شمسية مشابهة لما سبق. وفي الطابق الأول ٣ نوافذ يعلو كلاً منها قوس مجزوءة.
.
* وتضم الواجهة الشرقية للصحن المدخل، يعلوه قوس مجزوءة، يليه إلى الشمال نافذة صغيرة تعلوها القوس ذات المراكز الأربعة، يعلو ذلك شرفة الطابق الأول والدرج المؤدي إليها. ويضم الطابق الأول باباً ونافذتين يعلو كلاً منها قوس مجزوءة، وفوق كل منها شمسية مزخرفة بتخاريم حجرية.
.
* أما الواجهة الغربية للصحن فهي تضم في الطابق الأرضي بدءاً من الجنوب خمس نوافذ، ثم باب يليه نافذتان، ثم باب؛ يعلو كلّاً منها قوس مجزوءة، وفوق كل منها شمسية تعلوها قوس نعل الفرس المدبّبة ذات المراكز الأربعة.
وتنتهي الواجهة في الأعلى بإفريز بسيط يليه سياج أمام شرفة الطابق الأول.
.
▪︎ يتراجع الطابق الأول عن الطابق الأرضي، وهو يضم ثلاث نوافذ يليها قسم مصمت ثم نافذة أخرى، وفوق النوافذ الثلاث الأولى شمسيات. يعلو كلّاً من النوافذ والشمسيات قوس نعل الفرس المدبّبة ذات المراكز الأربعة. وتنتهي الواجهة في الأعلى بإفريز بسيط.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
لمياء جاسر - الموسوعة العربية